; الشيخ حسن طنون يواصل الدعوة إلى الله وهو في المستشفى | مجلة المجتمع

العنوان الشيخ حسن طنون يواصل الدعوة إلى الله وهو في المستشفى

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1977

مشاهدات 12

نشر في العدد 356

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 28-يونيو-1977

الشيخ حسن طنون الداعية الإسلامي المعروف دعا إلى الله تعالى في بلدان كثيرة. وكان لكلماته وأحاديثه تأثيرها القوي في النفوس، فالشيخ حسن يتميز بتوجيه الكلام إلى الروح والفؤاد مباشرة، ويتخير من توجيهات الدين ومن وصايا الصالحين ما يرقق الأفئدة ويجلو القلوب.

هذا عن المحتوى أما الأداء فإنه يتميز بالبلاغة وجمال الكلم، ظل سنين عددًا يدعو إلى الله ويوجه الناس نحو ربهم وخالقهم تبارك وتعالى، حتى منعه من مواصلة رسالته الحادث الذي وقع له منذ فترة، وهو الحادث الذي ألزمه بالبقاء في المستشفى إلى يومنا هذا، لكن الداعية إلى الله لا يترك رسالته في كل الأحوال. 

ومن فراش العلاج وجه الشيخ حسن طنون هذه الوصايا عبر صفحات - المجتمع - جزاه الله خيرًا وأسبغ عليه نعمة العافية قال الشيخ حسن:

أيها الأخوة: إن خير الزاد التقوى وإن المؤمنين بخير ما داموا متواصين بالحق والصبر.

ومن هذا التواصي أقدم إليكم طرفًا من وصايا الصالحين الأوائل لعل الله تعالى ينفع بها.

• أوصى لقمان الحكيم ابنه: يا بني لا تحقرن أحدًا من الناس فإن ربك وربه واحد، يا بني لا يكونن لديك أكيس منك ينادي بالأسحار وأنت نائم.

يا بني لا تمش في غير أدب - ولا تضحك من غير سبب، ولا تسأل عما لا يعنيك، ولا تضع مالك، وتحفظ مال غيرك فإن مالك ما قدمت ومال غيرك ما تركت.

يا بني: من لا يرحم، ومن يقل الخير يغنم، ومن يقل الشر يأثم، ومن يصمت يسلم ومن لا يملك لسانه يندم.

يا بني: الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه أناس كثير، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله، واجعل شراعها التوكل على الله، وأجعل حشوها الإيمان لعلك تنجو، وما أظنك ناجيًا.

يا بني: حملت الصخر والحديد، فلم أجد شيئًا أثقل من الدين وذقت مرارة الأشياء كلها فلم أجد شيئًا أمر من السؤال، وذقت حلاوة الأشياء كلها فلم أجد شيئًا أحلى من العافية.

• وأوصى قيس بن معد كرب بنيه فقال: يا بنى عليكم بهذا المال فاطلبوه أجمل الطلب، ثم أخرجوه في أجمل مذهب، فصلوا به الأرحام، واصطفوا به الكرام. واجعلوه جنة لأعراضكم ووسيلة تصلون بها إلى أغراضكم.

تحسن في الناس مقالتكم فإن بذله تمام الشرف وثبات المروءة، وإنه ليسود غير السيد، ويقوى غير الأيد حتى يكون في الناس نبيلًا، وفي القلوب مهيبًا جليلًا.

• وأوصى أحد الصالحين ابنه بقوله يا بني: إني مؤد حق الله في تأديبك فأد حق الله في الاستماع مني، أي بنى كف عن الأذى وارفض البذيء.

واستعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك فيها نفسك للكلام، فإن للقول ساعات يضر فيه الخطأ ولا ينفع فيها الصواب، واحذر مشورة الجاهل وإن كان ناصحًا، كما تحذر مشورة العاقل إن كان غاشًا، لأنه يرديك بمشورته، وأعلم يا بني أن رأيك إذا احتجت إليه وجدته نائمًا ووجدت هواك يقظان، فإياك أن تستبد برأيك لأنه حينئذ هواك، وإياك ومعاداة الرجال، فإنك لن تعدم مكر حليم أو معاداة لئيم. 

• وقال الزمخشري لابنه: يا بنى في فاك ما يصرع قفاك.

 وصية الإمام علي

يا بني أوصيك بتقوى الله عز وجل في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر والعدل في الصديق والعدو، والعمل في النشاط والكسل، والرضا عن الله تعالى في الشدة والرخاء.

يا بني: ما شر بعده الجنة بشر، ولا خير بعده النار بخير وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاد دون النار عافية. أعلم يا بني أن من أبصر عيب نفسه شغل عن غيره، ومن رضى برزق الله لم يحزن على ما فاته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن حفر بئرًا لأخيه وقع فيها.

ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن نسى خطيئته استعظم خطيئة غيره، ومن كابد الأمور عطب ومن أقتحم البحر غرق ومن أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن جلس مجالس السوء أتهم ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس الأخيار وقر، ومن مزح استخف به ومن اعتزل سلم، ومن ترك الشهوات كان حرًا ومن ترك الحسد استدام محبة الناس.

يا بني: عز المؤمن غناه عن الناس والقناعة كنز لا ينفذ، ومن علم أن کلامه من عمله قل كلامه وكثر عمله، العجب ممن يخاف العقاب ولا يكف ويرجو الثواب ولا يعمل، الذكر نور والغفلة ظلمة، والجهالة ضلالة والسعيد من وعظ بغيره، والأدب خير ميراث وحسن الخلق خير قرين.

يا بني: رأس العلم الرفق، وافته الحمق ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب، ومن كثر كلامه، كثر خطؤه ومن كثر خطوه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار.

يا بني: كم من نظرة جلبت حسرة وكم من كلمة جلبت نعمة لا شرف أعلى الإسلام، ولا كرم أعلى من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية.

ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوأ قفص الدعة، الحرص مفتاح التعب ومطية النصب. وداع إلى التقحم في الذنوب، والشر جامع لمساوئ العيوب وكفى أدبًا لنفسك ما كرهته من غيرك، لأخيك عليك مثل الذي لك عليه، ومن تورط في الأمور من غير نظر من الصواب فقد تعرض لمفاجأة النوائب، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم، بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد وفي كل جرعة شرق.
 وفي كل شربة غصص ما أقرب الراحة من التعب، والبؤس من النعيم والموت من الحياة، فطوبى لمن أخلص الله تعالى علمه وعمله وحبه وبفضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته من لانت كلمته وجبت محبته من لم يكن له حياء ولا سخاء، فالموت أولى له من الحياة لا تتم مروءة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس ولا أي طعاميه أكل.

 من شجاعة السلف 

دخلت امرأة على الحجاج فقال لها ماذا تقولين في أمير المؤمنين فقالت وماذا أقول في رجل أنت خطيئة من خطاياه، وكان في المجلس بعض المنافقين فقال أحدهم: اقطع يديها ورجليها.

فنظرت إليهم المرأة المؤمنة وضحكت وقالت لهم: عليكم لعنة الله ثم قالت للحجاج: والله لجلساء فرعون خير من جلسائك، لأنه لما استشارهم في موسى وأخيه قالوا ارجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين، وهؤلاء يتعجلون القصاص مني، فعفا عنها الحجاج.

• ودخل ابن أبي ذؤيب على أبي جعفر المنصور فقال له: أبو جعفر ناشدتك الله أي الرجال أنا عندك قال والله أنت عندي شر الرجال استأثرت بمال الله ورسوله، وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وحجبت عن المسلمين أموالهم.

وأهلكت الضعيف واتعبت القوى فما حجتك غدًا بين يدي الله تعالى.

فغضب أبو جعفر وقال له: ويحك أتدرى ما تقول. انظر ما أمامك، فقال ابن أبي ذؤيب إنما أرى أسيافًا وإنه الموت وعاجله خير من أجله.

• كان الحجاج يطوف بالبيت الحرام فسمع رجلًا يرفع صوته بالتلبية فناداه وقال له: ممن الرجل قال: أنا من المسلمين، فقال إنما سألتك عن بلدك، فقال: أنا من أهل اليمن، فقال الحجاج: كيف تركت محمد بن يوسف، فقال: تركته ركابًا ولاجًا لباسًا خراجًا.

فقال الحجاج

إنما سألتك عن سيرته فقال الرجل تركته ظلومًا غشومًا يطيع المخلوق ويعصى الخالق، فغضب الحجاج وقال له: أما تعرف مكانته مني، فقال الرجل: وهل مكانته منك أعز من مكانتي من الله وأنا وافد بيته ومصدق نبيه؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

أكثر من موضوع (العدد 77)

نشر في العدد 77

21

الثلاثاء 14-سبتمبر-1971

مدن إسلامية

نشر في العدد 1800

17

السبت 03-مايو-2008

من شذرات القلم لقد أعيانا سفيان

نشر في العدد 304

12

الثلاثاء 08-يونيو-1976