; أربعة ملايين من بينهم 85% مسلمين في السنغال | مجلة المجتمع

العنوان أربعة ملايين من بينهم 85% مسلمين في السنغال

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970

مشاهدات 30

نشر في العدد 25

نشر في الصفحة 12

الثلاثاء 01-سبتمبر-1970

أربعة ملايين من بينهم 85% مسلمين في السنغال

·       حتى "إسرائيل" غرزت أنيابها فيها، وغمست السم في دسم تطعمه لها باسم المساعدات الاقتصادية واستغلال وتنمية الثروة الوطنية.

·        أما نحن، أقصد العرب والمسلمين فعن كل ما يدور حولنا مشغولون ويا ليتنا بما لدينا محتفظون، كنا أمة محاربة غرست في قلوبنا إرادة القتال، خيولنا مسرجة وسيوفنا مشرعة والموت عندنا أحب إلينا من الحياة، فأصبحنا أحرص الناس على حياة، لغيرنا الغلبة ولنا الركوع لسحر الروبل والدولارات.

·       نعود فنقول هذه القارة المسلمة أغلبية الذين يعيشون فيها مسلمون، ولكنهم في كل بلد مغلوبون على أمرهم وقد أنهك الاستعمار قواهم وتركهم ضعفاء وقد قوي عليهم غيرهم فتحكم فيهم القلة التابعة للاستعمار المنفذة لأغراضه وأتاح الفرصة للتبشير بالنصرانية فكثرت الكنائس والإرساليات التبشيرية بكل ما أوتيت من إمكانات لصبغ القارة بالصبغة النصرانية التابعة للغرب.

·       والسنغال

بلد مسلم من هذه البلاد الأفريقية يقع في شمالهـا الشرقي على ساحل المحيط الأطلسي في الجنوب من موريتانيا الغربية يحيط بها دول مالي، وغينيا، وغانا، وغامبيا.

من هذا البلد المسلم خرج زعيم إسلامي كبير يطوف العالم العربي هو الشيخ أحمد التيجاني وقد حل ضيفًا على وزارة الخارجية في الكويت وبرفقته السيد أحمد نيانق مستشار سفارة السنغال في بيروت وقد زار هذا الوفد السنغالي جمعية الإصلاح وجريدة المجتمع ويسر المجتمع أن تنفرد بنشر هذا التحقيق مع الوفد عن مكانة هذا العالم المسلم في السنغال وعن أحوال بلاده والمهمة التي يطوف البلاد العربية من أجلها.

•        في جلسة هادئة في فندق هيلتون كان الشيخ أحمـد التيجاني يجلس في تواضع واتزان وقد ارتسمت على محياه الشاب علامات الرضا والاطمئنان.

الهدف من الزيارة

•        وفي حديث ودي سألته المجتمع عن طبيعة المهمة التي جاء الوفد من أجلها؟

فأجاب السيد الشيخ:

-        جئنا إلى زيارة الكويت البلد العربي المسلم للاتصال بالمسئولين فيه، والتباحث معهم حول القضايا المهمة، قضايا الإسلام في هذا العصر الذي نعيش فيه؛ ولزيادة التعارف بيننا وبين أشقائنا المسلمين وللتباحث في شئون الإسلام.

«الشيخ أحمد التيجاني»

•        عالم سنغالي مسلم يطوف البلاد العربية.

•        «أفريقية المسلمة» أفضل وأصدق اسم يطلق على القارة السوداء.

•        القارة التي كانت موئلًا لأول هجرة إسلامية حمت عددًا من الرعيل الأول في ظل النجاشي الحاكم العادل للحبشة في ذلك الوقت.

•        القارة التي استقبلت القائد المسلم عمرو بن العاص فاتحًا لأعظم دولة فيها «مصر» ثم تلاه قائد تقي بطل هو عقبة بن نافع فتوغل في شمالها وتبعه قادة آخرون حملوا لواء الإسلام في ربوعها وبدأ الإسلام ينتشر فيها بسرعة انتشار النار في الهشيم.

•        القارة التي أخرجت بطولات لا ينساها التاريخ فانطلقت منها الفتوحات إلى بلاد الفرنجة في القارة الأوربية حتى طرقت أبواب باريس.

•        هذه القارة تعاني اليوم معاناة الوليد الذي يتعلم المشي في أرض مزروعة بالأشواك، هذه القارة البكر التي يسيل لها لعاب عمالقة العالم الغربي والشرقي ويسعون لاحتضان كل دولة تتفتح على الحياة المستقلة فيها.  

شيخ الطائفة التيجانية

·       نحب أن ننقل إلى القراء شيئًا عن وضعك في السنغال كعالم إسلامي والجماعة الإسلامية التي تمثلها؟

اعتدل الشيخ في جلسته وأجاب على سؤال المجتمع بكل اهتمام.

·       جدي السيد الشيخ الحاج مالك هو الذي أسس أكبر طائفة إسلامية في السنغال ولهذه الطائفة فروع في البلاد الأفريقية الأخرى، ولما توفى الجد -رحمه الله -تولى منصبه الوالد الخليفة المرحوم أبو بكر سي وقبل وفاته طلب منا أن نقوم على ساق الجد في تنظيم هذه الحركة والاستمرار في العمل مع الإخوان في كل إقليم وفي كل منطقة

·       وما أصل هذه الطائفة التيجانية وأساس نشأتها؟

-        الطائفة التيجانية وأصلها من المغرب العربي من فاس، وفي فاس دفن السيد الشيخ أحمد التيجاني أول من أسس هذه الطائفة في المغرب العربي، واسمي شيخ أحمد التيجاني تجاوبًا لهذه الإخوة التي كانت بين الطائفتين.

·       نحب أن يحدثنا الشيخ التيجاني عن الفلسفة التي تقوم عليها هذه الطائفة؟

ذكر وعمل اجتماعي

·       فلسفتنا هي الفلسفة الدينية الإسلامية المحضة كتاب الله وسنة رسوله، والطائفة التيجانية أصلها من المذاهب المتصوفة وأساسها الدين المحض، ولنا اجتماعات هادئة لذكر الله بعد صلاة الفجر وبين صلاة المغرب والعشاء وذكرنا لا يصحبه قرع للطبول أو غيره من البدع وللطائفة نشاط في ساحة العمل الاجتماعي ومركزها «داكار» العاصمة ولها فروع أخرى كثيرة في السنغال وفي غيره من البلدان الأفريقية، والطائفة تهتم بالمرأة السنغالية كما تهتم بالرجل وتقوم الطائفة بالتجول في أنحاء البلاد لإلقاء المحاضرات الإسلامية ونشر الوعي الإسلامي بين السنغاليين، كما أن كثيرًا من الوثنيين يدخلون الإسلام ونحن كما هو الحال المغرب العربي نتعبد على مذهب الإمام مالك.

·       هل للطائفة التيجانية مشاركة في الحياة السياسية في السنغال؟

-        الحق إننا شاركنا وسوف نشارك في كل ما تحتاج إليه الأمة السنغالية من إصلاح وتنظيم

 الجمعيات الثقافية الإسلامية

·       هل هناك طوائف أو جمعيات إسلامية أخرى في السنغال؟

-        في السنغال أيضًا حركات أخرى نظمت لإعانة الطوائف الدينية المحضة على وجود حل مناسب للقضايا العصرية وهذه الحركات هي الجمعيات الثقافية الإسلامية التي حققت وحدتها بحول الله تحت رئاسة وإشراف شقيقي الشاب السيد عبد العزيز الدباغ.

·       هلا تكرمتم بإعطاء المجتمع فكرة عن ثقافتكم وتعليمكم وأين تم ذلك؟

-        تلقينا العلوم الدينية في بيت الوالد وعلى يديه لأنه كان قبل كل شيء معلمًا ومدرسًا وكان من رجال التربية والثقافة العربية الإسلامية وقرأنا عليه الكتب الفقهية والنحوية واللغوية.

·       هل لديكم صحف ناطقة باسمكم؟

-        للجمعيات مجلة أفريقية تسمى «أفريقية المسلمة» تصدر باللغتين العربية والفرنسية وقد رأينا أعدادًا منها في وزارة الأوقاف عند زيارتنا لها.

 التبشير

·       وماذا عن الجمعيات التبشيرية في بلادكم؟

الجمعيات التبشيرية كثيرة في السنغال ولها نشاطات عجيبة ونشاطهم كما هو في كل مكان وهم يضحون بكل ما عندهم من نفائس في سبيل أغراضهم.

«وهنا تدخل مستشار السفارة السيد أحمد نيانق قائلا: إننا في السنغال لا نميز بين مسيحي ومسلم ولا نحب أن يكون بين الدينين تنافس عدائي وعلى الذي يريد التبشير لدينه أن يستخدم ما يريد من إمكانات ووسائل مشروعة».

 السنغال المستقلة

وانتقل الحديث بعد ذلك إلى السنغال أرضها وشعبها، فطلبنا من السيد الشيـخ التيجاني أن يعطينا فكرة فقال:

-        نالت السنغال استقلالها سنة ١٩٦٠ وقد كانت فيها أحزاب سياسية قبل الاستقلال كافحت وجاهدت في سبيل تحرير الوطن حتى تم الاستقلال بواسطة هذه الحركات، ولكن عن طريق الصداقة والإخوة والتعاون مع فرنسا بدون حرب.

·       هل يمكن أن تعطونا فكرة عن موقف السنغال من قضية الشرق الأوسط وعواطف المسلمين السنغاليين تجاه هذه القضية؟

-        قال المستشار أحمد نيانق: هذا سؤال سياسي

قال الشيخ أحمد التيجاني: موقف السنغال تجاه قضية الشرق الأوسط شيء رسم وقد أوضح مندوبنا في الأمم المتحدة كل التفاصيل التـي يحتاج إليها هذا الموقف.

·       وعن علاقة السنغال بإسرائيل والنشاط الصهيوني في السنغال؟

-        أجاب الشيخ التيجاني: ما رأينا إلا سفارة إسرائيل في السنغال وما علمنا شيئًا.

شعب السنغال

·       ثم تابع الشيخ حديثه عن السنغال فقال:

-        في السنغال أربعة ملايين نسمة، 85% منهم من المسلمين بعضهم يعمل في إطار الدوائر الصوفية التيجانية وبعضهم في إطار الجمعيات الثقافية، والاستجابة جيدة كما أن في السنغال ما يقرب من 2% وثنيين والباقي من النصارى، واللغة الرسمية في البلاد الفرنسية وهناك لهجات شعبية كالفولفية والتكرورية والسوسية وغيرها كثير؛ أما اللغة العربية فهي لغة الحديث عن الإسلام وهي التي تحترم وتقدر من قبل المسلمين هناك كما أنها لغة ثانية يتعلمها التلاميذ في المدارس، وفي السنغال جاليات عربية أغلبها من لبنان والمغرب ويشتغلون بالتجارة.

·       وماذا عن المرأة المسلمة في السنغال؟

 بين لباس المرأة السنغالية والمرأة العربية

وهنا تدخل المستشار السيد أحمد نيانق قائلا: إن المرأة السنغالية تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب وتختلط معه وليس عندنا حجاب والمرأة السنغالية تلبس اللباس الأوربي.

·       قلنا: أليس للمرأة المسلمة لباس يميزها؟

قال السيد أحمد إن المرأة تلبس أحيانا اللباس الوطني وهو لباس طويل غير أن بعض إخواننا من العرب يعترضون عليه، كلباس إسلامي يكشف عن جزء من الصدر والظهر ونحن نقول لهم إن الفتاة عندكم تلبس «الميني جيب».

تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى أسماء بنت أبي بكر وقد لبست قميصًا لا يستر جميع جسمها فقال لها: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض فلا يظهر منها إلا وجهها وكفاها».

وهنا تفضل الشيخ التيجاني فقال: الحق أن لباس المرأة يجب أن يكون ساترًا كما أمر رسول الله، ولكن الأحوال مختلفة من مكان إلى مكان، والمرأة السنغالية متمسكة بدينها وهي تساهم في الحركات الإسلامية والسياسية وتهتم الحركة التيجانية بالمرأة.

وعن التعليم

قال الشيخ التيجاني: في السنغال مدارس حكومية وأخرى خاصة والتعليم باللغة الفرنسية وقد تدرس اللغة العربية للراغبين فيها ومن أجل ذلك يأتي المدرسون من المغرب العربي لتدريس الدين واللغة العربية.

وفي عاصمة السنغال داكار جامعة حديثة على أرفع المستويات.

السنغال بلد زراعي

·       وسألت المجتمع الشيخ التيجاني عن اقتصاديات السنغال؟

- قال الشيخ: السنغال بلد لا يعرف قبل اليوم إلا الزراعة وخصوصًا زراعة الفستق وهناك علاقات اقتصادية مع الدول الكبرى والصغرى على هذا الأساس، ولكن تطورت الأحوال الاقتصادية منذ عهد الاستقلال إلى هذا اليوم والحمد لله أخذت الحكومة والشعب هناك يعملون في كل ما له ارتباط بالزراعة والصناعة والتجارة كما هي العادة في جميع أقطار الأرض.

وفي السنغال الآن ثروة زراعية وحيوانية ومعدنية وقد ظهر الفوسفات وكذلك البترول في الجنوب.

• وفي ختام هذا الحديث سألت المجتمع السيد الشيخ أحمد التيجاني عن انطباعه في زيارته للكويت فقال:

- نحن زرنا الكويت ووجدنا البلد بلدنا والإخوان إخواننا وأعجب ما يكون في الكويت روح الإخاء التي تسود الجو الكويتي فلا تفرقه عنصرية، بل محبة للعرب والأفارقة وجميع الناس ولقد اتصلنا بالمسئولين فوجدناهم على مستوى المسئولية.

تطواف من أجل التعارف

- هذا وقد تفضل السيد أحمد نيانق مستشار سفارة السنغال في بيروت فأدلى بالحديث التالي للمجتمع عن زيارة وفد السنغال السعودية والكويت وهذا هو ما تفضل به: -

كلفت والحمد لله بمهمة مرافقة معالي الشيخ أحمد التيجاني سي الزعيم الروحي بجمهورية السنغال وذلك في رحلته الإسلامية إلى المملكة العربية السعودية، وإلى دولة الكويت وحقيقة كانت فعلًا زيارتنا للمملكة العربية السعودية ناجحة كل النجاح، حيث تشرفنا بالمقابلة الملكية مع صاحب الجلالة الملك فيصل المعظم حفظه الله ورعاه في قصر جلالته العامر بجدة، وغمرنا جلالته بكل رعايته وعطفه السامي وكذلك رجال حكومته الرشيدة من جميع النواحي.

وفي مكة المكرمة العاصمة المقدسة تشرفنا بمقابلة معالي الشيخ محمد سرور الصبان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أيده الله ونصره وأطال بقاءه مع أعضاء الرابطة وفي مقدمتهم معالي الشيخ محمد صالح قزاز وكيل الأمين العام للرابطة والقائم بأعمال مشروع الحرمين الشريفين، وكانت المقابلة ناجحة جدًا حيث دار الحديث وحام حول القضايا الإسلامية عامة.

وبالاختصار وجدنا في جلالة الملك الفيصل المعظم وفي شعب المملكة العربية السعودية كل تجاوب إسلامي صادق مخلص أيد الله الملك ونصره وأطال بقاءه مع رجال حكومته الرشيدة.

وبعد قضاء أسبوعين ما بين جدة ومكة والمدينة للمقابلات وللعمرة والزيارة قد غادرنا جدة إلى الكويت صبيحة يوم الأحد 2 /8/70 وفي الكويت قوبلنا بالمثل، إذ تشرفنا بالمقابلة مع صاحب سمو ولي العهد ونائب صاحب السمو أمير دولة الكويت وحاكم البلاد ولاقينا من سموه ومن رجال الحكومة والشعب نفس الحفاوة البالغة.

ووجدنا الشيخ صباح الأحمد وزير خارجية دولة الكويت كعادته المألوفة عند سموه وهو دائمًا محبوب ومقرب إلى قلوب الجميع، ولنا نحن السنغاليين حظ الأسد في محبته سموه لجميع الناس وحرصه على مصالح الخلق، وتباحثنا مع سموه في شؤون الإسلام والمسلمين، وكانت المقابلة ناجحة للغاية كما زرنا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت وكذلك جمعية الإصلاح الاجتماعي ووجدنا كل ترحيب وحفاوة من المسؤولين فيهما، كما وجدنا الشعب الكويتي من أفضل الشعوب شعب خير يحب الخير للجميع.

السنغال في سطور

·       معظم المسلمين يعيشون في الشمال، بينما يعيش الوثنيون والنصارى في الجنوب

·       في السنغال أكبر عدد من المستوطنين البيض في غرب أفريقيا يبلغ عددهم 52 ألف مستوطن جلهم من الفرنسيين ويمسكون بأعلى المناصب في الحكومة لذلك استحقت السنغال لقب «فرنسا الأفريقية».

·       استقلت السنغال سنة ١٩٦٠وصار السيد ليوبولد سنجور رئيسًا للجمهورية «مسيحي» بتعيين من فرنسا المستعمرة، ولم تكن رئاسة الجمهورية من القوة بمكان، بل كانت القوة الحقيقية في يد رئيس الوزراء السيد محمد ضيا «مسلم».

·       شب صراع بينهما سنة ١٩٦٢ نجح فيه سنجور واعتقل محمد ضيا وذلك بمساعدة الجيش والشرطة وألغي منصب رئيس الوزراء.

·       في وزارة السيد ليوبولد سنجور ستة عشر وزيرًا منهم تسعة وزراء من المسلمين فقط وهؤلاء يتولون الوزارات الثانوية.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل