; الافتتاحية: حينما يحسبون الرخاء الاقتصادي في معصية الله | مجلة المجتمع

العنوان الافتتاحية: حينما يحسبون الرخاء الاقتصادي في معصية الله

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 14-مارس-1978

مشاهدات 18

نشر في العدد 390

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 14-مارس-1978

قبس من نور

﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الأنفال:25).

 

حينما يحسبون الرخاء الاقتصادي في معصية الله

حين أصبح عمر بن عبد العزيز خليفة للمسلمين، وبدأ بإصلاح المجتمع المسلم والإدارة الحاكمة، بعدما ابتعدت بعض الشيء عن شرع الله، كانت الجزية مفروضة على المسلمين الأعاجم. 

فلم تسقط عنهم بعد إسلامهم، وأراد عمر أن يعيد الحق إلى نصابه فأمر بإسقاط الجزية عنهم، لكن بعض أهل الرأي، حذروا عُمر من هذا، ورأوا أنه يعرض خزينة بيت مال المسلمين إلى النقص، لكن رد الخليفة عمر كان: «إن الله بعث محمدًا هاديًا ولم يبعثه جابيًا».

ماذا كانت النتيجة؟ هل نقص بيت مال المسلمين بسبب هذا العمل الذي قد يصفه بعضهم بأنه عمل غير اقتصادي؟ 

لقد دخل آلاف الأعاجم في الإسلام، وصاروا يدفعون زكاة أموالهم لبيت مال المسلمين، حتى أرسل عامل عمر في أفريقية، أرسل إليه يخبره أنه لا يجد من يقبل الزكاة التي يدفعها له بيت مال المسلمين، لأنه في غير حاجة إليها، فقد أغنى الله الجميع. 

واليوم، نجد من يوهم شعب مصر بأن حروبه مع اليهود هي التي أفقرته وهي التي أضعفت اقتصاده، وأن الرفاه والرخاء يأتيان مع السلام مع اليهود، ونبذ الحرب بعيدًا، ناسين أن الله هو الذي يغني ويفقر، وأن طاعته وتطبيق شرعه واتباع سُنّة نبيه لا يمكن أن تأتي بشر أبدًا، فقرًا كان أم ضعفًا. 

«سيأتي السلام وستأتي معه الأموال، وسينتهي الفقر والجوع، وسيملك كل مواطن منزلًا، وستُحل مشاكل المواصلات، وسيزداد الإنتاج وستتقدم الصناعة».. هذا هو الوهم الذي أقنعوا به المواطن المصري فحسبه حقيقة. 

لقد جعلوا «السلام» هو «الساحر الجديد»، الذي بين ليلة وضحاها، سيغير اقتصاد مصر وينقذها من أزمتها الخانقة، ووصل الأمر بوزير الصناعة أن يقول للناس بعد أيام قليلة من زيارة السادات للقدس المحتلة «إن الإنتاج الصناعي في مصر قد حقق في الأيام الأخيرة- ثلاثة أيام- زيادة كبيرة نتيجة لمبادرة الرئيس السلمية، ولارتفاع الروح المعنوية لدى العاملين». 

وقد اضطر أحد الدكاترة الاقتصاديين أن يعلق على هذا التصريح قائلًا: إن هذا كلام نعتقد أنه لا يرضي الرئيس السادات في هذه المرحلة التي تتطلب منا أفعالًا حقيقية لا أقوالًا.

وبعد، 

فهل تدرك شعوبنا جميعها أن ما تعانيه من فقر وتأخر وضعف إنما هو في بعدها عن شرع الله، ونبذها له، وإن نجاتها وتقدمها وازدهارها هو في تحكيم شرع الله، وإقامة حكمه في الأرض؟ 

إنها ذكرى، فهل ينتفع بها رجل رشيد؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 34

33

الثلاثاء 03-نوفمبر-1970

نشر في العدد 102

47

الثلاثاء 30-مايو-1972

نشر في العدد 79

27

الثلاثاء 28-سبتمبر-1971