العنوان ما دور المليشيات الدينية المتطرفة في ليبيا؟
الكاتب مروان الدرقاش
تاريخ النشر الاثنين 01-مايو-2017
مشاهدات 699
نشر في العدد 2107
نشر في الصفحة 40

الاثنين 01-مايو-2017
مليشيات قبلية ودينية متطرفة يدعمها حفتر كخيار وحيد للسيطرة على الجنوب
محمد بن نائل.. زعيم قبلي مدعوم من حفتر لينفذ مشروعه للسيطرة على الجنوب
القوة الثالثة تحظى بدعم غالبية سكان الجنوب ما يجعل محاولات ابن نائل للسيطرة مستحيلة
المتطرفون في الفكر الديني يُستخدمون في الحرب بين الفرقاء في ليبيا كخيار وحيد لبسط نفوذ خليفة حفتر ومحاولاته المستميتة للسيطرة على كامل الأراضي الليبية؛ ليعيد إنتاج النظام الدكتاتوري العسكري الذي ظل جاثماً على صدور الليبيين طيلة أربعة عقود منذ انقلاب سبتمبر 1969م.
في ليبيا مليشيات دينية متطرفة تنتمي إلى الفكر المدخلي، ويتداولون بينهم فتاوى الشيخ ربيع، ويتخذونها منطلقاً لتوجهاتهم السياسية والعسكرية، وهي نفس الاتجاهات التي تتبناها مليشيات تقاتل مع حفتر في الشرق مثل كتيبة التوحيد التي تقاتل في بنغازي، ومعروف عنها تطرفها ووحشيتها في التعامل مع المخالفين؛ حيث تورطت في جرائم حرب ضد الثوار في بنغازي، تعددت بين قتل النساء والأطفال، وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية دون محاكمة، وتمثيل بالجثث ونبش للقبور، وقد تم تقديم ملفات لهذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية التي تجري تحقيقاتها بشأن هذه العمليات.
ومليشيات دينية متطرفة تابعة لبقايا تنظيم «داعش» الفارين من مدينة سرت بعد اقتحامها وتحريرها من قبل قوات «البنيان المرصوص» التابعة للحكومة الشرعية في طرابلس.
ومليشيات المرتزقة من حركة العدل والمساواة السودانية والمعارضة التشادية التي تنشط في الجنوب الليبي، وهذه المليشيات يقودها محمد بن نائل، أحد الضباط القدامى في نظام «معمر القذافي» السابق، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الخارجي لنظام «القذافي»، أحد أشهر الضباط الذين اُشتهر عنهم المكر والدهاء، واستعان بهم «القذافي» في تنفيذ الكثير من عملياته الاستخباراتية في الخارج، ويُعتبر مطلوباً في قضايا تآمر ومحاولات اغتيال سياسية في الكثير من الدول؛ منها تونس وموريتانيا، وهو زعيم قبلي ومليشياوي عتيد وعنيد، وقع في أسْر القوة الثالثة المكلفة بحماية الجنوب الليبي، وسُجن في مدينة مصراتة، ثم أُطلق سراحه في عملية تبادل للأسرى، استأنف على أثرها عمليات تجميع المليشيات القبلية والدينية المتطرفة ومرتزقة العدل والمساواة بدعم من خليفة حفتر؛ لينفذ مشروعه للسيطرة على الجنوب الليبي بعد أن أعلن انضمامه لـ«عملية الكرامة» التابعة لخليفة حفتر، وأصبح همه الأكبر طرد القوة الثالثة من الجنوب، وهي قوة عسكرية شبه نظامية مكونة من عسكريين وثوار من منطقة الجنوب والغرب، فقد تم تشكيلها في سنة 2012م بقرار من الحكومة الليبية في طرابلس، وتكليفها ببسط نفوذ الدولة في الجنوب، وملاحقة المهربين وتجار البشر الذين كانوا ينشطون عبر حدود ليبيا الجنوبية مع تشاد والنيجر والسودان.
الغطاء الجوي
ورغم أن هذه المكونات (المليشيات المتطرفة) غير مرحب بها في الجنوب الليبي، ويعتبرها سكان الجنوب عصابات تسببت في الكثير من المآسي التي يعانون منها؛ فإن حفتر يدعمها كخيار وحيد متاح له للسيطرة على الجنوب، وهو يدعمهم بالأموال، وكذلك وفّر لهم الغطاء الجوي اللازم لشن هجماتهم على نقاط تمركز القوة الثالثة في سبها وسمنو وتمنهنت، وهي نقاط مهمة تقع على الطريق الرابط بين مدينة مصراتة في الشمال فالجفرة عاصمة الوسط الليبي ومدينة سبها عاصمة الجنوب، وهو طريق بالغ الأهمية؛ حيث يعتبر الشريان المغذي للجنوب بالوقود وجميع السلع القادمة من الشمال.
حتى كتابة هذه السطور، يشن ابن نائل ومليشياته حرباً خاسرةً على القوة الثالثة التي ترد بقوة على هجماته، مكبّدة مليشياته خسائر في الأرواح والعتاد، حيث تحظى القوة الثالثة بدعم غالبية سكان الجنوب، ودعم أيضاً وزارة الدفاع للحكومة المعترف بها دولياً، وتساندها أيضاً طائرات القوات الجوية التابعة لوزارة دفاع حكومة طرابلس؛ وهو ما يجعل محاولات ابن نائل للسيطرة على مواقع القوة الثالثة فاشلة ومستحيلة.
سكان الجنوب يخشون من سيطرة ابن نائل على طريق الإمدادات التي إن حدثت فستتسبب في قطع إمدادات الغذاء والوقود عنهم، وستحول حياتهم إلى جحيم، كما أنهم يتوجسون من المليشيات الدينية المتطرفة التابعة لابن نائل، خاصة بعد مشاهد جرائم الحرب التي اُرتكبت في بنغازي على أيدي مليشيات حفتر التي تحمل نفس الأفكار.
أجندات دولية
هذه الأحداث أثرت سلباً على الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي الهش أصلاً في الجنوب، وفاقمت كثيراً من المشكلات التي يعاني منها في ظل اتهامات لقوى دولية لدعم مليشيات ابن نائل لتحقيق أجنداتها في منطقة الجنوب.
وفي مقدمة هذه الدول فرنسا، خاصةً أن السفير الليبي في فرنسا قد صرح أن على القوة الثالثة مغادرة الجنوب فوراً؛ وهو الأمر الذي يُفسح المجال لمليشيات ابن نائل التابعة لحفتر لبسط سيطرتها على الجنوب.
حفتر المدعوم من بعض الدول العربية وكذلك روسيا يصرح دائماً بأن الحسم العسكري هو ما سيحقق الاستقرار في ليبيا، وأن جهود المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي مرفوضة ولا تعنيه بالمطلق، وهذا أيضاً ما أكده عبدالله الثني، رئيس حكومة البرلمان في الشرق، الذي صرّح أن حكومته تدعم الجنرال حفتر في عملياته العسكرية لفرض الحسم العسكري على كامل الأراضي الليبية.
إلا أن القوة العسكرية الضاربة التي يتمتع بها الثوار في المدن الغربية والجنوبية ورفضهم القاطع لعودة الدكتاتورية وحكم العسكر، وهو ما أكده السراج، رئيس المجلس الرئاسي، المدعوم من الأمم المتحدة في كلمته أمام قمة البحر الميت؛ كل ذلك تجعل أحلام الجنرال العجوز حفتر في إكمال سنوات عمره حاكماً لليبيا أمراً بعيد المنال وصعب التحقيق.
وفي ظل الصمت الدولي للخروقات التي تنتهك قرارات مجلس الأمن بخصوص ليبيا التي تحظر توريد السلاح إليها أو مساندة أي طرف من أطراف النزاع تواصل بعض الحكومات العربية وروسيا مد حفتر بالسلاح والأموال لتنفيذ مشروعه، وهو ما قد يُطيل أمد الصراع في ليبيا ويُفاقم الوضع الأمني والاقتصادي فيها الذي وصل إلى مستويات متدنية جداً جعل الليبيين يعانون أشد المعاناة في مقتضيات أسباب الحياة اليومية.>
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلبعد عام على «الصخيرات».. «كوبلر» يسعى لتقسيم ليبيا تحت قيادة حفتر
نشر في العدد 2103
750
الأحد 01-يناير-2017


كسر الانقلابات العسكرية عبر التاريخ.. ونتائجها الكارثية علي الشعوب
نشر في العدد 2073
17
الثلاثاء 01-يوليو-2014
