العنوان أثر التغيرات في البلاد العربية على القضية الفلسطينية
الكاتب محسن صالح
تاريخ النشر السبت 07-مايو-2011
مشاهدات 23
نشر في العدد 1951
نشر في الصفحة 36
السبت 07-مايو-2011
تداعيات كبيرة تمس القضية في طريقها للحدوث إذا ما استكملت هذه الثورات شكلها الإيجابي
من التغيرات المهمة: تخفيف الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح وغض الطرف عن الأنفاق على الحدود المصرية
.. والتجميد العملي لاتفاقيتي كامب ديفيد، ووادي عربة دون ضرورة الإعلان الرسمي عن إلغائهما
إتمام المصالحة بين فتح و حماس ... وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق أجندة وطنية شاملة
فصائل المقاومة ستلقى قبولا أكبر بحيث تحظى بدعم شعبي أوسع وتصبح جزءا من الشرعية العربية
تفعيل البعدين العربي والإسلامي للقضية بحيث لا يقتصر الصراع على الدائرة الفلسطينية وحدها
الاحتلال قد يسعى إلى تحقيق اتفاقية تؤدي إلى دولة مؤقتة على قطاع غزة ونحو ٦٠% من الضفة
تمثل الثورات التي تشهدها المنطقة العربية أحد أبرز الأحداث في التاريخ الحديث والمعاصر، فلم تكن مجرد مظاهرات احتجاجية مؤقتة يقوم النظام الحاكم واستيعابها في النهاية، كما لم تقتصر على بلد واحد.. فقد اتخذت المظاهرات حجماً شعبياً هائلاً بمشاركة واسعة من فئة الشباب ومن الجهات غير المسيسة وتميزت بأنها سلمية ومنظمة تنظيما جيداً، وتجاوزت شعاراتها المطالب الفئوية إلى القضايا السياسية الكبرى، وتمكنت من جهة من تحقيق نتائج باهرة في فترات قياسية، فغيرت نظامي الحكم في تونس ومصر، وأحدثت حتى الآن تغيرات كبيرة في اليمن وليبيا، وإن كانت أخذت منحى عسكريا ثوريا في ليبيا بسبب طبيعة النظام.
وقد نجحت الجماهير في استخدام أساليب إعلامية ووسائل تواصل حديثة الإنترنت بما في ذلك «فيسبوك» و تويتر... وغيرهما تجاوزت من خلالها وسائل الأنظمة التقليدية كما استفادت من التغطية الإعلامية الفاعلة والمؤثرة للقنوات الفضائية.
وتمكن المواطن العربي من كسر حاجز الخوف، ومن إخراج رجل الأمن المغروس في قلبه، وعبر عن مطالبه بشكل حضاري منظم، بينما كشف العديد من الأنظمة عن وجهها القبيح، من خلال ممارسات وحشية ومتخلفة زادت من سعير الثورات والاحتجاجات وانتشارها. وتأتي هذه التطورات، وما زلنا في وسط العاصفة وما زالت التغيرات وتداعياتها تتفاعل بأشكال مختلفة تجعل من الصعب الوصول إلى استنتاجات قطعية.. غير أنه من الواضح أن تداعيات كبيرة تمس القضية الفلسطينية في طريقها للحدوث إذا ما استكملت هذه التغيرات شكلها الإيجابي، وهو ما يسبب حالة قلق وارتباك صهيوني كبير.
السلوك العربي
من المعروف أن إسرائيل تستمد جانباً كبيرا من قوتها وتأثيرها بسبب حالة العجز والضعف والانقسام العربي والإسلامي خصوصاً في المنطقة المحيطة بها، إذ إن تبني الأنظمة الرسمية العربية لمشروع التسوية وإغلاق ملف المواجهة العسكرية مع إسرائيل، لم يكن في جوهره إيماناً بحق إسرائيل في الوجود على ۷۸ ٪من أرض فلسطين، ولكن بسبب الشعور بعدم القدرة على هزيمة إسرائيل، والمشروع الصهيوني ضمن موازين القوى الحالية.
لذلك، فإن ضعف المنطقة وتفككها وتخلفها كان يمثل في حد ذاته ضمانة لاستقرار واستمرار الاحتلال والمنجهية الصهيونية كما أن عدم وجود أنظمة ديمقراطية تعكس إرادة شعوبها، كان يجعل من هذه الأنظمة المستبدة الفاسدة أداة قمع لشعوبها، بينما كانت تتأثر في الوقت نفسه بشكل كبير في صناعة قرارها وفي استقرارها على عوامل خارجية، ليس أقلها الرضا والتعاون الأمريكي والغربي. تفتح حركات التغيير في العالم العربي إذا ما وصلت إلى غاياتها وخصوصا في مصر - تفتح المجال لعدد من التأثيرات المهمة على الصعيد الفلسطيني، غير أن أبرزها لن يتحقق إلا على المدى المتوسط والمدى البعيد؛ إذ إن الأنظمة العربية التي أصابها أو سيصيبها التغيير ستهتم أولاً بترتيب بيوتها الداخلية، وستعكف على استنهاض مقومات بنائها وتقدمها وقوتها، وسنتجنب قدر الإمكان الدخول في مواجهات عسكرية أو في عداوات مع القوى الخارجية، بما في ذلك إسرائيل، وحلفاؤها.. وقد يستغرق ذلك بضع سنين، لكن ذلك لا يعني أن هذه الأنظمة، إذا ما أصبحت تعبر بشكل حقيقي عن إرادة شعوبها، لن تعبر عن عزة وكرامة أمتها .. وبعبارة أخرى، فإن ذلك قد يعني تبدلاً في المواقف السياسية، مع تجنب الدخول في مواجهات سابقة لأوانها.
ولهذا، فعلى المدى القريب قد نرى - تخفيفا للحصار عن قطاع غزة، وفتح لمعبر رفح، وسماحاً بدخول قوافل المساعدات ووقفاً لبناء الجدار الفولاذي، وغضاً للطرف عن الأنفاق على الحدود المصرية.
بروداً متزايداً في تطبيق اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة وتراجعا في مجالات التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسياً واقتصاديا وأمنيا وثقافيا، وقد يصل الأمر إلى التجميد العملي لهاتين الاتفاقيتين، دون ضرورة الإعلان الرسمي عن إلغائهما. طريقة مختلفة في التعامل مع القضية الفلسطينية، يسمح بتفهم أكبر لوجهة نظر تيارات المقاومة خصوصا «حماس»، ويفتح أبواب دول الاعتدال كجزء مستحق من الشرعية الفلسطينية، ويدفع بشكل جاد في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها على أسس جديدة.
- تصليب الموقف التفاوضي الفلسطيني في مسار التسوية السلمية، وكذلك تصليب الموقف التفاوضي العربي تجاه هذا المسار وتجاه طرح المبادرة العربية، حتى لو أدى ذلك إلى تعطيل مسار التسوية.. وتشجيع خيارات فلسطينية بديلة، بشكل مباشر أو غير مباشر بما في ذلك الانتفاضة الشعبية والمقاومة المدنية والمسلحة وحل السلطة الفلسطينية وغير ذلك.
إضعاف أو إنهاء التأثير الصهيوني والأمريكي في صناعة القرار العربي، بما يعني تقديم الأولويات الوطنية والقومية والإسلامية على اعتبارات الضغوط الخارجية التي تتعارض معها.
أما على المدى المتوسط والبعيد فقد نرى انفتاح الباب أمام المشروع النهضوي العربي الإسلامي، الذي قد يحدث تحولات كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية، وحتى عسكرية، تغير موازين القوى في المنطقة، مما سينعكس بشكل كبير على مستقبل المشروع الصهيوني في المنطقة.
تشكيل فضاء إستراتيجي رسمي وشعبي في المنطقة المحيطة بـ إسرائيل أكثر تأييدا واحتضاناً للمقاومة، وأكثر عداء للكيان الصهيوني.
تفعيل البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية بحيث لا يقتصر الصراع على الدائرة الفلسطينية وحدها.
السلوك الفلسطيني
إذا حققت عملية التغيير أثرها، وتصلب الموقف التفاوضي العربي وارتفع سقفه، فإن ذلك سوف يؤثر سلبا على القوى الفلسطينية التي تتبنى هذا المسار.. وستلقى فصائل المقاومة وخصوصاً «حماس» قبولاً أكبر بحيث تحظى بدعم عربي شعبي أقوى وأوسع، وتصبح جزءاً من الشرعية العربية... وسيوفر ذلك أفقا أفضل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني بما في ذلك منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكذلك تحديد أولويات المشروع الوطني الفلسطيني بعيدا عن الضغوط الصهيونية الأمريكية في صناعة القرار الفلسطيني.. وسيستفيد الفلسطينيون من وجود حواضن عربية أكثر تأييداً ودعماً وتفاعلا مع قضيتهم في إعادة النظر في اتفاقيات أوسلو»، وفي تجربة السلطة الفلسطينية، وفي شكل وطبيعة العمل المقاوم وفي الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية والسياسية والشعبية - وربما العسكرية . المختلفة التي يتيحها هذا التغيير.
ومن المرجح أن تنتقل العدوى الإيجابية للتغيير إلى الساحة الفلسطينية، ولعل جيلاً من الشباب سيضغط للمشاركة في صناعة القرار، وسيوفر الشباب وضعا قويا وضاغطاً ومغيرا على أولئك الذين يتلاعبون بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، أو يقدمون مصالحهم الفئوية والحزبية على المصالح العليا لهذا الشعب.. ولعل ذلك سيفيد في هز - إن لم يكن تغيير - أي عناصر فاسدة أو مستخفة بإرادة الجماهير.
السلوك الإسلامي
ريما ليس هناك تأثير مباشر للتغيرات العربية على الوضع في العالم الإسلامي، غير أن هذا الوضع الذي شهد تحولاً عميقاً في أنظمة كبرى، وتحديداً إيران وتركيا ومصر، وهي أنظمة كانت على علاقة به إسرائيل (كإيران التي قطعت علاقتها بها عام ١٩٧٩م، أو تركيا التي هي في الطريق للانفكاك عن هذه العلاقة، ومصر التي بدأت علاقاتها مع «إسرائيل» تشهد نوعاً من الفتور والتراجع).. هذا الوضع سيؤثر بشكل كبير على التوازنات الإستراتيجية في المنطقة وقد يعيد توجيه سياسات العالم الإسلامي باتجاهات أكثر ديناميكية وفاعلية فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني.. وقد يشجع على هذا الاستنتاج أن الاتجاهات الإسلامية المؤيدة للحق الفلسطيني تزداد شعبية وقوة في بلدان مسلمة كبيرة أخرى مثل إندونيسيا وماليزيا وباكستان ونيجيريا، وغيرها.
السلوك الدولي
ليس صحيحاً أن الانتفاضات العربية كانت صناعة أمريكية كما يزعم بعضهم، فقد عبرت هذه الانتفاضات عن أصالة هذه الأمة وشعوبها وشوقها للتحرر والكرامة وللتعبير عن إنسانيتها من خلال مشروع نهضوي يزيل عوائق الظلم والاستبداد والفساد.. ولا ينبغي أن تتملكنا عقدة النقص: بحيث نرى أن إرادة التغيير في بلادنا لا يمكن إلا أن تكون صناعة أجنبية!
من الواضح أن الأمريكيين تعاملوا مع الانتفاضات بالكثير من الارتباك، وأنهم أصيبوا بالمفاجأة كما أصيبت غيرهم من القوى الكبرى بسبب حجم هذه الانتفاضات وقوتها واتساعها وفرضها إيقاعات سريعة على عملية التغيير.. غير أن الأمريكيين وبعض القوى الكبرى بدرجة أقل يملكون القدرة على محاولة توجيه الأحداث لصالحهم، حيث تتوافر لديهم:
- ديناميكية عالية في التعامل مع الأحداث من خلال مؤسسات صناعة القرار ومراكز التفكير.
- قدرة عالية على توظيف الإمكانات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية الهائلة التي يمتلكونها .
غير أن الوعي الشعبي، وإنشاء أنظمة ديمقراطية حقيقية في المنطقة، قد يقطع الطريق على أي توظيف سلبي لمثل هذه الثورات.
وبعد المستنقع الأمريكي في أفغانستان والعراق لن يكون من السهل على الولايات المتحدة توريط نفسها في مصر وباقي دول المنطقة، ولعل «واشنطن» ستسعى لاستخدام القوة الناعمة لدعم حليفها الصهيوني، فضلاً عن توفير وسائل الدعم والتفوق العسكري لتحقيق الانتصار في أي مواجهة محتملة بين إسرائيل وأعدائها.
وستحاول الولايات المتحدة الحيلولة دون وصول أي من الأنظمة إلى الإسلاميين وقد تدعم إصلاحات ديمقراطية وسياسية واقتصادية، شرط أن تسمح قدر الإمكان ببقاء قوى في الحكم تكون حليفة، أو غير معادية لها، أو غير راغبة في استعدائها أو في تصعيد العداء مع إسرائيل... كما قد تحاول تفعيل مسار التسوية السلمية والضغط على إسرائيل لتقديم مغريات لجر محمود عباس وقيادة المنظمة والسلطة في رام الله. إلى مسار التسوية من جديد.
تسود حالة القلق والارتباك المشهد السياسي في إسرائيل، إذ يرى القادة الصهاينة في عمليات التغيير الجارية، المنطقة العربية تهديداً إستراتيجياً وجوديا لها، إذا ما تحولت إلى فضاءات تدعم المقاومة وتتبنى مشروع التحرير وتتبنى إستراتيجيات تؤدي إلى الإخلال بموازين القوى القائمة ويعاني المجتمع الصهيوني وقواه السياسية من تزايد الاتجاهات اليمينية والدينية المتطرفة، ومن عدم وجود أي تصور لمشروع تسوية جاد متفق عليه، كما يعاني من غرور القوة العسكرية الذي قد يقود إلى نتائج مضللة أو مخادعة.
ومن الواضح أن حلم فرض التسوية السلمية وفق الشروط الصهيونية قد انتهى وأن القدرة على فرض شروط اللعبة المنطقة قد تراجعت وأن حلم التوسع الإسرائيلي» قد انكمش خلف جدار الفصل العنصري، وأن الشعور بالأمن قد أخذ يهتز مع الفشل في إخضاع قوى المقاومة في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، ومع احتمالات توسع الدائرة المؤيدة والداعمة للمقاومة في المنطقة.
ولهذا، قد يتبنى الصهاينة أحد اتجاهين:
أولا: التقوقع والانعزال للحفاظ على الذات بالتوافق مع عقلية الجيتو»، وتعميق الشعور بالبيئة المعادية، التي تستدعي استعداداً عسكرياً هائلاً، ومحافظة على كل مكتسبات الاحتلال.. وقد يعني ذلك الإمعان في برامج التهويد والاستيطان، واحتمال القيام بإجراءات عسكرية استباقية بحجة ضمان أمن «إسرائيل»: سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان، أو ضد أي نظام عربي يمكن أن يقدم دعماً لوجستيا، لقوى المقاومة.
ثانيا: اتجاه أكثر براجماتية يحاول كسر حالة العزلة والعداء، من خلال التأكيد على مسار التسوية وتقديم تنازلات تبدو «معقولة» في المعايير الأمريكية، وربما تقبلها قيادة منظمة التحرير كمؤشر «جاد» لتحقيق المطالب الفلسطينية. ومن المحتمل أن تسعى إسرائيل، لتحقيق اتفاقية تؤدي إلى دولة مؤقتة على قطاع غزة وعلى نحو ٦٠٪ من الضفة، كما قد تعود «إسرائيل» لخيار تنفيذ الانسحاب أحادي الجانب من أجزاء من الضفة الغربية.
ومن جهة أخرى ستحاول «إسرائيل» وحلفاؤها استغلال حالة الاضطراب الناشئة عن الثورات والصدامات بين الشعوب وأنظمتها، ثم تلك الاختلافات والاختلالات الناشئة عن تعدد اجتهادات مكونات الثورة وعناصرها لحرف مسارات التغيير عن وجهتها الحقيقية.
ولعل من أخطر الجوانب السعي لإثارة العداوات والنعرات العرقية والطائفية، بشكل يؤدي إلى مزيد من التفتيت والانقسام في المنطقة العربية، وهي توجهات لم تعد سراء وسبق أن طرحها مثلا برنارد لويس، وهو مفكر يهودي صهيوني أمريكي وأحد أشهر المستشرقين في العالم، كما تحدث عنها المحلل الإسرائيلي المعروف ألوف بن في جريدة هاآرتس، العبرية في ٢٥ مارس ۲۰۱۱م.
قد تتجه المنطقة إلى أحد السيناريوهات الأربعة التالية:
- نجاح الثورات والانتفاضات الشعبية في تحقيق تغييرات جذرية في المنطقة العربية تؤدي إلى صعود قوى وطنية وإسلامية للقيادة، وبشكل يؤدي إلى قيام مشروع عربي إسلامي نهضوي جديد يوفر فضاء إستراتيجيا للعمل المقاوم، ويؤدي إلى تغيير في موازين القوى في المنطقة.
- نجاح جزئي للثورات والانتفاضات يؤدي إلى تحسين ظروف الحياة السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية، دون أن ينشغل بعملية الصراع مع إسرائيل، ودون أن يسعى إلى تغيير موازين القوى في المنطقة، ودون أن يسمح لقوى المقاومة بالنمو لدرجة قد تجرّه للمواجهة مع العسكرية مع «إسرائيل».
فشل الثورات في تحقيق أهدافها وعودة الأنظمة الفاسدة المستبدة لإنتاج نفسها من جديد بأثواب مختلفة.
- حدوث آثار عكسية لا تؤدي فقط إلى فشل الثورات في تحقيق أهدافها، وإنما إلى نجاح القوى المضادة للثورة (بدعم صهيوني وربما غربي مباشر وغير مباشر) في تأجيج الصراعات الطائفية والعرقية، بشكل يؤدي إلى الفوضى، وإلى تمزيق الدول الحالية ونشوء كيانات جديدة متناحرة أصغر وأضعف وأكثر اعتماداً على الصهاينة والأمريكان، وبما يؤكد ما يحاول العديد من الغربيين إدعاءه من أن أهل هذه المنطقة لا يفهمون الديمقراطية ولا يستحقونها، وأن «إسرائيل» هي الممثل الشرعي الوحيد للديمقراطية (كما يقبلها الغرب) في المنطقة! وربما تتأرجح الاحتمالات الأقوى بين الاحتمالين الأول والثاني، غير أنه لا ينبغي استبعاد أي من الاحتمالات، إذ إن «إسرائيل» وحلفاءها لن يسمحوا بتحول هادئ وسهل في المنطقة، يمكن أن يؤدي إلى قيام كيانات معادية لهم، وسيسعون بكل الطرق الناعمة والخشنة إن تطلب الأمر، من أجل حرف مسار هذه الثورات والانتفاضات، بما يفرغها من محتواها، أو يؤدي إلى نتائج معاكسة تخدم المشروع الصهيوني على المدى البعيد.
مقترحات
- تعزيز الحراك السلمي المنظم بما يحقق تطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية والنهضة الحضارية، والإصرار على أن تحقق عملية التغيير أهدافها كاملة، مع تجنب العنف وإراقة الدماء.
الحرص على ألا تعبر إرادة التغيير عن توجه فئة أو فصيل أو حزب معين، وإنما عن توجه قوى المجتمع المختلفة بكافة فئاته وأطيافه وطوائفه وأعراقه.
- الحذر من الانزلاق إلى الصراعات الطائفية والعرقية وسد الطرق في وجهها بكل الوسائل، لأنها أسوأ الأدوات لإفشال الانتصارات والانتكاس والتراجع إلى أوضاع أسوأ من الأوضاع السابقة.
جعل فلسطين عنواناً لوحدة الأمة وتجنيب الفلسطينيين الصراعات والمشكلات الداخلية في البلاد العربية.
- المسارعة إلى فك الحصار عن قطاع غزة ودعم المصالحة الفلسطينية، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق أجندة وطنية شاملة.
- الاستفادة من طاقات الشباب الفلسطيني والعربي، وإشراكهم بشكل واسع في مجالات العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والشعبي.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل