; ملحمة الأقصى تتواصل.. الصهاينة يشددون الحصار والمرابطون يواصلون الذود عن المسجد | مجلة المجتمع

العنوان ملحمة الأقصى تتواصل.. الصهاينة يشددون الحصار والمرابطون يواصلون الذود عن المسجد

الكاتب أميرة هاس

تاريخ النشر السبت 10-أكتوبر-2009

مشاهدات 18

نشر في العدد 1872

نشر في الصفحة 14

السبت 10-أكتوبر-2009


  • الشيخ علي أبو شيخة: «الشرطة الإسرائيلية» تضع الحواجز في الطرق وتمنع وصول حافلات المصلين المتوجهين إلى الأقصى.
  • المئات من أهل القدس يرابطون داخل الأقصى لمنع أية محاولة لاقتحامه وقوات الأمن تمنع المياه والطعام عنهم.

حتى كتابة هذه السطور الإثنين ٥ / ۱۰ / ۲۰۰۹م ما زالت الملحمة دائرة داخل وحول المسجد الأقصى المبارك، ويسطر تلك الملحمة أكثر من مائتين من أهلنا في القدس ممن تمكنوا من الدخول والمرابطة داخل الأقصى، ويتترسون بأجسادهم العارية أمام جحافل اليهود الذين يواصلون محاولة اقتحام المسجد تحت حماية قوات الأمن الصهيونية، سعيًا لاحتلال ساحته ومحاولة اقتسامها أسوة بما جرى في المسجد الإبراهيمي. وقد منعت القوات المحاصرة للمسجد المسلمين من دخول المسجد حتى تمكن للمقتحمين الصهاينة من الدخول، بينما منعت المياه والطعام عن المسلمين المتواجدين بداخله حتى أنهم لم يجدوا ماء للوضوء للصلاة.

وفي نفس الوقت، ما زالت الحكومات العربية والإسلامية تلتزم الصمت والتجاهل لما يجري في الأقصى، ومازالت بعض الأنظمة تمنع الشعوب عن التعبير عن غضبتها.

وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان عاجل لها فجر يوم الأحد 4/١٠/2009م : إنها تلقت معلومات أكدها اتصال من الشيخ علي أبو شيخة – مستشار الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني - أن «الشرطة الإسرائيلية» وضعت حواجز بوليسية في شارع «وادي عارة» بالقرب من مدينة «أم الفحم» وقرية «برطعة»، وحواجز أخرى في الشارع «السريع» المسمى شارع « ٦»، واحتجزت الحافلات التي تنقل المصلين الذين توجهوا للصلاة في المسجد الأقصى بنية أداء صلاة الفجر اليوم الأحد، من منطقة «الناصرة» و«حيفا»، وعلم أن المصلين الذين كانوا في داخل الحافلات يحاولون الآن الوصول إلى القدس مشيًا على الأقدام، وأفاد الشيخ علي أبو شيخة أن «الشرطة الإسرائيلية» قامت قبل ذلك بإيقاف الحافلات في مدينة الناصرة وحيفا، وقامت بحجز البطاقات الـشـخـصـيـة وتـسـجـيـل الأسـمـاء، وقالت «مؤسسة الأقصى»: «إن ما قامت به المؤسسة «الإسرائيلية» الاحتلالية قبل فجر اليوم يعد سابقة خطيرة، تشير إلى ما يمكن أن تكون المؤسسة «الإسرائيلية» تخطط له اليوم أو في الأيام القادمة ضد المسجد الأقصى المبارك، وإننا من هنا نكرر النداء إلى أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني إلى وجوب الرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى المبارك». 

في هذه الأوقات علمت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» أنها أغلقت كل محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

في الوقت نفسه، أدى المئات من أهل القدس صلاة الفجر في المسجد الأقصى، وذلك بعد أن نجحوا في البقاء والرباط في المسجد الأقصى من بعد صلاة العشاء من ليلة أمس، وقد بقوا يرابطون طيلة الليل في المسجد الأقصى، بعد أن فشلت كل محاولات قوات الاحتلال بإخراجهم من المسجد الأقصى. 

وقد لوحظ منذ مساء أمس وحتى ساعات الصباح التواجد العسكري في القدس وخاصة حول المسجد الأقصى، وعند باب المغاربة من الداخل والخارج على وجه الخصوص.

ويأتي هذا الرباط بعد أن كشفت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» منذ يوم الأربعاء الماضي أن جماعات يهودية تخطط لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى، ووجهت دعوة عامة للمجتمع «الإسرائيلي» للمشاركة في اقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك، بمناسبة ما يسمى بـ «حلول عيد العرش العبري»، وذلك ابتداء من يوم الأحد الماضي 4/١٠/2009م، وحتى يوم الخميس ٩/١٠/2009م، وذلك على إثر إحباط مخطط لاقتحام مماثل يوم الأحد ٢7/٩/٢009م، ودعت هذه الجماعات إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى وإقامة شعائر تتعلق بالهيكل المزعوم وتخليصه من يد الأشرار – حسب بیان دعوتهم وقامت هذه الجماعات أيضًا بتوزيع إعلانات بهذا الخصوص في بعض شوارع البلدة القديمة في القدس خاصة بالقرب من حائط البراق. 

وقد وجه الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني - نداء بوجوب الرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى المبارك، كما أبان الشيخ رائد صلاح أننا نعتبر أنفسنا في حالة استنفار للرباط في المسجد الأقصى، خاصة من اليوم الأحد 4/١٠/2009م وخلال الأسبوع كله، وقال الشيخ رائد صلاح: «يا أهلنا في القدس والداخل نحن الآن مطالبون أن نعتبر أنفسنا في حالة استنفار للرباط في المسجد الأقصى، وتحويله إلى درع بشرية للدفاع عنه والوقوف في وجه الاحتلال وسوائب المستوطنين، ولنواصل ذلك إلى ما شاء الله»، وأشار الشيخ رائد صلاح أن جماعات يهودية دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأسبوع القريب، وقال الشيخ رائد صلاح: «نحن قادمون يا قدس، نحن قادمون يا أقصى للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف».

 في نفس الوقت حذّر الشيخ رائد صلاح من مغبة قيام «نتنياهو» بافتتاح أنفاق جديدة أسفل الأقصى، وقال الشيخ رائد صلاح: «نحذر كل عاقل أن «نتنياهو» مجنون سياسي، ولذلك تحدى عام ١٩٩٦م المسلمين وافتتح نفقًا تحت الأقصى؛ وعلى أثره قامت انتفاضة النفق، واليوم أخشى ما أخشاه أن يقوم «نتنياهو» خلال فترة قادمة بافتتاح نفق جديد، نحذر في جانب آخر، مذكرين بأن «نتنياهو» هو الذي حاول آخر التسعينيات البداية العملية لبناء الهيكل المزعوم ووقتها لم تسعفه الظروف ولكن نخشى اليوم أن يعود إلى تلك الحماقة، لذلك نحذر كل الأرض، عندها سيشعل «نتنياهو» نارًا تحرق الأخضر واليابس وسيكون «نتنياهو» أول من ستحرقه هذه النار». 

في السياق نفسه، فقد حيّا الشيخ صلاح المرابطين في يوم الأحد الماضي من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني، الذين أحبطوا مخطط اقتحام المسجد الأقصى من قِبَل الجماعات اليهودية، وقال الشيخ صلاح: «تحية إلى الجرحى والمعتقلين والمرابطين الذين دافعوا عن الأقصى يوم الأحد نيابة عن مليار مسلم وعربي، والذين أدوا هذا الدور الكريم في وضع من الهوان الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي، ويقول لهم: رباطكم في القدس والأقصى سيحطم ظلم الاحتلال وكيده، وسيتحطم كل حلم أسود للاحتلال - الذي لا يزال - لتهويد القدس وبناء الهيكل الكذاب على حساب الأقصى، وتحية للنشيد الدائم الذي يتردد من هذا المهرجان إلى الأقصى: بالروح بالدم نفديك يا أقصى».

(*) مؤسسة الأقصى للوقف والتراث 

الاحتلال يقرر إبعاد كمال الخطيب عن القدس المحتلة أسبوعين

اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني مساء الأحد الماضي (4/١٠/2009م) الشيخ كمال الخطيب «نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني» للأراضي المحتلة عام ١٩٤٨م، خلال تواجده مرابطًا على مداخل المسجد الأقصى المبارك، وحاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس بحركة «فتح»، خلال توجهه لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، وتم التحقيق معهما لساعات طويلة بعدها أفرجت عنهما السلطات الصهيونية وقررت إبعادهما عن المدينة المقدسية المحتلة لمدة أسبوعين، مع تغريمهما غرامًة ماليًة.

وقال الشيخ كمال الخطيب في تصريحات صحفية عقب قرار إبعاده: «إن الكيان الصهيوني قرَّر إبعاده عن كامل مدينة القدس المحتلة لمدة أسبوعين، والإفراج عنه بكفالة مالية قدرها عشرة آلاف شيكل».

وبدوره أشار عبد القادر إلى أن الاحتلال قرر إبعاده عن محيط أسوار القدس لمدة أسبوعين، ولمسافة ١٥٠ مترًا، وأنه تم الإفراج عنه بكفالة مالية قدرها ٢٠ ألف شيكل، ووضعه تحت تصرف شرطة ومخابرات الاحتلال متى طلبته. وأوضح عبد القادر أن سياسات الاحتلال القمعية والتعسفية لن تحقق أهدافها، وعليها أن تدرك أنها قوةً محتلة وفي طريقها إلى الزوال.

وأكد عبد القادر أن الحكم الذي صدر عن محكمة «الصلح» الصهيونية يستهدف الشخصيات الدينية والوطنية وعزلها عن الأحداث الجارية.

الرابط المختصر :