العنوان عبر من موقعة أحد
الكاتب د. عبد المنعم تعيلب
تاريخ النشر الثلاثاء 05-مايو-1970
مشاهدات 37
نشر في العدد 8
نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 05-مايو-1970
أسباب ومقدمات :
لما أصيبت قريش يوم بدر بقتل عظمائها وأسر أكابرها، هزهم هول النكبة، فمنهم من فقد رشده ومن مات هماً، وناحوا على قتلاهم زمناً، وجزّ النساء شعورهن، وما منعهم من الاسترسال في الجزع إلا خوفهم من شماتة محمـد وأصحابه، وقرروا بدلاً من ذلك أن يتهيؤوا للثأر.
على أن نصر الله للمؤمنين يوم الفرقان أخرج منه أضغاناً وأحقاداً، كانت كامنة في صدور اليهود، وكان بنو قينقاع أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاربوا فيما بين بدر وأحد.
بل إن الغيظ والبغضاء حملا اليهود - وعلى رأسهم كعب بن الأشرف - على تحريض العرب على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، وأنشدوا الأشعار يبكون بها قتلى قریش.
وجنّد المشركون سافعاً وأبا عزة الجمحي يستنفران الناس بأشعارهما.
يقول صفوان بن أمية لأبي عزة: يا أبا عزة إنك رجل شاعر فأعنّا بلسانك، ولك عليّ إن رجعتَ أن أُغنِمَكَ. وإن أصبحتَ أجعلُ بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر.
وإمعاناً في إثارة الحفائظ خرجت زوجات القادة من أمثال هند زوج أبي سفيان وأم حكيم زوج الحارث وربطة زوج عمرو بن العاص وغيرهن، يبكين القتلى ويحرّضن على الثبات وعدم الفرار، واستكمالاً لعوامل الإثارة جنّدت نسوة معهن الدفوف والمعازف والخمور والبغايا.
وسط هذا الجو النفسي المشحون بالعداوة جهز أبو سفيان جيشاً رصد له من المال 50,000 دينار كانت ربح تجارة العير التي أفلتت يوم بدر، وقوام هذا الجيش ثلاثة آلاف فيهم 700 دارع، ومعهم 200 فرس، وتحرك جيش المشركين من مكة لأيام خلت من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة. وعرضوا على العباس عم النبي أن يخرج معهم فأبى، واعتذر بما لحقه يوم بدر ولم يساعدهم بشيء من المال.
وكتب العباس للنبي صلى الله عليه وسلم يخبره بجمع القوم وخروجهم، واستأجر لحمل الكتاب رجلا من بني غفار وشرط عليه أن يأتي المدينة في ثلاثة أيام بلياليها، ووصل الكتاب إلى النبي صلى عليه وسلم، قبل أن يباغتـه المشركون، وقد قرأه عليه أبي بن كعب، ثم استكتم رسول الله نبأه.
عادون ومدافعون :
صارت قريش حتى نزلوا ببطن الوادي من قبل أحد مقابل المدينة، ولم يبق منهم وبينها سوى ثلاثة أميال، وكان وصولهم بعد سبعة أيام من تحركهم من مكة، وأقاموا بهذا المكان ثاني عشر وثالث عشر ورابع عشر من شوال سنة 3هـ.
عندئذ استشار النبي أصحابه. وأرسل إلى عبد الله بن أبي بن سلول يستشيره تألفاً له، ولم يستشره قبل ذلك، وكان رأي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمكثوا بالمدينة، فإن دخل القوم قوتلوا ورموا من فوق البيوت، ووافقه عبد الله بن أبي على ذلك.
لكن جماعة من المؤمنين منهم حمزة بن عبد المطلب وسعد بن عبادة والنعمان بن مالك قالوا: يا رسول الله نخشى أن يظن عدونا أنا كرهنا الخروج جبناً عن لقائهم، فيكون هذا جرأة منهم علينا.
فرجح عنده صلى الله عليه وسلم موافقة رأيهم، وصلى بالناس الجمعة، ثم وعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد، وأخبرهم بأن النصر لهم ما صبروا، وأمرهم بالتهيؤ لعدوهم، ثم صلى بالناس العصر، ثم دخل إلى بيته ومعه صاحبه، فعمّمه وألبسه، وتقلّد السيف، وخرج وقد لبس لامّته - درعه أو سلاحــه وعدة حربه -.
ولما خرج قال له بعض الأصحاب نخشى أن نكون قد استكرهناك على الخروج فإن شئت فاقعد. فقال: ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه.
وتحرك جيش المدينة وقوامه ألف مقاتل فيهم مئة دارع وفارسان، لكن عبد الله بن أُبيّ لم يلبث أن رجع هو ومن معه من المنافقين وكانوا ثلاثمائة، فبقي المسلمون سبعمائة، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين حتى نزل الشعب من أُحُد في عدوة الوادي في الجبل، وكان ذلك يوم السبت للنصف من شوال.
على أرض المعركة:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بأصحابه صفوفاً وجعل ظهره إلى جبل أحد ثم صفّ أصحابه للقتال، وقال للزبير بن العوام: استقبل خالداً وكن بإزائه - وكان خالد على ميمنة خيل المشركين - وأمر جماعة آخرين أن يكونوا في مواجهة ميسرة خيل المشركين - وكان قائد هذا الجناح من خيل المشركين عكرمة بن أبي جهل - كذلك كان قائد مشاتهم صفوان بن أمية، واختار النبي صلى الله عليه وسلم خمسين رجلاً جندهم للرماية، وأمّر عليهم عبد الله بن جبير، وكانت أوامره صلى الله عليه وسلم إليهم: أن احموا ظهورنا لا يأتونا من خلفنا، وارشقوهم بالنبل، فإن الخيل لا تقوم على النبل. إنّا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم. اللهم إني أشهدك عليهم.
وكان مما روي من وصاياه لهم: »إن رأيتمونا تخطّفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم أو ظاهرناهم وهم قتلى، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم«، وأقامهم النبي على جبل صغير مرتفع.
وكان شعار المسلمين يومئذ »أمت! أمت «وشعار الكفار »يا للعزَّى، يا لهُبَل«
صدق الله وعده: على الرغم من تفوق عدد الكفار وعددهم، وعلى الرغم من زهوهم وخيلائهم، وعلـــى الرغم من تحريض النساء والمغنيات لهم بأشعار تسعّر نار الشر في قلوبهم ومنها:
إن تقبلوا نعانِقْ ونَفْرِشُ النَّمَارِقْ، أو تُدْبِروا نُفَارِقْ، فراقَ غيرَ وامِقْ.
على الرغم من ذلك كله منح الله المؤمنين على ضعفهم نصراً « ﴿لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ﴾ (سورة آل عمران: 127).
عَمِدَ المسلمون إلى حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة فقتلوه، فأخذ اللواء أخوه عثمان بن أبي طلحة فقتله، فأخذه أخوهما أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله المسلمون كذلك، فحمل اللواء من بعده مسافع بن طلحة فقتله المسلمون. وهكذا كان لواء المشركين شؤماً عليهم، فكلما حمله أحد قُتل حتى بلغ عدد حملة لوائهم الذين قُتلوا على التوالي أحد عشر مشركاً، وظل اللواء طريحاً حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته لقريش فاستداروا حوله.
لكن المسلمين أعملوا فيهم السيوف فانهزموا وفرّوا، وتبعهم المسلمون وما أضاع ثمار النصر إلا أن الرماة الخمسين الذين استحفظهم الرسول حماية ظهر المسلمين، ظنوا أن المعركة قد انتهت، وتولوا أمر رسول الله وتنازعوا في بقائهم، حيث أقامهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: إنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم. فقال قائدهم عبد الله بن جبير أنسيتم ما قال لكم رسول الله - يعني قوله - لا تبرحوا، فأبوا أن يطيعوه، وقالوا والله لتأتين الناس ولنصيبن من الغنيمة، فإن المشركين قد انهزموا فما مقامنا ها هنا؟
فلما توجّهوا إلى محل الغنيمة كرّ المشركون راجعين، ونظر خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل الذي كان فيه الرماة وقلة أهله فكرّ بالخيل وتبعه عكرمة، فحملوا على من بقي من الرماة، وهم دون العشرة، وقتلوا أميرهم عبد الله بن جبير وهاجموا صفوف المسلمين من وراء ظهورهم بغتة فاضطرب المسلمون لهذه المفاجأة، وفرّ بعضهم إما متحرّفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة.
وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (آل عمران: 152,153)
بطولات:
اشتدّ القتل في المسلمين حتى استشهد منهم أكثر من ستين شهيداً، وارتبك جانب من الجيش حين أحاط بهم الأعداء على غرة، واشتد فزعهم حين أُشيع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتل، لكن سكينة الإيمان تصنع الأعاجيب، ونداء القرآن الكريم يثبّت الأفئدة وهتافه يدوّي في الأسماع.
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139).
والمؤمن دائماً شاكر ذاكر لفضل الله شاكر لأنعمه، فما نسي عاقل أن الجولة الأولى مع المشركين في بدر أظفرهم الله فيها بقتل سبعين مشركاً وأسر سبعين، وليس من مات في سبيل الله كمن مات في سبيل الطاغوت، وفي ذلك يقول الله الحكيم العليم: ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران:140)
بهذا الفهم وبهذا اليقين صمد الرسول صلى الله عليه وسلم والغُرُّ الميامين من أصحابه الأكرمين، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. أرأيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقوم يحملون عليه، وهو ثابت كالطود، يرمونه ويرميهم على ما به من جراحات في وجهه وفمه وأسنانه ورأسه، ويشقّ الصفوف أُبيّ بن خلف، مندفعاً نحو النبي يريد قتله وهو يقول: أين محمد؟
لا نجوتُ إن نجا، فيعترض طريقه رجال من المسلمين، فيأمرهم الرسول أن يخلوا طريقه، ويتناول الرسول صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة فيرميه بها، فتصيب عنقه وتخدشه خدشاً غير كبير، فيرجع خاسئاً، وهو يقول: قتلني والله محمد. فيقول له رهط المشركين ذهب والله فؤادك، إنا لنأخذ السهام من أضلاعنا فنُرمى بها فما بك والله من بأس. ما أجزعك إنما هو خدش. ولو كان هذا الذي بك بعين أحدنا ما ضرّه، فقال: واللاتِ والعزّى لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجازر وكان سوقاً من أسواق العرب في الجاهلية لماتوا أجمعون.
إنه قال لي بحكم أنا أقتلك، فوالله لو بصق عليّ لقتلني. ثم مات أبيّ وهم راجعون إلى مكة.
وقاتل حمزة رضي الله عنه بسيفين حتى قُتل.
وقاتل أنس بن النضر قتالاً عجز الرواة عن وصفه، حيث يقول أنس بن مالك غاب عمي أنس بن النضر عن معركة بدر فقال: تخلفت عن أول قتال قاتل فيه رسول الله المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع، فلما كانت غزوة أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم استقبل العدو بسيفه وهو يقول: الجنة درب النصر، إني لأجد ريحها من دون أحد، وتوسط جموعهم يقاتلهم قتالاً شديداً - يقول أنس بن مالك ـ فما استطعت والله ما صنع - يعني ما استطعت أن أصف ما صنع. ثم وجدناه قد قُتل ومَثَّلَ به المشركون ووجدنا فيه بضعاً وثمانين ضربة أو طعنة وما عَرَفَه أحد إلا أخته عرفته ببنانه - أي بأطراف أصابعه -
ومن بطولات النساء ما كان من أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية. وكانت تسقي الماء فلمّا انكشف المسلمون انحازت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وباشرت القتال تدفع عن الرسول بالسيف وترمي عنه بالقوس حتى خلصت إليها جراح منها جرح أجوف له غور على عاتقها، ولما سُئِلَتْ من أصابك بهذا؟ قالت: ابنُ قَمِئَةٍ أقماه الله ـ أي أذلّه الله - لمّا ولّى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول: دلّوني على محمد فلا نجوتُ إن نجا، فاعترضتُ له أنا ومصعب بن عمير وأناس معنا، ثبتّ مع النبي فضربني هذه الضربة، ولكن ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان. وألمح الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شجاعتها فيما يروى عنه:
»ما التفت يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني«
وقد جُرِحَت رضي الله عنها اثني عشر جُرحاً ما بين طعنة برمح وضربة بسيف. وبطولات أخرى لكبار الصحابة رضوان الله عليهم من أمثال أبي بكر وعمر وعلي وابن عوف وأبي عبيدة وأبي دجانة وسعد بن معاذ والمقداد وسعد بن الربيع وغيرهم.
ولا يفوتنا أن نشير إلى البلاء الحسن العجيب الذي أبلاه سعد بن أبي وقاص في هذا الموقف حين جلس أمام الرسول يرمي ويقول: اللهم سهمك فارمِ به عدوك والنبي يقول: اللهم استجب لسعد اللهم سدّد رميته وأجب دعوته، ويروى أصحاب السِّيَرِ أن سعداً رمى يوم أحد ألف سهم. والنبي صلى الله عليه وسلم يبارك جهده ويقول: ارمِ فداك أبي وأمي.
واتخذ الله من أحبابه شهداء
بعد هذا القتال الضاري لم يستطع جيش المشركين أن يزحف نحو المدينة، ولكنه أمعن في التمثيل بالشهداء. والشهادة أمنية تهفو إليها دائماً قلوب المؤمنين اطمئناناً إلى ما أعدّ الله للمقاتلين في سبيله من أجر ومثوبة قتلوا أو غلبوا عدوهم مصداقاً لوعد الله الكريم.
﴿وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (سورة النساء: 74)
وارتدّ المشركون عن المدينة خائبين. وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم قتلى المسلمين ودفنهم وتهيَّأ للرجوع إلى المدينة فركب فرسه والمسلمون من حوله وما فاته عليه الصلاة والسـلام قبل أن يرتحل أن يثني على الله نصف المؤمنين من خلفه ومن خلفهم المؤمنات - وكنّ أربع عشرة - وكان مما قال: اللهم لك الحمد لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضلّ لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، ثم عاد إلى المدينة.
كرّة أخرى:
لكن النبي والذين آمنوا معه - وقد مسّهم القرح فلم يهنوا ولم يضعفوا ولم يستكينوا بل خرجوا في صبيحة اليوم التالي الأحد لست عشرة مضت من شوال يطاردون المشركين، فما أنّ صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح حتى أذن بلال بالخروج منادياً: أن رسول الله يأمركم بطلب العدو، وأن لا يخرج معنا أحد إلا من خرج معنا أمس حتى وصل جيش المؤمنين إلى حمراء الأسد - موضع على ثمانية أميال من المدينة، وأقام النبي بجيشه ثلاثة أيام في هذا الموضع وقذف الله الرعب في قلب أبي سفيان وجنده فرجعوا إلى مكة، وانقلب المؤمنون بنعمة الله وفضل لم يمسسهم سوء، تلك أحداث أحد وما تبعها. وما أحوجنا إلى تفهم دروسها والاستفادة من عِبَرِها.
وإلى عودة أخرى لعِبْرَةِ أحد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلعوامل النصر والتمكين في سيرة سيد المرسلين ﷺ (1) فقه التعامل مع السنن الإلهية والأخذ بالأسباب ودورهما في تحقيق النصر الإلهي
نشر في العدد 2183
25
الجمعة 01-سبتمبر-2023

الصحابة الكرام لا يُحبهم إلا مؤمن ولا يُبغضهم إلا منافق أو جاهل
نشر في العدد 2173
22
الثلاثاء 01-نوفمبر-2022

