العنوان المحتمع الإسلامي (العدد 252)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-يونيو-1975
مشاهدات 39
نشر في العدد 252
نشر في الصفحة 42
الثلاثاء 03-يونيو-1975
المحتمع الإسلامي (العدد 252)
لبنان:
يبذل السفراء العرب جهودًا في لبنان لإيقاف أعمال التعذيب والخطف، وقد زاروا الرئيس اللبناني ونقلوا له رغبتهم كما أنهم زاروا السيد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لهذا الغرض ومع أن تكليف رشيد كرامي قد يساعد على استتباب الأمن لكنها جرعات مخدرة ومؤقتة، فيبدو أن اللعبة الاستعمارية في لبنان شرسة وقد صممت على تنفيذ مخططاتها.
البحرين:
امتلكت حكومة البحرين أكثرية الأسهم في شركة ألومنيوم البحرين «ألبا» وذلك بعد أن اشترت أسهم ست مؤسسات أخرى كانت تشاركها في الأساس في مصهر الألومنيوم، وصارت حصة الدولة ٥٢,٤ بالمائة.
ورغم أن رأسمال «ألبا» المدفوع لا يتعدى خمسة ملايين دينار فإن قيمة الشركة تبلغ الآن حوالي ۹۰ مليون دينار وستجري تحسينات قيمتها ۱۵ مليون دينار.
القاهرة:
نفى وزير الحربية المصري ما زعمه السيد محمد حسنين هيكل من وجود خطط عسكرية هجومية قبل خطة حرب أكتوبر، وأكد أن القول بغير هذا تشويه للحقيقة وأن سجلات الحرب تثبت ذلك.
وسبق أن نفت جهات رسمية عربية كلامًا قد قاله هيكل. قالت إن مزاعم هيكل غير صحيحة مطلقًا.
وهيكل لن يتوقف فيما يكتب والمهم أن يتحدث عنه الناس ولو بتكذيبه، وأن يقول للناس: كل شيء حدث عنده علم به مسبقًا.
يوغسلافيا:
نفت وزارة الخارجية اليوغسلافية أنباء نشرت في الصحف الإسرائيلية والأمريكية بأن مسؤولًا يوغسلافيًا كبيًرا زار إسرائيل وأجرى محادثات مع المسؤولين فيها.
وكانت بعض الصحف الإسرائيلية قد ذكرت أن مسؤولًا يوغسلافيًا يقوم باستطلاع آراء الإسرائيليين حول إمكانية مساهمة يوغسلافيا في مؤتمر جنيف للسلام في الشرق الأوسط.
جنوب السودان
بعد اتفاقية أديس أبابا
أولًا: ينبغي أن نذكر بأن غالبية السودانيين لا يعلمون الكثير عما يسمى باتفاقية أديس أبابا، فلـم يطلعوا عليها لأنها لم تنشر، حتى إن الصحفيين الذين طلب منهم أن يمجدوها في مهرجان الوحدة الوطنية ذكروا في صحفهم أنهم لا يعرفون شيئًا عنها سوى ما تناقلته وكالة الأنباء العالمية والصحف الغربية ولقد ذكرت جريدة الإبسيرفر إثر توقيع الاتفاقية بعض ما جاء فيها:
1- أن تلتزم حكومة السودان بعدم قيام حكومة إسلامية في السودان.
۲- أن تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية الوحيدة في الإقليم الجنوبي.
3- أن يحظر أي نشاط تبشيري إسلامي في الإقليم الجنوبي.
٤- أن يعترف بالقوات المتمردة كقوات نظامية تضم ستة آلاف مقاتل وأن تبقى بالإقليم الجنوبي «منطقة التمرد» تقابلها قوى مماثلة من الجيش السوداني وليس بالغريب أن ينتهي الصراع الذي دام خمسة عشر عامًا بين الشمال والغرب ممثلًا في حكومات الأغلبية والأقلية المسيحية ومن ورائها الدوائر الإمبرياليـة والكنيسة الحاقدة بانتصار كامل للقوى الكنسية المدعومة عالميًّا وذلك إذا عرفنا أن مكان الاجتماع كان أديس أبابا، التي لم تكن أرضًا محايدة بل ظلت طيلة الصراع المصدر الأساسي لدعم المتمردين بالأسلحة والمرتزقة واحتضن الإمبراطور هيلاسلاسي ورعى التمرد وتم التفاوض تحت وصايته وتوجيهاته ليس هذا فحسب بل قد حرصت الكنائس على حضور هذا الإنجاز العظيم، فحضرت كل جلسات وفد مجلس الكنائس العالمي وأبطال بيافرا وذكرت الجريدة أن الآخرين ساهموا في التوصل إلى الاتفاق! ومثَّل السودان الشمالي جنوبي هو نائب رئيس الجمهورية المستر أبيل كما مثل الإقليم الجنوبي المستر جوزيف لاقو قائد القوات المتمردة واختفى الوجه العربي المسلم من الصورة تمامًا فلم تحضر أهم وأخطر حدث على وحدة السودان أي دولة عربية أو إسلامية حتى ولو كمراقبة. انحصرت أهازيج النصر وارتفعت الأصوات بالأناشيد وعمت المسرة في الإقليم الجنوبي ورنت الأجراس وأقيمت الصلوات في الكنائس في روما وأثيوبيا ولاهاي وفرانكفورت وكوبنهاجن واستكهولم. ومما يؤلم حقًّا أنه في اليوم الذي تم فيه عقد مؤتمر خارجية الدول الإسلامية في جدة حصلت الدوائر الغربية الكنسية على الإقليم الجنوبي بالسودان وولدت دولة الفاتيكان وأقيم جدار سميك كنسي عالمي أمام انتشار الثقافة الإسلامية في أفريقيا ولم تسمع كلمة احتجاج ولا صرخة مجاملة! ولا بد للمرء في أن يتناول بالتعليق ما نشر من محتويات تلك الاتفاقية.
- فبالنسبة للفقرة الأولى وهي التزام الحكومة بعدم الشروع في انتشار دولة إسلامية فهذه قضيــة مفروغ منها وخاصة إذا علمنا أن خطوات قد اتخذت لإجهاض أي محاولة أو تفكير في دولة إسلامية.. خطوات تطمس ما كان سائدًا في فترة ما قبل سنة ۱۹٦٩ حينما اجتازت مسودة الدستور الإسلامي مرحلة القراءة الثانية في الجمعية التأسيسية.
أما بالنسبة لجعل اللغــة الإنجليزية اللغة الرسمية في الإقليم الجنوبي وإقصاء اللغة العربية فهذه ضربة في الصميم لأن اللغة العربية «المكسرة» أو «الركيكة» ظلت لغة التخاطب بين الجنوبيين طيلة هذه الفترة ولقد عمل المستعمر كل جهده لإبعادها واستبدالها باللغة الإنجليزية فلم يفلح ثم حاول تطوير اللهجات المحلية والتي تربو على الثلاثمائة فلم ينجز شيئًا بالرغم مما صرف من مبالغ وبذل من جهد! ولكنهم لم ييئسوا وبالرغم من كل هذا فإنهم سائرون لمحو أي شيء من التراث الإسلامي وفي نقاش مع قسيس في كنيسة جوابًا عن إصرارهم على إبعاد اللغة العربية قال: «هذا ضروري لأن اللغة العربية هي الإسلام فلا بد من طردها من المنطقة» والظروف الآن مهيأة لأن الطلاب الذين درسوا في الكنائس وأرسلوا إلى جامعـة مكريري بيوغندا لمواصلة التعليم الجامعي بدلًا من جامعة الخرطوم، وصرفت عليهم الكنيسة حتى حصلوا على أرقى شهادات هم المسؤولون والوزراء الحاليون في الإقليم الجنوبي ولاؤهم الأول للكنائس ولإسرائيل التي مدتهم بالأسلحة وآوتهم ودربتهم.
ولقد صرح المستر جوزيف لاقو، قائد القوات بجنوب السودان، عندما سئل في التلفزيون الإنجليزي بعد توقيع الاتفاقية عن رأيه في تقبل إعانات من إسرائيل، ذكر بالحرف الواحد: بأنه يرحب بذلك ولا يرى مبررًا للرفض!
ولقد سقط الإقليم الجنوبي تمامًا وشرع المختصون في التخطيط طويل المدى للصراع المقبل في أفريقيا من هذه المنطقة الاستراتيجية، ولم نسمع شيئًا عن مصير الأربعين ألف مسلم من الجنوبيين والذين ظلوا طيلة الفترة الماضية ينظرون إلى الحكومات الوطنية في الشمال ويأملون في عونها، ماذا جرى لهم؟ ما هو مصيرهم؟
ويتحدث بعض القادمين في ألم ومرارة بأن بعضًا منهم بدأ ينافس في كراهية العرب ليوضح ولاءه للوضع الجديد حتى يفلت من العقاب، ويكفي إهانة للضمير المسلم ويكفي مرارة وحسرة أن الكنيسة قد احتفلت بانتصارها هذا في ليلة عيد الميلاد والتي تم فيها زواج قائد القوات المتمردة المنتصرة على فتاة مسلمة، واحتج شقيقا الفتاة إلى القاضي الشرعي فآثر الصمت - وجاء هيلاسلاسي وأهدى للعروسين سيارة مرسيدس - ومن جهة أخرى ألزم كل الضباط بدفع دينارين للعريس ولم نسمع كلمة احتجاج ولم يجد الخبر طريقه للنشر سوى في ركن منزو في جريدة للحوادث البيرونية في يوم 5 أبريل سنة 1973م/ وكتبت الصحافة السودانية النبأ بالخط العريض تحت عنوان «الحب فوق كل اعتبار»، وبعد شهرين تقدم السيد رئيس وزراء الإقليم الجنوني المستر أييل ألير وتزوج فتاة مسلمة هي بنت عائلة الحاج بلال المشهورة، وليس هنالك أمام المسلمين من سبيل ولا خيار سوى القهر وهم حديثو عهد بالإسلام، وخرج من أصلاب المسلمين الكثير من الأبناء الذين نصرتهم الكنيسة، فنجد أسماءهم وليام حسن وكلينو حسن وريتشارد محمد وجوزيف إبراهيم، وكلها مؤشرات للانحسار والانهزام، وسيكون الوضع أسوأ وأفظع في المستقبل إذا ظل الحال على ما هو عليه.
أما بالنسبة للعناصر المتمردة والتي قبلت في الجيش النظامي حسب الاتفاقية، فلابد لأن أذكر أن الأمور بيدها خاصة وهي لم تسلم أسلحتها كما طلب منها بل احتفظت بها في الغابة واستلمت أسلحة صرفت لها من الجيش القومي، ولم تلتزم قيادة هذه المجموعة بالعدد المتفق عليه بل جندت ما يربو على الثمانية آلاف شخص مما سبب أزمة كادت أن تكون الشرارة.
ولقد بولغ في الثقة بالأنانيا إذ جعل من عناصرها الحرس الجمهوري، وشهد المواطنون بأن قوات الأنانيا هي التي قمعت حركات الطلاب وضربتهم بالرصاص في الخرطوم!! ليس هذا فحسب بل إن جوزيف لاقو، قائد القيادة الجنوبية، صرح في نادي الضباط بالخرطوم بأن أي تحرك ضد نظام الحكم هو تحرك ضد مكاسب الجنوب واستقراره ومستقبله وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي!
وجنوب السودان كان دائمًا المؤشر لاستقرار الحكم في السودان وسيظل كذلك، بل يخشى أن يؤدي هذه المرة إلى تمزق القطر، خاصة وأنه بمقتضى الاتفاق فإن هنالك ثمانية آلاف متمرد مسلح في منطقة غابات قد عرفوها وسبروا غورها تدعمهم قوة البوليس والسجون وهي كلها جنوبية تقابلها قوة نظامية مكونة من ستة آلاف شخص تعمل في حذر وتحرص أن تكون في داخل المناطق العسكرية نسبة للشعور العدائي الموجه ضد الشمال وضد العروبة والإسلام، والذي يزكي ناره جموع رجال الكنائس والذين أخذوا مراكزهم واستعادوا نفوذهم.
التناقض والصراع القبلي:-
العناصر المسلحة في الأنانيا معظمها من القبائل الصغيرة التي تجهر بالعداء لكل ما هو عربي وإسلامي، وذلك لأن هذه القبائل ليس لها أرض أو ممتلكات من بقر أو خلافه وليست لها قيم وتقاليد أو كيان ولذلك تمكنت الكنيسة من الهيمنة عليها وكسبها فحظي أبناؤها بفرص التعليم والالتحاق بالوظائف المدنية العسكرية وهذه القبائل تشكل نسبة صغيرة جدًّا من سكان الجنوب، والقبائل التي لهــــا الصدارة بالإقليم الجنوبي بالسودان هي القبائل النيلية «الشلك والتومر والديدكا» ولقد تعذر على الكنيسة لحد كبير كسب ولاء هذه القبائل أو تنصيرها، والقبائل النيلية تعتز بتقاليدها وقيمها ولها طقوسهـــــــا وتصوراتها الخاصة بها ولقد تمخض عن هذا أن معظم العناصر التـي حظيت بمراكز السلطة في الحكم أو القوات المسلحة كانت من القبائل الصغيرة التي ليس لها سند شعبي ولكنها مدعومة من الدوائر الكنسية والإسرائيلية والإمبريالية وهي الآن تتمتع بوضع جد مريح ووفقًا للانتخابات التي تجري حسب القواعد المنصوص عليها في الاتفاق يجد ممثلو القبائل التقليدية سندًا كبيرًا.
ولقد تحول الصراع إلى تيارات واضحة بارزة هي عبارة عن أحزاب أحدها الجبهة التي تجمع عناصر القبائل الصغيرة والتي تعرف بالغرتيت ويقودها المستر كليمنت أميورو وزير الداخلية السابق والجبهة الأخرى يدعمها أييل ألير رئيس الحكومة الإقليمية في الجنوب فبينما التجمع الأخير يحظى بدعم الأغلبية يتمتـع الطرف الآخر بمقومات الاستمرارية والغلبة فمعظم عناصر الأنانيا مكونة منه بالإضافة إلى أن كثيرًا من رجاله قد حظي بقدر من التعليم في الكنيسة وفرص التعليم العالي في الغرب أو التدريب في إسرائيل وروما وأمريكا لذلك فمن هؤلاء الوزراء ووكلاء الوزارات ورجال الخدمة المدنية.
الاضطرابات الأخيرة.. أسبابها:
لقد تعرضت اتفاقية أديس أبابا لامتحان عسير خلال شهر أكتوبر المنصرم إذ اضطربت الأحوال بدرجة كبيرة لم يمكن حجبها عن الرأي العام كما كان يحدث مرارًا وكاد الزمام أن يفلت وخاصة في مدينة جوبا عاصمة المديرية الاستوائية وأُقْصِيَ «قائد القوات المسلحة للجيش الشمالي» لتهدئة الخواطر واستلم اللواء جوزيف لاقو القيادة العامة والمسئولية الكاملة عن الأمن في الجنوب. والصراع الذي اندلع جاء نتيجة لتراكمات الماضي وهو وليد طبيعي للتكوينات القبلية والسياسية للإقليم الجنوبي. مما ينبغي أن يذكر أن جموعًا غفيرة رفضت اتفاقية أديس أبابا وظلت في قواعدها في كل من كينيا وأفريقيا وإثيوبيا وجموع كبيرة أيضًا وخاصة من العناصر المتمردة والمتمرسة على استخدام العنف قد قبلت بالاتفاقية شريطة أن تمكن من حماية هذا الإنجاز «بقوات الأنانيا» على الأقل لمدة الخمس سنوات الأولى بعد بدء تنفيذ الاتفاقية، ومن نافلة القول أن نذكّر بأن الوضع الحالي في الجنوب عبارة عن مشروع لانفصال الإقليم الجنوبي ولقد ذكر الكثيرون بأن الشقة قد اتسعت بين الشمال والجنوب وليس هنالك حل سوى الانفصال ولقد جاءت كثير من الأحداث لتبرهن على ذلك فلقد ارتفعت الأصوات في مظاهرات صاخبة في كل من جوبا وواو تنادي بالانفصال.
ولقد وجه المتظاهرون جام غضبهم على العناصر الشمالية المتبقية في ذلك الإقليم وأحرقوا سياراتهم ومنازلهم، ووصموهم بالاستغلال، وتجارة الرقيق. ولقد أوضح رئيس الجمهورية في لقاءاته الأخيرة بأن الأحداث الأخيرة في الإقليم الجنوبي لم تكن هينة.
============================================================
امتحان الثانوية العامة
صدم طلاب الثانوية العامة من صعوبة الأسئلة التي جاءت في اختبارات الميكانيكا والجيولوجيا بالقسم العلمي.
فالبراهين والاستنتاجات التي طلبت منهم ليست في الكتاب، ووضع المادتين في يوم واحد كان سببًا في ضعف الطلبة.
ومع أن وزارة التربية طمأنت أولياء الطلبة، واتهمت الطلاب المقصرين في إشاعة هذه الأخبار، لكن الشكوى كانت عامة ومن جميع الطلبة حتى المتفوقين منهم.