العنوان المجتمع الأسري (1270)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1997
مشاهدات 718
نشر في العدد 1270
نشر في الصفحة 60

الثلاثاء 07-أكتوبر-1997
د. خزيمة توحيد- أستاذة الفقه بإندونسيا- لـ«المجتمع»: الإسلام كفل للمرأة حق المشاركة في شتى مجالات الحياة
حوار: ماجدة أبو المجد
المرأة المسلمة يمكن أن تقف على كثير من الثغور التي ينخر الأعداء من خلالها في جسد الحركة الإسلامية، عبر حرصها على العلم، والتفقه في أمور دينها، ورد الشبهات عنه، والإسهام في تصحيح الصورة المشوهة التي يروجها الإعلام الغربي للإسلام ولوضعية المرأة المسلمة ومكانتها في ظل الشريعة الإسلامية، والمرأة الإندونيسية- بوجه خاص- عليها عبء كبير في هذا الصدد، إذ إن حركة التنصير هناك تتسم بالنشاط، وذلك بهدف تحويل الشعب الإندونيسي عن إسلامه، إذ يبلغ المسلمون في إندونيسيا 90% من عدد سكانها، ود. خزيمة توحيد نموذج للإندونيسية الواعية ذات الدور الديني الفعال، فهي أستاذة الفقه المقارن والمسائل الفقهية الحديثة بكلية الشريعة والدراسات العليا بجامعة الشريف هداية الله- جاكرتا- ومعها كان لنا هذا الحوار.
* قضية حق المرأة في التعليم قضية تثار كثيرًا في المجتمعات الإسلامية غير العربية، فما حقيقة وضع المرأة التعليمي في إندونيسيا؟
* سأبدأ كلامي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، فمعنى المسلم هنا يعم كلًّا من الذكر والأنثى، فالإسلام لم ينكر حق المرأة في التعليم، ولم يعتبره نافلة وأمرًا ثانويًا، على اعتبار أن المرأة شخص مكلف كالرجل تمامًا، لها ما له وعليها ما عليه من حقوق وواجبات، فهي المسؤولة عن صلاتها وصيامها وزكاة مالها وحجّها، وتصحيح عقيدتها، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومسؤولة أيضًا عن تصحيح أوضاع المجتمع الذي تنتمي إليه، فالإسلام كفل لها حق المشاركة في شتى مجالات الحياة.
وأعتقد أنه لا يتم لها ذلك إلا من خلال التعليم والدروس والتلقي، ثم نقل هذا العلم لغيرها، فمن المنطقي إذن أن يمنحها الإسلام حق التعلم والتعليم.
ولقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء وبيعتهن بيعة الرجال، كما كن يحتشدن لسماع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجمعة من أجل التعليم ومعرفة أمور الدين الحنيف.
كما أن الرسول الكريم بشر الآباء أو من يتولى تربية وتعليم الإناث بثواب كبير، فقال: «أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران»، فقرن ثواب التعليم والتأديب بثواب العتق ودخول الجنة.
أما بالنسبة لإندونيسيا، فالحكومة تبذل جهودًا كبيرة من أجل تعليم المرأة، فجعلت التعليم إجباريًا بنص القانون، وكان ثمرة ذلك انخفاض نسبة الأمية بين المواطنات ذوات الأعمار من 10 سنوات فصاعدًا من 53.1% عام 1971م إلى 21.3% عام 1990.
العمل للدين والدنيا:
* هل للمرأة في إندونيسيا حق العمل وتولي الوظائف المختلفة؟
* قضية خروج المرأة للعمل فرضت مساحة نقاش عريضة على المجتمعات العربية والإسلامية لوقت ما، وما زالت مثارة في بعض المجتمعات إلى الآن، حيث يرى البعض استفادتها من العلوم المكتسبة في تربية الأبناء وشؤون الحياة الأسرية، في حين يرى فريق آخر خروجها للعمل ومشاركتها في كل المجالات تحت مسميات مختلفة، وبجميع الصور، والعمل من وجهة نظرهم بلا حدود أو ضوابط.
لكن بالطبع توجد نظرة متوازنة لعمل المرأة في المنظور الإسلامي، تجعل من شأنها الإفادة والاستفادة من العلم الذي حصلته، والأمثلة على ذلك كثيرة في التاريخ، وبخاصة السيرة النبوية، حيث ثبت أن الشفاء بنت عبد الله المهاجرة القرشية العدوية علمت حفصة بنت عمر أم المؤمنين الكتابة، وقد اشتركت النساء مع الرجال في اقتباس العلم منذ بداية الإسلام، فظهر منهن راويات الأحاديث النبوية والآثار والأديبات والشاعرات والمصنِّفات في العلوم والفنون المختلفة.
ولقد بلغ حد مشاركة المرأة الرجل في الأمور الدينية وحفظها والعمل بها أن تروي عائشة أم المؤمنين أكثر من مائتي وألفي حديث، وتروي أختها أسماء ستة وخمسين حديثًا، وغيرهما كثيرات نأخذ عنهن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فما الحال لو حبس هؤلاء علمهن في صدورهن؟
ويقسّم القرطبي طلب العلم قسمين: أحدهما فرض عين، والآخر فرض كفاية، ولا بد من ضرورة التوازن بين الجانبين، حتى لا يطغى جانب على جانب، وبالتالي تضيع مصالح الناس، وتفسد حياتهم، وتعطل أعمالهم، فالمفروض أن يكون هناك تخصص وظيفي، فيشتغل بعض العلماء بالعلوم الدينية، ويشتغل البعض الآخر بالعلوم الدنيوية، حتى يصلح أمر الدين والدنيا.
وهذا الوضع معمول به في إندونيسيا، حيث تخرج المرأة للعمل مع احتفاظها بدورها كأم وزوجة وربة بيت، فالنساء الإندونيسيات يوازنَّ بين عملهن في المنزل والعمل خارج المنزل، ومن خلال جدول منظم تضعه المرأة لنفسها لتنظيم عملها وبموازنتها يظهر النجاح في الجانبين.
في مقام المَحْرَم:
* ماذا تصنع المرأة عند تحصيلها للعلم الواجب إذا استلزم ذلك سفرها بغير محرم؟
* إن المرأة باعتبارها مساوية للرجل في تحمل التكاليف الشرعية، والواجبات الدينية يتنازعها حكمان مختلفان في الظاهر، فهي مأمورة بطلب العلم، وفي نفس الوقت منهية عن السفر وحدها.
لكن حل هذه الإشكالية يأتي عن طريق اختيار المشرفات ذوات الخلق الحسن، والمتصفات بالكياسة وبعد النظر، حتى يقمن مقام المحرم في رعاية المرأة والمحافظة عليها، والبعد بها عن مواطن الزلل والانحراف، وبناء على ذلك وفي ضوء تيسير سبل السفر حاليًا يجوز خروج المرأة والسفر- في صحبة آمنة- لطلب العمل.
* هل للحكومة الإندونيسية دور في تنمية وعي المرأة للمشاركة في قضايا المجتمع؟ وما الجهود المبذولة في هذا الإطار؟
* الحكومة الإندونيسية ساوت بين المرأة والرجل في الأحقية في التعليم والتربية، فلا يوجد فرق بينهما، فالمرأة الإندونيسية تتمتع بكامل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث ورد في القانون رقم 2 لسنة 1989م البند السابع ما يؤكد أن التعليم القومي يعطي أوسع الفرص أمام كل مواطن «ذكرًا وأنثى» للحصول على حظه من التعليم.
والدولة تبذل جهودًا في هذا المجال، إذ وضعت أولويات في تقديم الخدمات الأساسية للمجتمع، ويتم تركيز الخطة والتنمية في مجال التعليم على إنشاء وتطوير المدارس الابتدائية ومحو الأمية، حيث أُنْشِئت مدارس خاصة بالبنات، ومعهد لعلوم القرآن خاص بهن أيضًا، ونظمت ندوات خاصة بالنساء لتعليمهن أمور الدين، وعلى مستوى الممارسة العملية، فمشاركة المرأة في إندونيسيا في زيادة مستمرة، حيث تبعث صورة مشاركتها على الاطمئنان، فالتغطية الإعلامية توضح أن من بين طلبة الجامعة المؤهلين في مجال التدريس طالبات يزيد عددهن من وقت لآخر، كما توجد وزارة مستقلة خاصة بشؤون المرأة تناقش حقوقها في جميع المجالات النظرية والعملية، وتحدد نوع الوظائف التي يمكن أن تعمل فيها المرأة، كما تحدد هذه الوزارة راتبها إذا كانت عاملة في هيئات حكومية أو غير حكومية.
معوقات العمل:
* ما المعوقات التي تواجه عطاء المرأة الإندونيسية على المستوى الاجتماعي؟
* على الرغم من جهود الدولة المبذولة في مجال تنمية المرأة والرفع من مستواها الثقافي والاجتماعي، فإن هناك العديد من المعوقات التي تحد من حركة المرأة الإندونيسية، سواء التعليمية أو العملية، حيث تنتشر وجهة نظر في المجتمع تنادي بعدم جدوي تعليم المرأة لسن الجامعة، نظرًا لعودتها إلى المنزل مهما بلغت من التعليم، كما أن انتشار هذه الأفكار يجعل بعض النساء لا يرغبن في رفع مستواهن العلمي، ويكتفين بقسط متواضع من العلم.
وظهر في المجتمع الإندونيسي عائق اقتصادي من خلال اشتغال الأبناء «البنات والبنين» بالأعمال الصغيرة لمساعدة أسرهم ذوات الدخول المحدودة، وبالتالي أصبح من الصعب على هؤلاء الأبناء الحصول على أدنى حد من التعليم.
بعد مشاركتها الناجحة في العام الماضي: الجمعية الثقافية للنساء المسلمات بسويسرا.. دور دعوي.. ونشاط ثقافي
جنيف: المجتمع
اتخذ نشاط الجمعية الثقافية للنساء المسلمات في سويسرا منحى جديدًا بالمشاركة في الفعاليات العامة على مستوى المجتمع السويسري وبخاصة المعرض الدولي للكتاب، والذي يعد أكبر تجمع ثقافي في سويسرا في الفترة من 30 أبريل إلى الرابع من مايو من كل عام، ويُعدّ هذا المعرض مظاهرة ثقافية عالمية إذ تشارك فيه 800 دار نشر من 40 دولة، بلغ عدد زواره أكثر من 120 ألف زائر.
تقول السيدة نادية كرموص مدير الجمعية: إن المشاركة الأولى للجمعية في هذا المعرض كانت هذا العام، حيث قمنا بعرض عدد كبير من الكتب الإسلامية باللغات العربية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإنجليزية إضافة إلى الأشرطة الإسلامية باللغة الفرنسية، كما تم عرض لوحات خطية إسلامية كانت مثار جاذبية لجماهير غفيرة من زوار المعرض.
وأشارت إلى أن أكثر الكتب طلبًا كانت ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية، والكتب العامة التي تعرف بالدين الإسلامي والكتب التي تعتني بقضايا المرأة مثل كتاب: حقوق المرأة وواجباتها في ضوء الكتاب والسنة باللغة الفرنسية للدكتور فاطمة نصيف، ومطبوعات الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، والكتب التي تتحدث ببساطة عن الطفل وتربيته من وجهة نظر إسلامية.
وقد كانت المفاجأة في الإقبال الكبير من السويسريين على المعرض سعيًا منهم للتعرف على الإسلام، والأهم أن المعرض كان فرصة مفتوحة لحوار حر وصريح حول الإسلام كدين ومنهج وحضارة مع رواد المعرض، وسعى لهذا الحوار معنا مختلف الفئات والأعمار وبخاصة النساء وتلامذة المدارس، بل ورجال الكنيسة، وقد تم خلال هذا الحوار دفع العديد من الافتراءات التي تم إلصاقها زورًا بالإسلام، وتجلية الشبهات والتشكيكات التي يتم ترويجها منذ فترة طويلة وصارت عالقة بالأذهان.
وتلفت السيدة نادية كرموص النظر إلى أن الجمعية الثقافية للنساء كانت على مستوى الحدث واستطاعت الاستفادة بكل دقيقة من هذا المعرض كما تفرغ 4 سيدات مسلمات سويسريات من أعضاء الجمعية يوميًا للقيام بمهمة شرح ما يحتويه المعرض من كتب إسلامية، وكذلك القيام بمهمة الحوار مع المترددين والإجابة عن تساؤلاتهم، كما تم تنظيم محاضرتين داخل الجناح إحداهما للدكتور هاني رمضان حول «أسس الحوار مع الغربيين للاندماج المسؤول والإيجابي» والثانية لأحد القساوسة وهو قس أصبح على قناعة تامة بالإسلام، حول «التربية الإسلامية والثقافة الغربية».
وتؤكد نادية كرموص أن هذا المعرض حقق للجمعية فرصة كبيرة للتعريف بالإسلام ومبادئه وإنجازات الحضارة الإسلامية ولذلك فإن الجمعية تستعد من الآن للمشاركة على نطاق أوسع في المعرض الدولي للكتاب في العام القادم من 29/ 4/ حتى 3/ 5/ 1998م إن شاء الله.
ومن هنا تأتي الدعوة لكل من لديه القدرة للتعاون مع الجمعية للمشاركة بصورة مثالية في هذه التظاهرة الثقافية العالمية سواء بالحضور للمعرض أو تزويد الجمعية بالكتب واللوحات أو تقديم الدعم المالي.
من إنجازات الجمعية:
الجمعية الثقافية للنساء المسلمات في سويسرا هي جمعية مستقلة تمامًا عن رابطة مسلمي سويسرا، ولها كيانها الخاص بها، كما أن لها مشروعاتها المستقلة ومن أبرزها مشروع معهد حضارة العالم الإسلامي الذي تتكلف إقامته أربعة ملايين دولار، وتسعى الجمعية حاليًا لشراء مبنى يكون مقرًا لهذا المعهد، وقد فتحت الجمعية لذلك حسابًا لمن يريد المساهمة في هذا المشروع على العنوان التالي:
Bank: Cantonal Bank Of Nen –
A.C.F.M.S- Acc. No: E 65288.27 -
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
