العنوان د. محمد يسري إبراهيم: في وداع القرضاوي يرحمه الله
الكاتب د. محمد يسري إبراهيم
تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2022
مشاهدات 3
نشر في العدد 2172
نشر في الصفحة 41

السبت 01-أكتوبر-2022
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن ولاه، أما بعد..
هكذا جلّ الخطب وفدح الأمر، وعظم المصاب بفقْد العالِم العَلَم، والجبل الأشم، والإنسان الشهم؛ (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) (القصص: 68).
فقد اختاره الله تعالى على علم بأبناء هذا الزمان؛ فجعله معينًا لا ينضب، وذخيرة لا تنفد، وتراثًا يتجدد.
ومهما قيل عن فضائله ومآثره وسوابقه وأوائله فإن أول ما يلحظ توفيق الله له، وعنايته به، ولولا هذه العناية لكان ككثير من علماء موهوبين انقضت حياتهم ولم يتحقق تمام النفع بهم.
وقد يقبض الله عالمًا في الثلاثينيات من عمره، بعد أن يترك مصنفًا أو مصنفين فيتخلد في الناس ذكره بما كتب الله له من القبول؛ فكيف بمن ترك مائتي مصنف وعاش مائة عام، وفوق ذلك كان الله في عونه؟!
إن القرضاوي، رحمه الله، آية في منافسة الزمان، وسبق الأقران ونفع بني الإنسان، قد بلغ في العلم شأوا بعيدًا، وفي الأمانة منزلًا فريدًا، فلم يكن بمستغرب أن يكون للحق رجاعًا، وعند أحكام القرآن والسُّنة وقافًا، وقد أمدَّ الله في أجله، وبارك له في تلاميذه؛ فما زالوا محيطين به، ومراجعين لكتبه، مقدمين لاجتهاداته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
لقد مات القرضاوي وبقيت علومه، وغاب عن الحياة واستمرت مؤسساته، ولقي ربه بعد أن شهدت له القارات الست بأنه قد جابها إلى الله تعالى داعيًا، وبالإسلام مبشرًا، وعن أحكامه منافحًا؛ فطوبى لمن طال عمره وحسن عمله، وشهد له شيوخه وأقرانه وتلاميذه!
عوض الله الأمة عن فقد علمائها الصالحين، ودعاتها الموفقين، وأحسن العزاء في شيخنا القرضاوي، وقبل منه شفاعة أهل هذا الزمان من عباده المؤمنين، وجمعنا جميعًا تحت راية إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

رزئت الدعوة الإسلاميَة بوفَاة الداعيَة.. الشيخ صَالح بن علي الحجي.. وهذه كلمة برثائه
نشر في العدد 319
3
الثلاثاء 05-أكتوبر-1976
