; مساحة حرة (العدد 1863) | مجلة المجتمع

العنوان مساحة حرة (العدد 1863)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 01-أغسطس-2009

مشاهدات 15

نشر في العدد 1863

نشر في الصفحة 62

السبت 01-أغسطس-2009

الشهيد «سيد قطب» كما يراه الطنطاوي

هذا المقال يعتبر امتداداً لما كتبناه عن آراء الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي في الإمام الشهيد حسن البنا، وقد أجاد وأفاد في الكتابة عنه، واليوم ننشر رأيه في الشهيد سيد قطب، وهو من جيله أيضا ومعاصر له؛ حيث ولد سنة ١٩٠٦م، واستشهد سنة ١٩٦٦م، والشيخ الطنطاوي (۱۹۰۹ - ۱۹۹۹م). يقول رحمه الله في كتابه ذكريات (ج ٥)، ص ١٤١ - ١٤٢: ولي مع سيد قطب يرحمه الله تاريخ طويل، كنت معه في دار العلوم سنة ١٩٢٨م إن صدقت الذاكرة - ولكني نسيت ذلك ونسيه، ثم عاركته فيمن عاركه في معركة العقاد والرافعي.

وكان يومئذ أكره الناس إلي وأبغضهم إلى قلبي، شتمته وشتمني، وأنكرته وأنكرني حتى جاء أخ من فلسطين - نسيت الآن اسمه فكتب في الرسالة يعجب منا، فيقول: أتتناكران ولقد كنتما معا، وكنت معكما في دار العلوم في فصل واحد؟

ثم لما ألف كتابه «التصوير الفني في القرآن»، رأيت فيه فتحاً جديداً في دراسة القرآن، وكتبت أثني عليه بعدما هجوته وشتمته، وكنت في الحالين مدفوعاً بمبدأ انطلقت منه، ثم كانت المفاجأة لي أني كنت يوما في دار «الرسالة» عند الأستاذ الزيات فدخل رجل رأيته دقيق العود، أسمر اللون هادئ الطبع، ساكن الجوارح، يكاد يكون خافت الصوت قليل الكلام، فسلمت عليه سلام من لا يعرف الآخر، فضحك الزيات وقال: ألا تعرف خصمك سيد قطب؟ ففوجئت حقا، لأني كنت أتصوره ضخم الجسم بارز العضلات، تقدح عيناه شررا كالمصارع الذي ترونه في المصارعة الحرة يضرب رأسه بالحديد، ويضرب رأس خصمه بالحديد.

كنت بادئ الرأي في صف وكان في صف كنا في صف الرافعي وهو أقرب إلى الجبهة الإسلامية، وكان في صف العقاد قبل أن يؤلف العقاد كتبه الإسلامية، ثم اقترب منا بكتابه التصوير الفني»، ثم أعطاه الله ما أرجو أن أعطى نصفه أو ربعه أو عشره، فعلا علي وسبقني، وصنع ما لم أصنع مثله حين ألف «الظلال»، ثم أعطاه الله النعمة الكبرى التي طالما تمنيتها ولم أعمل لها:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تمشي على اليبس

 أعطاه ما كنت أتمناه، بل ما تمناه من هو أكبر مني قدراً، وأجل في خدمة الإسلام أثراً، الملك فيصل يرحمه الله، وهو الشهادة في سبيل الله.

أرأيتم إخواني وأخواتي كيف تكون الشهادة الصادقة وكيف يكون التجرد لله سبحانه وتعالى، نقده عندما لم يكن في صف الإسلام ودعاته، وأيده ومدحه وشجعه عندما بدأ يكتب كتاباته الإسلامية، أرجو أن تقرؤوا مرة أخرى ما قاله عن كتابه التصوير الفني وعن كتابه في ظلال القرآن وفي شهادته... رحم الله الشيخين العالمين الجليلين وألحقنا بهما على خير إنه خير مسؤول

محمد رضا سليم- كاتب مصري

إيران.. فوق صفيح ساخن

ما يجري اليوم في إيران هو تحرك أوسع وأشمل من الاحتجاجات التي زادت حدتها في عامي ۱۹۹۹ و ۲۰۰۳م، واقتصرت وقتها على أحداث صنعها أفراد من عامة الشعب أخفقوا بالتواصل مع الطبقة السياسية في البلاد أو النفاذ عبرها .

الاحتجاجات هذه المرة لم تنطلق من القاعدة إلى القمة، بل من القمة نفسها، مروراً بالقاعدة الشعبية، عندما رأى البعض أن فوز الرئيس أحمدي نجاد محاولة لاستبعاد قادة إصلاحيين أساسيين من ميدان صنع السياسة الإيرانية.

الرجل الذي يقود الاحتجاجات اليوم هو مير حسين موسوي المرشح الرئاسي الذي نافس الرئيس محمود أحمدي نجاد، وحل في المرتبة الثانية بنتيجة الانتخابات ليس بذلك الرجل الدخيل ذي الوزن الخفيف أو ضئيل الأهمية، ولكنه رجل له ثقله الكبير.. وكانت الاحتجاجات الجماهيرية وأعمال العنف المتصاعدة سيفه في المواجهة.

تتابع الأحداث وتفجرها دفع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي الإصدار أوامره المجلس صيانة الدستور، وهو المثيل الإيراني للمحكمة العليا الأمريكية، بإجراء إعادة فرز محدودة للأصوات، لتحديد إذا كانت هناك من مخالفات، إضافة إلى إصدار أوامره بمنع التظاهرات غير المرخصة.

وفي المحصلة، في حال لم ينزع فتيل أزمة الانتخابات الإيرانية وتحلحل عقدتها إلى حد ما، فمن الواضح أن استمرار وتصاعد وتيرة الاحتجاجات سيمكن الحلف الغربي في مواجهة إيران من استغلال الأجواء الملبدة في طهران لاستعادة بعض ما فقده عبر المواجهة المباشرة.

ولكن على الرغم من سقوط ضحايا أبرياء وجرحى، وتخريب في الممتلكات الخاصة والعامة مما لا تخلو منه احتجاجات أقل خطورة بكثير مما يجري في إيران.. لكن هذا الدم النازف الذي يحاول وضع ولاية الفقيه أمام أول اختبار قاس.. يستدعي من كل القوى الإيرانية المتنازعة والمراقبة إجراء دراسة تقويمية جدية للأخطار، وعدم الانشغال بالأزمات المفتعلة والعمل والتعاون لتجاوزها بسلام، وبالتالي إفشال مخططات الغرب المتربص ..

الشيخ جمال الدين شبيب – بيروت

مركز عالمي للقرآن الكريم وعلومه

يشغلني كثيراً البحث في القرآن - الكريم، ويدفعني ذلك إلى التردد على المكتبات، فأجدها - غالباً - لا تروي غلة الباحث بالرغم من تنوع مصادرها، ووفرة مراجعها.

فالكتب والمصادر التي تعنى بالقرآن وعلومه تحتل زاوية ضيقة من المكتبات لا يجد فيها الباحث بغيته، ولا تكفي - في العموم - لإعطاء تصور صحيح ومتكامل عن الكم الهائل من البحوث والدراسات التي كتبت حول القرآن على مر التاريخ.

فكم يلقى الباحث من جهد وعناء حتى يعرف أبحث هذا الموضوع في القرآن أم لا؟ الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى تكرار البحوث في جانب ما، وإغفال كثير من الجوانب التي كان من الأولى أن تصرف إليها الهمم، وتوجه إليها الجهود.

وكنت قد عزمت قبل سنوات على إعداد معجم يضم كل ما ألف حول القرآن وعلومه، وصرفني عن ذلك وعورة الطريق وكثرة التكاليف، فهذا عمل يحتاج إلى هيئات ومراكز بحثية، كما عثرت على مواقع إلكترونية تخدم جانباً من هذه الفكرة فانصرفت عنها.

ومن جديد ألحت علي فكرة، تتمثل في بناء مكتبة متخصصة في القرآن وعلومه تضم كل ما كتب وألف حول القرآن الكريم عبر التاريخ باللغات المختلفة، فيكون في ذلك خدمة كبيرة لأعظم كتاب عرفته البشرية، وتكون هذه المكتبة ملاذاً للباحثين والدارسين حول العالم.

وإذا كانت الأمم المتقدمة تسلك سبيل التخصص فيما يخص علومها وأبحاثها ودراساتها، فإننا - كأمة مسلمة - أولى بأن نهتم بدستورنا الخالد القرآن الكريم وننشئ له مركزاً متخصصاً يضم علومه والدراسات التي ألفت حوله.

ولعل وزارة الأوقاف بالكويت أهم الجهات الرسمية التي من الممكن أن تضطلع بهذا الأمر، إضافة إلى الهيئات والجمعيات الأهلية والخيرية.

وسيكون هذا المركز - إن شاء الله - علامة مضيئة في جبين الكويت، ودليلاً ظاهراً على خير هذا البلد وخير أهله.

وأقترح أن يضم هذا المركز ما يلي:

- تفسير القرآن.

- الناسخ والمنسوخ.

القراءات والتجويد.

- إعراب القرآن.

- الرسم والخط.

- الإعجاز العلمي.

- البلاغة القرآنية.

- لغة القرآن ومعاجمه

- الدراسات الأجنبية وتراجم القرآن

- الدراسات والمطبوعات حول القرآن

- البرامج الحاسوبية.

- الصوتيات ..

أيمن الشاذلي

ما هكذا تكون حرية التعبير ..!

حرية التعبير... مصطلح يرن في الآذان صباح مساء، فالكل يريد أن يفتح أمامه الباب لكي يدلي برأيه ويذكر وجهة نظره، ولكن الذي يغيب عن ذهن الكثيرين أن حرية التعبير لها حدود وضوابط خلقية وتوقية بل ودينية أيضا، فنحن محاسبون على كل كلمة نقولها .

إن المجتمع الفاضل الذي يقيمه الإسلام مجتمع له أدب رفيع، وهذا ينبغي أن يعيه كل مسلم، وإلا فما الفرق بيننا وبين المجتمعات التي لا تقيم وزنا لا للدين ولا للأخلاق؟! وحرية التعبير عندها لا يقف دونها حد من أدب أو ذوق! فهل هذه هي حرية التعبير التي نريد؟! ثم إن حرية التعبير لا تعني أن يقول من شاء ما شاء، في الذي يعنيه والذي لا يعنيه، وفي الذي يفهمه والذي لا يفهمه، فقضايا الدين مثلا والأحكام الشرعية مردها إلى أهل العلم والاختصاص، وليس للعوام أن يخوضوا فيها ولا أن تستطلع آراؤهم فيها، وإلا لأصبحت الأمور فوضى ولكن من المؤسف حقاً أننا نرى أن كل المجالات لها خصوصيتها إلا الأحكام الشرعية أصبح الكل يدلي برأيه فيها، وحتى من ليس لديه أدنى درجة من العلم فإلى هذه الدرجة ما عادت هناك هيبة للدين في القلوب؟!

وحتى بعض من لديه علم أو بعض منه إلا أن عقله لم يستنر بهذا العلم وقلبه لم يتطهر مما فيه من آفات من كبر وحقد ورياء.. تراه لا يتورع عن تجريح العلماء، وغيره ممن يخالفونه الرأي والاجتهاد، فهل هذه حرية تعبير أم ماذا؟! وصدق ابن المبارك عندما قال: «نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم».

لبنى شرف - الأردن

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء - العدد 10

نشر في العدد 10

43

الثلاثاء 19-مايو-1970

من هَدي النُبوة

نشر في العدد 53

35

الثلاثاء 30-مارس-1971

مناقشات حول الحركة الإسلامية

نشر في العدد 11

36

الثلاثاء 26-مايو-1970