; الإخوان المسلمون في سورية بانتظار انتهاء الأزمة | مجلة المجتمع

العنوان الإخوان المسلمون في سورية بانتظار انتهاء الأزمة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1988

مشاهدات 31

نشر في العدد 872

نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 28-يونيو-1988

  • استياء إسلامي شديد مما ورد في مقال الأستاذ عدنان سعد الدين مع مجلة الوطن العربي.
  • سعد الدين يرسل توضيحًا للوطن العربي، لكنها نشرت مع التوضيح نفيًا له.
  • عبدالله الطنطاوي يتهم المحرر في الوطن العربي بالتزوير، ويقول: إنه مدفوع من الـ: CIA.
  • عندما حملت أسئلة الوطن العربي تهمة الماسونية للسباعي كان على الأستاذ سعد الدين أن يعتذر عن إتمام الحوار.
  • عندما لم يطمئن الشيخ أبو غدة لأسلوب المحرر في مجلة الوطن العربي طلب أن تكون الأسئلة مكتوبة.

ما زالت مجلة الوطن العربي تتابع نشر ملفها «المعارضة السورية» الذي تضمن مقابلات مع عدد من الشخصيات السورية مثل السيد حمود الشوفي مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة سابقًا، والسيد عدنان سعد الدين، والفريق أمين الحافظ رئيس الجمهورية السورية الأسبق، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة المراقب العام للإخوان المسلمين... وعندما ستنهي مجلة الوطن العربي ملفاتها كاملة سيكون لنا معها وقفة- إن شاء الله- وذلك بناء على مئات الرسائل التي وصلتنا من قرائنا الأفاضل، مطالبة بمناقشة ما طرحته الوطن العربي على لسان الشخصيات السياسية التي حاورتهم، وفي هذا المقال سنقف مع ما أثارته الحلقات الثلاث التي نشرتها المجلة، بعد أن قابلت الأستاذ عدنان سعد الدين.

  • سعد الدين في الحلقات الثلاث:

استحوذت مقابلات المجلة للأستاذ عدنان سعد الدين حوالي «١٥» صفحة من صفحات المجلة، حيث نشرت في حلقات ثلاث تضمنتها الأعداد رقم «63-64-65» من السنة الحادية عشرة والصادرة في «27/5- 3/6- 10/6/1988»، وبحسب العنوان الذي وضعه صاحب الملف فإن الموضوع هو «المعارضة السورية»، وقد جاءت مقابلة حمود الشوفي التي نشرت في عددين سابقين مليئة بمعاني الطرح السياسي المحدد والموجه باتجاه الهدف، مما جعل كثيرًا من المراقبين يعتقدون أن سائر مقابلات الملف ستردف «النيشان» الذي سدده الشوفي، ولكن....

استياء شديد:

عندما نشرت الوطن العربي «الجزء الأول» من مقابلة الأستاذ سعد الدين أثارت لغطًا كبيرًا، واستياءً عامًا بين متابعي حلقات الملف، وانتقد جميع من قرأ المقابلات شخص الأستاذ عدنان سعد الدين، وحمله مسؤولية ما نشرته المجلة على لسانه كاملة، وكان الشعور العام لدى الجماهير التي تابعت تلك المقابلات يتجمع حول الاعتقاد بأن الأستاذ سعد الدين لم يستهدف الهدف الذي استهدفه الشوفي قبله؛ حيث شغل نفسه والمجلة والقراء.... ثم الحركة الإسلامية العالمية بما نشرته المجلة على لسانه من اتهام لفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة بأنه «خرب سورية و......»!! إلى آخر تلك الاتهامات التي نشرتها المجلة على لسان سعد الدين، فضلًا عن الوصف الذي نال من فضيلة الدكتور حسن هويدي المراقب العام السابق الجماعة الإخوان في سوريا... على أن مجمل الحلقات الثلاث لمقابلة الأستاذ سعد الدين تركزت حول:

- الخلاف بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين في سوريا. 

- رأيه بقيادة التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.

 - تقييمه للتحالف ورفضه الاستمرار كعضو فيه مع وجود جماعة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.

 - موقفه من التفاوض مع النظام وتحميل غيره كل مسؤولية تتعلق بهذه النقطة.

 - تاريخ الإخوان المسلمين في سوريا منذ الثلاثينات وحتى عام ۱۹۸۸.

موقف الجماعة:

طلبت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا من أفرادها عدم الرد أو النشر بما يرد على مجلة الوطن العربي، كما اتصلت الجماعة ببعض المجلات التي وصلتها ردود عفوية من بعض الأفراد على ما نشرته الوطن العربي على لسان سعد الدين، وطلبت عدم نشر ذلك، واكتفت بتصريح لناطق رسمي مع مجلة المجتمع عقب على ما ورد في مقابلة عدنان سعد الدين، حيث وصف المقابلة بأنها تضمنت نيلًا من بعض شخصيات الجماعة مسًّا وتشويهًا لكثير من الحقائق والوقائع مع جفاف في الأسلوب، وخروج على مواصفات «الأخلاق العامة»، وبين المصدر لمجلة المجتمع أن الجماعة «إذ تترفع عما جاء في المقابلة من افتراء وتزوير إيمانًا منها بأن رجالها لم يزدادوا إلا رفعة وكمالًا، وضنًّا منها بالوقت والجهد أن يضيعا في أطروحات الباطل، لتعتقد أن في أدب القراء وفطنتهم ما يكفي لوضع ما جاء في هذه المقابلة في موضعه المناسب».

وقد وصف مراقبون اسلاميون رد الجماعة بالاقتضاب والاتزان، وعدم الرغبة في الدخول بأية مجادلة مع أخ لهم، كما امتدح هؤلاء المراقبون منع الجماعة لأفرادها من نشر أي رد على ما أوردته الوطن العربي على لسان الأستاذ سعد الدين من مغالطات وأخطاء ونيل من شخصيات الجماعة.

توضيح سعد الدين:

بعد استنكار الرأي العام الإسلامي لما نشرته الوطن العربي في الحلقة الأولى والثانية من مقابلة الأستاذ عدنان سعد الدين... نشرت مع الحلقة الثالثة من المقابلة تحت عنوان: «توضيح من عدنان سعد الدين» ما يلي: «ورد في المقابلة التي أجرتها مجلة الوطن العربي في عددها ٦٣ - ٥٨٩ المؤرخة في 27/5/88 كلام يمس فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة والدكتور حسن هويدي، وهو كلام مغلوط وعار عن الصحة تقف وراءه جهات تود تمزيق صفوف الإخوان والمعارضة بسوء نية وبحسن نية، ولذا جئت بهذا التوضيح مؤكدًا أنني أحمل في نفسي كل التقدير والتوقير لهؤلاء الإخوة، ولا سيما فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة- حفظه الله- ولهذا اقتضى التنويه».

نفي الوطن العربي:

ولكن مجلة الوطن العربي نشرت مع توضيح الأستاذ عدنان سعد الدين نفيًا له، مؤكدة أن ما نشرته ورد على لسانه، وأن ما نشرته هو بعض ما قاله، وتحدت المجلة أن تنشر لسعد الدين جميع ما قاله.. وفي نفيها قالت الوطن العربي: «إن المقابلة مع عدنان سعد الدين- مثل كل المقابلات الأخرى مع المعارضة السورية- مسجلة على أشرطة وبصوته، وحرصًا منا على الشيخ أبو غدة تحديدًا لم ننشر كل ما ذكره السيد سعد الدين، لذلك نرفض عبارته في التوضيح القائلة أن ما جاء في المقابلة «كلام مغلوط وعار عن الصحة» ونرجو ألا يضطرنا إلى نشر حرفية كلامه».

لقاء مع ممثل سعد الدين:

من أجل توضيح ملابسات المقابلة- التي نشرتها الوطن العربي مع الأستاذ عدنان سعد الدين- بدأ ممثلوه يوضحون للحركات الإسلامية ولبعض المؤسسات بعض التوضيحات، وقد التقت المجتمع مع الأستاذ عبدالله الطنطاوي وسألته:

المجتمع: ما هذا الذي نشرته مجلة الوطن العربي؟

الطنطاوي: من أجل هذا طلبت اللقاء بكم، وعندي بعض التوضيحات.

المجتمع: عندما قرأ الناس ما ذكره حمود الشوفي عن دور التحالف في عقلنة التيار الإسلامي انتقدوه، ووصفوه بالتحامل، لكنهم بدؤوا «يترحمون عليه» عندما قرؤوا مقابلة الأستاذ عدنان.

الطنطاوي: الوطن العربي مغرضة، وتمام بزاري الذي أجرى المقابلات مزور كبير، وأبو عامر لم يقل شيئًا يمس فيه شخصية الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وتمام هذا معروف «من زمان» بتزويره.

المجتمع: إذا كنتم تعرفونه مزورًا، فلماذا أجاب الأستاذ عدنان على أسئلته؟

الطنطاوي: استجاب لكثرة إلحاحه، فهو منذ زمن كان يتصل بي يوميًا لتحديد موعد المقابلة، كما أنه كان يتصل بأبو عامر في اليوم أكثر من أربع او خمس مرات، وفي كل مرة كان أبو عامر يتهرب منه، ولكن من كثرة إحراجاته استجاب أبو عامر لمقابلته، وأنا شخصيًا طلب أن يحاورني؛ لكني ما زلت أتهرب منه لأننا نعرفه مزورًا.

المجتمع: وكيف تم التزوير؟

الطنطاوي: كان مع تمام برازي جهازا تسجيل أحدهما ظاهر يضعه أمام من يريد محاورته، والآخر سري «كالقلم» يضعه في جيبه، وكان يوقف التسجيل على المسجل الظاهر، بينما يستمر التسجيل بواسطة المسجل السري.

 المجتمع: هل قال أبو عامر في إجاباته ما نال به من فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وفضيلة الدكتور حسن هويدي، وتم تسجيله بواسطة المسجل السري، في الوقت الذي كان يوقف التسجيل على المسجل الظاهر؟

الطنطاوي: لا.. أبدًا.. أبو عامر يحب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ويقدره، فهو شيخ الجميع، وعندما التقينا به قبل أسابيع قليلة سلمنا عليه، وقبلنا يده، وسألناه عن صحته، وبادلنا هو بالترحيب نفسه... هذا هو المطلوب، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

المجتمع: هل حصل اللقاء المذكور بعد ما نشرت الوطن العربي ما نشرت؟

الطنطاوي: لا، قبل النشر بأيام قليلة.

المجتمع: وكيف ستعالجون الموقف إذًا بعدما نشرت الوطن العربي هذه المقابلة؟

الطنطاوي: أرسل الأخ أبو عامر برقية توضيح للوطن العربي نفى بها ما نشر على لسانه من أقوال تمس فضيلة الشيخ أبو غدة والدكتور حسن هويدي.

المجتمع: ونشرت الوطن العربي مع التوضيح نفيًا له، فهل تعتقد أن الوطن العربي كتبت ما هو مسجل في شريط المسجل »المخفي«؟ 

الطنطاوي: نفي الوطن العربي لتوضيح «أبو عامر» كاذب، وقد قام تمام برازي بدبلجة من الشريطين، وأبو عامر يؤكد أنه ما قال شيئًا يمس أحدًا، وقد شهد شاهدان معروفان هما (.....) حضرا الحوار من أوله حتى آخره بأن أبا عامر لم يمس أحدًا من إخوانه.

المجتمع: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يرفع الأستاذ عدنان دعوى قضائية ضد مجلة الوطن العربي والمحرر تمام برازي؟

الطنطاوي: هذه فكرة عظيمة، وهل يتدخل القضاء في فرنسا بمثل هذه الأمور؟

المجتمع: نعم... وسوف ينصف صاحب الحق، وبإمكان الأخ أبو عامر أن يوكل محاميًا في باريس، حيث ستطالب المحكمة مجلة الوطن العربي بأدلتهم، وعند ثبوت براءة «أبو عامر» لدى المحكمة الفرنسية مما نشرته المجلة على لسانه، ستتخذ عقوبات معنوية ومادية باهظة ضد الوطن العربي في فرنسا، وهناك بعض الإخوة يودون أن نطلب من فضيلة الشيخ عبد الفتاح والدكتور حسن هويدي أن يرفعا دعوى قضائية ضد المجلة أيضا.

الطنطاوي: الله يجزيكم الخير على هذه الفكرة، وسوف نفعل ذلك بالتأكيد، وإننا نود قبل كل شيء التأكيد على أن المحرر الذي أجرى هذه المقابلات مدفوع من جهات خارجية للإساءة إلى الإسلاميين، والمساهمة في اتساع الشق بين الإخوة.

المجتمع: وما هدفه من ذلك.. أليس محسوبًا مثلكم على المعارضة؟

الطنطاوي: يبدو لي أنه مزدوج التعامل، وهو بالتأكيد مدفوع ليهشم الصف الإسلامي، ولا غاية له سوى تنفيذ المهمة التي دفع إليها.

المجتمع: ومن الذي دفعه؟ 

الطنطاوي: إنه يعيش في الولايات المتحدة، وهو مندوب المجلة هناك، ولا أستبعد أن تكون وكالة الـ «CIA» هي التي دفعته لهذا. 

المجتمع: إلى هذا الحد؟ ألا تعتقد أن طبيعة الأسئلة التي وجهها إلى سائر الشخصيات التي أجرى معها محاوراته كانت أسئلة «نبش واتهام»؟ حتى مع الشوفي.... وليس بالضرورة أن يكون مدفوعًا من الخارج؟

الطنطاوي: لا، إنه مدفوع.

المجتمع: وما هدف الذين دفعوه؟

الطنطاوي: الهدف تضعيف الإسلاميين... حتى إذا ما عاد الجميع إلى الوطن عاد الإسلاميون ضعفاء بعد أن كانت لهم الجماهير الساحقة.

المجتمع: هل لك أن تذكر بعض الرموز التي ستبرز للواجهة؟

الطنطاوي: أحمد سليمان الأحمد الأديب والشاعر المعروف.

المجتمع: وما حدود علاقتكم به؟

الطنطاوي: العلاقة ممتازة جدًا، ولكن التحرك الجديد يستهدف إبعاد الإسلاميين، وما فعلته مجلة الوطن العربي يخدم هذا التحرك.

المجتمع: نعود فنسأل طالما أنكم تعتقدون أن الهدف من المقابلات توسيع الهوة بين الإسلاميين، فلماذا أجاب الأخ أبو عامر على أسئلة هذا المحرر المتهم لديكم؟

الطنطاوي: كما قلت لك... بسبب إلحاحه الشديد..

المجتمع: علمنا أن المحرر نفسه عندما وجه أسئلته للشيخ عبد الفتاح، تخلص الشيخ منه... بل رفض إجابته على أسئلته المتعلقة بالخلافيات؟

الطنطاوي: هذا جيد.. ولكننا لا نعلم به، وأحب هنا أن أؤكد على أن مقام فضيلة الشيع عبد الفتاح أبو غدة كبير في نفوسنا، بل هو بمثاب والد الجميع، وقد أجرت مجلة «الدستور» مقابلة مع «الأخ أبو عامر» امتدح فيها الشيخ عبد الفتاح وإخوانه، وسوف تنشر المقابلة قريبًا، ومعي منها نسخة آمل أن تنشروها في مجلتكم.

 المجتمع: طالما أن مجلة الدستور ستنشرها فنحن لا نرغب بنقل المقابلات من مجلات أخرى، لأنه ليس منهجنًا. 

الطنطاوي: ما فيها شيء... خذوا فقط الأسئلة الثلاثة الأولى مع إجاباتها.

المجتمع: لا نحبذ ذلك.. والأفضل أن نوجه أسئلتنا بشكل مباشر للأخ «أبو عامر».

الطنطاوي: وأبو عامر على استعداد للإجابة. 

المجتمع: حتى ولو كانت أسئلتنا ستحمله مسؤولية ما نشر في الوطن العربي... بل مسؤولية الانشقاق على الجماعة؟

الطنطاوي: أعتقد أنه سيجيب، وسيشرح وجهة نظره، لكن نؤكد لكم أنه لا يتحمل مسؤولية ما نشرته الوطن العربي على لسانه مما يمس بشيوخنا الكرام.

المجتمع: وما رأيك بالإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالخلافيات؟

الطنطاوي: هذه أمور معروفة لدى الجميع.

المجتمع: لا ... هناك أمور كثيرة نحن لا نعرفها، وشرحها الأستاذ عدنان للوطن العربي، وكان الأفضل ألا يجاب على الأسئلة الخاصة بالخلاف وما يتعلق به من انتخابات.

الطنطاوي: الآن هذا الذي حصل.. ونحن نود أن تقوموا بنشر ما يخدم الطرفين ويوحد بينهما.

 المجتمع: نحن سنفعل ذلك... لكن أليس من الأفضل أن تتوجهوا مع الأستاذ عدنان إلى الشيخ وتوضحوا له كل شيء.... ولعل الله- سبحانه- أن يؤلف بين القلوب؟

الطنطاوي: نتمنى ذلك، وأعتقد أن الأخ «أبو عامر» لا يمانع في ذلك، بل سوف يسعى إلى الشيخ لتوضيح كل الملابسات والأكاذيب التي نشرتها الوطن العربي على لسانه.

المجتمع: هذا لا يكفي، أمل الإسلاميين أن يتم تصفية كل خلاف، وألا يبقى أي خلاف، وأن يعود الجميع إخوة في صف واحد، ونتمنى لو بادر الأستاذ عدنان لتصفية سائر الأمور مع الشيخ عبد الفتاح، لكانت مبادرة طيبة يفرح لها ويباركها الجميع.

الطنطاوي: سنقول له إن شاء الله، ونعتقد أن ذلك سيتم. 

المجتمع: ولماذا لا يتم الآن... وحالًا، ولا داعي للتأجيل؟

الطنطاوي: لصعوبة السفر إلى الشيخ.

المجتمع: لا... ليس في الأمر أية صعوبة... ويمكن أن يتم ذلك اللقاء إذا بادر الأخ عدنان دون عوائق.

الطنطاوي: أطمئنكم... فذلك سيحصل إن شاء الله، وأملنا أن تنشروا لقرائكم كل الحيثيات التي ذكرتها لكم عن التزوير في مقابلة الوطن العربي... فذلك يخدم وحدة الصف.

المجتمع: سنفعل ذلك إن شاء الله

مآخذ:

سجل القراء الإسلاميون عددا من المآخذ على مقابلة مجلة الوطن العربي مع الأستاذ عدنان سعد الدين نجملها فيما يلي:

۱ - ورد على لسان الأستاذ سعد الدين أسماء أشخاص انتموا سابقًا للجماعة، وهم موجودون حاليًا داخل سوريا.

2- تم ذكر أسماء شخصيات تعيش في بعض البلاد العربية التي لا تقبل بأية صفة تنظيمية أو حزبية لأي كان.

٣ - الإشارة إلى أسماء إخوانية تعاونت مع منظمة فتح، وتدربت في معسكراتها في الأردن.

٤- تحديد عدد أفراد مجلس شورى الجماعة.

5- ورود رقم يحدد عدد الناخبين للمراقب العام لسنة ١٩٨٦.

٦ - تم ذكر اسم كاتب محاضر الاجتماعات السرية للتحالف الوطني. 

وإلى جانب هذه المآخذ على المقابلة، فقد أجمع من قرأ صفحات المقابلة في حلقاتها الثلاث على أن الأستاذ عدنان كرس كل جهوده لطرح وجهة نظره في الخلافيات مع إخوانه، وقد لفت بعض المراقبين الأنظار إلى أن الشوفي حارب على جبهة حقيقية من وجهة نظره الخاصة، بينما الأستاذ عدنان استهلك فرصة المقابلة ووقتها في الحديث عن خلافياته الذاتية ومشاكله الداخلية.

اسکت... اسکت:

مع الحلقة الثالثة من مقابلات الأستاذ عدنان سعد الدين، نشرت الوطن العربي عمودين لم يكتمل بعدهما مشروع المقابلة الذي أعده محرر المجلة مع فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، حيث طلب منه فضيلة الشيخ الأسئلة مكتوبة على ورقة.. بل إن الشيخ كان لا يجيب على بعض الأسئلة... ولم تمض دقائق قليلة جدًا... حتى تم إيقاف التسجيل من قبل السيد محمد علي البيانوني الذي كان جالسًا مع الشيخ أبو غدة، الأمر الذي جعل محرر الوطن العربي يغطي على فشل مشروعه مع الشيخ... ويتهم الآخرين بالديكتاتورية... ومن قرأ هذا الحوار الناقص ما زال يستشهد بكلمات فضيلة الشيخ أبو غدة والموجهة للمحرر... «اسکت.. اسکت».

وبعد: 

الإسلاميون الذين قرؤوا ما نشرته الوطن العربي كانوا يتمنون أن يكون موقف الأستاذ عدنان سعد الدين مماثلًا لموقف الشيخ ابو غدة، وليفعل المحرر ومجلته بعد ذلك ما يمكن أن يفعلا... وإذا كان ثمة محرر يحمل نوايا سيئة.... فإن ذلك يظهر منذ بدء الحديث... وقد لوحظ أن أسئلة المحرر حملت اتهامًا بالماسونية «مرتين» للمرحوم الدكتور مصطفى السباعي!!!؟ ومن حيث المبدأ ... كنا نتمنى أن يتوقف الحوار هنا... وهنا فقط.

بقي أن نقول: من طباع الإسلاميين المخلصين لدينهم ومبادئه السامية أن يجنحوا دائمًا إلى الصفاء والنقاء والطهر، والتنازل عن كل ما يخدش صفاء الأخوة... فهل يقدم الأخ عدنان للشيخ أبو غدة ما يلزم لتوضيح ما حصل مع الوطن العربي.... وبالتالي يفض كل خلاف أدى إلى انشقاقه عن الجماعة... ليعود الصف واحدًا.... نأمل ذلك، وبالله التوفيق.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 6

153

الثلاثاء 21-أبريل-1970

نشر في العدد 11

62

الثلاثاء 26-مايو-1970