العنوان بريد القراء (547)
الكاتب بأقلام القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أكتوبر-1981
مشاهدات 25
نشر في العدد 547
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 20-أكتوبر-1981
أما آن لنا...!!
سبحان الله ربنا لماذا أنزل هذا القرآن؟
هل أنزله لتصنع منه الحجب وتوضع للأطفال والمرضى؟
هل أنزل ليتلى في المقابر على الأموات، ويتخذ منه المتمشيخون وسيلة لابتزاز أموال الناس بالباطل؟
وهل أنزله ليكتبه الدجاجلة على الآنية، ليشرب من مائه الضعفاء والمسحورون؟ وهل أنزله ليتلوه الكسالى والعاطلون في قارعة الطريق بقصد الاستجداء؟
هل أنزله ليعلق في صفحة واحدة على الجدران للزينة والبركة ، وعلى أعناق المتبرجات للحرز وعلى مرآة السيارات؟
هل أنزله ليصنع منه المشعوذون التمائم ويصيحون على أبواب المساجد: آية الكرسي والمعوذات والآيات المنجيات بخمسة قروش؟
هل أنزله ليتغنى به المنشدون ويطرب على نغماته وموسيقاه السامعون، فيرسلون الآهات طربًا كأنهم في ملهى من الملاهي!!
هل أنزله لتتخذ منه طريقة للاستخارة والتنجيم؟
هل أنزله ليتلى كالببغاء صبح مساء دون فهم ولا تدبر؟
هل أنزله بعدما فتح به المسلمون الأولون الدنيا، ليوضع اليوم في زاوية مظلمة يتراكم عليه الغبار؟
غفرانك يا رب!!!
ليس لهذا كله أنزلت كتابك العظيم!
لقد أنزلته ليتدبر الناس آياته، وليكون لهم سراجًا منيرًا
أنزلته ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا، أنزلته كتابا للأحياء لا للموتى، أنزلته ليتخذ منه المسلمون دستورهم ونظامهم، سواء في دورهم أو أسواقهم، وسواء في معاهدهم أو محاكمهم..
اللهم قد ضللنا طريق السعادة الذي رسمت لنا، فضعنا وأضعنا، ضعنا وغدونا على هامش الحياة، نتردى في هاوية الفوضى والشقاء، نتيجة تمردنا على أهداف القرآن ومخططاته.
وأضعنا هذه الملايين الشاردة من البشر الذين أخدوا منا العهود للتبشير بينهم وهدايتهم.
نقرؤه كثيرًا ولكن لا تتجاوز قراءته حناجرنا، إننا نقرؤه أكثر مما قرأه أسلافنا الصالحون
نقرؤه دون فهم ولا تدبر ولا عمل، حتى صح في كثير منا القول: «كم من تال للقرآن والقرآن يلعنه!»
وقوله تعالى ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (محمد:24)
أما آن لنا أن نصحو من غفلتنا!
أما آن لنا أن نرجع عن ضلالنا!
أما آن لعلمائنا أن يحاربوا هذه البدع والمنكرات!
وإذا لم يجرؤوا على هذا الجهاد، فهل لهم أن يتنحوا عن الطريق ويفسحوا لغيرهم من المصلحين، فلا ينبذوهم بالألقاب، ويتهموهم بالمروق من الدين؟
إننا لنأمل في هذا العصر العصيب الذي أحاطت بنا فيه الأخطار والمشكلات العائلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أن نستيقظ من هذا السبات العميق، فنعمد إلى كتاب الله تعالى فنتلوه بتدبر وإمعان، ونطبقه كدستور ومنهج في الحياة.
والحمد لله والله أكبر
ثابت البالول
الحركة الإسلامية والنظرة في المستقبل
كثر الكلام عن الحركة الإسلامية والصحوة التي حصلت منها هذه الأيام، وكثرت الضغوط التي تنالها وتنال زعماءها، وفي كل يوم نسمع أن الدولة الفلانية أو الرئيس فلان اعتقل قيادة الجماعة الإسلامية في بلده ، أو أن محكمة هذا البلد حكمت بالسجن على قادة الحركة الإسلامية أو اعتقلتهم بدون أي قيد أو شرط.
كل ذلك يدل على أن المسلمين قد فتحوا أعينهم وبدأوا يستيقظون من نومهم، وهذا يبشر بخير عظيم إن شاء الله تعالى، لذلك يجب على الحركة الإسلامية في أي بلد كان أن تستوعب الدروس والعبر من تجارب مضت قضى فيها من الإسلاميين من قضى ونجى من قدر الله له ذلك.
إن الحركة الإسلامية بشكل عام تستمد خط سيرها من هدي القرآن الكريم وسنة نبيه عليه السلام، وغالب الحركات الإسلامية تظن خيرا بعدوها إن سألمته وهنا يكمن الخطر، فحين تلجأ الحركة الإسلامية إلى بناء أفرادها بناء عقديا وتسير في هذا الطريق، ولا تأخذ في الحسبان ما يخطط الأعداء لفنائها، حين تخطط أي حركة إسلامية لنهوض الإسلام ورفعة شانه وتحكيمه في الحياة، يجب أن تأخذ في الاعتبار أن أعداء الله لها بالمرصاد، ولن يتركوا لها المجال مفتوحا أمامها لتتابع الطريق.
لذا نرى أن معظم الجماعات الإسلامية يعتقل أفرادها في منتصف الطريق، حين يشعر أعداء الإسلام أن الخيل قد قارب السبق، يقومون بافتعال الحوادث ليلصقوا التهمة بالحركة الإسلامية، ويزجوا بأعضائها في سجون لا يعلم إلا الله متى يخرجون منها.. والتجربة المصرية شاهد على ذلك حين زج عبد الناصر بالإخوان المسلمين في سجونه قرابة عشرين عامًا، لذلك يجب على الحركة الإسلامية أن تأخذ في اعتبارها أن أعداء الله كثر، ولن يتركوها تتابع الطريق.
من ذلك نخرج بأمور يجب مراعاتها من قبل الحركة الإسلامية في كافة أقطار المسلمين.. أنه يجب على الجماعة الإسلامية أن تكون أكثر حرصا، وأكثر حسبانا لمواقف أعداء الله منها، وأن تلجا إلى كل وسيلة مشروعة - في شريعة الإسلام - تبقيها سالمة معافاة فيما لو ضربت من قبل السلطة، أو اعتقل أفرادها أو قياداتها على حين غرة..
يجب أن نعلم أن الشرق والغرب متفقان على محاربة الإسلام والمسلمين، وخاصة الحركة الإسلامية، لأن التصور الإسلامي عند أفرادها سليم مكتمل سلوكهم سلوك قرآني فريد.. تمثلوا حقيقة الإسلام وعملوا جاهدين لرفعة شأنه.
يجب ألا يتصور المسلم أنه من الممكن للدب لأحمر أن يسمح بقيام دولة الإسلام ، وأن البيت الأبيض يرغب في مساعدة المسلمين لقيام دولتهم.
إنه من الواجب على الحركة الإسلامية اليوم أن تدرك هذه الأمور وتتمثلها تطبيقا حركيا ينجيها من مخالب الطاغوت.. إن هذه الأمور لا تخفى على ذوي البصيرة، ولا أظن أن قادة الحركة الإسلامية قد تناسوها لكن المهم أن نطبقها.
إن مما يحز في القلب أن زهورا من الشبان يجدون أنفسهم في سجون قد لا يخرجون منها دون أن يؤدوا دورهم في حمل الرسالة.. إن الرسول عليه الصلاة السلام ربي أصحابه في مكة تربية عسكرية عقدية سلوكية، وبعد أن اشتد أذى المشركين أذن للمسلمين بالقتال، يجب أن نفهم هذا وألا نقف عند قول البعض إننا لم نصل لتلك المرحلة بعد.. إن لدينا من الشباب المسلم من يفوق بعلمه وصبره على المكاره كثير من الصحابة الكرام ، و الأذى الذي ينزل بالمسلمين لم تمارسه قريش وعصابتها على أسلافنا العظام.. إن الكفر قد كشر عن أنياب صفراء لم تشبع من دماء المسلمين في الخفاء، فأرادتها علانية، إن من يعيش في بعض البلدان الإسلامية يرى ما يفعل الكفر فيها من تقتيل وتشريد وتعذيب للمسلمين وذويهم، إن من يرى في كل يوم المذابح الجماعية التي تقام.... أن من يدخل سجون الكفرة المليئة بخبراء روس وألمان وكوريين وأمريكان..إن من يسمع ويرى يقرأ .. يجد الفرق شاسعا بين هذا العصر وعصر الرسول الكريم، فرق شاسع التعذيب في القتل.. في التشريد، أن صناديد قريش لم يجرؤوا على اغتصاب فتاة.. لم يجرؤوا على أفعال تحدث في سجون اليوم.. لعل هذا رأي صريح... كأنها الحقيقة.. كل الحقيقة... اللهم انصر الإسلام.. اللهم إليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بك.
أسعد الشامي
ردود قصيرة
- وردتنا رسائل كثيرة أثناء عطلة عيد الأضحى المبارك - أعاده الله على أمتنا الإسلامية وجعله منطلقا للتحرر والجهاد- وكانت هذه الرسائل من الكثرة بمكان، بحيث إنه يتعذر علينا الرد على جميع هذه الرسائل، لذا نرجو المعذرة من إخواننا الذين لم ننشر لهم في هذا العدد، وسنتولى نشر رسائلهم في الأعداد القادمة بعونه تعالى، وكلمة أخرى أود أن أنقلها للقراء إخواني الأعزاء: كتبنا في الأعداد الماضية بعض الملاحظات والتي منها أن يكتب الأخ رسالته على وجه واحد من الورقة وأن يعتني بالخط المكتوب، ولكن مع الأسف لا تزال بعض الرسائل ترد إلينا غافلة هذه الملاحظات، فنرجو الالتزام بالملاحظات وعدم الإحراج وجزاكم الله خيرا.
الأخوان: يوسف إبراهيم - السعودية.
عبد الرزاق عبد الرحمن - الرياض.
جاسم السالم - الكويت.
خالد صالح - الكويت.
يستنكرون قرار الإمارات بمنع دخول المجتمع، ويعلنون بأنها هي صوت الحق وصوت الإسلام الحر، فلماذا يحرم شعب الإمارات من سماع كلمة الحق.
ونحن بدورنا نرفع هذا الأمر إلى المسؤولين - ليراجعوا قرارهم – وجزاكم الله خيرًا.
الأخ يوسف إبراهيم عبد الله - جدة.
يقترح كتابة قصص ووقفات لرجال الدعوة في العصر الحديث، وأيضا يقترح إحداث باب أسماه «الثقافة الإسلامية» للأسئلة والتسلية مثل الكلمات المتقاطعة النافعة.
-الأخ الفاضل: جزاك الله خيرًاعلى حبك ومتابعتك للمجلة، وبالنسبة للأقتراح الأول هذا الأمر موجود، ولكن بفترات متقطعة، وسنحاول إن شاء الله إن نجمع بعضا من قصص الرجال الذين أعلوا صرح الدعوة أمثال: حسن البنا - سيد قطب،هواش عودة محمد بن عبد الوهاب وغيرهم وجزاك الله خيرًا.
وبالنسبة للاقتراح الثاني هذا يترتب على الأسئلة التي ترد إلينا من القراء واستفساراتهم الفقهية، وسنحاول جاهدين في المستقبل تنفيذ هذا الاقتراح وجزاك الله ما خيرا.
- الأخ أبو أحمد نعتذر عن نشر كلمتك للظروف التي تعرفها حاليا. وشكرا.
- الأخ أبو المهدي اليمن بعث إلينا برسالة يستنكر فيها الاعتقالات الجماعية في الأنظمة العربية وينادي بمساعدة الحق والمجاهدين ويقترح اقتراحا جيدا نسأل الله له التوفيق.
يقترح الأخ: تخصيص صندوق خيري يتعاون فيه كل المسلمين ببذل المال قليله أو كثيره لمساعدة أسر المجاهدين المحتاجة أو أسر المعتقلين - وجزاك الله خيرًا، وعسى أن يأخذ المسؤولون بهذا الاقتراح وشكرا.
- كثير من إخواننا أمثال: حسين الثبتي، والأخ محمد نور وغيرهم يستنكرون إعلان المجتمع للفيديو في الغلاف الأخير، ونحن أذ نشكر هؤلاء الأخوة على غيرتهم الإسلامية نقول لهم إن جهاز «الفيديو» مثله مثل أي جهاز آخر، وهو من أسلحة الدعوة السديدة إن استخدم استخداما جيدا، فبإمكان الإنسان المسلم أن يشغل أهله بالأفلام الثقافية والأفلام الناجحة المفيدة كفيلم«عمر المختار»، أو أفلام عن إخواننا في أفغانستان وغيره، فليس العيب في الجهاز بل العيب كل العيب في استخدام هذا الجهاز، وكذلك المسجل بالإمكان أن نضع فيه موسيقى وغناء فاحش، وبإمكانك أن تضع فيه قرآنا أو حديثًا أو غيره وجزاك الله خيرًا.