العنوان دول الخليج وواجب الدعوة الإسلامية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 04-نوفمبر-1975
مشاهدات 38
نشر في العدد 273
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 04-نوفمبر-1975
دول الخليج وواجب الدعوة الإسلامية
من أخبار الأسبوع الماضي أن دولة قطر تبرعت بما مقداره مليون ونصف المليون للجامع الأزهر بمصر، مساهمة في طباعة نسخة فاخرة من المصحف الشريف؛ بغية توفير كمية جديدة تسد حاجة البشر المتصاعدة للقرآن الكريم.
وفي تاريخ سابق وقعت ليبيا وأبو ظبي على مشروع للتعاون الإسلامي يتم بمقتضاه بناء مساجد ومراكز إسلامية في بلاد المسلمين الفقيرة وبلاد الأقليات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم.. وتُرك المجال لبقية الدول الإسلامية الغنية لتنضم لهذه المعاهدة.. مساهمة في الحفاظ على الثقافة الإسلامية بين تلك الشعوب التي تواجه تحديات عديدة في سبيل التمسك بأصالتها الإسلامية، وحتى الآن لم نسمع بدولة واحدة من دول الخليج بالذات قد لبت هذه الدعوة المفتوحة.. ولا نملك إلا أن نكرر الدعوة من هنا مذكرين المسؤولين- كرعاة وكأفراد- بهذا الواجب الديني الهام، وبمسؤوليتهم التي لا ريب فيها وبالحساب الوشيك. ونعيد أيضًا إلى الذاكرة الخطوة التي أقدمت عليها مصر بتعيين ملحق ديني في سفارتها بالمملكة المتحدة.. فسفاراتنا التي تغص بالملحقين الصحفيين والعماليين والتجاريين يجب ألّا يغيب عنها الاهتمام بالشؤون الإسلامية، في عصر أصبح الإسلام فيه عصب التجمع الدولي لما يقارب الخمسين من دول العالم. إن طلابنا في الخارج يتعلمون الكثير من المهارات الفنية والعلمية ولكنهم بالمقابل يفقدون أهم مقومات بنيتهم الثقافية والاجتماعية في بيئات غريبة ومؤثرة، كما أن سفاراتنا في الخارج ينبغي أن تحمل رسالة الإسلام مثلما تحمل مصالحنا المادية والسياسية، وتلك كانت رسالة السفارات الإسلامية أول ما عرف العالم البعثات والسفارات.
ونحن نوجه الحديث هنا إلى دول الخليج بالدرجة الأولى؛ لأنها اليوم مكلفة أكثر من غيرها بهذا الواجب نظرًا لظروف الدول الإسلامية الأخرى التي لا تخفى علينا.
فحرام أن ننتظر حتى يأتينا إخواننا المسلمون تسوقهم الحاجة والعوز، ليسألونا المساعدة في بناء مسجد صغير أو مدرسة تعلم أبناءهم مبادئ الإسلام. ونحن أقدر على الوصول إليهم وإجابة حاجتهم. إن واجب الدعوة الإسلامية يحتم علينا المبادرة بعمل الخير لا انتظار السؤال والتصدق على الناس به.
مراكز تحفيظ القرآن الكريم في البحرين
نادي الإصلاح بالبحرين نهض هذا العام بتجربة قوبلت بارتياح كبير في البحرين وأقطار الخليج العربي، ففي مطلع الشهر السابع من هذا العام نظم النادي دورة لتحفيظ القرآن الكريم.
استعد ثلاثة مدرسين من أعضاء النادي بالتطوع لهذا العمل الطيب.
وما هي إلا فترة وجيزة حتى تفجرت ينابيع الخير وعززت المحاولة بجهود مكثفة.
●بدأ التسجيل في مدرسة أبو عبيدة الابتدائية لمدة ستة أيام، وكان المتوقع أن عدد التلاميذ الذين سوف يسجلون لا يزيد عن سبعين تلميذًا.. ولكن الإقبال الضخم على التسجيل فاجأ المسؤولين عن الدورة؛ فقد بلغ العدد 370 تلميذًا.
وكان التخطيط مبنيًّا على فتح فصلين اثنين، لكن الإقبال على كتاب الله حتَّم فتح ثمانية فصول.
وبادر مدرسون فضلاء لتغطية هذه الأعداد المتزايدة من التلاميذ.
وبعد أن أغلق باب التسجيل ظل المواطنون يتوافدون لتسجيل أبنائهم في الدورة.
وقد تبدى في التلاميذ نبوغ أثار إعجاب مدرسيهم ومعلميهم.
وإلى جانب حفظ القرآن الكريم هناك دروس في الحديث والفقه والتفسير والسيرة.
وأثناء الدراسة نظمت مسابقات ثقافية بين الفصول، ومورست بعض الألعاب الرياضية مثل تنس الطاولة وكرة القدم.
ورتب الناجحون المبرزون في ثلاث فئات: العشرة الأوائل والعشرة الثواني والعشرة الثوالث.
وفي نهاية الدورة أقيم حفل ختامي حضره المسؤولون في الدولة والآباء ووزعت الجوائز على المتفوقين.
●وإذ نحيي هذه الدورة والقائمين عليها نأمل مواصلة المسيرة وتوسيعها، كما نأمل أن تزدهر دول الخليج كلها بالقرآن الكريم.. حفظًا وتعلمًا وتطبيقًا.
الرابط المختصر :