; الحلوى المفزعة | مجلة المجتمع

العنوان الحلوى المفزعة

الكاتب سلمان مندني

تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1988

مشاهدات 145

نشر في العدد 872

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 28-يونيو-1988

نشرت القبس يوم 20/6/88 خبرًا مفاده أن حارس الأسواق المكلف بحراسة المركز التجاري العراقي قد اشتبه بجسم غريب محشور في إحدى فتحات المركز، لكن قوة الدفاع المدني التي فجرت الجسم المشبوه اكتشفت أنه علبة حلوى، وقالت الصحيفة: وقد اتصل حارس الأسواق الذي اشتبه بالجسم الغريب برئيس مخفر الصالحية والمدينة الرائد أحمد رجب، الذي اتصل بدوره بالدفاع المدني... حضرت قوة، وتم تطويق المنطقة، وإخلاء المركز، وأشرف على العملية قائد المنطقة.... وبالتدقيق بالجسم المشبوه تبين أنه علبة حلوى. انتهى الخبر. 

لعل في الخبر دلالات، وهي أن هناك قدرًا من السذاجة يتمتع به حراس الأسواق التقليديين، والصورة التي ما عادت مقبولة في هذه الظروف الحرجة والدواعي الأمنية التي ننشدها. فلا بد للحارس أن يتمتع بقدر من الفهم والوعي وحسن التصرف، وليس ببعيد عن البال ذلك الحارس الذي اشتبه بقدر مغطى فربطه بحبل وجره مسافة ٥٠٠ متر، ثم انفجر هذا القدر بعد ذلك!! أقول: إن الحارس بصورته التقليدية القديمة ما عادت تتواءم مع الأوضاع الأمنية الحالية.

ودلالة أخرى نأخذها من الخبر، وهي أن إجراءات الاتصال كثيرة، وتأخذ وقتًا ليس بالقليل حتى تأخذ الجهة المعنية وتقوم بإجراءاتها المعتادة، الأمر الذي قد يحدث معه «نتيجة لطول الزمن والإجراء المتبع في الاتصال» وقوع الانفجار، وحدوث الأضرار في الأرواح والممتلكات، إذن لا بد للجهات المعنية أن تفكر بأسلوب أكثر حضارية ومعاصرة، كإنشاء مثلًا مراكز منتشرة في البلد مجهزة بالتقنية الحديثة، وأفراد لديهم تدريبًا معينًا ومهارة للمعالجة السريعة في مثل هذه الحوادث، أو أن يكون مثلًا هناك أجهزة اتصال منبثة في أماكن مختلفة للاتصال السريع، يقوم عليها موظفون مختصون لتلقي الإبلاغ المباشر عن أي اشتباه أو أمر طارئ... وغيرها من أساليب مما يتفتق عنه الذهن، وبذلك تكون المعالجة الأمنية أكثر تطورًا وتمشيًا مع الظروف الحالية، ومَعْبَرًا عن الأسلوب التقليدي. 

الرابط المختصر :