العنوان مؤسسات المجتمع المدني الكويتية.. نموذج للتكافل الاجتماعي في زمن «كورونا»
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الأربعاء 01-أبريل-2020
مشاهدات 19
نشر في العدد 2142
نشر في الصفحة 10
الأربعاء 01-أبريل-2020
الكويت
- استجابة للنداء السامي من سمو الأمير انطلقت «فزعة للكويت» التي جمعت أكثر من 9 ملايين دينار.
- أدوار جمعية الإصلاح تمثلت في الدعم اللوجستي والدور التوعوي والخدمة المجتمعية.
بالتزامن مع استنفار الحكومة الكويتية لكافة مؤسساتها وإمكانياتها لمواجهة انتشار فيروس «كورونا»، تعمل مؤسسات المجتمع المدني الكويتية على المساهمة بدورها في جهود البلاد للحد من تفشي الفيروس، وتأتي هذه الجهود امتداداً طبيعياً لدور هذه الجمعيات المجتمعي وواجبها الأخلاقي والإنساني نحو الوطن, وقد أكد القطاع الخيري في الكويت -ممثلاً بالجمعيات والمبرات والجهات الخيرية- استعداده التام للقيام بواجباته الوطنية ومسؤولياته المعهودة ضمن الجهود المبذولة لمواجهة فيروس «كورونا المستجد» في البلاد.
اتفقت الجمعيات الخيرية والتطوعية على تقديم الدعم للحكومة في ثلاثة مجالات؛ أولها المجال الإعلامي، وذلك من خلال إيصال رسائل توعوية للمواطنين بالتعاون مع وزارة الصحة، وتسخير جميع الأجهزة الإعلامية التابعة للجمعيات لهذا الغرض.
أما المجال الثاني، فيهتم بتقديم الجمعيات الدعم اللوجستي للجهات المعنية المتمثلة في الاحتياجات اللوجستية والخدماتية التي ستقدمها لوزارة الصحة، وتم الاتفاق على التنسيق المباشر معها بهذا الشأن.
ويتمثل الجانب الثالث في إجراء لقاء موسع للفرق التطوعية التابعة للجمعيات الخيرية التي وجهت الدعوة إليها من وزارة الصحة التي ستتولى تقديم شرح الدور المطلوب من المتطوعين لجهة الاحتياجات والخبرات والقدرات والفترة الزمنية المطلوبة من كل متطوع.
فزعة للكويت
وقد أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية حملة تبرعات خيرية بإشرافها تحت شعار «فزعة للكويت»، بمشاركة 41 جهة خيرية كويتية، من خلال وسائل الجمع الإلكتروني، وذلك عبر رابط رئيس باسم الحملة يتفرع منه 41 رابطاً مستقلاً لكل جمعية على حدة، يتم الجمع من خلاله بما يضمن عدم تداخل الأموال والاستقلالية المالية لكل جمعية.
وتأتي الحملة استجابة للنداء السامي من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وتعبيراً عن تضامن كافة فئات المجتمع في مكافحة فيروس «كورونا المستجد»، وما خلفه من آثار اقتصادية واجتماعية، استدعت تلك الفزعة الوطنية لتوحيد جهود جميع الجمعيات الخيرية تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية، للعمل على معالجة الآثار الناجمة، والمساهمة في مد يد العون لتجاوز تلك الأزمة بشكل تضامني تحملاً للمسؤولية المجتمعية وخدمة للكويت وأهلها، وقد نجحت الحملة في جمع أكثر من 9 ملايين دينار.
وقامت جمعية الإصلاح الاجتماعي بدعم الجهود الحكومية في مواجهة «كورونا» من ثلاث نواحٍ: الدعم اللوجيستي، والتوعية المجتمعية، والخدمة المجتمعية.
وفي الدعم اللوجستي، قامت الجمعية بتجهيز مدرسة الفروانية الابتدائية بنين، ومدرسة المثنى الابتدائية بنات بالفروانية بعدد 200 كرسي، و12 مكتباً، كمقر إداري لكل مدرسة للتعامل مع مخالفي الإقامات، كما قامت بتجهيز مدرسة الملا ناصر بالفنطاس، ومدرسة أم عمارة بالأحمدي، ومدرسة بلال بن رباح بالصليبيخات، ومدرسة البيرق الابتدائية بنات بالقصور، ومدرسة عبدالله مشاري الروضان المشتركة بنين بالقصور، بعدد 60 سريراً، و60 مرتبة، و60 شرشفاً، و60 مخدة، و60 بطانية، مع مواد التعقيم لكل مدرسة، وقامت نماء للزكاة والتنمية المجتمعية بتوزيع 2600 عبوة ماء للعاملين في الدفاع المدني، و100 وجبة (فطور، غداء، عشاء) على العاملين في مستشفى الصباح، و200 وجبة (فطور، غداء، عشاء) على وزارة الصحة (مركز قيادات الصحة).
أما الدور التوعوي للجمعية، فقد تمثل في قيامها بنشر منشور بلغات مختلفة عن الفرق بين «الأنفلونزا» وفيروس «كورونا المستجد»، ونشر فيديو عن نماذج من جهود الجمعية لمساندة الجهات الرسمية في مكافحة الفيروس، ونشر تغريده على «تويتر» لشكر سمو الأمير لثنائه على جهود الجمعيات الخيرية، وتجديداً للعهد على الاستمرار في بذل الجهد لمواجهة هذه الأزمة، ونشر «بوستر» توعية على منصات التواصل الاجتماعي «حتى نعود لمساجدنا.. اصبروا وصابروا»، تحت هاشتاج «نبيها صفر»، ونشر فيديو كلمة للجاليات المقيمة بدولة الكويت، باللغة الإنجليزية نشراً للتوعية ودعماً لجهود الدولة في مواجهة فيروس «كورونا»، وتصوير ونشر «فلاش» بعنوان «حفظ الله للعبد» للدكتور محمد يوسف الشطي.
إضافة إلى ذلك، الرد على استفسارات الناس في المجال التثقيفي الديني بنشر منشور توعوي بعنوان «سألوني 6»، يجيب فيه أهل الاختصاص، ونشر 4 تغريدات لمركز «قيم» التابع للجمعية ضمن الحملة القيمية التي أطلقها المركز بعنوان «بكم نفتخر»، وإطلاق رسالة توعوية تشجع على صلة الأرحام خلال فترة حظر التجول الجزئي، وإطلاق أنشودة «لك الحب غنى» للمنشد صلاح الشطي لتشجيع أهل الكويت؛ مواطنين ومقيمين، على تقديم الخدمات التطوعية في جميع الميادين، وإصدار مقطع فيديو للدكتور حمد المزروعي لحثّ الناس على استثمار الخلوة بالعبادة وما هو نافع ومفيد، و3 مقاطع فيديو باللغة الأوردو واللغة الإنجليزية أرسلت إلى 1000 شخص، وتوزيع فيديو قصير بعدة لغات عن التمارين التي يمكن ممارستها في المنزل.
أما جانب الخدمة المجتمعية، فقد قامت الجمعية بإطلاق مشروع لتحفيظ القرآن الكريم عن بُعد، والرد على استفسارات الجاليات عن إرشادات وتوصيات طبية بعدة لغات، وتجهيز وتوزيع 200 وجبة غداء للجاليات من الأسر المتضررة.
الرحمة العالمية
وكان لجمعية الرحمة العالمية أيضاً دور بارز في مواجهة «كورونا»، فكان لها العديد من الجهود من ناحية الدعم اللوجستي، حيث قامت بتوزيع المستلزمات الوقائية على 7500 طالب وطالبة، بالإضافة إلى 2500 من عائلاتهم من المواطنين الكويتيين في بريطانيا، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة الكويت.
وأطلقت «الرحمة» حملة «سلامتهم من سلامتك»، وتم توزيع أكثر من 500 حقيبة تحتوي على الأدوات المعقمة والكمامات وتعليمات السلامة في صالة (4) بمشرف على المراجعين العائدين من الخارج، وبإشراف ومشاركة سفارة دولة الكويت في تركيا، تم توزيع 800 حقيبة للوقاية والتعقيم في إسطنبول، وتوزيع المعقمات على 120 طالباً وطالبة من أبنائنا الكويتيين في سندرلاند البريطانية، وتوزيع أكثر من 16 ألف حقيبة وقائية على أبنائنا الطلبة وأهلنا العائدين من الخارج، بالتعاون مع الخطوط الجوية الكويتية، وتجهيز 5 مدارس بالفرش كمقر إداري للتعامل مع مخالفي الإقامات.
أما من الناحية التوعوية، فكانت هناك رسالة من الشيخ يحيى سليمان العقيلي، نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام لجمعية الرحمة العالمية، يتحدث فيها عن «تأمين صحي ربّاني شامل ووصفة نبوية فاعلة للتعامل مع الأوبئة»، كان لها صدى واسع وتأثير مباشر، وقد تمت ترجمتها إلى 10 لغات أوروبية، هي «البوسنية، الألبانية، الفرنسية، الألمانية، النرويجية، الألمانية، الرومانية، البولندية، الإيطالية، الأوكرانية»، وتوزيعها على جميع المؤسسات المتعاونة مع الرحمة العالمية في هذه الدول لنشرها على مواقعها والاستفادة منها.
كما قامت الرحمة بإصدار فيديو بمشاركة المستفيدين من الأيتام من أكثر من 27 دولة بالدعاء للكويت أن يحفظها الله وأهلها من كل سوء، إضافة إلى العديد من التصميمات ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبث الطمأنينة في المجتمع، وفيديوهات توعوية بعنوان «تعلمت من كورونا» للدكتور علي الراشد، الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت، وفيديو توعوي بعنوان «لمتنا الحلوة في البيت» للتوعية بالاستفادة من وقت الأسرة داخل البيت، وإصدار فيديوهات توعوية «تعلمت من كورونا» لأستاذ الشريعة في جامعة الكويت د. علي الراشد، والأستاذ في كلية الشريعة د. وليد العنجري، والشيخ عبدالله عبيد العجمي.
الهيئة الخيرية
ومن جمعية الرحمة العالمية إلى الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، حيث بادرت بإجراء اتصالات مع الجمعية الطبية الكويتية ووزارة الصحة؛ بهدف التنسيق من أجل دعم الجهود الرسمية في مجال محاصرة الفيروس، وشاركت في الاجتماع التنسيقي الأول لبحث جهود دعم الجهات الرسمية في مواجهة وباء «كورونا» الذي دعا إليه اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية الذي ضم ممثلين عن 39 جمعية ومبرة خيرية، بالإضافة إلى الجمعية الطبية ووزارة الشؤون الاجتماعية، ومثَّل الهيئة المدير العام المهندس بدر سعود السميط.
ومع تطور الأزمة وإعلان منظمة الصحة العالمية فيروس «كورونا» وباء عالمياً، استضافت الهيئة الخيرية الإسلامية في مقرها الرئيس ثلاثة اجتماعات متتالية برئاسة د. عبدالله المعتوق، ومشاركة قيادات الجمعيات الخيرية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي وبيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والخارجية والشؤون الاجتماعية، أسفرت هذه الاجتماعات عن تطوير آليات وجهود التنسيق بين المؤسسات الحكومية والأهلية، وقد تجلت مخرجاتها في توسعة نطاق المنصة لتكون منصة تحالف مؤسسات المجتمع المدني لمواجهة فيروس «كورونا» برئاسة رئيس الهيئة د. عبدالله المعتوق، وتستهدف هذه المنصة تنسيق جهود أعضائها لدعم الجهود الحكومية في مواجهة فيروس «كورونا» على مختلف الأصعدة، وتضم المنصة ممثلين عن وزارتي الداخلية والشؤون على مستوى وكيل وزارة مساعد، وتسعى لتحقيق نفس التمثيل على مستوى وزارة الصحة.
وقد انبثقت عن تلك المنصة 6 فرق؛ الأول: للدعم اللوجستي، والثاني: للتطوع، والثالث: للإعلام، والرابع: لدعم المتضررين، والخامس: لدعم المواطنين والطلبة الكويتيين بالخارج، والسادس: لإطلاق حملة «فزعة للكويت».
وقد قدمت الهيئة الخيرية الإسلامية 75 ألف دينار لدعم المقيمين المتضررين والأسر المحتاجة والمتضررة داخل الكويت.
