; المجتمع الثقافي (العدد 1106) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع الثقافي (العدد 1106)

الكاتب المحرر الثقافي

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1994

مشاهدات 17

نشر في العدد 1106

نشر في الصفحة 50

الثلاثاء 05-يوليو-1994

إعداد: مبارك عبد الله

ومضة:

اتفقنا أن الأديب يمكن أن يكون ملتزمًا، من غير أن يؤثر ذلك على إبداعه لكنه أبدًا لا يستطيع أن يكون مقيدًا، لأن القيود تحد من طموحاته، وتحجم موهبته بعد أن تمسخها في النطاق الرسمي الموجه.

الالتزام هو الأصل عند الأديب أو الشاعر الذي يعيش لهدف، ويؤمن أن للإنسان في حياته غاية، ولإمكاناته المعنوية أو المادية مهمة وجدت من أجلها ورسالة عليه أن يؤديها.

حتى الذي لا يؤمن أن له هدفًا في الحياة، هو ملتزم بأدق صور الالتزام بالعبثية أو الفوضوية ومرادفاتها اللغوية والمسلكية، ألا تراه إن ووجه بنقد أو ترشيد، يثور في وجه ناقده كالبركان ويرميه بأقذع الأوصاف والتهم، ناعيًا عليه وقوفه أمام تيار الحرية المطلقة، ومبينًا له أن كل المخلوقات الدنيا تمارس هذه الحرية الفوضوية، فما باله يستثنى من تلك العوالم السفلية التي لا تعرف قانونًا، ولا تعترف بحرية الآخرين، ولا تؤمن بأن لهم حقوقًا وحريات تتعارض مع حريتها التي تناسب عصر ما قبل الحضارة وتلائم المجتمعات التي لم تستنر برسالات سماوية، لأنها تتماشى مع البيئات البدائية شديدة التخلف.

هذا عن الالتزام.. أما عن القيد الذي يأسر الأديب عندما يسير في ركاب أصحاب النفوذ والمتحكمين بمفاتيح وأسلاك الإضاءة، فهو بمثابة الحكم عليه بالإعدام الأدبي، على أعتاب مالكي القوة وموائد أصحاب الخزائن الذهبية اللامعة.

إن التنحي عن الكرسي الوثير أكرم في شريعة الأدب من تسخير الكلمة لخدمة أرباب الكراسي، وتحقيق مآربهم، وإذلال حروفها عند من لا يقدرها حق قدرها..

اللسان العربي

التعريب.. مزاعم وشبهات

بقلم: عبد الوارث سعيد

«التعريب»- في أي مجال أو مستوى- يجب أن ينظر إليه على أنه «توبة»، واجبة من الأمة بعد ردة طال مداها وتفاقمت آثارها على كل صعيد، فالأصل أن الأمة العربية لا تستحق هذا الوصف ما لم تكن اللغة العربية هي لغتها الرسمية قولًا وفعلًا- دستوريًا وعمليًا»، فإذا خانت دستورها وتخلت عن وصفها، واستعاضت عن لغتها بلغات أجنبية أو بلهجات عامية، وقعت في الإثم حتى تثوب إلى رشدها وتتوب إلى ربها، ولا تتحقق التوبة إلا إذا كانت خطة التعريب شاملة وصادقة أسوة بمواقف الشعوب الأخرى التي تعتز بلغاتها وتغار عليها.

المتابع للمناقشات الدائرة حول التعريب في بلادنا يحس- خاصة لدى بعض فريق المعارضين له- أن أوهامًا وشبهات لا أساس لها تتخذ ذريعة لعرقلة عملية التعريب الشاملة والملحة، ولا بد من كشف حقيقة تلك الأوهام والمزاعم ليحق الحق ويبطل الباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

إن التعريب لا يتحقق بمجرد ترجمة بعض الكتب والمجلات العلمية، وإن كانت هذه واحدة من وسائله، وليس مجرد استخدام العربية أداة لغوية للتدريس في المدارس أو للكتابة والبث في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وإن كان هذا وذاك من أهم مجالاته، كما أنه لا يكفي فيه اتخاذ القرارات والتوصيات في الندوات والمؤتمرات أو تحديد الأهداف ورسم الخطط والسياسات، وإن كان هذا من الآليات اللازمة لإنجاح المشروع، إن التعريب يشمل هذا كله وأشياء أخرى.. لكن لا بد له- قبل ذلك ومعه وبعده- من إيمان به صادق، وعزيمة عليه ماضية، وولاء للغة ودورها في الأمة حاضرًا ومستقبلًا لا يشوبه وهن، وتنفيذ ومتابعة بكل صدق وجد وإخلاص لا يعتريها فتور ولا تدجيل.

كذلك يظن البعض أن التعريب يعني محاربة اللغات الأجنبية، وإهمال تعليمها وتعلمها، وهذا «مقصودًا أو غير مقصود» خطأ بين تصدى لتفنيده كل من كتبوا داعين إلى التعريب، بل هم شددوا على وجوب العناية بتعليم الدارسين إحدى اللغات الحية- كالإنجليزية- بالقدر الذي يمكنهم من الاتصال المستمر بالمصادر الأجنبية والوقوف على تطورات العلم العالمي، بل يؤكدون على ضرورة أن تنشأ على مستوى الأمة مراكز ومؤسسات عالية الكفاءة والإمكانات البشرية والمادية لتتولى متابعة كل جديد في مختلف التخصصات ونقله إلى العربية دون تأخير ونشره ليكون قناة اتصال مفتوحة أمام المتخصصين وجماهير الأمة على السواء، ومصدرًا ثريًا لتجديد طاقة اللغة وإغنائها بما تستدعيه عملية الترجمة- ضرورة- من المواجهة المستمرة لسيل المصطلحات المستخدمة في كل مجال وإيجاد المقابلات العربية أو المعربة لها عبر عشرات الموارد الغنية التي يتمتع بها اللسان العربي، ومن ذلك:

۱- التأكيد على أن تعريب التعليم العالي يتطلب إجادة الدارسين إجادة تامة للغات الحية الأجنبية والتمكن منها «محضر الاجتماع الأول للفريق الخاص بوضع برنامج زمني لتعريب التعليم العالي... في جامعات دول مجلس التعاون- البحرين ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٧م».

۲- «وضع برنامج أكاديمي لجميع كليات الجامعة بتخصصاتها المختلفة لتعزيز مستوى الطالب باللغة الإنجليزية لضمان قدرته على مواكبة التطورات العلمية العالمية» «من توصيات الحلقة النقاشية الأولى للجنة التعريب الكويت ٤/٢/ ۱۹۸۹م».

واحة الشعر

شعر: حيدر مصطفى

إلى أمتي

رؤي ضياعك من دمي *** روحي فداك لتسلمي

يا أنت يا.. أنشودة*** تجري زلالًا من فمي

لا تعجبي من عاشق *** لك مستهام مغرم

لك في ضميري ما علمـــ *** ت به وما لم تعلمي

قرحت عيني بالجفا *** ء فيا لثقل المغرم

ويظل قلبي لهف فيــــ *** ـــبي في صبابته ظمي

طرفي وطرف النجم فيـ*** ــك من يحن المبسم

أمــــســـــيـت في المي أرى *** دنياي مثل المآتم

وزهدت في هذا وذا *** ك فلم أزد من أسهمي

یا أمتي.. وزماننا.. *** مر غدًا كالعلقم

یا امتي.. وجراحنا *** محمرة.. كالعندم

يا أمتي والقلب كم *** يأسي لقوم نوم

لا تحزني فالله في *** عون الضعيف إذا رمي

هي قصة وفصولها *** مكتوبة لم.. تتمم

يا أمتي آلامنا.... *** كبرت ولما تفطم

أرنو إليك مؤملاً *** وبلابلي في مبسمي

وأغذ سيري حانيًا *** مسترخصًا حتى دمي

وحننت كم من الفؤا *** د وليته لم يُحرم

كيما أراك عظيمة *** في عزة وتقدم

نسج الخيال رسومها *** صورًا لصرح أعظم

لكنني لم.. ألفة *** إلا بقايا أرسم

لهف القلوب الموطن *** متشرذم ومقسم

خدعوه بالقول المحا *** ل وباللسان الأعجم

قد كان يؤنسه الضيا *** ء ورشفة من زمزم

يا أمتي لا تيأسي *** مما جرى أو تسأمي

فلانت للدنيا وما *** فيها كمثل البلسم

فإلى مكانك فارتقي *** وإلى المعالي يممي

قولي لمن غصب الحقو *** ق كمثل صل أرقم

سيطل من هذا الدجى *** نور الإله المنعم

النصر منه على يدي *** برابي ملهم

يأتي العظائم ناهضًا *** مثل الهصور الضيغم

يهدي ولكن للهدى *** وإلى طريق أقوم

في قلبه ولد الإيا *** ء ولم يسر في مأثم

ولربما يعلو اللوا *** بكف أروع مغشم

يا أمتي إن الشدا *** ئد كالحسام المخذم

يا أمتي لن تنهضي *** من غير جهد أو دم

الخير كل الخير في *** هذا الكتاب المحكم

هذا هو الحق الصرا *** ح لكل حر مسلم

الرابط المختصر :