الثلاثاء 21-أبريل-1970
يَا مَجلِس الأمَّة
اليوم يناقش مجلس الأمة أهم مشروع تربوي، وهـو موضوع دعم المعهد الديني والتوسع فيه، ونحن لا نقول للسادة أعضاء مجلس الأمة إن هذا مشروع مهم وإنه خطير وإنه ينبغي الحسم فيه على وجه السرعة، ولكن نقول لهم إن هذا المشروع يخص جميع أعضاء المجلس، ويتأثر به كل مواطن في الكويت والخليج، بل وفي العالم الإسلامي.
إن أبناءنا وبناتنا توشك أن تجهز عليهم الثقافة الوبائية التي تجردت من الدين- إننا جميعًا نشعر بخطر يُهدد مستقبل أبنائنا الذين لم يعودوا يعرفون من الدين إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه.
واستطاع خصوم الإسلام أن يُلْبِسُوا القرآن أكفان الموتى، فهو يُرَتَّلُ في المآتم، وَيُتْلَى فوق القبور، أما أن يكون عِلمًا ومعرفة وتوجيها وبناء حضارة مشرفة، فهذا يحولون بيننا وبينه بكل قوة وسلطان.
واليوم نرجو من أعضاء مجلس الأمة الكويتي أن يرسلوا صيحة عالية ترددها مآذننا في كل مكان، صيحة تعلن أن الكويت سوف تقيم منارة جديدة للإسلام تقف إلى جوار الأزهر، ويلتقي عليها كل أبناء المنطقة، وتسمع صدى القرآن الكريم يتردد على جنبات الخليج.
قابل أحد الغيورين في هذا البلد السيد رئيس مجلس الوزراء، وبحث معه زي المدرسات والطالبات في المدارس، واقترح أن يكون زيًا محتشمًا، وقدم لسموه نماذج لذلك الزي.
نحن نأمل من السيد رئيس مجلس الوزراء أن يتخذ الخطوات البناءة في هذا السبيل إرضاءً لله، وحفاظًا على قيم المجتمع من الضياع، ولا شك أن السيد رئيس مجلس الوزراء سيتبنى منع الأزياء الفاضحة في المدارس، ويتخذ الخطوات الإيجابية الكفيلة بهذا الأمر.
أكبر كازينو قمار في الشرق الأوسط
المقامرون الآن يسعون في فنادق الكويت وبيوتاتها؛ لاجتذاب الشباب لألعاب القمار في ظلال حفلات كثيرة تقام هنا وهناك.
والقمار من أسهل الطرق لارتكاب الجرائم، فالمقامر على استعداد لبيع البيت وما يحويه أثناء الانغماس في هذه الحمى.
وبالمناسبة فإن جريدة "روز اليوسف" ذكرت أن رشدي أبو سعدة نائب رئيس مجلس إدارة شركة هيلتون العالمية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ألغي جميع رحلاته التفتيشية على فنادق هيلتون؛ ليشرف بنفسه على عملية تجميل وبناء خيمـة «الكارافان» بهيلتون القاهرة، لتصبح بعد أيام قليلة أشيك وأكبر كازينو قمار في الشرق الأوسط «روليت، وبكاراه، وبلاك جاك، وجاك سبوت» لممارسة آخر فنون وألعاب القمار، ويشرف على السرفيس في «الكارافان» أجمل فتيات القاهرة، وكلهن مثقفات ثقافة عالية، ويُشْهَدُ لَهُنَّ بالأخلاق والحشمة!
إلى وزارة الإرشاد
أمر يدعو للأسف: وكالة فرج الله للمطبوعات في الكويت تعمل على ترويج الكتب الجنسية الفاضحة، مندوب الوكالة يتصل بالمكتبات لإغراء أصحابها لوضع حاملة كتب أنيقة تتسع لمئات الكتب وتملأها بالكتب والصور الجنسية الفاضحة.
فهل تجهل وكالة فرج الله أنها تعمل في بلد مسلم له دينه وأخلاقه وقوانين تمنع ترويج الكتب الجنسية المدمرة؟! إن وزارة الإرشاد والأنباء مدعوة للإشراف على الكتب التي تستوردها الوكالة المذكورة وغيرها.
ونحن في انتظار رد الوزارة حتى يطمئن الآباء والأمهات على سلامة أبنائهم وبناتهم.
نداء إلى كل مسؤول غيور
غزو الكويت!
● لا يدهشكم هذا العنوان، فالغزو الأخلاقي الذي يحدث الآن في الكويت هو مقدمة لغزو حقيقي وتخريب لهذه الأرض، ماديًا ومعنويًا.
● إن الخير في حاجة «للتجمع»، ورؤية الشر وهو يحلق في سماء الكويت ثم وهو يغير عليها في صور:
• مدارس تبشيرية، وحفلات ماجنة في الفنادق، وما يتخلل برامج الإذاعة والتلفزيون من تحلل.
• صحف تتاجر في الصور الخليعة، وتدعو للأزياء الفاضحة، وتحليل شرب الخمر.
• إن المؤمنين يتميزون بالفطنة «والنظرة الشاملة»، وإن الأحداث التي نراها تتوالى صباح مساء في المنطقة كلها، ليشكل كل منها وحده نذير.
● إن الكويت لا تستطيع أن تجابه مشاكلها إذا تحللت خلقيًا، ولن تؤدي رسالتها كما يطمح المخلصون.
ومن هنا فنحن نؤمن أن خلف المفاسد التي تغزونا «أيد نشطة تعمل بعقول حاقدة» لتدمير أخلاقنا وقيمنا؛
● ولذا فإننا لن نتوانى عن واجب الكلمة كما أرادها الله لكشف حلقات الغزو الصهيوني المدبر للكويت.
● إن الجرائد اليومية تمدنا بأخبار أنهار التحلل والحفلات الليلية الحمراء في «فنادق الكويت»، والرقصات الفاجرة، والحركات اللاأخلاقية.
● إن مستقبل الكويت يرتبط بحفاظنا على ديننا، وبتذكرنا لأنعم الله علينا ظاهرة وباطنة ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ (النحل: 112).
● إن المسلمين الواعين من مختلف المواقع، من الوزارة إلى المسجد إلى الشارع، يلمسون معنى هذا الغزو وفي هذه الأوقات الخطيرة بالذات.
وإنها لبدايات لها ما بعدها، والمسؤولية عن هذا السقوط يمكن تحديدها ببساطة،
فما من واقع في البلاد إلا وله إدارة مسئولة عنه.
وما من إدارة إلا وهي مسؤولة أمام وزارة من الوزارات، وإذا أردنا حقا أن نحسم شرا، فما علينا إلا أن نشد خيط المسؤولية ليظهر المسئول على مسرح الحدث نفسه.
● وإننا لنتساءل هل هذه وسائل الدفاع التي نعدها في مواجهة من يتربعون من أعدائنا على أقطارنا؟
● هل نشجع هذا المجون ابتغاء كسب مادي؟! وهل أصبح المال أهم لدينا من الدين والشرف والقيم والأخلاق؟!
● هذا صوت الصحافة الإسلامية ترسله عمیقا مخلصًا، وهو أول واجباتها، يا قومنا أجيبوا داعي الله.
یا قومنا ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ (البقرة :281) .. وصدق الله العظيم.
﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (المائدة: 78- 79).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

