العنوان معركة الموصل.. والجرائم المتوقعة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 01-نوفمبر-2016
مشاهدات 1825
نشر في العدد 2101
نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 01-نوفمبر-2016
رأي المجتمع
معركة الموصل..
والجرائم المتوقعة
ما إن بدأت الحملة العسكرية ضد مدينة الموصل التي أعلنت عن انطلاقها الحكومة العراقية، أخيراً، لتحريرها من مليشيات «تنظيم الدولة» (داعش)، حتى أعرب عدد من المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقها الشديد إزاء المدنيين النازحين من تلك المدينة وخشيتها من تعرضهم للجرائم الوحشية والانتهاكات الصارخة من قبل القوات الحكومية والمليشيات الطائفية المسعورة.
فقد حذرت «العفو الدولية» من أن المواطنين الذين يفرون من المدينة هرباً من جحيم القصف الجوي والبري سيواجهون جرائم الإعدام والتعذيب والاختفاء القسري خلال الهجمات الانتقامية التي تنفذها مليشيات «الحشد» الطائفية بدعم من القوات الحكومية؛ لذلك فمن المهم للغاية اتخاذ السلطات العراقية خطوات جادة لضمان عدم حدوث انتهاكات جديدة ضد المدنيين، والحيلولة دون ارتكاب جرائم إعدام وتعذيب واعتقال تعسفي واختفاء قسري ضدهم.. وعلى الدول الداعمة عدم استمرارها في غض الطرف عن الانتهاكات الخطيرة.
فقد سبق أن ارتكبت مليشيات «الحشد» الطائفية والقوات الحكومية انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك جرائم حرب، وتنفيذ جرائم الإعدام خارج نطاق القانون التي طالت مئات المدنيين الأبرياء الذين اضطرتهم ظروف المعارك إلى النزوح من مناطقهم مطلع العام الجاري، ولا سيما مدن الفلوجة، والشرقاط، والحويجة، والموصل.
ومن هنا؛ فنحن نخشى من تأثير العمليات العسكرية ضد مدينة الموصل على سلامة أكثر من مليوني شخص داخل المدينة، ونطالب المنظمات والهيئات الدولية، والحكومات العربية والإسلامية ببذل قصارى الجهود لحماية أبناء الموصل، كما نحذر من أن تشهد المدينة ما شهدته مدن الرمادي والفلوجة من جرائم قتل وتخريب وانتهاكات صارخة من قبل القوات الحكومية والمليشيات الطائفية، والتي لم يتم محاسبة الأطراف المسؤولة عنها إلى الآن؛ مما شجع تلك المليشيات لمزيد من الجرائم الوحشية.
كما نتوجه بالنداء للتدخل الجاد والسريع لإيقاف القصف الجوي والبري المتواصل على المدنيين في الموصل، والضغط على الحكومة العراقية والتحالف الدولي لاتخاذ إجراءات حقيقية لحماية المدنيين، خاصة وأن الحكومة العراقية لم تعلن عن أي ممرات آمنة لخروج المدنيين.
وتزداد المخاوف بعد التحريض الطائفي الذي أعلنه قيس الخزعلي، زعيم مليشيات «عصائب أهل الحق» في 11 أكتوبر 2016م قائلاً: «إن معركة تحرير الموصل ستكون انتقاماً وثأراً من قتلة الحسين، لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد»؛ هذه النداءات الطائفية المقيتة هي التي أججت الجرائم الوحشية في العراق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
