العنوان الصحفي الداعية جابر رزق
الكاتب بدر محمد بدر
تاريخ النشر السبت 16-يونيو-2007
مشاهدات 18
نشر في العدد 1756
نشر في الصفحة 53
السبت 16-يونيو-2007
١٩ عامًا على وفاة مؤسس الصحافة الإسلامية في مصر
تمر الذكرى التاسعة عشرة لوفاة مؤسس الصحافة الإسلامية في مصر الصحفي الداعية «جابر رزق» يوم الأربعاء 20/6، بعد حياة ليست طويلة في العمر، لكنها مليئة بالعمل والبذل والتضحية..
ولد جابر رزق في 2/10/1936م، في قرية «كرداسة» التابعة لمحافظة الجيزة بمصر، ونشأ في أسرة بسيطة وتعرف على جماعة الإخوان المسلمين منذ صباه..
وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة السعيدية الثانوية بالقاهرة، وعمل مدرسًا للغة الفرنسية، ثم أكمل دراسته الجامعية، ليحصل على الليسانس من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم صحافة، ثم عمل محررًا في مجلة الإذاعة والتلفزيون، التي كان يرأس تحريرها الكاتب الكبير أحمد بهجت.
دخوله السجن
وفي عام ١٩٦٥م اعتقل ضمن حملة الاعتقالات الكبيرة التي شملت الآلاف من المنتمين للإخوان المسلمين، وتم تقديمه مع إخوانه للمحاكمة العسكرية، وصدر الحكم ضده بالأشغال الشاقة لمدة ١٥ عامًا..
أمضى جابر رزق في السجن 9 سنوات. ثم خرج في عام ١٩٧٤م في عهد الرئيس السادات، وسجل بقلمه هذه الفترة الحالكة من تاريخ مصر في عدد من الكتب منها: «الأسرار الحقيقية لاغتيال الإمام الشهيد حسن البنا»، «مذابح الإخوان في سجون ناصر»، «مذبحة الإخوان في ليمان طره»..
وخرج من السجن ليواصل عمله الصحفي والدعوي، وعاد للعمل في مجلة الإذاعة والتلفزيون، وفيها نفذ أكثر من حملة صحفية، منها حملته لكشف أفكار طه حسين في ميزان الإسلام، من خلال آراء المفكرين والنقاد والعلماء وأحدثت تحقيقاته أثرًا كبيرًا، وتعرضت المجلة للضغوط حتى تم إيقاف الحملة بأوامر سياسية، لكن جابر رزق لم يتوقف، فجمع حلقات هذه الحملة في كتاب بعنوان «طه حسين.. الجريمة والإدانة».
وقاد حملة صحفية ضد التعذيب في السجون المصرية، كشف فيها الكثير من الوقائع والمظالم التي يتعرض لها السجناء السياسيون والمعتقلون..
مجلة الدعوة
وفي عام ١٩٧٦م عادت مجلة الدعوة للصدور من جديد، وكان صاحب امتيازها صالح عشماوي -يرحمه الله- وأدارها وأشرف على تحريرها الأستاذ عمر التلمساني -يرحمه الله- وتولى جابر رزق مسؤولية مدير التحرير، فأعطاها اللمسة الصحفية الساخنة، بمقالاته الحية وتحقيقاته وحواراته وعناوينه الجذابة.. ونجحت المجلة، وزاد توزيعها على الخمسين ألف نسخة شهريًّا، وهو رقم كبير جدًّا في ذلك الوقت.. وفي عام ١٩٧٨م سافر للعمل في دولة الإمارات العربية، لكنه لم يستقر بعد أن شعر بحاجة إخوانه إليه، فعاد مجددًا إلى مصر، وتولى مسؤوليته في «مجلة الدعوة» التي زادت شهرتها آنذاك.
وفي أوائل سبتمبر ١٩٨١م تم القبض عليه مره أخرى ضمن عدد من قيادات الإخوان منهم: الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين، وصالح عشماوي..
ثم أفرج عنهم بعد نحو خمسة شهور، وخرج جابر رزق ليواصل جهاده، مرافقًا للأستاذ عمر ومستشارًا إعلاميًّا له ومسؤولًا عن الملف الإعلامي للإخوان المسلمين.. رغم فُرص العمل الكبيرة التي عرضت عليه بالخارج.. مثل رئاسة تحرير مجلة «الإصلاح» التي تصدرها جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي بدولة الإمارات. وبدأ في إصدار «مجلة البشير» في عام ١٩٨٤م، لكن أجهزة الأمن صادرت المجلة الوليدة، وأحالت المسئولين عنها للمحاكمة..
وفي عام ١٩٨٥م تولى جابر رزق رئاسة تحرير مجلة لواء الإسلام بعد سلسلة من ضغوط السلطة، حتى نجحت المجلة نجاحًا كبيرًا، وارتفع توزيعها إلى نحو ٩٠ ألف نسخة شهريًا.. ثم توقفت المجلة بعد ذلك في عام 1990م.
نقابة الصحفيين
ومع موجة الانفتاح التي انتهجتها جماعة الإخوان المسلمين في تعاطيها السياسي مع المجتمع المصري، والتي قادها الأستاذ عمر التلمساني، تولى جابر رزق مسؤولية تفعيل شباب الصحفيين المنتمين للإخوان أو القريبين من الجماعة في نقابة الصحفيين، وخصص يومًا في الأسبوع للاجتماع العام في مقر النقابة بوسط القاهرة، ورغم أن العمل كان متواضعًا في تلك المرحلة، بسبب قلة العدد وضعف الخبرات إلا أن هذا اللقاء كان مدخلًا للتأثير الإيجابي لصالح الإسلاميين في انتخابات النقابة التي جرت عام ١٩٨٥م، وفاز فيها الصحفي محمد عبد القدوس بعضوية مجلس النقابة بأعلى الأصوات.
وكان أهم ما يميزه -يرحمه الله- حبه الشديد لدعوته، فكان يبدأ يومه قبيل صلاة الفجر ويستمر حتى ما بعد منتصف الليل ما بين قراءة وكتابة ولقاءات ومحاضرات وزيارات بجانب هدوء نفسه وصفاء قلبه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل