; أدب عدد 723 | مجلة المجتمع

العنوان أدب عدد 723

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-يوليو-1985

مشاهدات 14

نشر في العدد 723

نشر في الصفحة 43

الثلاثاء 02-يوليو-1985

محطة

تجولت عبر دروب العواصم               

أفتش عن زهرة لا تموت 

وعن شمعة تستمر تضيء 

فأحسست باليأس والاندحار 

توحشت المدن الهادئة 

وراحت تحطم أشجارها 

وتفترس الورد والأغنيات 

وتحرم حتى العصافير 

تغريدها في الصباح 

تبدلت المدن الرائعة 

وراحت تهاجم أبناءها العائدين 

من الحرب ضد الغزاة 

وتستقبل الهول والغاصبين

عبد الخالق

 

كتبت هذه القصيدة في جو الانقلاب الذي قاده النميري، وفيها صور مفصلة لذلك العهد والملابسات التي رافقت ذلك الانقلاب وكل انقلاب في بلاد العرب والمسلمين.. وتوقعات بعيدة تحققت كلها أخيرًا.

أبناء يهوذا

شعر: محمد المجذوب

قالوا استباحت حمى الأوطان شرذمة  من العساكر للشيطان تنتسب 

أودوا بمجلسه في ساعة وعلى              «أولي السيادة» فيه بغتة وثبوا   

فالألعبان وشيخ الحمر قد غدوا                  رهن المطابق حيث الويل والحرب 

قد فرجئًا بانقلاب ثل عرشهما             لم ينج من شره رأس ولا ذنب 

زجوا به الوطن المنكوب في فتن          طاش الحليم بها واستحوذ الرعب 

وفجروا الحقد في الأوغاد فانطلقت     فعل الذئاب التي استشرى بها الكلب 

فانظر ترَ الشعب في شحناء ما حقة     بعد الإخاء فمغصوب ومغتصب 

رزية شبها غلمان مشأمة                     من مصر أو جلق وافاهُم «الحرب» 

فقلت إن تعجبوا مما ترون فإني                    من تعجبكم يعروني العجب 

تلك الكوارث من جر البلاد لها             سوى الأولى عن صراط الله قد نكبوا 

لولا انحرافهم الفضاح ما عرفت                    إلى العرين طريقًا هذه النُّوب 

تجنبوا المنهج الأهدى بحكمهم                    فراح في ظلم الإخفاق يضطرب 

ومكنوا الوبا المحجوب(1) من عنق      الشعب الذي حرموه كل ما يجب 

فحاربوا الله في تعطيل شرعته             وهي التي عز فيها العجم والعرب 

وكلما مرقوا في حملة بحثوا                  عن أختها، وإليها رأسهم ركبوا 

وجربوا كل غي في مسالكهم                  فإن دُعوا لسبيل المؤمنين أبوا

ومن أبي الحق منهاجًا لأمته                 أفضى بها لهوان ليس يُرتقب

لا لا فلست براثٍ للذين على               أیدیهمو دهمتنا هذه الكُرب

لولاهمو ما تخطى الحمر جحرهمو       ولا استطال على ذي حرمة شغب

عصائب احترفت قتل الشعوب فما     لها سوى الهدم في أوطاننا أرب

ويحلفون لنا أن لا قرار لهم                دون ارتجاع حمى «الأقصى» وقد كذبوا

وهل أتيح لصهيون وشيعته                  لولا تآمرهم تحقيق ما كسبوا

يحاربون يهوذا في إذاعتهم                    وهم على رغمهم أبناؤه النجب

ويلعبون وفي موسكو وإخوتها               وفي واشنطن خُطَّ الدوْر واللعب

ومن تأمُّل فيما مر من حدث                رأت بصيرته ما وارت الحجب

ولن يرجَّى سوى التخريب من نفر         أعدى أعاديه دين الله والحسب

وكل همته تسلیم أمته                          لجازريها، وإن لم يدر ما طلبوا

فكيف آسي على قوم - بزيفهم              قد ضيعوا الدين والدنيا - إذا نكبوا

وكيف لا يضرب القهار أرؤسهم   بمعول طالما كانوا به ضربوا 

ومن يغالب دين الله لا عجب              إذا تلاقي عليه الذل والغلب 

ولست أخشى على السودان نكبته        بزمرة اليوم فالأيام تنقلب 

أما انقلابهمو فلا بقاء له                       إلا إذا بقي التضليل والكذب 

وفي إباء بنيه الصيد ما عرف الـ           باغون من عزمات دونها اللهب 

سيسمع الكون عنها في غد نبأ             تروي روائعه الأقلام والقضب 

ويومذاك سيدري كل ذي رشد            أن الألى سلبوه الأمن قد سلبوا

شعر: محمد المجذوب

_____________ 

(1) هذا المحجوب عبد الخالق رأس الشيوعيين بالسودان أراد قتل النميري فقتله النميري أخيرًا بعد أن كان ساعده الأيمن.

 

 

 

قراءة في بستان الأناشيد للبراعم

مجموعة شعرية للأطفال

صدرت عن دار الوثائق في الكويت مجموعة شعرية مقدمة للطفل المسلم احتوت على إحدى عشرة قصيدة وقد زينت المجموعة برسوم مناسبة تربط معاني القصائد في حس الطفل وتغريه بمطالعة الأناشيد وحفظها.

أما موضوع الأناشيد بعامة فهو الإسلام.. وقد استلهمت المجموعة معانيها من التاريخ الإسلامي والمعاني الأخلاقية والنظر في التربوية الإسلامية.

ولعل هدف الشاعر كان مركزًا في الرغبة بربط الجيل المسلم الجديد بقرآنه وإسلامه من خلال الأبيات الناغمة التي يحلو للطفل المسلم أن يرددها من مثل:

قال: «بسم الله» وانهل الضباء 

ناشرًا من حوله أي الصفاء راح يتلو «الحمد والنصر» وما يسر الله له مما يشاء

ويبدو أن الشاعر يائس من قدرات جيل الآباء، الأمر الذي جعله يعلق أملًا كبيرًا على الجيل الصغير المرتقب كما جاء في قصيدته «الطفل والقرآن»:

أنه الجيل الذي نرقبه 

قبسا من هدي خير الأنبياء 

ويجدد الشاعر للطفل منهج المستقبل على أساس قرآني ينقذ الأمة من الظلمات التي تطويها... يقول في القصيدة نفسها:

يا صغيري والخطوب اتحدت 

ضدنا، أنت لنا نبع الرجاء 

نحن في الظلمة يطوينا الرَّدى

فأفض فوق أمانينا الضياء 

من هُدَى القرآن أشعِل جذوة 

تصل الأرض بأنوار السماء 

ولا تغيب عن ذهن الشاعر قضية الإعداد الفكري والثقافي للطفل المسلم في عصر تحدت فيها التيارات الدخيلة حضارة الأمة المسلمة... وعلى هذا الأساس يخاطب الشاعر الأمة في قصيدته «نشيد الشباب» قائلًا:

أعدي ليوم الخلاص أعدي 

عقول الشباب الكريم المُجِد

وسودي بهم للمعالي وسدي

وشُدي، فهذا زمان التحدي 

لكِ الله.. لا تقعدي واستعدي 

أما نشيد جنود الحق.. فيضرب فيه الشاعر المثل للطفل المسلم بما فعله الأجداد عندما انتصروا على أعدائهم من الفرس والروم.. لذا فالطفل المسلم اليوم يهيب بأقرانه وهو يغني أن يستعدوا للفداء: 

يا جنود الحق هيَّا

وارفعوا أسمى لواء 

واملؤوا الآفاق هديا 

واستجيبوا للنداء ...

* * *

آه يا عصر العبيد 

جاء كم عصر الإخاء 

حطموا كل القيود

واستعدوا للفداء 

ويرسم الشاعر صورة المجاهد في نشيد بديع ويقدمها للطفل ليترنم بها فتشده معانيها.. ويمتلئ وجدانه بالصورة المشرقة التي رسمها الشاعر المجاهد هب يستعيد عزة أمته في الوقت الذي غفل غيره من الشباب عن واجب الجهاد.. ترى.. من هو هذا الشاب؟:

إنه من جديد 

زهرة الفاتحين

جاءنا يستعيد 

عزة المؤمنين 

وإذا كان تأهيل الشاب المسلم للقيام بدور في هذه الحياة قد أخذ كثيرًا من اهتمام الشاعر، فإن الشاعر لم يغفل عن بث القيم الروحية والعبادية في وجدان أبنائنا.. ففي قصيدة «أهلا رمضان» يبث الشاعر في ذهن الطفل ما يناسب هذا الشهر الكريم من المعاني ليتغنى بها وهو صائم.. فيتعلم الصبر ويتعود على طاعة مولاه.. إنه شهر الحب والصبر: 

ما أحلاه ما أطيبه 

مولانا القادر حببه 

الصبر به ما أعذبه

وعلى العاصي ما أصعبه 

هذا وقد قدَّم الشاعر أناشيده في أسلوب سهل سلس ليسهل على الطفل تناولها وحفظها والترنم بها... والشاعر يجيد اختيار الألفاظ الناغمة التي تضفي بإيقاعاتها المحببة رونقًا على النشيد أثناء تربية الأطفال.. فالأم هي أحد الأناشيد:

نغم حلو                          عذب عذب 

قد زينه                           هذا الحب 

والفدائي يجلجل وهو يستعد المعركة مغنيًا ومناديًا: 

يا شعب العز الهدار 

عار أن تسكت للعار 

أو تخضع للكفر الساري 

وتحس الذلة في الدار 

كما يلاحظ أن الشاعر يهتم بالمحسوسات التي تشد اهتمام الطفل في الطبيعة.. فالطفل المجاهد يشهد في نشيده السماء والقمر على عزمه.. مما يؤكد هذا العزم في نفسه وهو يردد:

فاشهدي يا سماء 

واستمع يا قمر

كيف يسري الفداء 

كيف يعلو الشرر

كذلك فهو يهتم بالأحداث... فيدفعها للطفل كي يرددها متسليًا... بينما تسري المعاني الإسلامية المنشودة في روحه.. وإذا كانت «الكرة» تداعب مخيلة الأطفال... فهي وسيلة تربوية عند الشاعر... وصوتها يحمل جرسًا يستمع الطفل وهو يردده في ثنايا نشيد بسيط فيه بسهولة وحلاوة:

طب طب طب طب 

أين الطابه؟

هل أقصتها

عني الغابة؟

على أن خفة الأوزان ورشاقتها كما اختارها الشاعر لها فاعلية أخرى في حب الطفل لهذا الترنم بالمعاني التي استهدفها الشاعر... فيوم المولد أغنية حلوة للطفل... تسمو بما فيها من معان مصقولة وهو يغني حتى يكاد يطير مبتهجًا بما يغني:

يا ليتني أطير

في بهجة الربيع

أطوف بالعبير

من حسنه البديع

ويعتبر الشاعر موفقًا في اختيار الأوزان التي حملت المعاني بالسهولة الممزوجة بغنائية حلوة يحبها الأطفال.

ندعو الله أن يثيب الشاعر على هداياه للطفل المسلم.. وإلى المزيد.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة (197)

نشر في العدد 197

20

الثلاثاء 23-أبريل-1974

الأسرة (198)

نشر في العدد 198

17

الثلاثاء 30-أبريل-1974