; أكاديمي وخبير دوائي يؤكدان لـ«المجتمع»: الذكاء الاصطناعي في الطب قـــادم وحتمـــــي | مجلة المجتمع

العنوان أكاديمي وخبير دوائي يؤكدان لـ«المجتمع»: الذكاء الاصطناعي في الطب قـــادم وحتمـــــي

الكاتب حسن القباني

تاريخ النشر السبت 01-أبريل-2023

مشاهدات 738

نشر في العدد 2178

نشر في الصفحة 20

السبت 01-أبريل-2023

بات الذكاء الاصطناعي المستقبل الرابح للرعاية الصحية، فيما تبرز تحديات كبيرة تواجه ذلك التطور الطبي، في مقدمتها الأخطار الأخلاقية.. هذه خلاصة ما أكده لـ«المجتمع»، كل من الأكاديمي المصري د. أحمد البنداري، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة بنها، عضو لجنة تحكيم الأبحاث المقدمة لجمعية القلب الأوروبية.. والخبير الدوائي مستشار التعليم الطبي المستمر د. عبدالصمد خطاب، الذي يعمل كذلك مستشاراً لعدد من شركات الأدوية بمصر.

بداية، أوضح د. أحمد البنداري، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة بنها، أن المجال الطبي سيعتمد كثيراً في الفترات المقبلة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، لكن دون إخلال بموقع الطبيب الأساسي، الذي يجب أن يواكب تلك التغيرات التكنولوجية الطبية القادمة.

وحول تشابكات الذكاء الاصطناعي مع الجانب الطبي حالياً، وأكثر أشكال الذكاء الاصطناعي شيوعاً في التوظيف الطبي، قال: يتشابك الذكاء الاصطناعي مع المجال الطبي كثيراً في الآونة الأخيرة، خاصة في المجالات الطبية التي تعتمد على التكنولوجيا الرقمية مثل الأشعة التشخيصية؛ فعلى سبيل المثال: هناك أبحاث طبية حديثة تشير إلى إمكانية تقدير نسبة الخطورة القلبية المستقبلية باستخدام أشعة عادية على الصدر، هذا بالإضافة إلى تكنولوجيا الأتمتة (تقنية تهتم بتنفيذ عملية ما من خلال الأوامر المبرمجة مع التحكم التلقائي في التغذية الراجعة، لضمان التنفيذ الصحيح)، والتعلم التلقائي لقراءة رسم القلب وتحديد مستويات الخطورة من خلال ترك الآلة تتعلم على أعداد مهولة من رسومات القلب تصل لمئات الآلاف.

وأكد د. البنداري أنه من الصعب أن يحل الذكاء الاصطناعي تماماً مكان الطبيب؛ ذلك لأن القرار الطبي (سواء في التشخيص أم العلاج) يعتمد على عوامل كثيرة، بما فيها الجوانب الإنسانية، وتلك العوامل مستحيل أن تقوم الآلة بأخذها في الحسبان، والأمر الأكيد هو أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستمثل عاملاً مساعداً ومسهلاً لمهام الطبيب اليومية، مثل: تنظيم العمل الورقي، وأرشفة السجلات الطبية، وتعضيد التشخيصات الإكلينيكية، ويمكن القول: إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الطبيب، ولكن الطبيب الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي سيحل محل الطبيب الذي لا يستخدمه!

وحول إمكانية إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب أكد أستاذ أمراض القلب أن كل شيء في الحياة قد يكون سلاحاً ذا حدين، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي رغم مناقبها سالفة الذكر، فإنه قد يكون لها بعض التبعات السيئة، منها على سبيل المثال لا الحصر: الاعتماد الكلي عليها في التشخيص دون النظر لاعتبارات أخرى، بالإضافة إلى خطر سرقة معلومات المرضى الطبية الخاصة، وتحديات متعلقة بالحفاظ على خصوصية معلومات المريض، كل هذا بالإضافة إلى صعوبات متعلقة بصيانة الآلات، كما أن التحول التدريجي لزيادة الاعتماد على تكنولوجيا الأتمتة قد يزيد من كلفة الخدمة الصحية.

وفي نهاية حديثه مع «المجتمع»، أكد د. البنداري أن الذكاء الاصطناعي قادم لا محالة، وسباق الاعتماد عليه محتدم، ويجب أن يكون كل طبيب، وكل نظام صحي، على أتم الاستعداد لتقبل الوضع الجديد، لأنه حتمي.

ثورة علمية

من جانبه، أكد الخبير الدوائي مستشار التعليم الطبي المستمر د. عبدالصمد خطاب، لـ«المجتمع»، أن هناك ثورة علمية تقنية في خدمات الرعاية الصحية، مشدداً على أنه متفائل بشأن مستقبل التكنولوجيا في المجالين الطبي والدوائي، بشرط تلافي المخاطر الأخلاقية المرتبطة بتغول الذكاء الاصطناعي في عالم الصحة.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يقترن بمخاطر غير أخلاقية، كونه يعتمد أساساً على إدخال البيانات والمعلومات المرضية والتشخيصية، التي قد يساء استخدامها لصالح أصحاب رؤوس الأموال والاستثمارات الضخمة التي تصب في القطاع الصحي العالمي، وحصر هذه البيانات بصورة غير أخلاقية تصب بالمنفعة على جهات معينة دون غيرها؛ ما قد يعود بالضرر على مستخدمي هذه المنصات التكنولوجية، ويعود بالضرر على جميع قطاعات العمل الطبي والدوائي.

ونبه إلى أنه لتحقيق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والحد من الممارسات الخاطئة، لا بد من وجود بعض التعليمات والنصائح المجتمعية والإرشادية للحفاظ على الملكية الفكرية لكل ما هو جديد ونافع، أهمها الشفافية والموضوعية لمن يستخدم هذه الخدمات، وحماية خصوصية المعلومات الفردية للمرضى، وعدم الإفصاح بها لأي جهة كانت، مع تحلي مصمم الذكاء الاصطناعي بصفات مثل الأمانة والوفاء والدقة في إدخال البيانات التي يترتب عليها مخرجات قد تغير من النتائج النهائية لصالح هيئات أخرى.

إمكانات ضخمة

وأكد د. خطّاب أن الذكاء الاصطناعي يتضمن إمكانات ضخمة تؤهله لتحسين صحة ملايين الأفراد وتحسين جودة الخدمات المقدمة في المؤسسات الصحية، ويوفر فرصاً جيدة وسريعة للتشخيص والفحص الدقيق، وتقديم حلول علاجية متميزة تخضع للتوصيات الطبية الدوائية العالمية، كما أنها تساعد في تحسين الرعاية السريرية للمرضى وتعزيز الأبحاث العلمية، وكذلك تطوير العقاقير المستخدمة في علاج الأمراض المختلفة.

وأضاف: ولا يتوقف عطاء الذكاء الاصطناعي عند القائمين على الرعاية الطبية، بل يمتد إلى المريض نفسه، حيث إنه يمكِّن المريض أيضاً من الوعي بالأمراض وأخطارها وكيفية السيطرة عليها من خلال بعض التطبيقات التي تشير مثلاً إلى ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم لمريض السكري، ويساعدهم في تلافي الوصول إلى الدرجات المرضية الحرجة؛ وبالتالي يحافظ المريض على استقرار حالته باتباع التعليمات اللازمة التي تصل إليه فور طلبها من هذه التطبيقات التي تكون مبرمجة ذاتياً للرد السريع على مثل هذه الحالات.

وأشار د. خطّاب إلى أن الذكاء الاصطناعي يقود حالياً ثورة علمية في المجال الطبي، فمن خلاله يتمكن الطبيب من سرعة تشخيص الأمراض المختلفة بمجرد عرض البيانات المرضية والفحوصات التشخيصية والمعملية، أيضاً عرض خطط علاجية مختلفة يختار منها الطبيب الخطة المناسبة التي تتماشى مع نوعية الحالة المرضية، ومن خلاله يتابع المريض حالته؛ وهو ما يعني تحسين مستوى الرعاية الصحية، ووجود بشريات طيبة يحملها لنا الذكاء الاصطناعي يجب أن نتعايش معها.

وفي النهاية، أكد الخبير الدوائي أن المستقبل الطبي والدوائي في حضرة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تحديداً مبشر للغاية، ويدعو إلى التفاؤل والتمسك بالأمل، فعجلة التكنولوجيا الدائرة قد ترسم لنا رفاهية صحية للوصول الى إنسان أفضل، لأنها تعطينا فرصاً علاجية آمنة لعلاج بعض الأمراض المستعصية من خلال تطوير صناعة العقاقير الآمنة والموجهة إلى مرض معين، والمطورة لتقليل الآثار الجانبية للعقار وصولاً إلى إعطاء عقاقير بدون آثار جانبية، بجانب التعامل مع طفرات العلاج الجيني التي تعتمد على إزالة بعض الجينات المسؤولة عن بعض الأمراض المزمنة؛ وبالتالي تتضاءل نسبة حدوث هذه الأمراض، والوصول إلى الأماكن البعيدة والمهمشة صحياً.

 

الرابط المختصر :