; آخر خبر محلي: ثروة الكويت قد تنضب في سنوات قليلة. | مجلة المجتمع

العنوان آخر خبر محلي: ثروة الكويت قد تنضب في سنوات قليلة.

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1978

مشاهدات 9

نشر في العدد 396

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 25-أبريل-1978

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

قبس من نور

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّه 

افتتاحية.

كل ثروة يمن الله بها علينا لابد أن تنضب وتضمحل لانتعاش ثروة أخرى بدلًا منها أو للعيش في واقع آخر غير الواقع الذي كان بوجود الثروة السابقة، فثروة الكويت كانت من تجارة اللؤلؤ ومردودات الحركة التجارية. البحرية فعفا عليها الزمن وسلبنا المولى تلك الثروة ليبدلنا خيرًا منها تفوقها مئات، بل آلاف المرات ولله الحمد والمنة، ولا تعلم متى سيسلبنا الله ثروة البترول بعد سنة أو سنتين أو عشر أو عشرين أو مئة سنة وهو الراجح كما صرح وزير النفط الشيخ علي الخليفة ولا نعلم أيضًا إذا ما كنا سنعوض بدل نعمة البترول بمورد آخر أم سيقدر الله علينا أن نعيش حياة أخرى مخالفة الحياة التي عشناها في ظل ثروة البترول، كل ذلك من علم الغيب والله أعلم به.

بقي أن نقول إن ثروة الكويت التي لن تنضب في أقل من ٧٥- ١٠٠ عام كما صرح وزير النفط صاحب الاختصاص في تحديد هذه الأرقام، خبر يهم الذين ملكت عليهم المادة جوانب حياتهم وتبدلت معايير رقي الأمم وحضارتها تبدلًا أصوليًا باعتقاد. إن الأمم بعدد دنانيرها لا برجالها وأخلاقهم وأن الرجل فيهم من استطاع جمع أكبر قدر من الثروة ليواجه حقيقة أن الكويت «ربيع طايف» كما يقول المثل الشعبي.

أما الذين تهمهم الكويت بوصفها جزء من الأمة العربية الإسلامية حيث رقي الأمم وازدهارها بعدد رجالها لا بعدد «بنكنوتاتها»، فإننا نسوق إليهم هذا الخبر الذي لا يختص بإذاعته وزير أو مفوض، بل يصوغه وعي الأمة وإدراكها للحقائق: ثروة الكويت من الرجال قد تنضب في سنوات قليلة، إذا لم نهتم بتربية شباب اليوم رجال الغد الاهتمام الكافي، فمثلًا مظاهر انغماس الشباب بالترف والالتهاء بتشجيع الرياضة والرياضيين وعدم وجود مناهج تربوية مدروسة تسهم في توعيتهم وعدم وجود خطط محكمة لاستغلال وتنمية مواهب وطاقات الشباب وصرفها بعيدًا عن مواطن الفساد «والسياحة في منطقة السالمية» «أعزكم الله» «والأسواق» والتجول في «كباريهات» الصحف اليومية والأسبوعية وعدم ظهور إبداعات في مجال العلوم أو الآداب في صفوف الشباب الكويتي أو العربي كل ذلك نذير خطر بأنه إذا لم نلتفت إلى هذه الثروة فهي زائلة لا محالة.. في سنوات قليلة.

وبالمناسبة فقد سمعنا منذ مدة غير قصيرة عن تشكيل لجنة منبثقة عن مجلس الوزراء للتخطيط للتوعية الاجتماعية وهذه بادرة خير طيبة ومشجعة ولكن للأسف لم نر إلى الآن أي قرارات فعلية تأخذ طريقها إلى الواقع مع المقارنة بسرعة القرارات ودقة تنفيذها حيال الأمور الاقتصادية النفطية فهل يا ترى ثروة البترول والأسهم والإيجارات وتصريحات الاقتصاديين أهم من ثروة- الشباب وتصريحات «وعي الأمة وإدراكها للحقائق» الله أعلم.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل