; التقوى.. الميزان الأبقى والأرقى | مجلة المجتمع

العنوان التقوى.. الميزان الأبقى والأرقى

الكاتب د. يوسف السند

تاريخ النشر الاثنين 01-مايو-2017

مشاهدات 1818

نشر في العدد 2107

نشر في الصفحة 67

الاثنين 01-مايو-2017

تتنوع الموازين البشرية لتقييم البشر ومعرفة مكانتهم، وميزان الله تعالى هو التقوى؛ (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: ١٣)، (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف: ٢٦)، (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ {197}) (البقرة)، (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) (الفتح: ٢٦).

والتقوى خشية لله وهيبة؛ (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ {41}) (البقرة).

والمسلمون بخير ما تعاونوا على تحقيق التقوى في حياتهم؛ (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: ٢).

وحقيقة الاتقاء التحرز بطاعة الله من عقوبته(١).

وبتقوى الله تعالى تُحفظ مكانة الناس وكراماتهم، وبتقوى الله تُحفظ الحقوق وتؤدى الواجبات، وتُعرف سبل المعروف والخيرات، وتدرأ طرق المنكرات والغوايات، وبتقوى الله يُقدّم من حقه التقديم، ويُؤخّر من حقه التأخير، وبتقوى الله يُعرف الظالم من المظلوم، والبَر من الفاجر، والصادق من الكاذب.

فتقوى الله هي الفرقان إن عظم الخطب وتشابهت الأمور واختلط الحلال بالحرام؛ (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) (الأنفال: 29).

وبهذه التقوى لله عز وجل تتنزل الخيرات والبركات ويُرزق الناس من حيث لا يحتسبون ولا يشعرون؛ (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) (الأعراف: ٩٦)، (وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (الطلاق).

والفوز والفلاح مرتبط بتقوى الله تعالى؛ (فَاتَّقُواْ الله يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {100}) (المائدة).

وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكرم الناس فقال: «أتقاهم» (رواه البخاري).

أما التقوى من حيث هي الأبقى فلتالي:

- صاحب التقوى ينتظره الجزاء الأبقى؛ (وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {32}) (الأنعام).

- إن الله يحب أهل التقوى؛ (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ {76}) (آل عمران).

- أهل التقوى ينالون معية الله تعالى؛ (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ {128}) (النحل)، (وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ {36}‏) (التوبة).

- قبول العمل؛ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ {27}) (المائدة).

أما من حيث التقوى هي الأرقى فلتالي:

- أهل التقوى في إكرام وإعزاز دائمين؛ (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: ١٣).

- الأمن وعدم الخوف؛ (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63}) (يونس).

- الرزق والتيسير؛ (وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {4}) (الطلاق).

- سبب إلى العلم النافع(٢)؛ (وَاتَّقُواْ الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله) (البقرة: ٢٨٢).

إن ميزان التقوى تنبعث منه أنوار الحياة الظاهرة والباطنة؛ لأن أصحاب التقوى تركوا ظاهر الإثم وباطنه، فهم عمّروا حياتهم بأنوار التقوى التي منها:

• الإخلاص وترك الرياء.

• المراقبة وترك الغفلة.

• التوكل وترك التواكل.

• العمل والإتقان وترك الكسل والبطالة.

• الرقة والخشوع وترك القسوة.

• العدل وترك الظلم.

• المساواة بين الناس وترك التفرقة.

• الوفاء وترك الغدر.

• البر والخُلق الحسن وترك البذاءة وسوء الخُلق.

• العفة والنزاهة وترك الطمع والفحش.

إن ميزان التقوى فضح الدنيا وزخارفها ومظاهرها وتكالب أهلها وتعظيم شأنها حتى استعبدتهم وأذلتهم!

ولله در القائل:

ولست أرى السعادة جمع مال

ولكن التقي هو السعيد

وتقوى الله خير الزاد ذخراً

وعند الله للأتقى مزيد

والحمد لله رب العالمين.>

الهامشان

(1) فؤاد النافع.

(2) مراقي السالكين الواضحة إلى مقامات سورة الفاتحة.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل