العنوان رئيس مجلس الشورى الإسلامي بسويسرا الشيخ نيكولاس بلانشو (1 - 2): كراهية الإسلام في أوروبا تعود للحروب الصليبية بالقرون الوسطى
الكاتب سعد النشوان
تاريخ النشر السبت 01-سبتمبر-2018
مشاهدات 24
نشر في العدد 2123
نشر في الصفحة 38
السبت 01-سبتمبر-2018
رئيس مجلس الشورى الإسلامي بسويسرا الشيخ نيكولاس بلانشو (1 - 2):
كراهية الإسلام في أوروبا تعود للحروب الصليبية بالقرون الوسطى
عدد المسلمين نحو نصف مليون من 8 ملايين سويسري حسب الإحصاءات الرسمية
60% من السويسريين ينظرون إلى الإسلام على أنه خطر يهدد بلادهم وأوروبا بأسرها
حوار - سعد النشوان:
أكد الشيخ نيكولاس بلانشو، رئيس مجلس الشورى الإسلامي بسويسرا، أن التحولات التي حدثت في الأعوام الخمسة عشر الماضية كانت مصحوبة بتغيرات قوية؛ أثرت سلباً على تقبل الشعب السويسري للإسلام، فبعد عام 2000م أصبحت الحملات الموجهة لتشويه الإسلام كبيرة إلى أن تُرجمت في صورة منع المآذن وبناء المساجد، ثم انتقلت إلى منع النقاب، وتم مناقشة قانون لمنع الختان للرجال، كونه يمس حرية الاختيار عند الشخص، وانتهاك لحريته في الاختيار.
وأضاف، في حواره مع «المجتمع»، أن الكره التاريخي موجود بلا شك، ويستطيع أي شخص أن يقرأه من بداية القرون الوسطى، والحملات الصليبية الموجهة ضد العالم الإسلامي، التي استمرت أثناء الثورة الفرنسية، وعصر التنوير، وأثناء الاستعمار، كل هذه الأحداث شاهد على كراهية الإسلام والمسلمين في العالم، فالكراهية موجودة تاريخياً.
• كيف هي أحوال المسلمين في أوروبا عامة، وفي سويسرا على وجه الخصوص؟
- الإسلام في سويسرا جاء بعد الستينيات مع المهاجرين الأتراك، وفي التسعينيات جاءت موجة من البلقان بسبب الحرب في البوسنة والهرسك، ومن تونس ومن الجزائر، تتمثل في الهاربين من الاضطهاد السياسي في بلادهم، هذه هي الظاهرة الأولى لوجود الإسلام في سويسرا، هؤلاء المهاجرون بدؤوا في تأسيس المراكز والمصليات التي يلتقون فيها لأداء شعائرهم الدينية، وخصوصاً صلاة الجمعة، بعد ذلك شرعوا في إعداد المؤتمرات.
كان السائد أولاً في عمل التجمعات واللقاءات الإسلامية اقتصارها على أصحاب اللغة الواحدة، حيث كانت هناك تجمعات من البوسنة والهرسك، ومن الأتراك، والعرب، وكل تجمع يقدم خدماته للجالية التابعة له فقط، وفي ذلك الوقت كان التأثير في المجتمع ضعيفاً، وكان أكبر هاجس يواجههم هو قضية اللغة، وفي ذاك الوقت كان الإسلام معروفاً فقط من باب المهاجرين الذين جاؤوا إلى سويسرا إما بسبب اللجوء السياسي، أو من القادمين بحثاً عن العمل وتحسين المعيشة.
هذه المرحلة انتهت حينما بدأ الإسلام ينتشر بين السويسريين أنفسهم، وكنتُ أحد الداخلين في هذا الدين العظيم، وكان ذلك في نهاية التسعينيات، فالحمد لله تعالى كنت من أوائل الداخلين في الإسلام، وكان هذا الأمر غريباً على المجتمع السويسري، حيث كان عدد المسلمين من أصل سويسري قلة قليلة، وفي العام 2003م بدأنا في التفكير كوننا نحن السويسريين أصحاب البلد واجتمعنا وتناقشنا لخدمة هذا الدين، وكيف نتحرك وننظم العمل الإسلامي، سواء في الحديث عبر وسائل الإعلام، أو حضور الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
والحمد لله، بعد نقاشات متعددة ولقاءات مستفيضة تم إنشاء مجلس الشورى الإسلامي، وكان ذلك عام 2007م، وفي العام 2009م تم إشهار المجلس رسمياً، حيث تم الاعتراف بنا من قبل الحكومة السويسرية.
لكن يجب التنويه هنا إلى أن الحكومة السويسرية حكومة فيدرالية، حيث لكل محافظة خصوصيتها وقوانينها الخاصة، وحتى اليوم لا توجد أي محافظة تعترف بالإسلام كدين رسمي في البلاد، ولذلك لا يوجد أي اعتراف رسمي بالإسلام من قبل الحكومة السويسرية.
• كم عدد المسلمين السويسريين؟
- حسب الإحصاءات الرسمية، فإن العدد يتجاوز نصف مليون مسلم، من بين 8 ملايين هم مجموع الشعب السويسري.
• هل يتقبل الشعب السويسري الإسلام؟
- التحولات التي حدثت في الأعوام الخمسة عشر الماضية كانت تحولات مصحوبة بتغيرات قوية، أفرزت وجود شعب لا يتقبل الإسلام بنسبة تزيد على 60%، حيث ينظر هؤلاء إلى الإسلام على أنه خطر يتهدد سويسرا، بل ويتهدد أوروبا بأسرها، كون الإسلام ديناً متشدداً يدعو إلى العنف والإرهاب من وجهة نظرهم.
هذه الصورة النمطية عن الإسلام موجودة منذ عام 2000م على الأقل، حيث كان الإسلام يتعرض لحملات في التسعينيات، ولكن بصورة أقل، ولكن بعد عام 2000م أصبحت الحملات الموجهة لتشويه الإسلام كبيرة إلى أن تُرجمت في صورة منع المآذن وبناء المساجد، ثم انتقلت إلى منع النقاب، وتم مناقشة قانون لمنع الختان للرجال، كونه يمس حرية الاختيار عند الشخص.
• هل ما يحدث في سويسرا يندرج تحت ما يُعرف بـ«الإسلاموفوبيا»؟
- بالطبع نعم، نتيجة التغيرات التي حدثت للشعب السويسري، وأصبحت واضحة للعيان، ولا أحد يستطيع إنكارها، ونحن بحثنا عن اصطلاح نستعمله في هذه القضية، وتوصلنا إلى اختيار مصطلح «الإسلاموفوبيا»؛ حتى يتفق المسلمون على اصطلاح موحد لمواجهة الكراهية التي يتعرضون لها في المجتمع السويسري، وليس فقط الخوف من الإسلام الذي يشعر به المجتمع السويسري في غالبيته، لأن الخوف من الإسلام شيء، وكراهية الإسلام والمسلمين شيء آخر.
فإن كان البعض في الماضي يشعرون بالخوف من شيء مجهول، اليوم أصبح الجميع يعرف الإسلام، فأصبحت القضية ليست خوفهم من شيء مجهول لهم، بل كراهيتهم لعامل خارجي يتدخل في حياتهم، أو ينظرون إلى الإسلام على أنه شيء خارجي ليس لديه أي مكانة في سويسرا أو غيرها من الدول الأوروبية، ولذلك يكرهون الإسلام ويريدون إقصاءه، وإن لم يستطيعوا فعل ذلك، عليهم أن يحاولوا -من وجهة نظرهم- تغيير المفاهيم الإسلامية.
• هل يعود ذلك إلى ظهور بعض الجماعات المتطرفة، مثل «داعش»، و«القاعدة»، أم أن مفهوم الإسلام الصحيح لم يصلهم، أم هناك كره تاريخي للإسلام لأسباب أخرى؟
- الكره التاريخي موجود بلا شك، ويستطيع أي شخص أن يقرأه من بداية القرون الوسطى، والحملات الصليبية الموجهة ضد العالم الإسلامي، التي استمرت أثناء الثورة الفرنسية، وعصر التنوير، وأثناء الاستعمار، كل هذه الأحداث شاهد على كراهية الإسلام والمسلمين في العالم، فالكراهية موجودة تاريخياً.
الأمر الثاني أن الكراهية ما جاءت بسبب بعض الجماعات المتطرفة، فأنا أنكر هذا، الأمر ليس سهلاً، فإن كنت تريد أن تحلل سبب كراهيتهم للإسلام والمسلمين، فلا ترجع ذلك فقط إلى تصرفات بعض المسلمين، هو جزء من المشكلة وليس كل المشكلة.
المشكلة كبيرة بالتأكيد وترجع إلى عصور ما بعد الاستعمار وانسحاب الجيوش الأوروبية من العالم الإسلامي، وممارسات سياسات استعمارية ضد العالم الإسلامي حتى بعد انسحاب تلك الجيوش، عن طريق دعم الطغاة الذين يحكمون جزءاً من العالم الإسلامي والتعاون معهم، واستمر ذلك التعاون والدعم إلى عصرنا الحاضر.
فممارسة العنف وسياسة الإقصاء والقصف والقتل التي تعرض لها العالم الإسلامي حتى الآن لم يتم مناقشتها ومحاسبة المسؤول عنها، كل ذلك الهوان والظلم الذي تعرض له العالم الإسلامي من الجيوش الاستعمارية ومن ذيولها، بالتأكيد يؤدي إلى خروج جماعات متطرفة.
ولو حدث ذلك في أوروبا بأن تعرضت الشعوب الأوروبية للظلم والاضطهاد مثلما حدث في العالم الإسلامي لخرجت آلاف الجماعات المتطرفة والإرهابية.
• هل يوجد مسيحيون متطرفون يدعمون الكراهية ضد الإسلام؟
- نعم يوجد، الكراهية لن تنطلق فقط من المسيحيين المتطرفين، هناك توجه ضد الدين والتعاليم الدينية بصفة عامة؛ أي دين، والإسلام بصفة خاصة، والحركات المسيحية المتطرفة وخصوصاً الأرثوذكس لديها نشاط ضد الإسلام بشكل واضح، ولكن النشاط الأكبر يأتي من الحركات العلمانية والسياسية التي تستفيد من هذا الكره، وتعمل من خلال حملات سياسية وإعلامية لكسب الأصوات الانتخابية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل