; لمحات من حياة رسولنا العظيم | مجلة المجتمع

العنوان لمحات من حياة رسولنا العظيم

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970

مشاهدات 17

نشر في العدد 11

نشر في الصفحة 23

الثلاثاء 26-مايو-1970

هذه يا بني لمحات من سيرة رسولنا العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ننشرها إليك لتقرأها وتترسم خط نبيك الهادي.

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ (العلق: 1 -5).

آیات بینات نزل بها جبريل الروح الأمين بأمر الله تعالى على محمد سيد المرسلين وهو يتعبد ويتأمل في غار حراء.

رأی سیدنا محمد الوحي وسمع ما قال فارتعش وخاف أن يكون هذا شيطانًا، وذهب إلى زوجه السيدة خديجة فواسته وخففت عنه وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان رجلًا كبير السن قرأ الكتب السماوية، قص الرسول عليه السلام القصة على ورقه فقال له: هذا الناموس الذى نزل على موسى، يا ليتني كنت فيها جذعًا إذ يخرجك قومك. تمنى الشيخ الكبير لو أنه شاب يستطيع الدفاع عن محمد ودينه، فقال النبي وقد أنكر كلام الشيخ فكيف يخرجه قومه وهو الصادق الأمين، قال: أو مخرجي هم؟ فقال له ورقة: لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا.

وتبدأ دعوة الإسلام، ويبدأ الرسول التعرض للقبائل القادمة للحج، ويشاء الله أن يستجيب له أهل المدينة، ولكن قومه من مكة عادوه وعذبوه وأصحابه واضطهدوهم أشد الاضطهاد؛ فكانت الهجرة الأولى ثم الثانية إلى الحبشة.

ثم كانت بيعة العقبة الأولى فالثانية، وعاهد أهل يثرب الرسول على حمايته وأصحابه إن هو قدم عليهم، وبدأت الهجرة، هجر المسلمون ديارهم وأهلهم وأموالهم فرارًا بدينهم وليتمكنوا من عبادة خالقهم دون خوف أو اضطهاد، وأذن الله لرسوله بالهجرة وكان معه صاحبه أبو بكر الصديق، لقد آمن أهل يثرب بهذا المهاجر الكريم وآثروا أصحابه على أنفسهم وتسابقوا إلى إيوائهم.

بهذه الهجرة صدقت نبوءة ذلك الشيخ ورقة بن نوفل.

وإنها سنة الأنبياء جميعًا قبل نبينا محمد فقد أهينوا في قومهم وعُذبِّوا في ديارهم وأخيرًا هجروا كل شيء فرارًا بدينهم وعقيدتهم، لم يطلب أهل المدينة من رسولهم معجزات كما طلب أهل مكة.

قال أهل مكة: ﴿مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ)  (الفرقان: 7). وقالوا: ﴿وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ﴾ (الإسراء: 90-91).

لم يطلب أهل المدينة شيئًا وإنما اكتفوا بهذا النور الذي جاء إليهم.. نشرت تلك الأمة دین الله فجاهدت مع رسول الله حتى لحق بالرفيق الأعلى، ثم جاهدت مع خلفائه حتى بلغت الدعوة مشرق الأرض ومغربها؛ وذلك لأن هذه الأمة آمنت إيمانًا عميقًا كاملًا وعرفت أن الإسلام دين العالم بكافة أجناسه وألوانه وطوائفه وأزمانه ولغاته؛ فالنبي الأمي بُعث إلى الناس كافة والقرآن الكريم نزل ليكون هدى للناس ورحمة  وصراطًا مستقيمًا. ودين هذا كتابه وهذا نبيه يبعث القوة في الناس ويجعلهم سواسية تحت شعار واحد ألا وهو عبادة الخالق وحده، لجدير أن يؤمن به الناس جميعًا دون قید أو شرط.

 

الرابط المختصر :