; أدب - العدد 730 | مجلة المجتمع

العنوان أدب - العدد 730

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أغسطس-1985

مشاهدات 11

نشر في العدد 730

نشر في الصفحة 42

الثلاثاء 20-أغسطس-1985

محطة 

 إنه يوم المعاد؟

أم أنه الطوفان عاد؟

أم أنه الموت الكبير يلف في برديه

من لم يستجب للفجر واتشح السواد؟

أتيك مشبوب الإرادة 

أتي وأنوار اليقين تفيض من قلبي وفي شفتي تراتيل العبادة هذا دمي متوهجًا، يا معشر الأحباب،

 من أين الطريق إلى عراجين الشهادة؟

حسن الأمراني

هو الإسلام ينتصر

قصيدة

شعر الدكتور حاتم شحاده

هو الإسلام ينتصر 

يغيب يغيب لكن واثقًا يأتي 

خطاه الرعد هد مقابر الموت

 له جند بلا اسم هم 

 بلا صوت

 وصوتهم هو الأعلى

وصمتهم غدا فعلًا

 وجلجل في رحاب الكون 

هز البحر والسهلًا 

ومن رحم السكون أطل

 شمسًا تلهب الليلا

يسبح باسم خالقه وينتصر

 بأمر المصطفى المختار يأتمر

 وإن ناداه جرح القدس 

دوى صوته حرًا:

حبيبي أنت يا عمر

 دخلت القدس باسم الله عملاقًا 

وكانت خطوك الجبار تنتظر 

حبيبي أنت يا عمر

أمد الخطوة الأولى وبالإيمان انتصر 

ويطعنني عدو الله لكن لست أنكسر

أنا كالزرع فوق الأرض

ولي جذر بكل الأرض 

وكف زاخر بالخير أينع فوقه الثمر.

أنا كالزرع لي بذرة

بكل الأرض لي فكرة

أحولها إلى ثورة

بإذن الله تنتشر

وتكتب بالدم الغالي: 

هو الإسلام ينتصر

يموت الغرب في جنس وفي خمر

وفي دنيا من الأحقاد 

يموت الغرب في فكر بلا فكر

وفي لحد من الألحاد

وأنظر نحو جثته

أقول: مضى لغايته

وقد آن الأوان لكي

 أسير أنا لغاياتي

وأزرع في ذرى التاريخ

 آياتي وراياتي

وقد آن الأوان لكي

نرى الإسلام ينتصر 

بني قومي طريق الحق قد بانا 

فهبوا الآن سيروا فيه إخوانا

إليكم ينظر التاريخ والأكوان والبشر 

فهبوا الآن وانتصروا

إله الحق باعدنا عن الشيطان 

أبعدنا عن الشهوة 

ووفقنا لخير الفعل يا رباه 

واجعل ضعفنا قوة

فنحن الضعف لولا أنت يا منان

 ونحن الخوف لكنا بك الشجعان 

ونحن تدفق الطوفان 

بوجه شراسة الطغيان

 نجلجلها بإذنك: ربنا أكبر 

ونجعل كالربيع صباحنا أخضر 

بعونك أنت يا رباه يا ذا الفضل والإحسان 

 فقد سخرتنا جندًا لجيش الحق والإيمان

 نعيد كرامة الإنسان رغم تمرغ الإنسان

تحركنا وكان محرك الخطوة

 نداء الحق والتحرير والدعوة

 وكان النصر والظفر

فيا أقلام أرض الله يا شجر

 إليكم ينقل الخبر: هو الإسلام ينتصر

أقصوصة:

ليلة الزفاف الأبدية

كان يمشي إلى جانبي على ظهره جهاز الاتصال اللاسلكي، الاصطدام بالعدو متوقع في أي لحظة ومع ذلك كان علينا أن نواصل المسير لعدة مسافات ليتسنى لنا وصول خطوط التماس التي غالبًا ما تكون متحركة ولا تمثلها منطقة محددة سيما في صوب الوصايات التي تعتمد على الضربات الخاطفة كنا نمشي على الممر الجبلي الوعر، لم نتعود صعود الجبال ولكن الأشياء بالتعلم، وعندما تكون الخطوات لله، فالسهل والجبل سيان هكذا كان شعوري، أما نور الدين فكان ينوء تحت ثقل الجهاز على ظهره ومع ذلك فهو مشغول تمامًا، يتصل ويجيب على النداءات، وكلما تتاح له فرصة ليتكلم معي تارة يتكلم بالفارسية وأخرى بالعربية هكذا وبشكل تلقائي وأحيانًا يضحك أو تصدر منه همهمات معناها في قلبه. هكذا هو دائمًا من معركة إلى أخرى يسير بين المجاهدين يدير لهم الاتصالات أثناء الفعاليات والكل يعتبره جزءًا من الموجودات التي لا غنى عنها في التشكيلة، يحبه الجميع، أما أنا فكل المشاعر اتجاهه تتخذ طابع العمق لأن لي معه قصة بدأت في أول يوم دخلت به السجن بسبب الميول الدينية هكذا يسمونها الصلاة ميول تستحق السجن.

كان نور الدين معي في ردهة السجن رقم «13» شابًا يافعًا، ضاحك السن، حريصًا على صلاته، كان يحفظ سورة الكهف تمنيت لو أتكلم مع هذا الشاب، ولكن على أن أنتظر لذلك فرصة.

 في إحدى الليالي استيقظت وفي ساعة متأخرة وأنا اسمع نشيجًا مكتومًا سمدت ناظري نحو سريره، نعم إنه هو نور الدين بريق الدموع في مقلتيه. نهضت إليه بهدوء وسألته وأنا أضع يدي على كتفه ماذا حصل يا نور الدين؟ كفكف دموعه وهو يتمتم لا شيء لم يحصل شيء قلت طيب، نم وسأراك في الصباح إن شاء الله.

 أخذتني الحيرة بعدها ثم لم يلبث أن غلبني النوم مرة أخرى.

في الصباح تكلمنا كثيرًا هكذا بدون حواجز ولا تكلف، سألني عن الدراسة، عن حياتي الخاصة عن أسرتي وكان كلامنا ممتعًا كأخوة منذ سنين طوال منذ أن انطلقت هذه العقيدة لتربط القلوب برباط الإيمان. وفجأة سألته ماذا حصل البارحة؟ ضحك من كل قلبه، وأجاب هذه عادتي منذ أن دخلت السجن أنا أحب وأسهب بعفوية عن حبه لبنت عمه ووعده لها بالزواج فأحيانًا يستبد به الشوق فتنهمر الدموع في صور من صور الوفاء أو الضعف أو الإثنين معًا.

ثم سألني على حين غرة وهو يربت على يدي وأنت هل سبق لك وأن؟

ترددت ثم قلت نعم أنا كذلك صمت وفي عينيه رغبة للسماع استرسلت لم نتزوج لأنني كما ترى في السجن حنظلة اتعرف حنظلة؟ هز رأسه بالإيجاب تزوج، وفي الصباح خرج للغزو واستشهد فقال عنه الرسول صلوات الله وسلامه عليه حنظلة غسيل الملائكة.

فالمسلم يا نور الدين جندي على أهبة الاستعداد كل مشاعره وحركاته وسكناته لله لهذا خلقنا.

هل فكرت بإخوتك المسلمين؟ في الهند في الفيليبين في أفغانستان الجهاد على هؤلاء ينبغي أن نبكي ولن يكفي البكاء المسلم إنسان يحب ويكره يصيب ويخطئ، ولكن يبقى مشدودًا إلى السماء

راجعًا إلى الله الغفور وليبدأ من جديد خطواته الثابتة على طريق النبوة السوي.

ربت على ذراعيه مداعبًا لا تيأس ستخرج ونتزوج بإذن الله لفنا الصمت

وبعد فترة وجيزة أضاف وهو يبتسم وتذهب للجهاد في أفغانستان رددت بحبور وثقة إن شاء الله.

 مرت كل تلك الخواطر في مخيلتي كأطياف وخيالات وأنا أخطو جنبه على أرض أفغانستان جبل الإسلام الأشم الذي استعصى على كل الطغاة أصوات الانفجارات تعلو أمامنا وأعمدة الدخان تشب على صفحة السماء الزرقاء. صوت الجهاز يتردد بشكل رتيب ونور الدين منهمك يكاد ينسى بأنني رفيقه أسير معه الطريق باتجاه الجبهة حيث الصراع الخالد بين جنود الحق وجنود الباطل. اقتربنا من مواقع المجاهدين، بل نحن في مدى هاونات العدو، إحدى القنابل انفجرت قريبًا منا دفعنا ذلك للتحصن بين الصخور قال نور الدين وهو يثبت الجهاز على ظهره. يجب أن نجاهد الروس لأن الإسلام هو الهدف اليوم أفغانستان وغدًا هذه هي الحقيقة يا أخي - أصغي لي بانتباه وأنا أواصل الحديث وأرض المسلمين هي حصون الإسلام بدونها نفقد كل شيء بدونها تموت المبادئ بين صفحات الكتب.

 المعركة حامية الأرض تحولت إلى زلازل والهواء ملأ شظايا ونحن ننتقل من موقع إلى موقع نور الدين يؤمن الاتصال وأنا أحاول أن أوفر له الغطاء الناري لإشغال العدو صيحات الله أكبر ترعد في الفضاء وترددها الجبال لتعلو على أصداء صواريخ وعتاد الله والذي يجر وراءه أذيال الخيبة والخسران.

كان الروس يرشقوننا بالهاونات تمهيدًا لفرارهم والمجاهدون من موضع إلى آخر وبإصرار لا يلين يصطادون فئران مارکس الغبية. احتدام المعركة وارتفاع أصوات الانفجارات يطلق النفس من عقال الخوف والتردد ويمنحها إقدامًا عجيبًا وتضحية فوق التصور تستمدها من نفحات الجنان التي يرسلها البارئ لتملأ أنوف المجاهدين بعطر الفردوس الذي يحيل هؤلاء الأوباش كالحشرات الضارة يسحقها جنود الحق بأقدامهم القوية فجأة قفز نور الدين إلى موقع متقدم تأخرت عن اللحاق به لأن الهاونات لم تمهلني، بل إنها كانت تتساقط حول هذا الموقع كالمطر ظننت بأن واحدة لابد أن تقع في موقع نور الدين. ناديته ليعود إلى الوراء وبالفعل انتهز فرصة انقطاع النار فقفز عائدًا، ولكن قبل أن يستقر بالموقع جاء صوت قنبلة رهيب ليهز الأرض من تحت أقدامنا وعلت سحب النار وما أن انجلت حتى كان نور الدين ممددًا احتضنته، ناديت نور الدين نور الدين فتمتم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم فارقت روحه ذلك الجسد الطاهر، ولازال عطر ذلك الدم الزكي يعبق في أنفي. إنه عطر الشهادة في ليلة الزفاف الأبدية.

محمد العمري

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

إلى الأمهات المسلمات

نشر في العدد 2

35

الثلاثاء 24-مارس-1970

السّطور الخضر

نشر في العدد 4

203

الثلاثاء 07-أبريل-1970

حُداءُ الشِّعْرِ محمودُ

نشر في العدد 2121

28

الأحد 01-يوليو-2018