; أضواء على انتخابات المؤتمر الثامن للاتحاد الوطني لطلبة الكويت | مجلة المجتمع

العنوان أضواء على انتخابات المؤتمر الثامن للاتحاد الوطني لطلبة الكويت

الكاتب المحرر المحلي

تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1976

مشاهدات 10

نشر في العدد 297

نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 27-أبريل-1976

شهدت جامعة الكويت في الأيام السابقة صراعًا ساخنًا وتنافسًا قويًا حول انتخابات المؤتمر الثامن للاتحاد الوطني لطلبة الكويت لم تشهده الساحة الطلابية الكويتية من قبل، وذلك يعود إلى أهمية هذه الانتخابات والتي تعتبر بحق مفترق طرق بالنسبة للاتحاد، فإما أن يبقى الاتحاد في أيدي اليسار الممثل بالهيئة التنفيذية والقوى الانحلالية المائعة الممثلة في غالبية أعضاء الهيئة الإدارية.

وترجع أهمية انتخابات فرع الكويت للمؤتمر لما لهذا الفرع من مكانة بين باقي فروع الاتحاد الست من حيث ضخامة عدد منتسبيه وتواجده في الكويت، والدليل على هذا أن بهذا الفرع خمسة وعشرين ممثلًا في المؤتمر وبالتالي فإن الاتجاه المسيطر على ممثلين فرع الكويت سوف يمكن السيطرة على المؤتمر الذي يعتبر وبحق أعلى سلطة في الاتحاد إذ إن هذا المؤتمر والذي يعقد مرة واحدة كل سنتين أعلى سلطة في الاتحاد وله صلاحية تعديل الدستور وصبغ الاتحاد بالصبغة التي يراها من خلال قراراته وتوصياته التي تعتبر ملزمة لسائر فروع الاتحاد، ولقد ظلت المؤتمرات ومنذ نشأة الاتحاد تحت سيطرة اليسار والوسط التابع لليسار حتى بداية السبعينات عندما دخلت الساحة القوى الطلابية الإسلامية التي أخذت تقف في وجه هذا الاتجاه وبالجملة من أفكار وممارسات مخالفة لكل المبادئ الإسلامية وتقاليد وأعراف مجتمعنا الكويتي المسلم ونتيجة لهذا الصراع تبلورت في الساحة ثلاثة تيارات، الاتجاه الإسلامي، والذي يدعو إلى الوقوف في وجه التيار اليساري والانحلالي السائب الممثل في كل من القائمة الديمقراطية وقائمة الوسط الطلابي وجعل جامعة الكويت والحركة الطلابية تنتهج بصبغة الإسلام فكرًا وتطبيقًا.

ثانيًا: الاتجاه اليساري والمتمثل في القائمة الديمقراطية، هي قائمة أنشأها بعض الشخصيات الطلابية اليسارية ويتميز هذا الاتجاه «بانتماءاته» الفكرية المستوردة وعلاقاته الرسمية بالمنظمات والهيئات المحلية والعربية والعالمية ذات الاتجاه اليساري الواضح وهذا الخط يفتقر في جامعة الكويت إلى القاعدة الطلابية التي ترفض ما ينادي به هذا الاتجاه مما دعا القائمين عليه إلى تغيير أسلوبهم في العمل وإخفاء الصيغة اليسارية وذلك عن طريق إخفاء الشعارات اليسارية واستبدالها بشعارات وطنية وطلابية عادة وعن طريق إشراك بعض الطلبة غير اليساريين في القائمة لمحو الشبه عنهم ومن محاولة لكسب تأييد القواعد الطلابية في جامعة الكويت.

ثالثًا: الاتجاه الوسطي: وهو اتجاه يجمع الكثير من الشباب الجامعي ذوي الاتجاهات المختلفة ولكن كان المسيطر عليه بعض القيادات الطلابية الموالية لليسار وهو اتجاه سائب غير ملتزم إطلاقًا.

عندما اشتد الصراع بين هذه القوائم التزمت القائمة الإسلامية بخطها الإسلامي الواضح والتزمت كذلك القائمة الديمقراطية بخطها اليساري وبقي التيار الوسطي في صراع داخلي بين أعضائه أثناء محاولتهم تحديد موقعهم فعندما أصرت بعض المجاميع في هذا الاتجاه إلى الالتجاء إلى التحالف والتكاتف مع اليسار ممثلًا في القائمة الديمقراطية لم تجد الفئات المناوئة لها بدًا من الخروج عن هذا التيار نأيًا بنفسها وسمعتها أن تلطخ بنتيجة تعاون الوسط مع اليسار وخرجت هذه الفئات النظيفة في شكلين تنظيمين ودخلت القائمة المعتدلة معترك الساحة الطلابية في انتخابات الهيئة الإدارية الماضية واستطاعت بتأييد كل من الإسلاميين والمستقلين من تحقيق بعض الفوز، وعندما جاءت انتخابات المؤتمر الثامن نزلت كذلك القائمة المستقلة إلى جانب القائمة المعتدلة ثم نزلت القائمة الإسلامية وعندما أحست هذه القوائم المعادية للاتجاه اليساري والانحلالي في الجامعة بمؤشرات تدل على وجود تخطيط وتحالف بين كل من القائمة الوسط والقائمة الديمقراطية أو بصورة أخرى بين كل من الهيئة التنفيذية التي يسيطر عليها الديمقراطيون وبين الهيئة الإدارية التي يسيطر عليها الوسط اجتمعت هذه القوائم وسبقت كل من الديمقراطيين والوسط وأعلنت تحالفًا ثلاثيًا ضدهم وفعلًا نزلوا الساحة الطلابية في قائمة واحدة هي «القائمة الائتلافية» واستطاعوا خلال فترة زمنية بسيطة أن يكسبوا تأييد ومساندة القواعد الطلابية الكويتية وعندها لم يجد كل من اليساريين وتابعيهم من الوسط بدًّا من القيام بعمل ضد هذا الائتلاف وخصوصًا بعد أن ظهرت بوادر تدل على قوة هذا الائتلاف في القاهرة عندما نجح الإسلاميون في إقامة تحالف مع بعض العناصر المستقلة ذات الاتجاه المعتدل فازت بانتخابات المؤتمر في القاهرة وكذلك فاز نفس هذا الائتلاف الإسلامي- المعتدل ضد التحالف اليساري- الوسطي في الإسكندرية.

كل هذه البوادر والمؤشرات التي تدل على قوة هذا الائتلاف جعلت اليساريين وأتباعهم من الوسط ينزلون في قائمة واحدة تحت اسم الوسط الطلابي دون ذكر الائتلاف خوفًا من غضب القواعد الطلابية الرافضة لليسار وعندما، لم يجد هذا التحالف السري عمدت الهيئة الإدارية التي يسيطر عليها الوسط بلعبة ما يسمى بالتسجيل وهي عملية تم خلالها إقصاء الكثير من طلبة وطالبات الجامعة المخالفين للوسط ولليسار في الاتجاه، وذلك عن طريق حرمانهم من حق الترشيح والتصويت، وكان قد سبقها أيضًا لعبة المجلس الإداري الذي قام وبصورة غير شرعية بتجميد بعض الطلبة الذين يخالفون اليسار والوسط في الاتجاه؛ وانتهوا كذلك بلعبة أخرى وهي محاولة إجراء انتخابات بصورة غير قانونية وذلك في محاولتهم إجراء الانتخابات في كلية البنات في كيفان دون عقد جمعية عمومية حسب ما تنص عليه اللائحة الداخلية للدستور ورغم كل هذا فوجئ اليساريون وأتباعهم من الوسط بأن معظم طلبة وطالبات جامعة الكويت ليسوا معهم بل هم يقفون مع القائمة الائتلافية وضد التحالف غير الشريف الذي بين اليساريين والوسط.

كل هذا أدى إلى اهتزازهم وجعلهم يفقدون الثقة بأنفسهم وبعقيدتهم على خوض الانتخابات ضد هذا الائتلاف فعمدوا عن طريق الهيئة التنفيذية المسيطرين عليها إلى تعليق انتخابات فرع الكويت وسائر الفروع في محاولة منهم بإلغاء نتائج كل من القاهرة والإسكندرية ومحاولة تهيئة الجو لهم بالساحة الطلابية الكويتية عن طريق نشر الإشاعات والأكاذيب حول القائمة الائتلافية استعدادًا لجولة أخرى ولكن يبدو أن كلًا من اليسار والوسط يدفعان بالاتحاد إلى الهاوية وذلك باستهتارهم بدستوره ولوائحه بل حتى وبقواعده الطلابية وأنهم بسلوكهم هذا غير القانوني والفاقد للشرف، قد يدفعون بباقي القوى داخل الاتحاد إلى الانشقاق وخلق اتحاد جديد لا يكون فيه لليسار أي سلطة.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الجامعة والأساتذة الزائرون[1]

نشر في العدد 42

31

الثلاثاء 05-يناير-1971

هل نستجيب؟

نشر في العدد 5

30

الثلاثاء 14-أبريل-1970