; آراء وبريد القراء | مجلة المجتمع

العنوان آراء وبريد القراء

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الأربعاء 15-يونيو-1977

مشاهدات 16

نشر في العدد 354

نشر في الصفحة 48

الأربعاء 15-يونيو-1977

أثر أداء العبادات في سلوك الفرد

نرى كثيرًا من الناس يقومون بأداء العبادات ولكنهم يغشون ويكذبون ويفعلون أشياء يستنكرها العقل السليم وتنهى عنها الشريعة الإسلامية الغراء.

إن أداء العبادات يتطلب خلو النفس من الشر الذي يتسرب منه الأذى للناس إذ من المعروف بداهة أن فاعل الشر أو الداعي إليه لم تثمر فيه عبادته الخلق الحسن المطلوب وأداء هذه العبادات يكون بالإخلاص في العقيدة، ونقاء الإيمان الذي يتجلى أثره واضحًا في سلوك الفرد، فيخلق فيه إنسانًا سويًا صقلته قوة العقيدة، فلا يرى في نفسه إلا الخير للمحيطين به، فتراه وقد تخلص من الرذائل ومن الخصال الضارة والأفكار المسمومة مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾  (آل عمران: 110).

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال».

وفي الحديث القدسي: «إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ولم يبت مصرًا على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب» فالمسلم على هذا يستمد سلوكه من إيمانه ويستقي منه غايته ومنهجه، ويتحسس خطاه إلى الصواب، فلا يظلم ولا ينافق ولا يرائي، والرسول يقول: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم»، وقال أيضًا «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا». وهذا الحديث يحدد نوع التنافس فهو ينهى عن التنافس المؤدي إلى الشر، من حرصه الشديد على أن يكون المسلم متقيدًا ظاهرًا وباطنًا لا يبطن خلاف ما يظهر يتسامى على الدنايا ولا يرضى إلا بمنهج ربه الذي يدعوه دائمًا وبإصرار إلى الفضائل التي تكتسي حلة الدين ويعيش تحت لوائه. والله ولي التوفيق.

عبد العزيز عبد الله المنصور الوهيبي

القصيم- رياض الخبراء

مزرعة الرفيعة

ردود سريعة

• الأخ صديق محمد صديق مبعوث دار الإفتاء من السعودية في معهد العنبرية الإسلامي بمالي شمال غانا يشكر للمجلة ما تقوم به من جهد في تقديم النافع للمسلمين وإدحاض شبه أعداء الإسلام ويحث على التمسك بما كان عليه الصحابة وسلف الأمة وأنه (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) ويستشهد بآيات كريمة في الثبات على نصرة منهج الله سبحانه نحو قوله جل وعلا ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾  (الحج: 40) ونحن نشكره خالص الشكر على مساهمته الطيبة واستعداده ونرحب بكل ما لديه من آراء واقتراحات.

• الأخ شريف عبد الرحيم عبد الله من السودان نشكرك على كلماتك الطيبة ونحولها إلى صفحة شذرات القلم.

• الأخ عوام شعبان مبعوث رئاسة البحوث العلمية والإفتاء في زائير نرحب بكتابتك عن حركة الدعوة هناك ونقدم لك جزيل الشكر على مشاركتك الطيبة.

تصحيح

وقع خلط في كتابة آية كريمة في العدد الماضي فقد كتبت على هذا النحو: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة).

والخلط هو أن جزءًا من آية في المائدة وجزءًا من آية في الممتحنة قد سيقا في نص واحد.

والنص القرآني الكريم هو: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾  (المائدة: 51).

أناس يحلون ما حرم الله

كثيرًا ما نقرأ أو نسمع عن حكم الغناء في الإسلام وبعد هذا كله يأتي الشاب أو الشابة ويقولون لقد احترنا وأصبحنا لا نعرف حكمًا للغناء حلالًا أم حرامًا فهناك من يقول بتحريمه وهناك من يقول بتحليله ونحن بين هؤلاء وهؤلاء حيارى تائهون.

ولقد عجبت لهؤلاء الشباب الذين يدعون الإسلام وهم في حيرة من حكم الغناء فيه... ولكن سرعان ما زال عجبي، وزادت دهشتي، وطار عقلي، وجن جنوني عندما قرأت مقالًا في العدد 4009 من جريدة عكاظ السعودية لكاتب يسمى عبد الله خياط. يقول الكاتب إن الترويح عن النفس حق واجب على الإنسان لنفسه مستدلًا بالحديث الشريف «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإنها إن كلت عميت» وهذا لا يختلف فيه اثنان ولكن الاختلاف في ادعائه الباطل أن الاستماع إلى الغناء جزء من ذلك الترويح وأنه لا يخالف الشرع مطلقًا عليه اسم اللهو البريء مستدلًا بقصة غناء الأحباش في المدينة واستماع الرسول إليهم، بل إنه يدعي أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمر عائشة رضي الله عنها أن تبعث من يغني لخادمة لها عند زفافها إلى زوجها، وإني كمسلم غيور على إسلامه أقول لك يا عبد الله... اتق الله... أما قرأت تفسير ابن كثير في قوله تعالى في سورة لقمان ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾  (لقمان: 6) صدق الله العظيم إن كنت لم تقرأه من قبل فاقرأه الآن..

يقول ابن كثير عن لهو الحديث المذكور في الآية السابقة «والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء» ويكررها ثلاث مرات فأين أنت من ابن كثير يا ابن الخياط

..ثم أقول لك أما قرأت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر والمعازف» فإن قلت إنك لم تقل بأن المعازف لا تخالف الشرع أقول لك ولكنك قلت إن الغناء لا يخالف الشرع ولا غناء بدون معازف وإلا أصبح الغناء نشيدًا والنشيد ليس فيه شيء إذا توفر فيه شرطان أساسيان أحدهما ألا تكون كلماته غير شرعية كالغزل الفاحش وما يخرج من الإسلام والثاني أن لا يكون بصوت امرأة.

ألم تسمع قول ابن مسعود «الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل» أما قرأت قول بعض السلف في قوله تعالى في سورة الإسراء ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ﴾  (الإسراء: 64) صدق الله العظيم واستفزازه إياهم بالغناء.. إن كنت لم تقرأ ولم تسمع كل هذا فتلك مصيبة «وكان الأجدر بك ألا تكتب ما يضل عن سبيل الله بغير علم» وإن كنت تعلم هذا متجاهلًا إياه فالمصيبة أعظم.

علوي السقاف

جامعة البترول والمعادن- السعودية

الرابط المختصر :