; الفكر في الصليبخات | مجلة المجتمع

العنوان الفكر في الصليبخات

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 14-يوليو-1970

مشاهدات 21

نشر في العدد 18

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 14-يوليو-1970

الفكر في الصليبخات

من المسؤول؟

تحقيق: أبو هالة

الوالدان، الأبناء، المدرسة، وسائل الإعلام، والصحافة

الوعظ الديني محصور داخل المساجد

النادي الصيفي في برنامجه تربية رياضية، تربية فنية، ولم يدرج في بنود نشاطه التربية الدينية لماذا..؟

●     في الطريق إلى الجهرة، وبعد مستشفى العظام، تربض مدينة العمال أو ضاحية الصليبخات، تروعك البنايات الحديثة المطلة على البحر، وتشدك المساكن الحكومية لمتوسطي الدخل؟؟ وتلمع الأضواء بعد فترة من الظلام، ما بين مستشفى العظام ومدخل الضاحية، حيث يقطنها خمسة آلاف من المواطنين والوافدين.

سمت سكانها في عمومهم، تدين البداوة الظاهرة في لحى الرجال وعباءات النساء، وتمسك بظواهر العادات الإسلامية في ذبائح الأفراح، والتمائم أي العقيدة، وكرم العزومات التي لا يقدم عليها أقل من الخراف‏، جو تقل فيه درجة الحرارة نسبيًّا عن مدينة الكويت ذات البنايات العالية، التي يلهب جوها الهواء الخارج من المكيفات الكثيرة في العمارة الواحدة، وتنخفض نسبة الرطوبة فيها عن مناطق أخرى مثل السالمية والرميثية، ومن ثم كان نزوح بعض المواطنين إليها التماسًا لجوها وهدوء منطقتها.

●     ولكن شكوى الآباء المتكررة من ابتعاد أولادهم عن بيوت الله، بل سخريتهم أحيانًا من الصلاة، وما يترتب عن ذلك من شدة الآباء لدرجة المقاطعة لأولادهم، جعلتني ألتمس الأسباب في انصراف الأبناء من هذا الجيل عن دين الله، مع وجود المدارس في المنطقة، المدارس الحكومية التي تضم الآلاف من هؤلاء الأولاد.

●     ويممت وجهي تجاه المصادر التي يمكن منها دراسة اهتمامات الشباب، فكان أول لقاء مع الرجل الذي يقدم للشباب مادة الفكر إنه الأخ دياب خميس درويش الكتبي الوحيد في المنطقة، والذي يبيع الصحف والمجلات والكتب بمقر الجمعية التعاونية بالضاحية:

 س: يا أخ دياب: ما هي أكثر المجلات توزيعًا عندك؟

ج: مجلة الشبكة، الموعد، ألف ليلة وليلة، وأجيال.

س: ماهر أكثر القصص رواجًا لديك؟

قصص إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ونجيب محفوظ.

س: ما هو مدى حركة الكتب بالمكتبة؟

 ج: معارك الإسلام تليها الكتب الجنسية حيث تم بيع 51 كتابًا منها، ثم كتب المسرح العالمي.

طريق العودة قريب

●     ورحت أسال رجال الحي وشبابهم.. فكان لقائي الأول مع الشاب المهندس سالم عبد اللطيف المطوع:

س: ما رأيك يا أخ سالم في شباب الكويت بصفة عامة وشباب الصليبخات بصفة خاصة؟

ج: شبابنا بخير، وهو ذو جذور عريقة في الأخلاق والقيم، وإن كان قد أصابه ما أصاب شباب العالم من تيارات أثرت فيه إلا أن طريق عودته إلى أصله قريب، ولأضرب لك مثلًا بنفسك وغيري ممن درسوا بالخارج في إنجلترا وأمريكا، تأثرنا إلى حد‏ ما، حتى إذا ما ذكرنا عدنا إلى أصالتنا، وكان التأثير ظاهريًّا لا جوهريًّا.

س: إذن، ماذا ترى في حصيلة القراءات والاطلاعات التي ذكرت لك اهتمام الشباب بها؟

ج: لا لوم على هؤلاء. 

لأنها مراحل تمر بالشباب في مراهقته، والمسئولية تقع على الدولة، والبيت والمجتمع الذي ييسر لهم هذه الاهتمامات، وبالتالي فلست من المتشائمين، وإن كنت أرى توافر الجهود لإزالة هذه العوالق من فكر شبابنا، وليس ذلك إلا بالتوعية الدينية الفاهمة؛ لأن فيها وحدها حماية مجتمعنا من كل وباء طارئ أو وافد.

●     وانتقلت أسأل أحد رجال الضاحية ومن عامة المواطنين، فكان المواطن غضبان نزال:

 مطلوب توعية الآباء أولًا

س: يا أخ غضبان ما رأيك في ظاهرة انصراف بعض الشباب عن أخلاقنا الفاضلة وقراءتهم للمجلات الخليعة؟

جـ: أسبابها معروفة لدينا وهي في ضاحيتنا تتلخص في الآتي:

1-   قلة اهتمام الوالدين لقلة فهمهم بما يحدثه أبناؤهم.

2-   قلة اهتمام الحكومة في المدارس بالتوجيه الديني ومراقبة الأولاد في تصرفاتهم وأخلاقهم.

س: كيف نعالج هذه المشكلة؟

جـ : بتوعية الآباء والأبناء.

●     والتقيت بشاب يانع لم يبلغ العشرين من العمر، طالب بالثانوية العامة يصحب أحد زملائه إلی بیت الله ؛ فدفعنی المنظر إلى الحديث معه وزميله ينصت مؤمنًا على كلامه، إنه الطالب بشير ثنيان.

المجلات.. المجلات

 س: ما رأيك في الاتهام الموجه إلى الشباب من تحلل وفساد؟

وكأني لمست زرارًا كهربائيًّا أضاء في نفسه حديثًا يود قوله بحماسة الشباب فاندفع قائلًا:

جـ: إن التعميم غير صحيح، وهذا الاتهام يخص وهو حقيقة.. واستطرد يقول:

قبل توجيه الاتهام للشباب لا بد أن نعرف أسباب الانحراف وكيف وصلت إليه.. ولم يتوقف عن الحديث بل قال:

هذا السيل الجارف من القصص والمجلات والأفلام الداعرة، هذا السم المنبث في وسائل الإعلام بأغاني الحب والغرام، هذا القصور في الريادة المدرسية، هذا الوعظ الديني غير الموجود خارج جدران المساجد كيف يعرف إذن الشاب طريقه إلى بيت الله؟

س: بصفتك من شـباب الصليبخات هل ترى أثرًا لتوجيه ديني في المنطقة؟

جـ: نعم، أرى بصيصًا من نور بدأ يظهر في هذا الظلام الدامس، والأمل كبير في تعهد رجال الإصلاح لهذا النور حتى يتسع ضوؤه ويعم نوره.

●     وكان آخر لقائي مع المسئول عن النادي الصيفي بمركزه بالمدرسة المتوسطة، وعرضت عليه المشكلة، وملاحظتي حين دخلت النادي ووجدت برنامجه: تربية رياضية، تربية فنية.. إلخ وليس مدرجًا في بنود النشاط التربية الدينية.

قال الأستاذ يوسف الغانم، وهو من الشباب الكويتي الذي لمست فيه واقعية وحرصا: نحن في باكورة نشاطنا، ومهمتنا هي تقويم الشباب وشغل فراغه، وسأعمل متعاونًا مع زملائي على سد النقص في البرامج.

وانصرفت داعيًا الله لـه بالتوفيق، وسائلًا المولى أن يأخذ بيد جيل شبابنا إلى ما تعلق عليه أمته من خير، وما تنتظر على يديه من آمال.

●     بصيص الأمل :

وفي العودة مررت بمسجد الضاحية لأجد باكورة الخير في البراعم الصغيرة التي تفد كل صباح إلى مركز تحفيظ القرآن الكريم. 

حلقتان لمرحلتين مجموعهم خمسة وسبعون تلميذًا، ستون منهم كويتيون، وروح الإقبال والشغف التي تدفعهم إلى الجد تبشر بالخير الكثير، ولكنك لا تعدم الخير أيضًا في الشباب؛ فهناك أيضًا بالمسجد حلقة مسائية لحفظ القرآن الكريم بدايتها خمسة وعشرون دارسًا.  

الرابط المختصر :