; "طفولة يسوع".. تزوير فاضح للبابا "بنديكت 16"! (2-2)- هروب العائلة المقدسة إلى مصر | مجلة المجتمع

العنوان "طفولة يسوع".. تزوير فاضح للبابا "بنديكت 16"! (2-2)- هروب العائلة المقدسة إلى مصر

الكاتب د. زينب عبدالعزيز

تاريخ النشر السبت 05-يناير-2013

مشاهدات 12

نشر في العدد 2034

نشر في الصفحة 32

السبت 05-يناير-2013

يقول «متَّى» في إنجيله: إنه كان يتعين على يسوع أن يهرب ليفلت من الموت الذي كان يتهدد كافة الأطفال حديثي الولادة.. والمتناقض هنا هو أن نرى يهودا يبحثون عن ملجأ في بلد عبوديتهم، وهي واقعة لم تساندها أي وثيقة تاريخية.

وما هو أكثر «لا معقولية» هو أن نرى العائلة المقدسة تجتاز صحراء قحطاء طولها خمسمائة كيلومتر، وقد اعتلت ظهر حمار يحمل السيدة العذراء والطفل والأكل اللازم لمثل هذه الرحلة، إضافة إلى الماء وبعض الملابس، بينما يسير يوسف النجار الكهل على قدميه في مثل هذا المشوار المهلك، فلو افترضنا أنه يقطع مسافة خمسة عشر كيلومترًا في اليوم سيرًا على قدميه فهو يحتاج إلى شهر تقريبًا.. فهل من المعقول أن يحدث ذلك لمثل هذا المسن أيًا كانت القوة الهرقلية له، ومعه امرأة وضعت وليدها لتوها وفي حالة نفاس ووليد لا يمكنه تحمل الهز والرج المتواصل لمدة شهر؟! لكن لضرورة فرض التزوير أحكام لا تعرف المنطق.

النصوص التاريخية ليسوع تمت صياغتها بناءً على قصة البعث المزعوم الذي يعد بمثابة الدعامة الرئيسة للعقيدة المسيحية والتي تتنافى تمامًا مع الوثائق التاريخية

بينما ينكر «لوقا» واقعة الهروب إلى مصر، مؤكداً بكلام الإنجيل الذي يعتبرونه «كلام الله»، و«أن الله هو مؤلفه الوحيد»، أن العائلة المقدسة ذهبت مباشرة إلى مدينة «الناصرة»، التي لم تكن موجودة في ذلك الوقت!! أي أن العائلة المقدسة لم تطأ أرض مصر مطلقًا، ومع ذلك فإن البابا «بنديكت ١٦» يتعرض أيضا لمكان ميلاد يسوع، ويفند كافة الأدلة التي يقدمها بعض العلماء الذين يؤكدون أن يسوع ولد في «الناصرة» وليس في «بيت لحم»، رغم أن الكنيسة لا تكف عن مناداته بعبارة «يسوع الناصرة»!

بعث يسوع

لقد تمت صياغة كافة النصوص المتعلقة بتاريخ يسوع بناء على قصة ذلك البعث المزعوم، الذي يعد بمثابة الدعامة الرئيسة للعقيدة المسيحية، والتي تتنافى تماما مع العلوم التاريخية، فوفقا للأناجيل.. ما من أحد قد شاهد هذا البعث الذي من المحال العثور على أي سند تاريخي له، خاصة أن النسوة اللائي شاهدن المقبرة خالية «ارتعدن من الخوف ولم يقلن شيئًا لأي إنسان».

والمعروف أنه قد تم الإعلان في البداية عن هذا البعث بعبارة: «أنه حي»، التي لا تدل أبداً على البعث، وقد أتت فكرة البعث، بعد ذلك بينما كانت تتم صياغة النصوص والعقائد حتى وإن تناقض ذلك مع أقوال يسوع.. إذ يقول «لوقا»: إن يسوع قال (٢٠ : ٣٦) عند البعث: «لا يستطيعون أن يموتوا أيضًا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله؛ إذ هم أبناء القيامة»، أي أنه عندما يبعث المرء يبعث روحًا ولا يمكنه أكل الطعام والسمك المشوي كما تقول الأناجيل بالنسبة ليسوع الذي دخل الغرفة على الحواريين عبر الجدران؛ لأن الباب والنافذة كانا مغلقين بإحكام!! والإنسان لا يمكنه أن يكون روحًا وجسدًا حيا في وقت واحد؛ روحًا ليخترق الجدران، وجسدًا حيًا ليأكل السمك.. وهنا يجد القارئ نفسه مجبرًا على الاختيار إما الكلام المنطقي ليسوع أو القلفطة الصارخة الأقوال البابا الذي وقع الكتاب باسمه أيام كان الكاردينال «راتزنجر».

حدث سريالي

وكرد على حدث سريالي من هذا القبيل، الذي جعلوه الدعامة الرئيسة للمسيحية، يصر البابا على أن بعث يسوع ليس حدثًا بيولوجيًا «لأنه غير منطقي ومن المحال تبريره»، ويرى أنه يمثل بعدًا جديدًا للواقع! فهذا الحدث الذي لا يتمشى مع العلم ولا مع المنطق، لسبب بسيط وهو أنه لا يوجد أي طبيب في العالم يمكنه قول: إن عقل الإنسان يظل حيا بعد وفاته بثلاثة أيام، وهذا الحدث ليس غريبا بالنسبة للبابا الذي يدافع عنه ويواصل فرضه على الأتباع لتبرير ما لا تبرير له: «ألا يمكن لشيء غير متوقع أو لا يمكن تصوره، أو شيء جديد يمكنه أن يحدث؟ بما أن الله موجود، ألا يمكنه هو أن يخلق بعداً جديدا للواقع الإنساني؟».

وإذ تصور أنه يمكن الربط بين حدثين لا معقولين كتب البابا قائلًا: «إن الأيام الثلاثة التي قضاها يسوع وهو في سن الثانية عشرة في المعبد، تبدو وكأنها مقدمة لتلك الأيام الثلاثة التي قضاها في القبر».. وهذه العبارة المتحذلقة التي استخدمها للإشارة إلى الأيام الثلاثة التي أمضاها في القبر تناقض الأناجيل، فإذا كان «متَّى» ينقل كلام يسوع قائلًا: «بعد موتي، جسدي سيظل في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، مثلما بقي يونس في بطن الحوت»، فإن «متَّى» يتفق مع الأناجيل الأخرى معلنا أن يسوع قد مات في الساعة السادسة من يوم الجمعة، وتم دفنه في أول ساعة من النهار، السبت، وبعث من بين الأموات صباح الأحد، وذلك يعني أنه لم يبق في بطن الأرض، وفقًا لكل النصوص، إلا يومًا واحدًا وليلتين.

ترى هل لنا أن نندهش من رؤية ذلك اللاهوتي المتسرع في تفنيد ورفض المؤرخين و «مقابر أطروحاتهم المتناقضة»، أن يقوم بإرضاء متطلبات العقل والمنطق الإنساني الذي لا يكف عن التشدق به، بمثل هذه العبارات الجوفاء؟! من المؤسف رؤية ذلك الكاردينال العظيم، الذي ترأس لمدة سنوات طوال محاكم التفتيش حتى وإن تغير اسمها، غير قادر على تخطي المعضلات التي يضعها النقد العلمي أمامه، وأن يرد عليها ببعض العبارات اللاهوتية الساذجة طوال هذه الثلاثية التي أرادها مقنعة في محاولته الوقف الانتقادات التاريخية وأعمال النقد العلمي الذي تفشى حتى في أركان الكنيسة!

وبمناسبة التكرار المتواصل لنيافة البابا الذي لا يكف عن التشدق بأن «ربنا يسوع هو إله محبة»، فما قوله في تلك العبارة التي يقول فيها يسوع: «أما أعدائي أولئك الذين لا يريدون أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي» «لوقا ۱۹ : ۲۷»؛ وهو ما لا يتمشى على الأقل مع عبارة تقديم الخد الأيسر لمن يضربك على خدك الأيمن!!

من المؤسف أن نرى ذلك الأكاديمي الكبير، ذلك «البنديكت السادس عشر» يهتم في تأمل مسألة الميلاد العذري ليسوع وبعثه المزعوم، وأن يختتم هذه القضايا بعبارة: «إن الكاثوليك عليهم اعتبار الميلاد العذري وبعث يسوع كدعائم أساسية للإيمان؛ لأنها أدلة لا يمكن إنكارها على قدرة الخالق»!

ولا يسعنا إلا أن نتساءل: هل لا يزال على الأرض من يمكنه تصديق كل هذه القلفطات بصدق؟ أم أن الثلاثة وثلاثين ألف انقساماً وتشعبا للعقيدة المسيحية هي رد بليغ بلا كلمات؟!

«هولاند»: يرفض «الاعتراف» بجرائم فرنسا بالجزائر

«الجزائر: سمية سعادة»

أثارت صورة الجزائري الذي طبع «قبلة حارة» على يد الرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند» لدى زيارته للجزائر في ۱۹ ديسمبر من عام ۲۰۱۲م، ردود أفعال قوية، ليس في الجزائر وحسب، وإنما في الكثير من الدول العربية التي تناولت مواقعها صورة الرجل وهو ينحني صاغرًا على يد «هولاند» الذي انتشى به «القبلة» أيما انتشاء، مستغربة هذا السلوك المشين من جزائري أهانت فرنسا أجداده وشردتهم وقتلت منهم مليونًا ونصف المليون شهيد، وأخذت ولايته سطيف «٣٠٠ كلم شرقي العاصمة» حصة الأسد في مجازر 8 مايو ١٩٤٥م، حيث سجل التاريخ بحروف من دم سقوط أول شهيد بقلب المدينة وهو «سعّال بوزيد».

وعلى النقيض من هذه الصورة المقززة، رفض مواطنون جزائريون أن يرفعوا العلم الفرنسي لدى مرور «هولاند» بشوارع مدينة «تلمسان» في أقصى الشمال الغربي للجزائر، والتقطت الكاميرات صورة شاب وهو ينزع العلم الفرنسي الذي كان قد علق بجانب العلم الجزائري في عمود كهرباء في تعبير عن رفض الجزائريين لهذه الزيارة التي لم تأت بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر على مدى ۱۳۰ عامًا.

كما خيبت آمال «مجموعة ١٤» التي تضم أحزابا سياسية وشخصيات وطنية تكتلت لإلزام فرنسا بالاعتراف والاعتذار عن جرائمها، وتمسك الرئيس الفرنسي بموقفه أمام الصحفيين، حيث قال: «لست هنا للتعبير عن أي توبة، وإنما أنا هنا لقول الحقيقة بخصوص ما حدث في الماضي، إنني هنا لأقول للجزائر ولفرنسا: أريد أن أفتح صفحة جديدة، وبناء بيت جديد دون التنكر للماضي».

«الهوامش»

(*) أستاذة الحضارة الفرنسية

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

فلسطين

نشر في العدد 2

2493

الثلاثاء 24-مارس-1970

الاقتصاد الوضعي في الميزان

نشر في العدد 4

40

الثلاثاء 07-أبريل-1970