العنوان المجتمع في حوار مع الخبير الأمريكي في التخطيط الاستراتيجي الدكتور ألن أوستن
الكاتب محمد الراشد
تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1993
مشاهدات 752
نشر في العدد 1058
نشر في الصفحة 13

الثلاثاء 20-يوليو-1993
على هامش دورة التخطيط الاستراتيجي التي أقامتها الهيئة الاستشارية العليا لتطبيق الشريعة يوم الأحد ٤/٧/٩٣ التقت مجلة المجتمع مع الخبير الدولي للدراسات الاستراتيجية الأستاذ ألن أوستن فقد أكد في محاضرته على أن المخططين يواجهون مشاكل كبيرة في بداية القرن الجديد وأن الاتجاه الجديد سائر للتركيز على الخطط التدريبية حيث ينفق ما بين ٢٠% إلى 3٠% من الميزانيات على التدريب.
وأكد الخبير الدولي أن التركيز على نقاط القوة النسبية هو الاتجاه الذي يجب أن يسود في ظل المتغيرات الجديدة وأكد أنه في الكويت توجد فرصة مهمة للقطاع المالي الذي ينمو ويزدهر إذا ما اتبع تجربة بيت التمويل الكويتي وتطويرها ونقلها عالميًا وقال بأن القطاعات المصرفية التي تعتمد على الفوائد في سبب المأزق الحالي في الولايات المتحدة كما أنها عامل مباشر الركود الاقتصاد معًا أجبر إدارة الرئيس بوش على إجبار القطاعات المصرفية لتقديم القروض.
وأكد على أن الفكرة التي نجح في تطبيقها في الكويت يجب أن تعمم وقد قامت مجلة المجتمع بإجراء الحوار التالي:
المجتمع: في اعتقادكم ما دور القيم الإسلامية في إحداث تغييرات في المجتمع الكويتي؟
ألن أوستن: يجب أن يتم التكييف مع هذه القيم وإلا ستكون لها آثار كبيرة فأي دولة في العالم أن لم تكن حذرة للمتغيرات التي تحدث في العالم فالأهم هو تطويع الناس لتقبل هذه القيم خصوصًا في عصر الانفتاح على العالم وإيمان الناس بهذه القيم مهم جدًا فكلما كان هناك إيمان راسخ فهذه التغيرات لا يمكن أن تؤثر على هذه القيم.
المجتمع: فيما يتعلق بتجربة بيت التمويل الكويتي كصورة من صور الاقتصاد الإسلامي وأهميتها بأن يكون لها دور في تنمية مستقبل الكويت فهل من الممكن نقل هذه التجربة إلى المجتمعات الغربية وهل هناك مشكلات تجاهها؟
ألن أوستن: إني أؤكد بأنه هناك آثار إيجابية جدًا لتجربة بيت التمويل الكويتي بالذات فيما يتعلق بنظام المرابحة والمشاركة ويجب أن يتوسع هذا النظام خارج نطاق العالم العربي والإسلامي إلى العالم الغربي. فيجب أن يتعرف العالم على هذا النظام القائم على أسس غير ربوية خصوصًا بأن النظام الاقتصادي الغربي قائم على المادية فتجربة بيت التمويل تتوفر فيه كثير من القيم الاجتماعية والروحية التي بدورها سوف تغير نظرة العالم للاقتصاد الإسلامي وقد قامت شركة «زحل» Saturm في الولايات المتحدة على نفس المبادئ، وهو مبدأ المشاركة وحققت نجاحًا كبيرًا وأن العديد من الشركات العالمية تحاول أن تحذو حذو هذه الشركة وتتبنى مبدأ المشاركة في تعاملها.
المجتمع: هل تعتقد أن الدول الصغيرة كالكويت تستطيع أن يكون لها دور استراتيجي في ظل المتغيرات الجديدة التي تتعامل مع الكيانات الكبيرة؟
ألن أوستن: الأسلوب الجديد في تحديد الاستراتيجية يعتمد على تحديد الوضع النسبي للبيئة وهو كيف أكون أفضل الموجود ونتيجة لهذا المبدأ فقد استطاعت بعض الدول الصغيرة أن تحدد المجالات التي تستطيع أن تحقق من خلالها النجاح وتنمو من خلالها عالميًا فبلد صغير كسويسرا وعدد سكانها «5» ملايين هي الآن في مقدمة ثلاث صناعات من أحسن عشر صناعات صيدلية في العالم.
وبلد صغير كسنغافورة عندها أفضل مصانع تركيب القطع الإلكترونية وهنا في الكويت توجد ثلاثة أو أربعة فرص رائعة في مجال الصناعات الغذائية ومجال استزراع الأسماك ومجال القطاع النفطي «اللدائن والكيماويات» والمجال المالي: قطاع المشاركة في البنوك الإسلامية.
المجتمع: وفي ظل انخفاض الاستثمارات الكويتية في الخارج واعتماد الكويت فقط على النفط كمدخول أساسي فما هو المصدر الممكن الاعتماد عليه بالإضافة إلى النفط لبناء مستقبل جديد للكويت؟
ألن أوستن: مصادر الدخل للكويت متعددة منها السيولة المالية المتوفرة فقد تكونت لدى الكويت أرصدة ضخمة نتيجة لاستثماراتها وكذلك المصادر البشرية الكويتية المؤهلة وعالية المستوى ولكنها غير مستغلة استغلال كامل فهناك شركات كبيرة يديرها كويتيون بجدارة وكذلك ممكن زيادة الدخل عن طريق اكتشافات جديدة للمعادن والغازات.
الخبير الأمريكي ألن أوستن:
حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد ودكتوراه في علم النفس وماجستير في إدارة الأعمال وماجستير في التمويل. لديه شهادات فخرية من كثير من حكومات العالم وهو مستشار سياسي في عهد الرئيس نيكسون ويحمل الشهادة الفخرية من إدارة نيكسون عمل مديرًا للرقابة للبنك الفيدرالي الأمريكي وعمل رئيسًا لتحرير المجلة الأمريكية للتدريب والتطوير ويملك حاليًا إحدى عشرة مؤسسة للتخطيط والتدريب والاستشارات.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
