العنوان عَالمنا الكبير والأفلاك السَابحَة
الكاتب حسن عبد المحسن
تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1970
مشاهدات 91
نشر في العدد 2
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 24-مارس-1970
مقتطفات من محاضرة الدكتور زغلول النجار التي ألقاها في جمعية الإصلاح يوم الأربعاء الماضي:
إن العالم الذي نحيا فيه اليوم هبت عليه عواصف من شرار الخلق تبعده عن نور الله وتحاول أن تقنعه بنظريات لا أصول لها ولا سند من الواقع يؤيدها وانتشرت دعوات الإلحاد واستطاعت أن تستخدم من قوى الشر ما لم يستطع الخير أن يجند، وحاولت أن تستغل كل الظروف والأفكار والطاقات وانقسم الناس حيالها إلى أصناف ثلاثة صنف قد فتح الله قلبه للإيمان فلم يمر هذه النعرات التفاتا وهو يعرف قدرها ويوقن بحقيقتها.
وصنف ثان طمس على بصيرته وعمي قلبه فاندفع وراء الشعارات مبشرا لها محاولا هدم صروح الحق بمعول الباطل وحاشا للحق أن يهدم وصنف ثالث عميت عليه الحقائق وتاهت الأمور فلم يستطع أن يتخذ لنفسه مسلكا ولمثل هؤلاء الناس يجب أن يتحدث المسلم، ولقد حاولت معاول الشر هدم معتقدات الناس واستغلال كل الأفكار وراء شعار العلم كما فعل داروين وفرويد الذين قالوا: انتهى الأمر لا خلق ولا خالق.
نظرة أينشتين للدين
وهناك مقتطفات كثيرة مما كتبه العلماء في هذا المجال نذكر منها ما قاله أينشتين صاحب النظرية النسبية «إن أعظم خاطرة تجيش بها النفس تلك التي ستشعرها عند الوقوف في روعة أمام هذا الخفاء الكوني والظلام الدامس وإن الذي لا تجيش نفسه بهذا ولا تتحرك عاطفته حي ميت لا يحس ولا يدرك ولا يستحق أن يكون في هذه الدنيا» ثم يستطرد «إن الشعور الديني الذي يستشعره الباحث في الكون هو أقوى حافز على البحث العلمي وأنبله».
ويقول ماكس بلانك العالم الألماني الذي فتح الطريق إلى أسرار الذرة «إن الدين والعلوم الطبيعية يقاتلان معا في معركة مشتركة ضد الشك والشرك والجحود والخرافة ولقد كانت الصيحة دائما وسوف تكون دائما إلى الله» إن في عالمنا المسلم يظهر بين الحين والآخر أدعياء علم يتطاولون على الخالق سبحانه وتعالى بباطل بين وكذب واضح..
ولكن أمام كل متدبر لهذا اللون يحاول أن يزن الأمور بميزان العقل يستطيع الإنسان أن يرى إعجاز الله في كل ذرة من ذرات هذا الوجود وفي كل حركة من حركات هذا الوجود.
علم الفضاء
إن أرضنا ككتله هائلة من الصخر معلقة في الفضاء أمر معجز فهي جزء من كواكب تسع تدور حول الشمس وتكون هذه الكواكب التسع وما حولها من كويكبات وشهب ومذنبات مع شمسنا الكبيرة مجموعة إن هي إلا قطرة في بحر هذا الكون الهائل وإن علم الفلك قد أثبت لنا أن آلافا بل ملايين من هذه المجموعات الشمسية ترتبط لتكون ما يسمى بالمجرة (الطريق اللبني).
ثم تعرض المحاضر إلى قياس المسافات الفلكية بوحدة السنة الضوئية وهذه تساوي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة من سنيننا الأرضية علما بأن سرعة الضوء ۳۰۰ ألف كيلومتر في الثانية.
والمجرة التي تنتمي إليها أرضنا ومجموعتنا الشمسية توجد على هيئة قرصية نصف قطرها أكثر من ۲۰۰۰ سنة ضوئية، والمجموعات الشمسية في هذه المجرة تدور في نظام محكم وهي تنطلق في الفضاء اللانهائي بسرعة هائلة لوجهة لا يعلمها إلا الله.
تقدير عمر الأرض
والأرض مغلقة بأغلفة أربعة وصور هذه الأغلفة المختلفة مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا.. وفي كل منها حكمة بالغة، وفي وضع الأرض حيث هي حكمة بالغة لمن يعتبر، ولو اقتربت الأرض قليلا من الشمس لارتفعت درجة الحرارة فيها جدا، ولأصبحت غير صالحة للحياة على الإطلاق، ولو بعدت قليلا عن مكانها لانخفضت فيها درجة الحرارة جدا ولأصبحت غير ملائمة للحياة، وهذا الغلاف الغازي الذي يحتوي على حزامين من الهواء المتأين (حزامي فان ألن) والذي يستطيع أن يرد كل أنواع الأشعة الكونية المميتة التي لو وصلت إلى الأرض لقضت على كل صور الحياة فيها.
وهذا الحجم للأرض لو زاد أو نقص قليلا لما استطاعت الأرض أن تجتذب إليها هذا السمك من الغلاف الغازي. وإن زيادة حجمها إلى الضعف يؤدي إلى زيادة سمك الغلاف الغازي فتصبح ذات ضغط هائل يمنع وجود الماء والدم في جسم الإنسان.. ويتحول بذلك الإنسان إلى جسم دقيق لا يكاد يرى أو يفكر.
ثم تعرض محاضرنا إلى كيفية تقدير عمر الأرض باستخدام العناصر المشعة وأن تلك المحاولات إن هي إلا محاولات صغيرة للوصول إلى عمر هذا الكون الشاسع الذي لا يعلمه إلا الله.