الثلاثاء 01-أبريل-1975
قرضت الشعر أبياتًا طوالا
وناقشت المحافل والرجالا
وبرهنت الحقائق في وضوح
وما كانت فروضًا أو خيالا
فليس الشعر أبياتًا تقفى
وليس الشعر فخراً أو جدالا
قضايا الفكر يبحثها رجال
أحبوا الحق واعتنقوا النضالا
فما وهنوا إذا ما الجمع ولى
وكان الشعر في الهيجا مجالا
وجندي العقيدة لا يبالي
إذا ما الحرب تشتعل اشتعالا
رمى الأعداء صلبًا في رحاها
وناجي الله شوقًا وابتهالا
وإن قامت صراعات لفكر
يجول بفكره حرًا وصالا
فسلني لم قرضت الشعر إني
أصوغ الشعر برهانًا جلالا
فلا أبغيه للتشهير يومًا
ولا للنيل من قوم نكالا
جحود المارقين أهاج شعري
رأيت تجمعا عشق الضلالا
فكم من جاحد رام اعوجاجًا
وكم من مارق ألقى سؤالا
رأوا بالمادة العجماء أصلًا
لهذا الكون وانحرفوا خبالا
فمن ذا حطم الذرات قولوا
إذا صلتم يمينًا أو شمالا
فكيف يقال صانعه لكون
وكيف ينال من رب منالا
فلا أبدية عصماء تبقى
ولا أزل لمن يفنى وزالا
أيحطم حادث أصلًا لكون
ألا عودوا إلى الله امتثالا
ملايين النجوم بكل درب
كواكب لو أردناها مثالا
تدور فلا صدام يعوق سيرًا
ومن ذا أنزل الماء الزلالا
تصاعد من محيطات ضخام
يروي الناس والزرع اكتمالا
نباتات يغذيها زفير
من الإنسان يملؤها كمالا
فتعطينا بديلًا كاد يمحى
وتمنحنا الفواكه والغلالا
وسطح الأرض إن يزداد سمكًا
تحطمت الحياة بها اختلالا
وتنقص جاذبيتها وتفنى
فمن حفظ التجاذب أن يزالا
وهذي الأرض يحميها غلاف
يجنب سطحها الشهب الثقالا
فإن رق الغلاف نرى جحيمًا
من النيران يقتلنا اغتيالا
فمن حفظ الخلائق من هلاك
ومن خلق التناسق والمجالا
وما سر الحياة وكيف تفنى
لقد عجزت عقولكموا كلالا
فأصل الكون تنسيق دقيق
وكل تناقض يلقى زوالا
إله الكون أنزله كتابًا
نرى في ظله الدنيا جمالا
نرى في ظله عدلًا وحبًا
يقيم عدالة تمحو وبالا
حقوق الناس بالإسلام ترعى
فلست ترى خصامًا وانحلالا
ولست ترى فقيرًا أو ضعيفًا
وعندكمو نرى الداء العضالا
فكونوا حيث شاء الله قومًا
كتاب الله أكسبهم جلالا
نظام الكون أنشأه قدير
نرى إنكاره أمرًا محالا
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
