الثائر الأول في الإسلام

العنوان الثائر الأول في الإسلام

تاريخ النشر الثلاثاء 21-يوليو-1981

مشاهدات 20

نشر في الصفحة 49

تحميل مشاهدة

حكم يزيد بن معاوية كان الرتق الأول في الإسلام.. فقد جاء ليكرس نظامًا سياسيًا غريبًا عن الإسلام والذي سماه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بـ«الجبرية» وما نسميه نحن اليوم بـ«الديكتاتورية».. وإذا كان حكم معاوية- رضي الله عنه- جاء عن طريق التمرد العسكري على الدولة الراشدة.. فإن حكم يزيد جاء بالوراثة العائلية.

ويمثل النموذج التاريخي لعبادة كرسي الحكم.. ولقد كان حفيد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدرك خطورة هذا الانحراف ليس لأنه حفيد الرسول.. ولكن لأنه تلقى هذا الدين من أبرز مفكري علماء هذه الدعوة.. من أبيه الذي ينتهي إليه عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم، ومن أمه أزكى نساء المسلمين، ومن جده رسول رب العالمين.. لذلك كان الثائر الأول في الإسلام ضد الدكتاتورية والجبرية..

ولقد حاول أن يثنيه ابن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما- عندما ذهب إليه ليودعه فقال له ابن عمر: «لا تفعل، فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: خیرت بين أن أكون نبيًا ملكًا أو نبيًا عبدًا. فقيل لي: تواضع، فاخترت أن أكون عبدًا، وإنك بضعة من النبي- صلى الله عليه وسلم- فلا تخرج» رواه البزار برجال ثقات.

ولكن الحسين رضي الله عنه اختار الثورة والموت في سبيل الله ليكون علمًا للثائرين على عشاق كراسي الحكم والدكتاتوريين.. ولقد خرج الحسين إلى الكوفة ساخطًا لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد إلى عبيدالله بن زياد وهو واليه على العراق: إنه قد بلغني أن حسينًا قد سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك وبلدك وابتليت به، وعندها تعتق أو تعود عبدًا.. فقتله عبيدالله بن زياد وبعث برأسه إليه، فلما وضع بين يديه تمثل يقول الحصين بن حمام:

نعلق هامًا من رجال أحبة

إلينا وهم كانوا أعق وأظلما

(رواه الطبراني برجال ثقات)

ويقول أخوه محمد بن الحنفية: «قتل مع الحسين سبعة عشر كلهم ارتكض في رحم فاطمة رضي الله عنها» رواه الطبراني برجال الصحيح.

لقد ثار الحسين من أجل الإسلام.. ومن أجل حفظ النظام السياسي القائم على الشورى والعدالة والمساواة ومازال دم الحسين الثائر لم يهدأ، فمنذ ذلك الوقت حتى اليوم والنظام السياسي الإسلامي معزول عن الواقع.. ولن يهدأ حتى يعود الإسلام كما بدأه رسول الله- صلى الله عليه وسلم.. فمن ذلك الثائر الأخير الذي يطيب دماء الثائر الأول ويعيد لنا الإسلام كما كان؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة