العنوان مهرجان فن الشعوب في جامعة الكويت - ومسئولية العلم والخلق
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974
مشاهدات 16
نشر في العدد 193
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 26-مارس-1974
مهرجان فن الشعوب في جامعة الكويت
ومسئولية العلم والخلق
قبل أسبوعين أقامت جامعة الكويت احتفالًا راقصًا بمناسبة سمتها «يوم إفريقيا»، ولفتنا نظر القائمين على شئون الطلبة -يومذاك- بأن طلاب إفريقيا نكرمهم بتقوية وشائج العقيدة التي تربطنا بهم.
لكن القائمين على الحفل كرروا الصورة بشكل أكثر تطرفًا وبعدًا عن رسالة الجامعة في التعليم والتثقيف، وذلك عندما أقامت رعاية الشباب احتفالًا أطلقت عليه «مهرجان فن الشعوب بالجامعة»، وتم الاحتفال تحت إشراف مدير الجامعة، وهو احتفال راقص شارك فيه الطلاب والطالبات من عدة دول، ورافق الرقص ألحان موسيقية و... و... دام الاحتفال يومين، والتحضير للاحتفال استمر شهرًا، والاختبارات على الأبواب، والطلبة بأمس الحاجة إلى الهدوء والبعد عن الإثارة حتى يجدوا الوقت الذي يدرسون فيه الطلاب بأمس الحاجة لإغلاق المسارح ودور السينما، خاصة خلال هذه المدة، لا أن تحول جامعتهم إلى مسرح.
ما هذا الإهمال للشباب، يا رعاية الشباب؟!
قلنا لكم دائمًا: إن الجامعة قامت لرسالة العلم، وبلادنا بأمس الحاجة إلى المختصين في كل فن من فنون العلم والمعرفة.. بلادنا بأمس الحاجة إلى الأطباء والمهندسين والمدرسين، حتى لا يبقى للخبراء الأجانب مجال ولا حاجة، وهذا فرض عين علينا.
أما المسارح والرقص والعبث فليس مجاله الجامعة، وهو حالة مرضية تعانيها أمتنا، ونرجو أن لا تستمر بعون الله وتوفيقه.
الأمر الآخر أن هذا الاحتفال الراقص جاء وبلادنا في حالة حرب مع أكثر من عدو.. شذاذ الآفاق من الصهاينة يحتلون أرضنا ويهددوننا في عقر دارنا، وطوابير المبشرين من أحفاد جود فراي وغورو واللنبي يعيشون بين ظهرانينا، وهم يطمعون أن يعيدوا مأساة الأندلس.. وتحالف أوربا بقسميها الشرقي والغربي يهدد أمتنا عامة، وخليجنا خاصة، ومجابهة هذه الأخطار تكون بحمل السلاح وتحمل المشاق، وحفر الخنادق، والاستعداد ليوم الثأر.
مجابهة هذه الأخطار أن تتحول الجامعة إلى ثكنة عسكرية ودورات تدريبية، وطلاب الجامعات بالأمس القريب جدًّا سطروا أنصع الصفحات في معارك قناة السويس، وحول المسجد الأقصى، وعلى ربى فلسطين الطاهرة.
عتبي على أبناء وبنات فلسطين خاصة أن يشاركوا في مثل هذا الاحتفال، وكل يوم يقتل العدو العديد من أهلينا وذوينا، ويسيم الأحياء في أرضنا المحتلة أشد أنواع الذل والهوان.
إن کنتم تسمون هذا فرحًا! هل لأمثالنا أن يفرح يا أبناء النكبة؟!
نساء أذل أمم الأرض يقدن الطائرات، وشبابنا وشاباتنا يرقصون في أعلى مراكز العلم والمعرفة؟!
لمثل هذا يذوب القلب من كبد إن كان في القلب إسلام وإيمان
وليتق الله المسئولون عن الجامعة، فلن تسمح أمتنا لجامعتها أن تكون مسرحًا لاهيًا، وما أرسلنا أولادنا للجامعة ليتعلموا الغناء والرقص.
ونرجو أن لا تتكرر الصورة مرة أخرى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل