; أدب.. عدد 662 | مجلة المجتمع

العنوان أدب.. عدد 662

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 13-مارس-1984

مشاهدات 32

نشر في العدد 662

نشر في الصفحة 44

الثلاثاء 13-مارس-1984

  • محطة

أيها الحائر الغريب:

هائمًا تائه الخطو في 

موحشات الدروب:

وحدك اليوم لا أنيس

سوى الجرح والنار في 

زمان الخراب!

إن تقف... حاصرتك الذئاب؟

أو تسر... ضيعتك الدروب

في متاه العذاب!!

فالتهب...

جوهر العصر التهاب

واقترب...

عبر وهج الحراب!

يبتعد عنك كل ما زيف السراب!

المهاجر

بعيد ذلك الشط

غدًا تهوي طرابلس!

تعودنا على النكبات تدمينا

وصار الأحمر القاني أثيرًا في مغانينا

• • • •

غدًا تهوي طرابلس

لماذا ليس تنعقد

«عكاظ» كي تواسينا؟

ففيها يطرب الإنشاد من أشعار 

ماضينا

• • • •

غدًا تهوي طرابلس

فمن يبتاع أشعارًا

قوافيها مآسينا؟

إلى كل «طرابلس» تسقط كل يوم 

في قبضة الغدر والخيانة!

فإنا حين ننشدها

عن الآلام تلهينا

ونطرب كلما زادت 

جراح القلب آلامًا

وتخدعنا أمانينا ونمضي في قوافينا

غدًا تهوي طرابلس

لأن خيولنا السمراء تعجز عن 

إغاثتها!

تكر، تفر في السهل

ونخشاها إذا جمحت

ونخشاها إذا نظرت

إليها من ذرى القمم

وهزتها ضحاياها

وثار برأسها الزخم 

• • • •

غدًا تهوي طرابلس

وقد يغتالها البؤس

وتدفنها الدويلات

كما دفنت عروس النهر من عام على 

العاصي!

• • • •

غدًا تهوي طرابلس

ويذبحها المحاسيب

إذا كان العدا شرقًا وغربًا أحاطوها

إذا كانت جبال الصمت تأبى أن تلبيها

فلا سمعت، ولا سمحت

لصوت أن يكون صدى

تردد في نواحيها

فمات كما يموت الصمت في الظلمات 

كاليأس!

إذا ذلت طرابلس

إذا شمخت دويلات

فمن يبقى، ومن يمضي؟

تحدثنا التواريخ

بأن صراخ قرطبة تبعثر في دجى

الصمت

وأن «مرابطًا» لبى

ولملم من خلال الريح ما قذفته أمواج 

وشد الشط للشط

بحبل من توثبه

وحبل مودة القربى.

• • • •

فيا غرناطة الشرق

بعيد ذلك الشط

فلا عزت دويلات

على أشلائنا تخطو

ولا عاشت على الأنقاض شرذمة وأحقاد

«البشيري»

 

  • قصة قصيرة:

وعفوًا سيدي

اغونان عبد الله/ المغرب

«من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» حديث شريف.

سيدي، وصلتني رسالتك فقرأتها بعمق، صارت كلماتها دمًا يحركني.

خرجت أتجول في الشارع الكبير ووقفت أمام مطعم فخم كتب عليه بأنوار ملونة «مطعم السعادة»، وعلى الرصيف الآخر امرأة في عينيها حزن كبير وقد وضعت على حجرها طفلًا لونه أصفر كأوراق الخريف.

نظرت إليهما، نظرت إلى المطعم، فكرت قليلًا، ترددت ثم سرت في عزم ودخلت وقفت أمام شخصين: رجل وامرأة وأمامهما طاولة عليها أيضًا باقة من الأزهار الطبيعية، لقد كانا سعيدين أو هذا ما يبدو عليهما.

- من فضلك، هناك طفل صغير وأمه يموتان جوعًا.

- .....................!

- أتطيب نفسك هكذا وغيرك يموت؟!

لم يتكلم الرجل وإنما قام وأرسل صفعة إلى وجهي، دفعته فسقط وانقلبت الطاولة. استدرت لأخرج فاعترضني رجل يرتدي بذلة «رجال الأمن»، وبحركة سريعة كانت يداي مقيدتين إلى الوراء.

- يظهر أنك لا تزال تجهل القانون، كل من يستعمل يديه فيما لا يعنيه، تقطع يداه، هذا ما ينص عليه القانون.

وهكذا فقدت يدي.

وفي تجمع انتخابي وقف المرشح الجديد الذي تعرفه جيدًا، وقف يخطب في الساحة، إنني أعترف ببلاغته وسحر بيانه، فكل هؤلاء الواقفين يعرفون أنه كذاب انتهازي لا يهمه إلا مصالحه، ومع ذلك لا أعرف كيف أفسر تصفيقاتهم الحارة.

كنت أنوي أن أهجم عليه، أن أخنقه فأريح منه البلاد والعباد، إلا أنني لا أستطيع، رغم ذلك قاطعته وصحت في الحاضرين: «ويلكم! هل سحركم بكلماته؟ أوليس هو الذي وعدكم منذ سنين بخدمتكم والسهر على مصالحكم؟ إذا أردتم أن تتأكدوا مما حققه لكم فانظروا إلى هذه العمارة وتلك السيارة والضيعة التي في ضاحية مدينتكم، فهل تملكون شيئًا من هذا؟».

ارتفعت الأصوات وعم الاضطراب واللغط، وجاء رجال يلبسون زي «رجال الأمن» فذهبوا بي، إنني أعرف مسبقًا نوع العقوبة، فالقانون ينص على أن من يسيء بكلامه إلى أمن البلاد، فلسانه هُدر.

جلست في الشارع الكبير مقطوع اليدين واللسان، وفي صدري قلب يدق بعنف ويغلي كالمرجل، يمدني بالدماء والحياة، الناس يمرون أمامي فأتحسس نبض قلوبهم، أتأسف كثيرًا لأن جل القلوب يسكنها الهدوء، إلا أنني أحس أن بعض القلوب الأخرى تدق وتغلي، وتنسجم دقاتها، فأحمد الله أن الرماد الذي كان في قلوبهم قد بدأ يشتعل.

 

  • منتدى القراء

• نأمل أن تكون صفحات «المنتدى» ساحة تلتقي فيها أقلام إخوتنا القراء، ونبدأ منتدى هذا الشهر بأبيات مختارة.

للأخ: محمد حسن الأرحبي/ اليمن

قم يا فتى الميدان واسجد في السحور المظلم

واحطم قيودك في إباء شامخ وترنم

واهزأ بإرهاب الجفاة البهم هزء الضيغم

* * *

وانقض كالإعصار زلزل في عبيد الدرهم

واشطر بمدفعك الجسور الطامعين ودمدم

قم يا عصا القرآن فالقف كيدهم لا تحجم

* * *

واثبت كما ثبتت عصا موسى لفرعون العمي!

وانهض هديت ففي الجهاد النصر في بذل الدم

قد آن أن تأوي الشعوب إلى يديك وتنتمي 

فلأنت بالقرآن قاض في الورى فلتحكم

* * * 

إلى سياف

سياف قالوا باللسان نقاتل

                                     نغدو إلى الهيئات ثم نجادل

وعلى موائدهم نحط رحالنا

                                     نمسي ونصبح بالكلام ننازل

شجب وجعجعة تدار لعلها

                                    تطأ اليهود وغيرهم تتناول

فأجبت لا أضع السفاهة سلعتي

                                      وبغير دين الله لا أتعامل

أعداء دين الله لن أرضاهم

                                      ولغير حرب لا عدو أقابل

وحملت من عدد الحروب أقلها

                                       لكن بدين الله رحت تناضل

ومضيت تهدم بالهدى طغيانهم

                                  وتدك عرشك الكفر لا تتثاقل

حتى غدا الطاغوت لصًّا خائفًا

                                ولدى كلاب الأمن قال القائل

حلوا الخلاف أريد أنجو سالمًا

                                         لا أرض أبغي إنني متنازل

لا الموت يردي هؤلاء ولا هم

                                    يخشون من قواتنا فنواصل

سياف من سيف الهدى وضع اسمكم

                                   أكرم به سيفًا ونعم الحامل

محمد النهاري 

الرياض

 

الرحيل

شعر: عبد القادر عبار 

تونس

أخيرًا سكتنا...

رضينا:

وأعلن صوم الحداد

ولطخ وجه مدينتنا بالسواد 

وقفنا وأشلاؤنا في انتظار الرحيل...

لنبدأ سفرتنا الثانية... 

إلى مهجر مستعار!

• • •

وتأتي بواخرهم...

رغم نوء المدينة

ملطخة بالضغينة

تجوب سواحلنا العارية

لتحمل أشلاءنا الباقية

إلى مرفأ مستعار!

• • • 

ويسدل في آخر الفصل بعض 

الستار!

• • • 

ونصغي...

فيصفع آذاننا صوت ناعق

يرتل في آخر الريح

مهزلة الانتصار!

يشوقنا للرحيل

فنمضي...

وأحلامنا في عيون الصغار...

مكومة عند خط الحدود!

وتمضي بأجسادنا الباخرة

ولكن تظل النواظر

حبلى بعشق مدينتنا الساحرة!

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 194

42

الثلاثاء 02-أبريل-1974

في رحاب الله يا إبراهيم

نشر في العدد 2055

22

السبت 01-يونيو-2013

ارتقاء «زوجة» ووفاء «زوج»

نشر في العدد 2063

40

السبت 27-يوليو-2013

رمضان يوشك على الرحيل