العنوان الطَريق إلى خيَبر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 31-مارس-1970
مشاهدات 30
نشر في العدد 3
نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 31-مارس-1970
الضّوء يكشف الطريق للمبصِرين فقَط وأمَّا من كَان في هَذه أعمَى فهَو في الآخرة أعمَى وأضلّ سَبيلا .
في الضوّء
الطَريق إلى خيَبر
في مؤتمر جدة طالب الوزير الليبي السيد صالح بويصير الدول الإسلامية بقطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل فرد عليه وزير خارجية السنغال قائلا :
كيف تلومون السنغال بينما لا تلومون فرنسا صديقه العرب وفيها أكبر سفارة لإسرائيل ثم أنكم تحرصون على إقامة علاقات صداقة مع الاتحاد السوفيتي وهو لا يؤمن بالديانات ..
هذا الحوار جرى على مسمع من ممثلي 25 دولة إسلامية وسمعه ملايين المسلمين .. فما هو موقفهم من كلا الرأيين نحن لا نجد ما يدعو للحيرة في البحث عن الجواب فقضيه العدوان الإسرائيلي ونعني به العدوان القديم وليس ما يسمى بمأساة حزيران .. لان حزيران لا يمثل إلا إحدى مراحل العدوان .. والتي بدأت قبل تصريح بلفور أي منذ أكثر من نصف قرن ..
لو نظرنا إلى العدوان من زاوية العدالة المجردة لما أخطأنا الحكم في أن الإسرائيليين تملكوا أرضا ليست لهم وطردوا أصحاب الأرض من ديارهم وجردوهم من أموالهم .. والعدالة هنا تقول وبلغة رجال القانون أنه يمكن رفع « دعوى طرد »على المغتصب .. حتى نمكن لأصحاب الأرض من حقهم فإذا طرحنا لغة القانون المدني إلى القانون الدولي العريض .. لوجدناه صريحا في رفضه منطق القوة كوسيلة لكسب أرض جديدة .. قد يقال إن هيئة الأمم وافقت في سنة 47 على الكيان اليهودي ببصمها مشروع التقسيم .. والرد على هذا بسيط جدا ففي سنة 1947 .. لم تكن هناك دولة إسلامية أو عربية تستطيع أن تعبر عن رأيها الحرفي للهيئة الدولية فقد كانت كلها تتنفس من خلال رئة الاستعمار وتنطق باسمه وكانت الدول العربية ترزح تحت ضغط القواعد العسكرية .. الإنجليزية والفرنسية المعسكرة فيها .. ولم يكن لأفريقيا ألا القليل من الأصوات في الهيئة ويكفي أن تعلم أنه في خلال عشرين عام ارتفع صوت 34 دولة في أروقة هيئة الأمم .. إذا وضعنا أمامنا كل هذه الاعتبارات نستطيع أن نقول أن الهيئة لم تكن الممثل الحقيقي لإرادة الشعوب وبالتالي الشعوب العربية والإسلامية والأفريقية وبالتالي يعتبر قرارها مردودا عليها ...
وأما إذا تناولنا العدوان من خلال النظرة الإسلامية فنقول في بساطة أن الإسلام لا يقر العدوان ولو كان من المسلمين أنفسهم ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتى تَفِيءَ إلي أَمْرِ اللَّهِ...﴾ (الحجرات:9)
فإذا كان العدوان من عدو يحمل ثارات أربعه عشر قرنا ، وانه يحاول تجديد تآمره على الإسلام كما فعل في المدينة وأنه يعتبر نفسه سلالة يهود بني النصير وبني قينقاع ومن حقه أن يرث أرضهم وديارهم وأموالهم .. إذا كان هذا هو موقف عدونا منا فماذا يقول موقفنا منه .. هل نكتفي بقطع العلاقات معه أو بإزالة آثار العدوان « كما ينادي البعض » .
أن هذه الحلول مخدرة وغير مقبولة والحل الأمثل هو قطع رأس الحركة اليهودية لا قطع العلاقات معها .. وإزالتها من أرضنا وليس إزالة آثار عدوان حزيران ..
قد يقال إن هذا الحل فيه خيال وأحلام.. ونحن نقول إن أي حل أخر سوف يوقفنا بعد عشرة أعوام موقف اليوم نفسه والفارق الوحيد أننا سنجد العدو في داخل عواصمنا الكبرى وفي الطريق إلى خيبر .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

سَاء الطّريق وأظلمَت صَفحاتهَا.. لشاعر الحركة الإسلاميَّة
نشر في العدد 442
18
الثلاثاء 24-أبريل-1979
