العنوان أدب (العدد 570)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-مايو-1982
مشاهدات 9
نشر في العدد 570
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 11-مايو-1982
أم الفداء
«غابي» و «كومو» والغراب
وحماة تقصف والقباب!؟
النار تأكلها وأنتم
لا سؤال ولا جواب
لو أصبع تمتد لو
عين يلوح بها العتاب!!
لو واحد هجر المنام
وراح «يهدره» لاسترابوا
لو قطة خمشت لكان
لها إلى الشرف انتساب!
تتقلبون على الرياش
وفي رياشكم الثقاب
هذا الدم المسفوح في
بلدي يجود به الشباب
فئة تقاتل عن عقيدتها
ومنهجها «الكتاب»
هل يترك الإلحاد منطلقا
تذل له الرقاب؟
هل يترك الإجرام يبطش
ثم يبطش لا يعاب؟
هدموا المساجد والمنابر
واستشاطوا واستطابوا..
لو مات «كلب» في أقاصي
الصين لارتفع السباب
لو زحزح الدولار سنتيمترا
لكان بكم غضاب
أفلا تهزكم المجازر
والخناجر والعذاب؟
أفلا تهزكم الحرائق
والمشانق والحراب؟
شهران والدم يستغيث
ولا يرد عليه باب؟
شهران والأيام في
بلدي رصاص واغتصاب
شهران والتاريخ مذهو
ل وأسطره خضاب
كل النجوم ترنحت
والشمس أرهقها احتجاب
وحرائر البلد الحبيب تـ
ضرجت وهي العِراب
هتكوا حجاب المؤمنات
ألا يثار له الحجاب؟
عرب!! وأين النخوة
العرباء والخيل النجاب ؟
صمت القبور صموتكم
يا أيها البشر العُجاب
جفت أحاسيس الرجال
فلا يحركهم مصاب!!
إن لم تثر من أجل دينـ
ـك كيف يقبلك التراب؟
لهفي على بلد العقيدة
كيف يصهرها العذاب؟
لهفي عليك وأنت وحدك
والشهادة والثواب
لهفي عليك تقارعين
الظلم والساح التهاب
كالقلعة الشماء تنتصبين
وحدك يا عقاب
غاب الذين رجوت يا
أخت العقيدة كيف غابوا!؟
قدر عليك تجابهين
البغي والقدر احتساب
إن لم يجد فيك السحاب
فأين يمطرنا السحاب؟
منذ استفقت على العقيدة
والشباب هم الشباب
لم يحرفوا شيئا ولا
هدت كواهلهم صعاب
حملوا لواء الله و
انطلقوا وضحوا واستجابوا
شعر/ عبد الله السامرائي
قصة قصيرة:
حماة الديار
الوجوه باتجاه الحائط، الدخان يتصاعد من كل اتجاه، كانوا يربون على العشرين بين شيخ وشاب وامرأة وطفل.. النقيب يزمجر بالسباب واللعان مهينًا أولئك الواقفين بأبشع ما تلفظ به إنسان.. لم يكن يجرؤ على النظر إلى وجوه الشيوخ الصارمة ووجوه الأطفال البريئة لذلك أمرهم بإدارة وجوهم للحائط!! ثم أخذ يسبهم بلسان بذيء.. لم يجدوا جوابًا على بذاءته أكثر من إعطائه ظهورهم..
سنقتلكم جميعًا.. قالها النقيب فارتعش لها فؤادي وصعد الدم إلى وجهي.. كنت أشعر بالبرد في قدمي أما بعد هذه الكلمة فكأن قدميّ غمستا في جهنم!!
- وضعية الرامي جاثيا .. صاح النقيب بعنف..
اصطف الجند وأنا منهم آخذين وضعية الرمي.. إن أطلقت فأول مرة اقتل بريئا.. بريئا بكل معنى الكلمة.. لكن أليس من الأفضل لهم أن يموتوا عوضًا عن عيشهم بذل وفقر بعد أن هدمت بيوتهم ونهبت أموالهم.. وما ذنبهم؟.
ابتدأ النقيب الاستجواب: من منكم يخبرنا عن المخربين أولاد الـ. فنفرج عنه، أما الذي يدعي بأنه لا يعرف الخوان فسنخسر عليه رصاصة.. هه .. لا أسمع.. صوتًا ألا يعرفهم منكم أحدا؟ اقترب من شيخ لحيته البيضاء ووجهه الهرم يشع منهما النور.. ألا تعرف عنهم شيئا يا شيخي؟ ما لك لا تتكلم هل أخذ الخوان لسانك؟.. أمسك بلحيته وهزها يمينًا وشمالًا فاحمر وجه الشيخ الذي يقارب عمره السبعين.. كانت نظرات الشيخ معبرة.. خلته يقول للنقيب المتعجرف أين كنت يا بن الـ.. عندما كنت أنا بمثل سنك؟ وهل كنت تستطيع مجابهتي حينها.. لا ولا ألف من أمثالك.. آه.. خرجت من أعماقي وكادت الدمعة تتساقط من عيني فهؤلاء الشيوخ هم الذين أخرجوا المستعمرين.. أبت أن تذل النفوس الكرام!! هم الذين بنوا البلاد.. هم الأصل وهم العز وهم الذين نفخر بأنهم آباؤنا..
اصمت أيها الجبان الحقير.. هذا ما قاله لي شيء بداخلي.. عقلي أم. ضميري.. أم.. الآن علمت أنهم أصلك وعزك.. وعلمت أن هؤلاء الواقفين أبرياء.. ألم تر بأم عينك كيف سقطت العمارة المليئة بالناس فوق رؤوس ساكنيها بفعل قصف الجيش الذي تؤلف منه لبنة؟! لم تستطع حينها أن تنقذ فتاة في سن أختك لمي.. ثلاث سنوات- مددت لها يدك ولم يبق على خروجها من تحت الأنقاض إلا جذبة صغيرة.. دعها.. أمرك النقيب فتركت يدها وأنت ترتجف خوفًا من أن تتهم بأنك تتعاون مع المخربين!!! لا يزال صوت استغاثتها بعد تركي يدها وسقوطها في الحفرة يتردد في سمعي.. اخرس أيها الجبان.. وتلك المرأة التي طلبت جرعة ماء فأخذها النقيب مزهوا إلى سيارته العسكرية.. ثم.. وفي الصباح أعدمها.. ألم يحدث هذا أمام عينيك؟؟ لماذا لم تساعدها وكنت تستطيع.. ماذا لو كانت قريبتك.. بصق الشيخ بوجه النقيب.. فانهال النقيب عليه ضربًا.. وذاك ذو الوجه الملائكي الذي قاومكم حتى آخر طلقة من سلاحه ألم تضربه بالسوط النحاسي مع أن جسمه تشقق من السياط.. لم ترحمه، بل قسوت عليه في الضرب حتى مات بين يديك.. !! كنت مضطرًا لو لم أضربه لقتلوني.. ما ذنبي أنا.. أنا العبد المأمور.. ماذا؟ لا لست عبدًا.. من أنت إذا.. وماذا تريد مني أن أفعل هل أقتلهم؟..
ما هذا يا للهول لقد أشعل النقيب لحية الشيخ بولاعة سجائره.. يا للفظاعة.. الشيخ يضرب نفسه ليطفئ لحيته.. وتضحكون!. با للحقارة من أي طينة أنتم؟.. وأنت؟ أنا.. أنا رضعت الجبن مع الحليب.. كنت أن دافعت عن نفسي في حين صاحت بي أمي لا تقاتل أحدًا.. وإن أردت التكلم عن الفساد صاح بي الرفاق اصمت.. لو عرفوا أنك تتكلم هكذا ما علم أحد أخبارك.. طيلة عمري أرفض الظلم.. لكن بقلبي.. لأني ما إن أخرج الرفض عن لساني حتى أجد المئات يقولون لي: إياك.. فالوحش على الأبواب فاغر فاه!! والحيطان لها آذان؟!!
حتى عندما ذهبت إلى المسجد لا تعلم الصلاة والصيام.. ضربني والدي قائلًا.. إن ذهبت مرة أخرى فسأطردك من البيت.. أتريد أن يقولوا عنا بأننا رجعيون!! ويأخذونك ويأخذوني إلى السجن؟.. وما ذنبك يا والدي؟.. أيها الأحمق يأخذونني ووالدتك وإخوتك قبل أن يأخذوك .. الله يرضى عليك لا ترح إلى هناك يا بني.. قالت والدتي.. هه.. ها أنا ذا أقتل أولئك الذين كنت بالأمس أحب أن ألقاهم وأتعلم على يديهم.. يا لحقارتك أيها الجيش.. تقتل أبناءك وتدع الأعداء يرتعون بأرضك ويضحكون ملء أفواههم وهم يرونك تقتل من يخافونهم من أهلك.. ولماذا؟.. لأنهم قالوا ربنا الله ورفضوا الظلم.
صاح النقيب: اقتلوهم.. رشا.. إنهم: جميعًا من الخوان.. الله أكبر صوت شاب في الرابعة عشرة من عمره قفز على أحد الجنود.. أخذ بندقيته.. أطلق النار علينا..
فر النقيب إلى جهتنا يحتمي خلفنا.. مر من أمامي.. أفرغت كمية من رصاص بندقيتي في صدره ودوى صوتي عاليًا .. الله أكبر..
معركة بين فئتين.. وهناك متفرجون.. أنا وشاب صغير ضد تسعة جنود.. آه قتل المجاهد.. أنا أحتمي بجدار.. أما هو فقد بقي في المنتصف يطلق النار، قتل أربعة بارك الله به.. لقد استشهد.. سبقتني إلى الجنة يا حبيبي.. أقاتل وأنا منشرح الصدر.. شكرا لك أيها الشاب الشهيد لقد علمتني الشجاعة.. وأرجو أن يغفر الله لي.. قتلت ثلاثة.. كادت تصيبني رصاصة.. لم أكن أظن أني بهذه البراعة في القتال.. فر واحد.. فر الآخر.. الحمد لله..
الوجوه مرعوبة ما تزال.. قتل منهم اثنان.. امرأة.. ورجل.. قال لي الشيخ ذو اللحية المحروقة.. بارك الله بك يا بني.. اذهب والتحق بالمجاهدين..
وقبل أن أسأله كيف؟. أومأ في أحد الذين أخذوا سلاح المقتولين ومشينا وسط الدمار والحريق.. طرقات ملتوية يخشى الجيش أن يدخلها.. يرافقني صبيان وشيوخ.. كم عمرك بالله.. واحد وخمسون عامًا.. كان يحمل سلاح النقيب.. وأنت.. أنا في السادس الابتدائي.. البندقية التي يحملها أطول منه.. يا لأسفي عليك يا مدينة الأبطال.. هنا كان مسجد حماة الكبير.. قبته الخضراء ما تزال فوق ركام الجدران. قالوا لنا: سنبيد المدينة ونسميها مدينة البعث وسنزرعها وردًا وخمرًا!!!
السلام عليكم.. الأخ يحب أن ينضم لنا.. على الرحب والسعة.. قالها رجل ملتح ما اسمك يا أخي ترددت.. اسمي يا أخي أبو مجاهد.. هيا إلى الصلاة ثم نتابع التعارف بعد ذلك.. لحظة من فضلكم.. ألا تعلمونني الصلاة والوضوء.. وأظن أنني محتاج إلى التطهر..
أبو نذير - جدة السعودية
خواطر
نعم «ولي الدم» أنت يا خالد ونعم الخالدون أنتم يا رفاقه
رحلت إلى العلياء في ثوب الشهيد أرواح الأحبة..
ومضت إلى السماء تتسابق في لقاء ربها..
مشتاقة.. تواقة لروح عبد القادر عودة وسيد قطب.. رحلت إلى العلياء..
على أطباق المسك الإلهية..
وعلى أيدي الملائكة الأبرار..
وعلى موعد مع الله بعد وعد لقاء..
رحلت إلى العلياء..
وقت رحيل الليل..
وعند مولد النهار..
رحلت إلى العلياء..
مع صوت المؤذن لصلاة الفجر.. يرحل في صمت وهدوء
وترحل معه الله أكبر.. الله أكبر مع الأرواح العطرة نحو السماء مع صوت الديك يوقظ النيام وصوت العصافير تطلق تغريدها مسبحة لله..
رحلت الى العلياء..
شموع..
لم تستطع أيدي الأقزام القذرة أن تطفئ نورًا فيها..
وصوت الحق وجسد الشهيد:
سجينان في زنزانة «العدالة» ؟!!..
رحلت إلى العلياء..
نفس خالد.. وكان لها ما أرادت..
إنها «ولي دم» عبد القادر عودة وإخوانه..
إنها «ولي دم» سيد قطب وإخوانه..
إنها «ولي دم» يحيي هاشم المغدور..
إنها «ولي دم» كل الأبرار فوق كل أرض وتحت كل سماء..
هل ترحل أصوات الحق بلا كلمة؟!
هل ترحل في غربة؟!..
هل ترحل في صمت؟!..
لا.. لا يأكل الأحبة يأكل الخالدين.. إن كنتم قد مضيتم الى الله مبشرين فإنا على الدرب سائرون.. ونظل بوجه كل جبار يخون.. النار تحرق، الريح تعصف الرعد يقصف..
رحلت إلى العلياء..
وقد تفتحت للقدوم أبواب السماء.. وتزينت..
وتهيأت للأرواح الوافدة أرواح الخالدين من قبل..
رحلت إلى العلياء.. أرواح الأحبة..
لتسطر في سجل التضحيات والشهداء أسطرًا جديدة!!..
للأخت / ساجدة أبو فارس - الأردن
بؤرة الضوء
سجن الحجاج بن يوسف الثقفي، العالم الفقيه المشهور سعيد بن جبير رحمه الله، ولأن السجان يعلم تمامًا أن ابن جبير مظلوم، فقد أراد أن يعرف إن كان هو بريئا من مشاركة الظالم في سجنه فسأله: «ما تقول في؟ هل تراني من أعوان الظلمة؟» فأجاب العالم الورع: لست منهم، بل أعوان الظلمة من يغسل لك ثيابك ويصنع لك طعامك»!
فتساءل الرجل مدهوشا: فما أنا إذًا؟!
فقال ابن جبير: أنت الظلمة أنفسهم ؟!!!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلمن أخطائنا الحضارية: التبرير.. وإلقاء المسئولية على الآخرين!!
نشر في العدد 150
9
الثلاثاء 15-مايو-1973
دروس ملهمــة للأســرة المسلمــة (6) الصبـر بين الإقـدام والإحجــام
نشر في العدد 2193
11
الاثنين 01-يوليو-2024