العنوان منابر الحق.. صور لا تنتهي 1/ 2 نقوش على جدار الدعوة
الكاتب د. جاسم المهلهل آل ياسين
تاريخ النشر الثلاثاء 10-سبتمبر-1996
مشاهدات 15
نشر في العدد 1216
نشر في الصفحة 66
الثلاثاء 10-سبتمبر-1996
المنابر الدعوية المتعددة روافد تصب كلها في النهاية في النهر الكبير، الذي يرده المسلمون ليستقوا منه، إنه نهر تطبيق الشريعة الإسلامية، التي هي غاية أصحاب المنابر الدعوية.. بل هي غاية المسلمين أجمعين، وروافد النهر المتعددة لا تصب ماءها فيه بالتساوي.. ولا تجري كلها إليه في وقت واحد ولا يتوقف بعضها لأن غيره قد توقف عن الجريان أو نصب ماؤه أو تحول إلى غيره.. وبالمثل منابر الدعوة تهدف إلى إعلاء دين الله والعمل على تطبيق الشريعة بين الناس، وقد يكون عطاء بعض هذه المنابر أكبر من بعضها البعض، وقد يُغلق منبر من المنابر لسبب من الأسباب.. فلا ينبغي أن يُغلق تبعًا له منابر أخرى تؤدي دورها، وتغرس بذرها في الأرض من أجل تطبيق شريعة الله بين الناس، ولو فعلنا ذلك لكنا والعياذ بالله -كاليهود- الذين قال الله فيهم: ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ ﴾ (الحشر: ٢).
إن من ظلم الدعاة لأنفسهم أولًا ولغيرهم ثانيًا أن يغلقوا بابًا من أبواب الخير.. وأن يحولوا بينهم وبين الناس بموانع وقيود وشروط، هي في النهاية ليست في صالح أحد من الذين يخشون ربهم، وذلك إن تيار الدعوة اليوم أشبه بالمساجد التي قال الله فيها، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (البقرة: ١١٤).
فكل عمل أوسعي أو قول يؤدي إلى تعطيل سير منبر من منابر الدعوة أو إغلاق هو نوع من الظلم لأنفسنا ولمجتمعنا، ولا ينبغي أن نقع في شيء من ذلك بمحض اختيارنا، بل ينبغي أن نكون واعين مدركين لما يراد بنا وبدعوتنا.. إن من واجبنا أن نكثر من مراكز الدعوة وتحافظ عليها مفتوحة لتظلتسمع الناس تعاليم الدين وتدعوهم لأن يكونوامن المهتدين الذين قال الله فيهم: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ (محمد: ١٧)
وللحديث بقية؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
