; ماذا ينتظر فرايزر في مباراته مع محمد علي | مجلة المجتمع

العنوان ماذا ينتظر فرايزر في مباراته مع محمد علي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

مشاهدات 12

نشر في العدد 40

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

ماذا ينتظر فرايزر في مباراته مع محمد علي

البطل محمد علي ترتفع أسهمه بعد فوزه الـ ٢٥ بالقاضية

ما أن انتهت مباراة بطل أبطال العالم في الملاكمة محمد علي مع الملاكم الأرجنتيني أوسكار بونافينا؛ حتى بدأ الصراع حول تنظيم مباراته القادمة مع جو فریزر بطل العالم الرسمي، والصراع يتمثل في أي الولايات سيُقام فيها اللقاء الكبير الذي سيشهد أقوى مباراة في تاريخ الملاكمة والصراع على أشده بین حديقة ماديسون سكوير في نيويورك ومرصد هيوستون تكساس، ولكن إلى الآن لم يحدد بعد مكان وزمن هذه المباراة. ويُقدّر خبراء الملاكمة أن يصل إيراد المباراة إلى عشرة ملايين دولار.

محمد علي وبونافينا

شاهد جمهور الكويت من خلال شاشة التلفزيون المباراة مساء يوم الجمعة الماضي، وعاش خلال خمس عشرة جولة على أعصابه رغم معرفته مُسبقًا بالنتيجة، وذلك لأن بونافينا كان ملاكمًا ليس كبقية الملاكمين الذين قابلهم محمد علي.

ومعروف أن بونافينا لم يُهزَم قط بالضربة القاضية، وكما شاهدناه فقد كان ندًّا لمحمد علي، وكانت له هجمات قوية، ولكن كان البطل محمد على أقوى منها؛ حيث استطاع أن ينهك قوى خصمه، حيث بدا على بونافينا الإعياء الكبير خلال الجولة الخامسة عشرة، حيث كان وقوعه دليلًا على الإعياء الذي وصل إليه نتيجة للخطة التي اتبعها محمد علي معه، حيث يترك خصمه يقوم بعدة هجمات تنتهي بضرب يهرب منها فيفقد بونافينا توازنه وكاد يسقط على أرض الحلبة عدة مرات نتيجة ذلك.

 محمد علي يُغيّر طريقته

ومن الملاحظ خلال هذه المباراة أن محمد علي كلاي قد غيّر من طبيعة لعبه، وخاصة أنه بدأ يُقابل ملاكمين لهم قوتهم وقدرتهم، فقد عوَّدنا كلاي أن يلعب مفتوح الصدر وذراعيه إلى أسفل، إلا أنه في هذه المباراة كان يضع ذراعيه على صدره ليحمي وجهه وصدره من ضربات الخصم، ثم إن محمد علي كلاي كان يعتمد على الهروب دون الالتحام، إلا أنه في هذه المباراة كان يلتحم مع خصمه حتى أنه كان يضع ذراعيه على خصمه ويترك له أن يضربه دون أن يبذل مجهودًا في الهروب منه.

وقد نشط محمد علي في آخر الجولة الثامنة وفي بداية الجولة التاسعة؛ حيث كان محمد علي قد صرَّح بأنه سوف يهزِم خصمَه هذا في الجولة التاسعة، إلا أن بونافينا كان أقوى من الجولات التاسعة، وظل يلعب ويُكابِر نفسه حتى استطاع أن يصمد حتى الجولة الخامسة عشرة، إلا أنه لم يستطع تكملتها وانهارت قواه ووقع ثلاث مرات متتالية؛ حيث أنهى الحكم المباراة قبل انتهاء الجولة الأخيرة بـ(٥٧) ثانية، ويفوز محمد علي بعد مباراة لم يلعب مثلها من قبل، وبعد أن لعب مع ملاكم ليس كبقية الملاكمين وفاز عليه بجهد كبير.

مَن القادم

سوف يتقابل محمد علي على لقب بطولة العالم مع جو فرایزر بطل العالم الحالي، ومن المنتظر أن يكون اللقاء في أواخر شهر مارس القادم، وكما قلنا بأن العالم بأسره ينتظر هذه المباراة التي ستُلعب بين البطل الذي انتُزع منه عرشه ظلمًا وعدوانًا، وبين بطل يتربَّع على عرش ليس من حقّه، وسوف تُظهر هذه المباراة من هو البطل الحقيقي.

محمد علي يكلم فرايزر

قبل أن يُغادر محمد علي الحديقة التي أُقيمت فيها مباراته الأخيرة مع بونافينا تحدث إلى فرايزر تليفونيًّا وقال له: لقد قضيتُ على بونافينا، وفعلتُ به ما عجزتَ عنه أنت في الجولات الـ٢٥ التي لعبتها في مبارياتك معه سنة (١٩٦٧م) و(١٩٦٨م)، وقد جاء دورك، وسأفعل بك أفظع مما فعلت بثور الأرجنتين.

وقال فرايزر: لقد شاهدت المباراة وأنت محظوظ أن فزت بالضربة القاضية، لولا ذلك لفاز عليك بونافينا بالنقط.

إن كفَّته في رأيي «رأي فرايزر» كانت أرجح، وقد اعتبرته فائزًا عليك في كل الجولات.

وقال محمد علي: إن «فبراير» ليس ببعيد.

وسواء لعبنا في مادسون سكوير أو مرصد هاوستون فإن مصيرك معروف، سيحكم العالم على أنني بطل العالم الحقيقي، إنني أنتظر فبراير «أي موعد المباراة» بفارغ الصبر، وذلك ليس لما سوف تدرّه المباراة من مال قد تتطلع أنت إليه، ولكن لأؤكد أنني وحدي البطل.

هذا وقد صرَّح محمد علي بعد مباراته الفنية مع بونافينا «أنا الأعظم! أنا الأعظم!». وقال مدرب محمد علي إن محمد سوف يهزم فرايزر في أي وقت.

وقد علَّق فرايزر على المباراة بقوله: «قولوا لكلاي إن عليه أن يضع في قدميه حذاء الرقرص!» فإنه سيحتاج إليه، وكان فرايزر قد شاهد المباراة في دائرة التليفزيون المغلقة.

محمد علي وبونافينا وجهًا لوجه بعد المباراة

اجتمع محمد علي وبونافينا معًا بعد المباراة في مؤتمر صحفي، جلسا جنبًا إلى جنب في روح رياضية.

وبعد أن انتهت المباراة -اعترف كل منهما بكفاءة الآخر- قال بونافينا لمحمد: أنا قوي، لكنك البطل الأعظم، أنت أفضل من فرايزر ولا يمكنه أن يفوز عليك.

وقال محمد علي: لم أكن أعرف أن بونافينا بهذه القوة، إنه أقوى من كل مَن قابلت حتى الآن.

وأشار محمد إلى ما قيل قبل المباراة عن أثر بُعده عن الحلقة وعن أنه تنقصه اللكمات المؤثرة القوية، قال: يكفي لنفي هذا أنني فزت في الجولة الأخيرة بالضربة القاضية على لاعب لم يسبق لأحد أن فاز عليه بهذه الضربة في (٥٣) مباراة لعبها.

وکرر بونافينا أن الأرجنتين بلدي، وأنا حريص على أن تكون فخورة بي، إنني لم أخذل الأرجنتين، لم أسقط، كلما سقطت نهضت على الفور.

أنا قوي، لكن كلاي البطل الأعظم.

وجه بونافينا الكلام لمحمد ضاحكًا: أنت لست فرخة.

وحين قلت ذلك عنك قبل المباراة كنت أقصد أن أداعبك وأثيرك.

·       بدا على محمد الإجهاد في المؤتمر الصحفي، قال: أنا محمد، لقد ضقت بالملاكمة، ولا أريد أن ألاكم بعد الآن.

لقد فكرت هذا ثلاث مرات أثناء مباراة بونافينا، في الجولة السادسة قلت لنفسي إنه سيفوز علي، وفي الجولة التاسعة قلت: يبدو إنه هو الذي سيفوز علي في هذه الجولة التي حددتها أنا للفوز عليه، وفي الجولة (۱۲) سألت نفسي: ما الداعي لكل هذا؟

·       قال محمد إن مباراة بونافينا كانت عنيفة، وأنه أصبح متأكدًا من أنه لا يحتاج لأي مباراة أخرى للصقل.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الشباب (29)

نشر في العدد 29

12

الثلاثاء 29-سبتمبر-1970