العنوان آراء وقراء (عدد 296)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976
مشاهدات 12
نشر في العدد 296
نشر في الصفحة 47
الثلاثاء 20-أبريل-1976
عقارب الزمن
إنه لما يلفت النظر سرعة وانقضاء الأوقات والفترات بصورة كبيرة من التعاقب بعضها لبعض، فليل يعقبه نهار وصباح يعقبه مساء وكل فرد يستطيع ملاحظة مضي الزمن وتكرار الأيام خاصة في لحظة من لحظات التأمل ولحظات متابعة ما لديه من أعمال وتعداد الساعات والدقائق التي سار فيه قطار أيامه التي يعيشها في الحياة، إذن فإن تقرير دوران عقارب الساعة وحلول الغروب وتنفس الصباح أمر ليس له نكير وحتى الشخص اللاهي والفارغ يلحظ هذه السرعة وهو مأخوذ ومبهور في انسيابه بتيار الحياة.
إن تقرير هذا الواقع يدعونا إلى أمر خطير وهو حتام يستمر بنا الزمن في عجلته وعدم اصطباره؟ ويرد الزمن نفسه الإجابة وهو أنه لا يقف الزمن لفرد مهما كان حتى نهاية أجله فتطوى صحيفة أعماله.
وهذا ولا شك يرسم لنا ضرورة الانتباه وأهمية اليقظة لطوارئ الزمن ومجريات الأحداث ولما نقوم به من أعمال يرسم لنا ضرورة الانتباه لأن الله يرث الأرض ومن عليها ولأن ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ (الرحمن:26-27) ﴿ولأنه كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ (آل عمران: 185).
لذلك فلتعلم أخي المسلم أن كل فجر ينشق ينادي «يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة» وتلحظ الإجابة منه على تساؤلك بأن عقارب الزمن أشبه ما تكون بعقارب الحشرات إن لم تقض عليها قضت عليك وهكذا قال المثل العربي «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» مصورًا أهمية استدراك ما فات ليوجد في حسن المسلم متابعة أعماله وواجباته ورعاية حقوق غيره عليه، وليس من تقدير هذه الأهمية معرفتها فقط ولكن القيام بها هو العامل الأساسي لهذا التقدير.
أخي القارئ: لا شك أن هذه السطور السابقة تصور قاسمًا مشتركًا لجميع الناس ولكن الحرص على الأوقات لعله في أحيان يكون أكثر صيدًا دون غيرها من الأحيان فمثلًا الدعاء في وقت السحر قبل الفجر كم له من الأجر والثواب؟ وسنة الفجر كذلك؟ وقراءة القرآن فجرًا؟ إلى غير ذلك.. ومثلًا هذه الأيام تعتبر ذيولًا أخيرة لنهاية العام الدراسي لذلك فليحرص كل طالب على استذكار ما فاته واستدراك ما سبقه واستكمال واجباته فتنظيم الوقت وترتيب المواد والتشاور.
من يأمل منهم الخير من أصدقائه وإخوانه للوقوف على جميع متطلباته من دراسته أمر يؤكد حرصه على الأوقات والمهم للمسلم في أي عمل من الأعمال أن يسبق عقارب الزمن لأن التأخر عنها فوات لكثير من حسناته عند الله سبحانه وما دام المسلم متذكرًا هذا المعنى فسيغدو راضي القلب مطمئن النفس وهذا من أساسيات ما يبتغيه المسلم في علاقته بخالقه سبحانه مستمدًا منها علاقته من نفسه والناس مدركًا أن ذلك كله يتوقف على مسابقة عقارب الزمن وبالله التوفيق.
صالح الراشدي
عيوب.. وحلول
مواقف تؤثر في الشاب المسلم:-
1- هناك شباب لديهم من وقت الفراغ الكثير… الكثير، ولكن يشغلون هذا الفراغ في أشياء يتحسر عليها المسلم مثل لعب الورق، الجلوس عند البقالات، والحديث الذي لا ينفع ومنهم من يغتاب ومنهم من يحسد ومنهم من يعيب... إلخ.
2- مشاهدة التلفزيون والمباريات الرياضية والتردد على المسارح والسينما وغيره من هذه الأماكن في وقت يؤذن فيه المؤذن لصلاة ما، ولكن يصعب على مثل هذا الشاب (إن كان يصلي) ترك هذا الحدث من مسرحية أو مباراة أو فيلم لتأدية الصلاة في مسجد أو جماعة إن لم نقل يجمعها مع فرض آخر.
3- الإهمال في الدراسة، إيذاء المدرسين والطلبة في المدرسة، السباق في السيارات والتشاجر مع الآخرين، مصاحبة الأصدقاء والشباب التعبان الذي يسعى وراء اللا شيء.
يعالج الشاب المسلم هذه الأمور: -
1- إن كان يوجد وقت فراغ لدى الشاب المسلم فهو يملأه بالتمارين الرياضية التي تنفع الجسم أو قراءة الكتب الإسلامية إن لم نقل مراجعة الدروس ولهذا تجد المسلم دائمًا مشغولاً.
2- هذه الأمور مشاهدة التلفزيون والمباريات والمسارح والسينما وغيره من هذه الأماكن لا يذهب إليها المسلم لانشغاله بأمور أهم من هذه وهناك أمر يجب ملاحظته وهو أن هذه الأماكن فيها من الفساد وما يلهي عن ذكر الله سبحانه الكثير الكثير وخاصة أن الذي ينشر فيها ويعرض من أفلام ومسرحيات محرجة ومؤذية ويحرمها الله ورسوله.
3- ليس من صفات المسلم الإيذاء والسعي وراء اللا شيء والتشاجر وغيره وكذلك على المسلم الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما تكون المعركة تجده أول المحاربين وعندما تصير الفتنة تجده أول الثابتين وبالأخلاق يكفينا هذا الحديث أنه عندما سئلت عائشة (رضى الله عنها) عن خلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- قالت خلقه القرآن.
فمن الأولى أن يكون الشاب منفذًا لأوامر الله ومنتهيا عند نواهيه ومقتديا بالرسول صلى الله عليه وسلم.
عبد الله
قوة الإرادة
كلنا يعرف على وجه العموم الفرق بين قوة الإرادة وضعفها فالشخص الذي ينفذ عزيمته ويحولها إلى عمل دون تردد ولا تشكك يسمى قوى الإرادة أما الذي يعتريه تردد في أمره يقدم رجلًا ويؤخر في أعماله يسمى ضعيف الإرادة بيد أنه من الواجب أن تعرف أن قوة الإرادة ليست مقصورة على الأقدام ولكنها تشمل الإحجام في موضعه فمن يحجم عن الأعمال الضارة ويأبى الخضوع للشهوات والنزعات الشريرة يكون قوي الإرادة فالمرء لا يكون قوي الإرادة إلا إذا كان قادرا على ضبط نفسه وإخماد الميول القوية المستقبحة ونضرب لك المثل الآتي. هب أنك كنت نائما على فراش وثير في ليلة باردة فوجب عليه الاستيقاظ في ساعة عينه فشعرت بميل شديد للنوم حيث الفراش الوثير والمكان الدفيء ولكنك بجانب ذلك شعرت أن من الواجب أن تستيقظ وتقاوم هذه الصعوبات لأنك مدعو للصلاة وللعمل فإذا غلب عليك الميل للنوم عن القيام للصلاة كنت ضعيف الإرادة
وما أحسن قول الشاعر:
إذا كنت ذا عزم فنفذه عاجلا
وإن كنت ذا رأي فلا تتردد
بقلم: علوي عبد الرحمن المشهور
المهراجا
قرأت في عدد سابق لمجلة المجتمع عن بدء انتشار بعض الدعوات الشاذة في الكويت مثل دعوة المهراجا ولقد قرأت مؤخرًا مقالًا في مجلة نيوزويك في عددها الصادر في الثامن من مارس ٧٦.
وإليكم نص المقال بالحرف:
«بعد أربع سنوات من إحضار المهراجا لدعوته إلى أمريكا في سنة ١٦٧١، نجح هذا المراهق القصير القامة، الكثير السمنة في اكتساب خمسين ألف تابع ومؤيد أمريكي لدعوته، وزوجته كانت فيما مضى مضيفة في أحد الخطوط الجوية، وأسطول من السيارات، ومنتجع في كاليفورنيا يقدر بحوالي أربع مائة ألف دولار أمريكي، في الوقت الذي تعاني فيه دعوته من عجز يقدر بحوالي ستمائة وخمسين ألف دولار أمريكي.
وفي سنة ١٩٧٥ كاد هذا الداعية أن يفقد سلطانه حيث استاءت أمه من حياة اللهو التي يعيشها ابنها وقررت أن تعزل ابنها عن منصبه کقائد بهذه الدعوة وتنصيب أحد إخوته مكانه، وهذا العداء الآن قائم بين المهراجا وعائلته على شكل قضية في أحد محاكم الهند، ولكن ما زال أنصار هذه الدعوة والذين يقدرون ١,٢ مليون شخص في العالم ما زالوا يؤكدون تأييدهم للمهراجا.
أما في أمريكا فإن نسبة المؤيدين الجدد بدأت تنخفض بشكل واضح لدعوة المهراجا، ولكن نسبة المؤيدين القدامى الذين يدفعون ١٠٪ من دخلهم للمهراجا ودعوته قد زادت عما قبل، وهذا مما ساعد لأن يقلل العجز الذي تعاني فيه ميزانيته إلى ثمان وثمانين ألف دولار وساعدت كذلك على أن يعيش المهراجا عيشة البذخ واللهو والإسراف، المهراجا الآن عمره ١٨ سنة وهو أب لطفلة صغيرة عمرها سنة، وعمومًا فالمهراجا يتحاشى مقابلة الناس، ولكنه في الأسبوع الماضي ظهر في واشنطن ليتكلم في حفل غداء بدعوة من منظمة المواطنين الأمريكية التي يرأسها رابي باوج كروف وهو مؤيد قوي للمهراجا كذلك.
إلى هنا ينتهي المقال الذي كتبته مجلة نيوزويك في عددها الصادر في الثامن من مارس ١٩٧٦.
ولي كلمة إلى كل الذين يتبعون مثل هذه الدعوات الفاشلة، هي أن هذه الدعوات إنما تخفي ورائها أهدافا أخرى لا تكون ظاهرة للأتباع إلا بعد فوات الأوان، ويحرص أصحاب هذه الدعوات على إخفائها عن الأتباع، وفي حالة هذا المهراجا فإن جمع المال بطريق غير شرعي هو هدفه، حتى يؤمن له عيش اللهو والبذخ الذي يعيشه.
وإنما وجدت هذه الدعوات تربة خصبة لها في بعض البلاد إنما كان ذلك لخلو نفوس أهل تلك البلاد الذين يحاولون أن يملأونه بتلك الدعوات، وحاشا الكويت أن تكون كذلك فعندها الإسلام تملأ به نفوسها، وتستعمله لقياس أي دعوة لتعرف مدى صحتها أو بطلانها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد عبد العزيز السند
جامعة أوهايو- أوهايو- أمريكا
رسالة إلى الشاب المسلم
أريد ردًا على هذا السؤال. أريد جوابًا مقنعًا لا مجال للشك فيه، أريده من كل فرد في هذا المجتمع الذي طالما نسأله فيه.
ولكن هيهات، هيهات أن نجد من يجيب فلا حياة لمن تنادي، فإن الشاب اليوم إذا تصفح كتابًا أو صحيفة ولم يجد فيه أثرًا لما يسليه ويزيل عنه بعض همه لأغلقه وأعاده مكانه، فهل من مجيب لهذا السؤال المجرد من أساليب الفكاهة والمرح، أعلم أن الصغير والكبير يستطيع الجواب لكن لصالحه وعلى حسب ما يعتقد والذي لا يعود عليه بشيء من الضرر ويرد ضد مناوئيه الذين قلما أحسوا بما يضمره لهم من نية، أعلم أيها الشاب المسلم أنك أنت أساس هذا البناء الشاهق من التطور والتقدم ولن ترفع أعمدة بدونك، وبدون مجهودك الصافي والخالي من الشوائب.
فدعني أمهد لك الطريق ومن هذا الطريق سوف يكون الرد ولكن عليك أولًا أن تبحث متجنبًا الفوهات التي قد تزل قدمك فيه فاستمع:-
إن مجتمعنا اليوم مثل الغابة على حد ضئيل ولكن اعلم أن هذا سوف يعظم وأن الغابة سوف تتوسع مع مرور الزمن والسبب في ذلك أنك يا أخي لم تكن ذلك الشاب الذي يستطيع ردع براثين تلك الغابة من التقدم وذلك بأن سلاحك من هذه البراثين التي تظهر لك أسنانها الحادة وأنت تحسبها تضحك لك ويا لك من مسكين فأنت لا تعلم ما تكنه لك هذه البراثيين وما تنوي عليه من ابتلاعك، إن عدوك هذا ليس بالسهل ولكن اعلم بأنك قاض عليه إذا أمسكت بزمام العقيدة ورفعت سلاحك القديم المملوء بالإيمان والذي كان يرفعه أجدادك العرب أمام الروم وغيرهم.
وضعه أمام المدافع والرشاشات وصد به تلك القنابل الذرية، ولكن لا تنس أن تضع أمام سلاحك وفي داخل فوهته رصاصة مملوءة بالإيمان قبل الرصاص المملوء بالبارود وضع هذا الإيمان أمامك وأنت تضرب به العدو وهذه البراثين لأن هذه البراثين تخاف وتفزع حينما ترى ذلك السلاح لأنه في نظرها أقوى سلاح فهل تعتقد أن عدوك أيها المسلم قد جاء ليحاربك بسلاحه القتال لا، ولا، إنك مخطئ إلى حد بعيد إنه يحاربك بعلمه وعقله ليخطط لتدمير ذلك الإيمان الذي كنت تطلقه على سلاحه الفتاك وحين علم أنه لن يستطيع أن يهزمك إلا إذا انتزع الإيمان من فوهة سلاحك.
بقلم: سلمان جوهر
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالعادات الاجتماعية بالدول العربية وتأثيرها على زواج الشباب
نشر في العدد 2180
150
الخميس 01-يونيو-2023
«الحلقـــة الإسلاميــة».. 32 عامـــاً من خدمــة المسلميـن في اليابـان
نشر في العدد 2138
34
الأحد 01-ديسمبر-2019