العنوان إلى من يهمه الأمر: أرصدتنا وأشقاؤنا وضمائرنا
الكاتب د. إسماعيل الشطي
تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1981
مشاهدات 17
نشر في العدد 521
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 24-مارس-1981
500 بليون دولار هي قيمة ديون العالم الثالث.. أي بزيادة 50٪ على ديونها منذ ثلاث سنوات.. وسوف تعطي تلك الدول ما يقارب 75 بليون دولار كفوائد على تلك الديون.. هذا حسب ما نشرته مجلة «جان أفريك». ولكي نعرف ضخامة رقم هذه الفوائد فما علينا إلا أن نتذكر أن ديون العالم الثالث منذ عشر سنوات كانت 75 بليون دولار، تدفع عليها تلك الدول 9 بلايين دولار كفوائد...
وقد نسمع بعد عشر سنين أن فوائد ديون العالم الثالث تساوي 500 بليون دولار، أي قيمة ديون هذا العام. وإذا علمنا أن دول العالم الثالث معظمها إسلامية.. وأن فوائد هذه الديون تؤخذ من عرق الشعوب المسلمة.. وأن تراكم الديون مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تحيل تلك الشعوب إلى أمم منهكة مجهدة متخلفة عن ركب الحضارة والمدنية والأخذ بأسباب القوة.. إذا علمنا كل هذا تأكد لدينا أننا نحن دول النفط الغنية سبب رئيسي في إنهاك الشعوب المسلمة.. فمن الملاحظ أن الدول الصناعية الغنية ليست هي التي تعطي الديون للدول الفقيرة حاليًا.. بل إن البنوك العالمية الخاصة والمتعددة الجنسية والتي نكدس فيها أرصدتنا الضخمة هي التي تقدم غالبية ما تحصل عليه الدول الفقيرة من ديون.. وهذه الديون التي تقدمها تلك البنوك لدول العالم الثالث لا تؤخذ من مدخرات الدول الصناعية.. بل إن 80٪ من مدخرات تلك الديون تؤخذ من مدخرات دول النفط الغنية في تلك البنوك.. أي من أرصدتنا الضخمة...
إن هذه العملية تكشف بشاعة الربا... فإذا كان المرابي الغني يمتص قوت وجهد الفقير ويزيد فقره فقرًا.. فإننا نمارس هذه العملية على مستوى الشعوب ونعين المرابين الدوليين على ذلك.
المطلوب من السلطتين التشريعية والتنفيذية التعاون لإعداد دراسات وخطط مستقبلية لاستثمار أرصدتنا بأنفسنا وتصحيح مسارها الاستثماري بحيث يستفيد منها الأشقاء في العالم العربي والإسلامي.. وبطريقة لا تغضب الله ولا تعرضنا لسخطه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل