العنوان المجتمع تحاور الأمين العام لجبهة تحرير مورو الإسلامية
الكاتب عبد المجيد العوضي
تاريخ النشر الثلاثاء 21-ديسمبر-1982
مشاهدات 13
نشر في العدد 600
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 21-ديسمبر-1982
جبهة تحرير مورو الإسلامية بجنوب الفلبين... عنوان من عناوين الجهاد في عالمنا العربي والإسلامي، وكلمة مورو أصلها إسباني... أطلقها المستعمرون الإسبان على المسلمين في الفلبين... وللجبهة تاريخ طويل مع الجهاد، ولا زالت تخوض معاركها الجهادية في جنوب الفلبين مع جيش السفاح الصليبي ماركوس رئيس الفلبين.
وفي هذا اللقاء تحاول «المجتمع» أن تستعرض جهاد جبهة تحرير مورو... متتبعة ما يجري للمسلمين المجاهدين في جنوب الفلبين الإسلامي... من خلال حوارها مع أحد المسؤولين في الجبهة وهو الأخ «عبد الباقي أبو بكر» الأمين العام للعلاقات الخارجية لجبهة تحرير مورو الإسلامية الوطنية، والأخ عبد الباقي كان ممثلًا للجبهة في جميع المفاوضات التي عقدت بين جبهة تحرير مورو وحكومة الفلبين، كما اشترك في جميع المؤتمرات الإسلامية منذ انضمام الجبهة أي منظمة المؤتمر الإسلامي كعضو مراقب دائم.
المجتمع: من المعروف أنه عُقدت اتفاقية بين جبهة تحرير مورو الإسلامية وبين الحكومة الفلبينية سميت باتفاقية طرابلس سنة (76)... فهل نُفذت هذه الاتفاقية أم لا؟
عبد الباقي: إننا قد توصلنا إلى هذه الاتفاقية في ديسمبر سنة ١٩٧٦م بعد مجهود كبير ومحاولات مضنية لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي قامت بالوساطة بين جبهة تحرير مورو الوطنية وبين حكومة الفلبين، وهذه المفاوضات التي نتجت عنها بما يقال اتفاقية طرابلس كانت طبقًا لقرارات مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية سنة ٧٣ م في بنغازي حيث درس المؤتمر بصفة خاصة قضية المسلمين في جنوب الفلبين وتقرر في هذا المؤتمر تكوين ما يسمى باللجنة الوزارية الرباعية المكونة من: السعودية، وليبيا، والسنغال، والصومال، وقد زارت هذه اللجنة الفلبين في أكتوبر سنة ٧٣ م ورجعت بتقرير يفند جميع ادعاءات ماركوس، حيث ادعى بأن الثوار المسلمين المقاتلين هم ثوار شيوعيون وفند التقرير هذا الادعاء بأنهم ليسوا شيوعيين وليست لهم أية صلة مع الشيوعية وهم مجاهدون مؤمنون يدافعون عن أنفسهم ومعتقداتهم، جاءت اللجنة الرباعية بهذا التقرير إلى مؤتمر الدول الإسلامية سنة ٧٤ م في كوالالمبور، ونادى المؤتمر بالتفاوض السلمي بين جبهة تحرير مورو وبين حكومة الفلبين، ووافقت حكومة الفلبين على التفاوض، فتم التفاوض بيننا وبين حكومة الفلبين في يناير سنة ٧٥ م تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي، وكنت من بين الأعضاء الممثلين للجبهة في هذه المفاوضات، ولكنها فشلت لأن حكومة الفلبين رفضت أن تدرس مطلب جبهة تحرير مورو بالاستقلال الذاتي علمًا بأن مطلب الجبهة الأصلي ليس هو الاستقلال الذاتي بل هو الاستقلال التام لأننا لم نكن جزءً من الفلبين إلا نتيجة للتواطؤ بين الاستعمار الأميركي وحكومة الفلبين سنة ١٩٤٦م فقط، حيث صدر قرار ضم جنوب الفلبين من الاستعمار الأميركي دون أن نعلم، لكن الدول الإسلامية -الوسيطة- طالبت الجبهة بإصرار التنازل عن المطلب الحقيقي والأصلي لجبهة تحرير مورو وهو الاستقلال التام، لأن القرار يناسب التفاوض بيننا وبين حكومة الفلبين في إطار الوحدة الترابية لجمهورية الفلبين وطبقًا لهذا القرار لا بد أن نطلب الاستقلال الذاتي فقط وإلا كنا سنتعرض للانعزال عن العالم بعد انقطاع طويل بيننا وبين البلاد الإسلامية، حيث كنا محاربين منذ (٤٠٠) سنة، حاربنا ضد إسبانيا (370) عامًا وواجهنا الاستعمار الأميركي أكثر من (٤٠) عامًا وكنا منعزلين عن العالم الإسلامي كل هذه الفترة الطويلة. في سنة ٧٤ دخلنا المؤتمر الإسلامي لعرض القضية وكنا نتخوف أن نتعرض للانعزال مرة أخرى ولذلك، فإن تنازلنا عن الاستقلال التام إلى الاستقلال الذاتي في ذلك الحين كان تلبية لرغبة الدول الإسلامية لا تنازل لماركوس، وحكومة الفلبين لم تنتصر علينا في معركة واحدة، ولم نهزم في الحروب السابقة كذلك ولم نخضع لأية قوة ظهرت في الأرض لتستعمر بلادنا، وفي سنة ٧٦ م جددت منظمة المؤتمر الإسلامي نشاطها لتجديد المفاوضات بيننا وبين حكومة الفلبين مرة أخرى ووافقت حكومة الفلبين على التفاوض وتوصلت المفاوضات إلى ما يقال باتفاقية طرابلس، بهذه الاتفاقية تنازلنا عن أشياء كثيرة. فخسرنا بذلك خسائر فادحة لأنه بموجب الاتفاقية تمنح حكومة الفلبين الاستقلال الذاتي لـ (١3) منطقة إسلامية من أصل (36) منطقة إسلامية في الجنوب الإسلامي، أي تنازلنا كان تنازلين كبيرين: سياسي وهو الاستقلال التام وتنازل عن الأرض. وعلى الرغم من ذلك لم تنفذ حكومة الفلبين هذه الاتفاقية منذ البداية.
المجتمع: ترى... ماذا كانت دوافع ماركوس رئيس الفلبين لتوقيع هذه الاتفاقية سنة ٧٦ م ونقضها بعد ذلك مباشرة؟
عبد الباقي: كانت حكومة الفلبين في ذلك الحين تواجه مشاكل اقتصادية وعسكرية وسياسية ويريد ماركوس تخفيض هذه الضغوط عليه، كما كان ماركوس يتخوف من أن المسلمين ربما يحصلون على مساعدة مادية من البلاد الإسلامية من المسلمين وحتى يعرقل ماركوس محاولات المسلمين من أن يحصلوا على المعونات المادية تظاهر ماركوس بأنه يريد السلام للمسلمين ولا يريد القتال فقبل فكرة التفاوض مرة ثانية ووقع على اتفاقية طرابلس سنة 76، كما أن هناك سببًا آخر وملحًا حيث كانت الفلبين تعاني من ضائقة مالية شديدة في ذلك الحين، وأنتم تعلمون أن ديون الفلبين قد بلغت الآن (١٦) مليار دولار وصندوق النقد الدولي أعلن أنه لن يعطي الفلبين قروضًا أخرى لأنها قد أخذت الحد الأقصى من القروض، ومما دعا الحكومة الفلبينية لتوقيع الاتفاقية أيضًا هو أن الفلبين تعتمد في الحصو على البترول من الدول الإسلامية فقط لدرجة أن أكثر من (٩٠%) من الاستهلاك اليومي من البترول مستورد من الدول الإسلامية وماركوس كان يتخوف من نجاح جبهة تحرير مورو بمطالبة الدول الإسلامية بقطع البترول عن الفلبين، خصوصًا وأن المقود البترولية كانت على وشك الانتهاء في ديسمبر والعقود البترولية تتجدد في فبراير، هذه الأسباب هي التي دعت ماركوس لتوقيع الاتفاقية، لذلك خلال شهرين بعد التوقيع استطاع ماركوس أن يتغلب على مشاكله التي ذكرناها كما استطاع تأمين الأسلحة من إسرائيل أيضًا فلم يحترم ماركوس الاتفاقية منذ توقيعها.
أما موقف جبهة تحرير مورو من نقض ماركوس للاتفاقية فهو الرفض لكل التنازلات التي قدمتها للتفاوض والعودة إلى مطلب الجبهة الأصلي وهو الاستقلال التام وحق تقرير المصير لشعب مورو بجنوب الفلبين وأن لا تعود الجبهة لربط نفسها باتفاقية ثم نقضها على يد ماركوس، كما سعت الجبهة إلى كسب المساندة والتأييد من الدول الإسلامية لمطالبها هذه.
المجتمع: خلال الفترات الأخيرة ظهر واضحًا تقلص عمليات المجاهدين المسلمين بالجنوب في حين نشطت عمليات تفجيرات القنابل التي يقوم بها الشيوعيون وفئات أخرى ضد الحكومة الفلبينية - فما السبب في نلك!؟
عبد الباقي: إن الفلبين تعاني حاليًا من ثلاث ثورات: ثورة يمينية تضم المعارضين من الزعماء السياسيين والقساوسة المسيحيين والديمقراطيين وهؤلاء يلجؤون إلى العنف كذلك حيث أن حكومة الفلبين تتهمهم بتفجير القنابل في مانيلا، وهناك أيضًا ثورة شيوعية وهي أكثر خطورة لأن الثورة الشيوعية تريد قلب الحكم وتمتلك تنظيمًا دقيقًا مسلحًا، وهم يتعاونون مع الدول والجبهات اليسارية الشيوعية في العالم ولذلك تسمعون عن اشتباكات مسلحة بينهم وبين حكومة الفلبين في وسط البلاد مما اضطرت حكومة الفلبين إلى سحب بعض قواتها من الجنوب، لذلك قلت الصدامات الدموية بين الثوار المسلمين وبين الجنود الفلبينيين بسبب قلة جنود الجيش المتواجد في الجنوب، والمجاهدون المسلمون أقوياء وصامدون وهم يسيطرون على المناطق القروية، أما الجيش فيسيطر على المدن وقد وصلنا من تقاريرهم وتخطيطهم العسكري السري أنهم يواجهون القوات الشيوعية في الوسط ثم يرجعون إلى الجنوب للتخلص من المسلمين، وهذا ليس معناه أن القتال قد انتهى لا، فالقتال قائم، ومخططات اغتصاب أراضي المسلمين قائمة وهي أكثر خطورة من السلاح.
بموجب اتفاقية طرابلس تنازلنا عن الاستقلال التام وتنازلنا عن الأرض، في مقابل الاستقلال الذاتي.
المجاهدون أقوياء ويسيطرون على المناطق القروية في الجنوب بما فيها السواحل.
اعترفت بجبهة تحرير مورو (٤٢) دولة إسلامية حتى الآن.
اعتمادنا الأساسي في الحصول على السلاح ما نغنمه من العدو.
الكويت أول دولة إسلامية أثارت قضية مسلمي الفلبين أمام منظمة المؤتمر الإسلامي.
المجتمع: ما حقيقة انفصال بعض القيادات في جبهة تحرير مورو عن الجبهة؟
عبد الباقي: كل ثورة لا بد فيها من ضعاف النفوس ونحن كجماعة ثورية أو كحكومة ثورية نواجه المشكلة أيضًا، ولدينا بعض ضعاف النفوس الذين استغلهم الحكم الفلبيني وزودهم بالمال الكثير للانفصال عن الجبهة، ومنهم من اعتدوا على حقوق الآخرين مثلًا كأخذ المال دون حق مما اضطرت الجبهة إلى اتخاذ موقف متشدد منهم وهو طرد هؤلاء من الجبهة، وهؤلاء المطرودين تجمعوا مع بعضهم، واستطاعت الحكومة الفليبينية أن تتسلل إليهم وتتصل بهم بشكل سري وزودتهم بجوازات فلبينية بحيث أصبحوا يدخلون مانيلا علنًا وتحت حصانة سياسية من حكومة الفلبين. ويتظاهرون بأنهم من جبهة أخرى حتى تستطيع الحكومة الفليبينية أن تقول إن جبهة تحرير مورو بزعامة «نور ميسوري» لا تمثل الحركات الإسلامية في الجنوب كلها لأن هناك جبهات أخرى ويكررون ادعاء ماركوس بأننا شيوعيون، وهؤلاء عملاء لحكومة الفلبين وليست لهم أي قوى مقاتلة في الداخل ولا يمثلون أحدًا وبعضهم ينشر اسمه في الصحف الكويتية على أنه من مسلمي الفلبين جاء ليجمع التبرعات المالية من الكويت.
المجتمع: ادعى ماركوس وبعض العملاء أن الثورة الإسلامية التي تقودها جبهة تحرير مورو هي ثورة شيوعية فما الغرض من ادعائهم ذاك!؟
عبد الباقي: إنهم يدعون ذلك حتى يشككوا فينا لأن القضية لا تزال تدور في الإطار الإسلامي بصفة أن الجبهة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي والثورة ثورة إسلامية، والادعاء بأننا شيوعيون يلفت أنظار الناس المتدينين.
المجتمع: نود أن تحدثنا عن حجم انتصارات المجاهدين في جبهة تحرير مورو بجنوب الفلبين؟
عبد الباقي: هناك انتصارات ظاهرة للثورة الإسلامية فمن ناحية الوعي الإسلامي عرف الناس معنى الثورة الإسلامية وكيف تكون قيمة هؤلاء الذين يتمتعون بحرية في دينهم وتصريف أمورهم، لذلك فالمسلمون يؤيدون جبهة تحرير مورو بالسر والعلن، ومن ناحية ثانية استطاعت الثورة الإسلامية إعادة خيوط الاتصال بينها وبين الدول الإسلامية بعد طول انعزال، حيث اعترفت بجبهة تحرير مورو (٤٢) دولة إسلامية كجبهة مقاتلة وأثبتت الجبهة أنها قادرة على الدفاع عن الإسلام وعن الكيان الإسلامي ونفوس المسلمين هناك. ومن النواحي العسكرية فنحن مسيطرون على جميع المناطق الإسلامية باستثناء المدن فقط، كما نسيطر على السواحل البحرية في الجنوب ويمكننا أن نصنع الزوارق البحرية لذلك.
المجتمع: ما هي المصادر التي تحصلون منها على السلاح؟
عبد الباقي: أولًا لنا أسلحة من السابق لأننا كنا محاربين لمدة (400) سنة، حيث حاربنا إسبانيا وأميركا واليابان في الحرب العامية الثانية، هذه الأسلحة ولو أن بعضها متخلف فإن منها خصوصًا أسلحة الحرب العالية الثانية لا تزال صالحة، وفي سنوات الستينات كانت المعارك الانتخابية عنيفة جدًا لدرجة أن كل مرشح قام بتسليح الآلاف من رجاله ونحن عندنا أسلحة كثيرة من هذه الطريق، حيث جمعنا نحن الأسلحة ولم نردها حينما بدأ القتال وتقدر بحوالي (30) ألف قطعة سلاح من النوع الجيد الأوتوماتيكي، وأما اعتمادنا الأساسي في الحصول على الأسلحة فهو من العدو فنحن نستولي على السلاح من الجنود النظاميين بنصب الكمائن لعدد كبير من الجنود فنستولي على الأسلحة والذخائر، كما لدينا طريقة ثالثة وهي «الشراء منهم» لأن الجيش الفلبيني ضعيف معنويًا يأتي إلى الجنوب لكي يسرق لا لينتصر ولذلك يسرقون أموال المسلمين من البيوت. وقد أصدر ماركوس نظامًا خاصًا عام ١٩٧٢ سماه «التفتيش والتدمير» وهذا الأمر قائم حتى الآن أي لهم الحق في تفتيش كل البيوت ليسرقوا كل ما فيها، ويرتكبوا الجرائم، والجيش الفلبيني يبيع لنا السلاح في وقت القتال، ويعتبر اشتداد القتال موسمًا للثوار في الحصول على الأسلحة، ثم إن من تخطيط الثورة أن يكون سلاح الثوار من نفس سلاح العدو لأن هذا يشجع الثوار للاستيلاء على الذخائر.
المجتمع: تقوم الحكومة الفلبينية بتهجير المسلمين وتشريدهم من أراضيهم... فما هي وسائلها في نلك؟
عبد الباقي: الوسائل كثيرة جدًا في الحاضر والماضي وأريد أن أذكر بعض الوسائل السابقة والتي هي أساس لقيام المسلمين بالثورة، فالمعروف أن أول دين كانت تدين به جزر الفلبين هو الإسلام والناس دخلوا الإسلام أفواجًا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وكانت «مانيلا» -العاصمة الآن- عاصمة لإمارتين إسلاميتين حتى تم إبادة جميع المسلمين في سنة ١٥٦٥م على يد الإسبان، واستطاع الإسبان أن يستولوا على الشمال والوسط واصطدموا بالجنوب ولكن الجنوب كان أكثر تنظيمًا حيث كانت هناك حكومات إسلامية، وبعد جلاء الإسبان عن الفلبين نتيجة الاتفاقية بين أميركا وإسبانيا سنة ١٨٩٦م سلمت إسبانيا الفلبين لأميركا فأصدرت الأخيرة قانون يقضي بأن جميع رخص امتلاك الأراضي غير المصدق عليها من إسبانيا تعتبر ملكية عامة، وهذا معناه أن أراضي المسلمين تصبح ملكًا للحكومة الأمريكية لأن إسبانيا لم تحكم المسلمين ولا حتى يومًا واحدًا فكيف يصدقون رخص أراضيهم من إسبانيا؟ وأتت الهجرات إلى الجنوب بسبب ذلك القانون.
كما صدر قانون آخر يبيح لكل مهاجر امتلاك (44) هكتارًا من الأرض بينما المواطن الأصلي في الجنوب يستحق أن يمتلك (4) هكتار من الأرض فقط وأُعطي الحق لكل شركة في امتلاك (١٦٠) هكتارًا من الأرض، فجاء المسيحيون بأسماء شركات وهمية لامتلاك أراضي المسلمين، أما الطرق الحديثة فمنذ سنة ٧٣ تستخدم الحكومة الفلبينية طريقة التهجير بالقوة وإحلال المسيحيين بدلًا عنهم وتقيم الحكم المسيحي في محافظة المسلمين، وحاليًا تتبع الحكومة الفليبينية الأساليب نفسها التي استخدمها اليهود في طرد المسلمين العرب من أراضيهم في فلسطين تحت ستار المصارف المالية والمشروعات حيث تقوم الحكومة عن طريق المصارف بإقراض كل مسلم بدون مقابل فينشئ المسلمون بالقروض مشاريع اقتصادية لا يلبث الجيش أن يأتي وينهب الأموال أو يحرق المراكز التجارية التي تجمعت فيها أموال المسلمين مثلما حصل قبل عامين، حيث حرقوا السوق التجاري في «شامبوانجا» وعندما يعجز المسلمون عن سداد القروض التي أعطتها الحكومة لهم تأتي الحكومة فتصادر أراضيهم وأملاك أقاربهم، وهذه البرامج مستمرة لتهجير المسلمين وتشريدهم من أراضيهم، كما تستخدم الحكومة أسلوبًا آخر وذلك بإنشائها البيوت السكنية على أراضي المسلمين القريبة من المدن وإسكان هؤلاء المسلمين في البيوت مقابل أجور باهظة مع أنهم يسكنون على أراضيهم.
وتقوم الحكومة بالتعاون مع القساوسة بتدريس المسلمين في مدارس «نوتريديم» وهي مدارسة «تنصيرية» لتنصير أبناء المسلمين مع حرمانهم من إنشاء مدارس شرعية خاصة بهم، كما يقوم الجنود الفلبينيون بالزواج من الفتيات المسلمات بالقوة لتكوين جيل نصراني أو نصف نصراني على الأقل.
المجتمع: أين يتركز المسلمون في جزر الفلبين؟ وما عددهم؟
عبد الباقي: إن عدد المسلمين الآن يبلغ (7) مليون نسمة أو يزيد من أصل (50) مليون نسمة مجموع سكان الفلبين، والأماكن التي يقطنها المسلمون هي «الجنوب» أو أراضي مورو وهي تشكل (38%) من مساحة الفلبين كلها، أو أراضي مورو زراعية خصبة (100%) ثم إن الثروات السمكية من المحيط الهادي وبحر الفلبين وبحر الصين كلها تتجمع في البحر المحيط بالجنوب الإسلامي، ولكن الحكومة الفلبينية تستغل هذه الثروات السمكية، حيث تأتي السفن التي تمتلكها أميلدا ماركوس «زوجة الرئيس الفلبيني» وتصطاد الأسماك لتصدرها للبلدان المجاورة مقابل عشرات الملايين من الدولارات بينما المسلمون لا يستطيعون أن يصطادوا لأن البحرية الفلبينية تقتلهم.
المجتمع: متى بدأت مذابح المسلمين على يد ماركوس؟ وكم بلغ عدد ضحاياهم؟
عبد الباقي: بدأت المذابح سنة ١٩٦٨م وبلغ عدد ضحايانا من المدنيين المسلمين من سنة ٦٨ إلى الآن ما لا يقل عن (١٣٥) ألف من المدنيين مع تدمير أكثر من (٥٠٠) مسجد للمسلمين، أما الشهداء من المجاهدين فعددهم قليل جدًا فهو بين (3–5) آلاف. وقد كبد المجاهدون الجيش الفلبيني خسائر كبيرة، حيث تدل إحصائياتنا أن المجاهدين كبدوا الجيش ما لا يقل عن (٤٥) ألف من الجيش النظامي، وفي منتصف السبعينات دمرنا مالا يقل عن (45) دبابة وسيارة مدرعة للحكومة الفلبينية وأسقطنا (٢٢) طائرة نفاثة من نوع «سوبر جيت» الأمريكية، ومذابح المسلمين لا زالت مستمرة ولكن أقل من السابق لاستخدام ماركوس أسلوب التضليل وقد اعترف ماركو بأنه قتل سنة 1980(60) ألفًا من المسلمين، بينما قال رئيس القوات العسكرية بأن عدد القتلى من المسلمين (75) ألفًا وإحصائياتنا التي جمعناها بالأسماء حتى الآن تشير إلى أن عدد القتلى (135) ألف مسلم.
المجتمع: متى بدأت جبهة تحرير مورو الإسلامية عملها الجهادي ضد الحكومة الفلبينية؟
عبد الباقي: بدأت الحرب بيننا وبين الحكومة الفلبينية سنة ٧٢م ولكن المذابح بدأت سنة ٦٨، وهذا التاريخ يبين أن المذابح ضد المسلمين مدروسة ومخطط لها لأنها جاءت بعد النكسة سنة ٦٧ مباشرة في الوقت الذي لا يستطيع فيه المسلمون أن يصرفوا أنظارهم خارج منطقة الشرق الأوسط الإسلامية، والثورة الإسلامية في الفلبين لم تبدأ من الفراغ بل جاءت كرد فعل، حيث تكونت الجبهة بعد أن فشلت جميع المحاولات السلمية لإيقاف القتال، وتضم جبهة تحرير مورو الشباب المسلم المتعلم المؤمن بالمبادئ الإسلامية، وظهر اسمها سنة ٧٦م بعد أن أصبحت لها قوة يمكنها أن تلعب دورًا سياسيًا وعسكريًا في الوقت نفسه، وبعد سنة واحدة استطعنا أن نعرض القضية على منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا أزال أتذكر أن الدولة الوحيدة الأولى التي أثارت هذه القضية أمام المؤتمر الاسلامي في جدة سنة ٧٢ هي دولة الكويت.
المجتمع: نود أن توضحوا لنا مدى مساهمة الدول الإسلامية في دعم قضية مسلمي الفلبين؟
عبد الباقي: الواقع أن المساهمة كانت كبيرة فبفضل الدول الإسلامية تم التوقيع على اتفاقية طرابلس ولو أنها لم تنفذ، كما أن الدول الإسلامية باعترافها بجبهتنا وقبولنا بصفة مراقب دائم في منظمة المؤتمر الإسلامي أعطانا شخصية مميزة بحق لها أن تدافع عن نفسها للحصول على حق تقرير المصير.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل