العنوان الإسلاميون.. ومستقبل الأقباط في مصر بعد سقوط نظام مبارك
الكاتب أحمد إبراهيم خضر
تاريخ النشر السبت 26-فبراير-2011
مشاهدات 11
نشر في العدد 1941
نشر في الصفحة 48
السبت 26-فبراير-2011
● لما تأكّد البابا «شنودة» أن التوجّه العام لشباب الثورة ليس إسلاميًّا غض الطرف عن اشتراك الأقباط فيها.
● وحدة غير مسبوقة بين المسلمين والنصارى الذين قاموا بأداء «قدّاس
الأحد» تحت حماية المتظاهرين.
● كان لافتًا أن الثائرين لم يرفعوا أي شعارات إسلامية.. رغم رفع
النصارى للصليب أثناء المظاهرات.
● محللون أقباط: شبح الإسلاميين الذي كان النظام السابق يهدّد به
الولايات المتحدة كان شَرَكًا وقع فيه الأمريكيون.. وليس أمرًا حقيقيًا.
● الباحثة «دينا جرجس»: الإسلاميون قد يمارسون دورًا مهمًا في
حكومة ما بعد «مبارك».. لكنهم لن يكونوا في مركز القيادة.
● ثلاث رؤى أمريكية درسها الأقباط:
- «جيمس فيليبس»: الحركة الإسلامية ستقوى أكثر بعد أن يخرج
الليبراليون والعلمانيون والاشتراكيون من حلبة الصراع.
- «سكوت كاربنتر»: هناك خشية فعلية من أن يملأ الإسلاميون الفراغ
بعد سقوط نظام «مبارك » لكن ذلك لن يحدث على المدى القصير.
- «بروس ريدلي»: ينبغي ألا نخشى من الإخوان المسلمين.. فهم أكثر
التنظيمات الإسلامية اعتدالًا في العالم العربي.
د. أحمد إبراهيم خضر
يفترض بعض المحللين - دون جزم بصحة افتراضهم - أن
بابا الأقباط في مصر كان قد أوصى أتباع كنيسته بعدم الاشتراك في مظاهرات 25
يناير.. ولما تأكد له أن التوجّه العام لشباب هذه المظاهرات ليس إسلاميًّا، وإنما
هو توجّه «علماني ليبرالي » فإنه - إن لم يكن قد حث الأقباط سرًّا - على الاشتراك
في المظاهرات، فإنه غض الطرف على الأقل عن اشتراكهم ورفعهم للصليب فيها، ولم يُصدر
مجرد بيان يُعرب فيه عن عدم ارتياحه لهذا الوجود القبطي في تلك المظاهرات.
ويرى المحللون - على سبيل الافتراض أيضًا - أن
البابا «شنودة» يكون بذلك قد أمسك العصا من الوسط، فإذا بقي النظام يكون البابا قد
أخذ موقفًا إيجابيًّا في مساندة النظام يُحسب له، ويحصل به على المزيد من
المكتسبات لصالح الكنيسة القبطية، وإن سقط النظام فإنه باشتراك الأقباط في هذه
التظاهرات يكون قد أوجد له موقع قدم عند الشباب، وعند النظام الجديد، وقد تُغفر له
تصريحاته القديمة بعد اشتراك الأقباط في التظاهرات.
تأكد للبابا، وللكنيسة، ولمفكري الأقباط أن الاتجاه
العام للتظاهرات هو اتجاه «علماني ليبرالي»، رغم ظهور الشيوخ من ذوي العمائم
الحمراء، وقيامهم بإمامة شعائر صلاة الجمعة، وقيام المتظاهرين من المسلمين بأداء
الصلوات في وقتها في ميدان التحرير.
من هنا، يقول بعض المحللين من الأقباط ما نصه: إن ما
يحدث الآن في مصر يتجاوز حدودها، فالشباب المتظاهر لا يطلب أمنًا اجتماعيًّا فقط،
إنما يطلب إسلامًا مختلفًا، إن ه م يطلبون ف صلًا واضحًا بين الدين والسياسة، وهم
كما يرفضون دكتاتورية العسكر يرفضون كذلك قيام دولة إسلامية، إنهم يريدون الحرية، ويطلبون
دولة مدنية، وإذا نجحت مصر في ذلك فلا شك أن المنطقة العربية كلها سوف تتبعها .
ويضيفون: إنه «كان واضحًا في هذه التظاهرات تهميش
الشباب الثائر للإسلاميين، وقلة نفوذ الإسلاميين فيها بأكثر مما كنا نتصور.. وبات
واضحًا أن شبح الإسلاميين والدولة الإسلامية الذي كان يهدد به النظام الولايات
المتحدة للحصول على المزيد من الامتيازات الاقتصادية لم يكن إلا شَرَكًا وقع فيه
الأمريكيون، وليس أمرًا حقيقيًّا».
اتجاهان أساسيان
وقد حاول محللون أقباط آخرون وضع النقاط فوق الحروف
عند تشريحهم لانتفاضة الشباب في 25 يناير؛ فيقولون: إنه «من المحتمل أن تأخذ هذه
الانتفاضة الشبابية اتجاهين أساسيين: إما سيادة قيم الحرية والليبرالية، وإما
اختطاف الإسلاميين لهذه الانتفاضة وتأسيس دولة «ثيوقراطية» ومستقبل الشرق الأوسط
يتوقف على سيادة أحد هذين الاتجاهين» .
ويرى هؤلاء المحللون - من وجهة نظرهم - أن ثورة
الشباب قد وجّهت عدة ضربات للإسلاميين، برزت على النحو التالي:
- الوحدة غير المسبوقة بين المسلمين والنصارى، وقيام
النصارى بأداء «قدّاس الأحد» تحت حماية المتظاهرين.
- رفض المتظاهرين رفع
أي شعار إسلامي، ومنعهم رفع أي راية من رايات الإسلاميين، رغم رفع النصارى للصليب أثناء
هذه التظاهرات.
- أن قيم
الحرية هي التي ألهمت الشباب القيام بهذه الثورة، ولهذا فإنه من غير المحتمل
قبولهم لقيام دولة إسلامية تحد من حرياتهم.
- أن المنطق الذي
استخدمه الإسلاميون لتشويه صورة الولايات المتحدة و«إسرائيل» بالقول: إنهما وراء كل
مشكلات مصر، وإنهما قد مَوَّلتا هذه المظاهرات قد فقد مصداقيته.
- أن تأخر الإسلاميين في المشاركة في هذه التظاهرات
منذ بدايتها قد أفقدهم مصداقيتهم في الشارع المصري أيضًا.
هذه هي الجوانب التي تصور المحللون الأقباط أنها
جوانب إيجابية تمثل ضربة شديدة للإسلاميين.
اختطاف الثورة
وعلى الرغم من ذلك، فإن هؤلاء المحللين يخشون
اختطاف الإسلاميين لهذه الثورة الشبابية، ويبنون خشيتهم هذه على الاحتمالات الآتية:
- قيام
أزمة اقتصادية في مصر نتيجة لانهيار قطاع السياحة.
- المقولات المتناقضة التي أطلقها الأمريكيون أثناء
الثورة، فهم
كانوا يقترحون بقاء الرئيس تارة، وتارة أخرى كانوا
يطالبون بانتقال هادئ للسلطة.. ومن شأن هذا الموقف غير الواضح أن يتسبب في إيجاد
فجوة بين المصريين والولايات المتحدة قد يستغرق سدها وقتًا طويلًا.
- أن تأخر موقف الجيش
المصري في إعلان تأييده الشباب، قد يجعل هذا الشباب يعتقد أن الجيش يؤيد شخصًا واحدًا
على حساب عموم الأمة، ومن ثم يجعل المصريين غير واثقين من التعامل مع الجيش في
المستقبل.
- أن طلب الولايات
المتحدة الإنهاء الفوري لحالة الطوارئ في مصر سوف يتيح الفرصة للجهاديين من الاستفادة
من هذا الوضع المضطرب، مما يزيد من حدة الأزمة في مصر.
وضع المحللون الأقباط «تصورًا خاصًا» يمنع في نظرهم
اتجاه البلاد إلى المزيد من
«الأسلمة»، وذلك على النحو التالي:
- سرعة دعم
مصر اقتصاديًا لمنع تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانخراط الشباب بالتالي في الحركة
الإسلامية.
- الدعم القوي لجهود
مصر في استرداد أموال الدولة التي قيل: إن الرئيس وعائلته قد استولوا عليها، على
افتراض صحة هذه الادعاءات.
- أن تعلن الولايات
المتحدة وقوفها إلى جانب الشعب المصري حتى تكسب قلوب المصريين.
- العمل
على «تعديل» وليس «إيقاف » قانون الطوارئ حتى يقتصر تطبيقه على «الإرهابيين» فقط،
دون الأبرياء والمعارضة السياسية.
- القيام بحملة إعلام منظمة جيدة تستفيد من مجريات
الأحداث في المظاهرات، يكون محورها إبراز التعاضد بين المسلمين والأقباط في العمل
على إسقاط النظام، وكذلك التركيز على عدم اشتراك الإسلاميين في التظاهرات منذ
بدايتها، وأخيرًا التركيز على فشل نظرية المؤامرة التي يستند إليها الإسلاميون،
والتي من شأنها أن تضع مقدرات الأمور في أيديهم مرة أخرى.
رؤى أمريكية
درس الأقباط جيدًا تصورات خبراء السياسة
والدبلوماسية والإستراتيجية من الأمريكيين عمن يملأ الفراغ بعد سقوط نظام «مبارك»،
ولخّصوا هذه التصورات على النحو التالي:
أولًا: تصور «جيمس فيليبس» أحد كبار الباحثين في
شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة «هيريتاج»>
يقول «فيليبس»: إن «الأمر سيؤول إلى الإسلاميين بعد
سقوط «مبارك»، وقد يعقب سقوطه فترة من الفوضى في البلاد، تدخل فيها الأحزاب
السياسية في صراع على السلطة، ويسيطر بعدها الإسلاميون على البلاد بحكم أنهم
الجماعات الأكثر تنظيمًا، وقد تقوى الحركة الإسلامية أكثر فأكثر، ويستقر الأمر للإسلاميين
بعد أن يخرج الليبراليون والعلمانيون والاشتراكيون والمعتدلون الديمقراطيون من
حلبة الصراع».
ثانيًا: تصور «سكوت كاربنتر» أحد باحثي مؤسسة
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
يقول «كاربنتر» هناك خشية فعلية من أن يملأ
الإسلاميون الفراغ بعد سقوط
نظام «مبارك»، لكنه من غير المحتمل أن يحدث ذلك على
المدى القصير، لأن القوات المسلحة لن تسمح مطلقًا بتسلم الإسلاميين للسلطة، وقد
يقوم الجيش بتعيين رئيس مؤقت للبلاد لفترة محدودة، ثم يعدّ لإجراء انتخابات في
أسرع وقت، لكن السؤال الذي يتبقى هو: هل يمكن أن تحد هذه الإجراءات من التظاهرات
في الشارع المصري؟
ثالثًا: تصور «بروس ريدلي» ضابط الاستخبارات
الأمريكية السابق وأحد كبار المتخصصين في السياسة الخارجية بمؤسسة «بروكلينج» .
يقول «ريدلي» لن يكون الأمر سيئًا للغاية بتولي
الإخوان السلطة، والخشية ليست من تنظيم الإخوان، إنما هناك من هم أسوأ من الإخوان..
إن العديد من الباحثين في الإسلام السياسي يرون أن الإخوان هم أكثر التنظيمات
معقولية في العالم العربي، خاصة بعد تخليهم عن العنف، وهم أكثر التنظيمات الإسلامية
اعتدالًا، ولو تولى الأمرَ غيرُهم فسيكون الحال أكثر سوءًا» .
تصورات الأقباط
بقي أخيرًا أن نعرض لتصورات الأقباط عن مستقبل
أوضاعهم بعد سقوط نظام «مبارك .» اختلفت في الواقع تصورات الأقباط التي يمكن وضعها
على متصل تمثل قطبه الأول «ماري عبدالمسيح » من هيئة أخبار AINA ، حيث قالت: «لا أعتقد أن
هناك خوفًا على الأقباط في هذه اللحظة، فالكل كان مشغولًا بقضية الإطاحة بالنظام
المستبد، والمسلمون والأقباط اتفقوا على ضرورة إسقاطه» أما «دينا جرجس»، الباحثة
القبطية التي تعمل كمراقبة للسياسة المصرية في معهد «واشنطن»، فإنها تحذر من القفز
بالاستنتاجات عما يمكن أن يحدث للأقباط بعد سقوط «مبارك »؛ حيث ترى أن «الإسلاميين
قد يمارسون دورًا مهمًا في حكومة ما بعد «مبارك»، لكنهم لن يكونوا في مركز القيادة..
من المحتمل أن تتشكل حكومة وحدة وطنية تتكون من قوى سياسية متنوعة، لكن الكل - بمن
فيهم الإسلاميون - سيعملون وفق قواعد اللعبة الديمقراطية» .
وإذا تقدمنا خطوة حتى نصل إلى منتصف هذا المتصل،
سنجد مِن الأقباط مَن يخشى وصول الإسلاميين إلى السلطة وتطبيقهم للشريعة الإسلامية
تطبيقًا حرفيًّا، وإذا وصلنا إلى نهاية المتصل سنجد أن الأقباط على هذا الخط
الأخير متأثرون بشدة بآراء السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة «جون بولتون»
الذي يرى أن الخطر محدق بالأقباط بعد سقوط مبارك»، وأن «شباب التظاهرات تعلّم في
الجامعات نفس ما ينادي به الإسلاميون، ولهذا فإن القلق من تطرفهم قائم جدًّا.
وامتدادًا لرأي «بولتون»، انفعل الأقباط بشدة مع
آراء الباحث الأمريكي من أصل لبناني «وليد فارس» أحد العاملين في «مؤسسة الدفاع عن
الديمقراطية» بالولايات المتحدة، والذي يردد أصلًا آراء «مردخاي نيسان» الأستاذ
بالجامعة العِبْرية في الكيان الصهيوني، الذي ينادي فيها بالآتي:
أولًا: تقسيم مصر إلى دولتني: قبطية في جنوبها،
ومسلمة في شمالها، وأن تقوم الولايات المتحدة و «إسرائيل» بحماية أمن هذه الدولة
الوليدة.
ثانيًا: أن تضطلع «إسرائيل» بدور مهم في حماية
النصارى في المنطقة العربية، وخاصة مصر والسودان ولبنان والعراق.
خلاصة التحليلات
وخلاصة ما انتهت إليه تحليلات الباحثين الأقباط
والخبراء الأمريكيين عن مستقبل الأقباط بعد حقبة «مبارك» ما يلي:
أولًا: تأكيد أن ثورة 25 يناير هي ثورة علمانية
تحررية، خَفَتَ فيها الصوت الإسلامي بوضوح، وأنها ثورة ترفع شعارات الحرية
والديمقراطية والدولة المدنية التي لا وجود فيها للشريعة الإسلامية.
ثانيًا: إنه على الرغم من عدم احتمال قيادة الإسلاميين
للسياسة بعد حقبة «مبارك» وتأكُّد الأقباط بأن العسكر لن يسمحوا بقيام دولة
إسلامية، فإن الأمر مازال مقلقًا لهم.
ثالثًا: إن انفصال الجنوب المسيحي عن الشمال المسلم
في السودان قد أمدّ الأقباط بدفعة قوية للسعي نحو المطالبة بتأسيس دولة قبطية في
جنوب مصر تحت حماية الولايات المتحدة و «إسرائيل».
رابعًا: إن «إسرائيل» يمكن أن تضطلع بدور مهم، ليس
في حماية أقباط مصر فقط، بل في حماية الأقباط في مختلف الدول العربية الأخرى
المحيطة بمصر.
------------------------
المصادر
1 Husani Massri, Are the Copts
at Risk in a Post-Mubarak
Egypt?
www.asianews.it... /In-Eguptyoung-
people-are-changing-
Islam-separating-religionreligion-
and-politics.20757.
htm/
2 Jerry Gordon, Are the Copts
at risk in a Post-Mubarak
Egypt?
www.redocounty.com/ …/ arecopts-
risk-post-mibarak-egypt
3 Tawfik Hamid , Curbing
Islamic radicalization in
post-Mubarak Egypt, www.
tawfikhamid.com
● «ثيوقراطية».. ماذا تعني؟
يصف مصطلح «ثيوقراطية» حالة تحالف الملك والكنيسة
والإقطاع في التاريخ الأوروبي، لذلك لابد أن يُستخدم هذا المصطلح في سياقه
التاريخي ليصف تلك الحالة بشكل محدد، دون تزييف أو تلفيق.
والدولة الإسلامية ليست دولة «ثيوقراطية»، ولم يظهر
مثل هذا التحالف في التاريخ الإسلامي، ولم يكن هناك أحد يحتكر المعرفة، وليست هناك
أسرار أو غموض في تعاليم الإسلام.
والحُكْم «الثيوقراطي» هو نظام يعتبر أن الله هو
السلطة السياسية العليا، وأن القوانين الإلهية هي القوانين المدنية الواجبة
التطبيق، وأن رجال الدين بوصفهم الخبراء بتلك القوانين الإلهية، فإنه تتمثل فيهم
سلطة الله، والتي يكون لزامًا عليهم تجسيدها من خلال فرض وتطبيق قوانينه السماوية.
والدولة الإسلامية التي يخشاها الغرب ليست بهذا
المفهوم، وعلماء الدين في الإسلام ليسوا وسطاء بين العبد وربه، فضلًا عن أن الدين
الإسلامي نفسه ليس به رجال «كهنوت»، كما أن العلماء أو الحكومة في الإسلام ليسوا
أوصياء من الله على خلقه.
فمن يدّعي أن الحُكْم الإسلامي «ثيوقراطي» يكون قد
ظلم الحقيقة، لأن الحاكم المسلم يُنتخَب من الشعب، وهو ليس معصومًا؛ إذ يخطئ
ويصيب، ويُحاسب ويُعزل.. وليس هناك في الإسلام طبقة «الكهنوت» المشار إليها، وإنما
يحكم في الأمة أفضلها بشروط معينة تقدمها الأمة، وتختاره على أساسها لإدارة
مصالحها في الدنيا.
- المصدر : / www.alimam.ws doc/691/ref
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عبدالعالـي حسانـي: «مجتمع السلم» تتبنى مشروع الوحدة بين أبناء الحركة الإسلامية كافة بالجزائر
نشر في العدد 2182
32
الثلاثاء 01-أغسطس-2023