; الافتتاحية- انتصارات المسلمين ومؤامرات الغربيين في البوسنة | مجلة المجتمع

العنوان الافتتاحية- انتصارات المسلمين ومؤامرات الغربيين في البوسنة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1994

مشاهدات 13

نشر في العدد 1106

نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 05-يوليو-1994

بدأت الانتصارات التي حققها الجيش البوسني المسلم في وسط وشمال البوسنة خلال الأسابيع القليلة الماضية، تؤثر في تحويل الموقف سياسيًا وعسكريًا لصالح المسلمين في البوسنة، فخلال الأسبوعين الماضيين تمكن الجيش البوسني من السيطرة على عدد من المرتفعات الاستراتيجية الهامة في وسط وشمال البوسنة أجبرت الصرب حسب اعترافهم إلى التقهقر إلى مسافات كبيرة، وقال مسئول في الصليب الأحمر الدولي: إن خمسة آلاف صربي قد فروا من مناطق القتال خوفًا ورعبًا من المسلمين في المناطق القريبة من جبل أوزيرن الاستراتيجي القريب من مدينة توزلا الذي سيطر عليه المسلمون مؤخرًا، أما قوات عبديتش الانفصالية التي يدعمها الصرب في شمال غرب البوسنة فقد اعترفوا بأن موقفهم قد تدهور بشدة أمام انتصارات الجيش البوسني، وأنهم قد خسروا مناطق استراتيجية وهامة أمام هجوم جيش البوسنة الكاسح وقال محمد كوسيتش رئيس ما يسمى بحكومة عبديتش: «إن موقفنا العسكري قد تدهور وأصبح خطيرًا ولم يسبق له مثيل منذ أعلنا قيام جمهورية غرب البوسنة في شهر سبتمبر الماضي، لكننا نعتمد على مساندة الصرب لنا».

وقد أكد قائد الجيش البوسني الجنرال راسم ديليتش في تقرير نشرته وكالة «رويتر» يوم الثلاثاء الماضي بأن قوات المسلمين قادرة على تحرير البوسنة والهرسك من الاحتلال الصربي بإمكاناتها العسكرية الحالية، وقال بأن الجيش المسلم قد قام بتحرير مناطق هامة كان الصرب قد استولوا عليها منها مرتفعات تطل على الطريق الرئيسي بين مدينتي توزلا في الشمال الشرقي، وزينتسا في وسط البوسنة، وتوقع ديليتش هزيمة عسكرية للصرب في المعارك القادمة رغم لجوء الصرب إلى استخدام الصواريخ والمدفعية الثقيلة لقصف المدن البوسنية الكبرى انتقامًا لخسائرهم.

وقال ديليتش: رغم الإمكانات الهائلة والإمداد الكبير الذي يتمتع به الصرب إلا أن معنويات الصرب منهارة وقد انقلبت الحرب الآن لصالح المسلمين، وقد أصبح لجيش البوسنة الآن القوة التي تمكنه من شن حرب التحرير وفي تأكيد محايد لهذه المعلومات قال قائد قوات الأمم المتحدة في البوسنة الجنرال مايكل روز: إن قوات الجيش البوسني تزداد قوة مع مرور الوقت، وقد أصبح الوقت من وجهة النظر العسكرية والسياسية والاقتصادية في صالح الحكومة البوسنية التي بدأ صعود نجمها وزيادة قوتها القتالية التي ربما تقنعها بأن بمقدورها نقل الحرب إلى الجانب الصربي، إلا أن هذه الانتصارات وهذه التصريحات زادت من قلق أوروبا وروسيا التي تدعم الصرب سياسيًا وعسكريًا منذ بداية الحرب في البوسنة، وسرعان ما حذرت كل من فرنسا وبريطانيا والدنمارك وكندا الكونجرس الأمريكي من مغبة الموافقة على حظر استيراد السلاح للحكومة البوسنية، والذي من المفترض أن يتم التصويت عليه مرة أخرى قريبًا بعدما قام الرئيس الأمريكي بتعطيل التصويت الأول الذي وافق فيه أعضاء الكونجرس على رفع حظر تصدير السلاح إلى البوسنة، كما تواصل مجموعة الاتصال التابعة للدول الكبرى السبع وروسيا ضغوطها على المسلمين للقبول بالخريطة الظالمة للبوسنة والتي تمنح المسلمين والكروات ٥١% فقط من الأراضي، رغم أنهم يزيدون عن ٦٥% من عدد السكان فيما يمنحون الصرب الذين يتجاوزون ۳۰% بقليل ٤٩% من مساحة البلاد في انحياز واضح إلى جوار الصرب على حساب المسلمين.

ومن المقرر أن يجتمع المتآمرون في جنيف في الخامس من يوليو الجاري لوضع خريطة التقسيم الأخيرة للبوسنة والتي لا تقل في فداحة ظلمها للمسلمين عن خريطة سايروس فانس السابقة وخرائط أخرى شبيهة وضعتها المجموعة الأوروبية.

لكن المؤلم في كل ما يحدث هو استمرار الغياب الإسلامي الواضح عن المحادثات الدائرة بشأن البوسنة وترك الأمور كلها لأوروبا وروسيا دون تشكيل أي ضغوط من الدول الإسلامية للحصول على المكاسب المرجوة للمسلمين، ولعل الانتصارات العسكرية التي يحققها المسلمون الآن تلقى مزيدًا من المسئولية على المسلمين حكومات وشعوبا حتى يواصلوا دعمهم لمسلمي البوسنة على الصعيد السياسي والعسكري حتى يتمكنوا من استرداد حقوقهم السليبة بقوة السلاح بعدما عجزوا عن استردادها على موائد المفاوضات، فسارعوا أيها المسلمون لنصرة إخوانكم حتى يواصلوا انتصاراتهم المباركة ويحرروا وطنهم السليب وينتصروا على المؤامرات الدولية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال: ٢٤) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ (سورة محمد: آية 7)

الرابط المختصر :