الثلاثاء 20-يونيو-1972
بسم الله الرحمن الرحيم
أكثر من موضوع
التعصب الهندوسي يخرق الدستور والقانون
بعد «قتل» المسلمين.. جاء دور «قتل» ثقافتهم.
الحكومة الهندية تستولي على جامعة «عليكرة»
أخيرًا ذكرت الأنباء أن الحكومة الهندية نفذت قرارها الحاقد واستولت على جامعة «عليكرة» الإسلامية العريقة التي ظلت تتحرش بها لمدة طويلة من الزمن مأخوذة بالحقد الهندوسي الأسود على كل ما هو مسلم أو يمت للإسلام بصلة مهما كان.
في الهند يوجد حزب معارض يسمى حزب «جانا سنغ» هذا الحزب يعرف في قاموس السياسة الهندية بالحزب المعادي للإسلام وهدفه السياسي هو تذويب الأقلية الإسلامية التي تبلغ أكثر من ٦٠ مليون نسمة في الأغلبية الهندوسية باعتبار أن سكان الهند يجب أن يكونوا هندوسًا طوعًا أو كرهًا بحجة الوحدة القومية.
لذلك فقد أطلق زعيم الحزب بهاي ما هفير دعوته الحاقدة بضرورة ضم جامعة «عليكرة الإسلامية» إلى التعليم المدني الهندي لإلغاء الطابع الديني الذي تمثله داخل المجتمع الهندي.
وانتقل الموضوع إلى البرلمان كما هو مخطط له ثم نفذته الحكومة أخيرًا متجاهلة كل أصوات الاستنكار التي ارتفعت بين المسلمين في الهند عامة وبين طلاب جامعة "عليكرة" خاصة.
والمعروف أن جامعة عليكرة الإسلامية هي جامعة أهلية أسسها المسلمون بهدف توفير التعليم الديني الإسلامي لأبناء المسلمين في الهند في مناخ يناسب الثقافة والحضارة الإسلامية.
وحينما كانت مسألة توفير التعليم الحديث في معهد إسلامي قيد النقاش ذكر العلامة الشبلي أن هدفهم من إنشاء الجامعة: «أن يظل تعليم أبنائهم تحت رعايتهم وأن يظلوا أحرارًا في تكييف مستقبل شبابهم ثقافيًا ودينيًا وتربويًا».
من هذا الحديث يتبين أن مستقبل جامعة «عليكرة» يعني مستقبل الوجود الإسلامي في الهند خصوصًا من الجانب التعليمي والثقافي والحضاري، لذلك لم يكن مستغربًا أن تكون جامعة «عليكرة» هدفًا للعقلية الهندوسية المتعصبة والتي تجاوزت كل ادعاءاتها الديمقراطية لتتخذ هذا الإجراء الآثم، بل تجاوزت حتى القانون والدستور الهندي:
فقد نصت المادة ٣٠ (۱) من الدستور على الآتي: «جميع الأقليات سواء أكانت دينية أو عنصرية تتمتع بحق إنشاء وإدارة مؤسساتها التعليمية الخاصة التي تختارها».
ونصت المادة ۳۰ (۲) على الآتي: «على الدولة ــ في منحها للمساعدات التعليمية ــ ألا تفرق بين مؤسسة وأخرى بحجة أنها تتبع لأقلية سواء أكانت أقلية قائمة على الدين أو اللغة».
ومع ذلك فالحكومة الهندوسية لم تتردد في توجيه الضربة لهذه المؤسسة الإسلامية العريقة التي ظلت لسنين طويلة ضمانًا للوجود الديني في المجتمع الهندي ورمزًا للكيان الإسلامي الكبير.
لكن المسلمين اليوم في وضع من الهوان يعزي الحاقدين عليهم بكل شيء، فقد أقامت الهند المذابح للمسلمين ولم يحرك ذلك ضمير المسلمين واحتلوا كشمير فلم يتحرك أحد واحتلوا أكبر وأغنى جزء من باكستان فلم يحرك ذلك أحدًا واليوم ينزلون الضربة القاضية لآخر معقل كبير للإسلام في شبه القارة الهندية وغدًا يصبح من السهل عليهم الاستيلاء على باقي جامعات المسلمين الهندية مثل جامعة لكنو والجامعة العثمانية وغيرها التي بناها المسلمون بعرقهم وجهدهم.
ذلك أن جامعة عليكرة قد صفيت بقانون وليس بمجرد قرار سياسي وسيظل القانون نافذ المفعول، وأخيرًا، فهل بقي للحكومات الإسلامية قليل من الضمير والإحساس بالإسلام حتى ترفع صوتها بالاحتجاج.. مجرد الاحتجاج؟
موريتانيا الإسلامية تستفيد من الصندوق الكويتي
في الأسبوع الماضي وافق مجلس الوزراء على اعتبار دولة موريتانيا الإسلامية من الدول التي بإمكانها الاستفادة من مساعدات وخبرات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
كما بحث مجلس الوزراء جدول أعمال مجلس الأمة واطلع على البيان التفصيلي عن مشروع ميزانية الدولة للعام الحالي 72/ 1973.
أهلًا
الدنيا لن تطير
الفرص التي يتاح فيها الكلام كثيرة واللقاءات بالناس ــطوال العمرــ متاحة ومتوفرة، واللسان يستطيع في أية لحظة.. أن ينطلق.. وينطلق.
إذن فلم اللهفة على الحديث؟ ولم التعجل؟ ولم يمارس الإنسان عادة تخطي رقاب الآخرين في الكلام؟
إن الإصغاء فضيلة عظيمة؛ لأنه يعبر عن إرادة واعية، وعن قدرة بارعة في السيطرة على الأعصاب، والتحكم في أدوات التعبير.
والإصغاء إلى جانب هذا يهب صاحبه من الخير، ويورثه من درجات الترقي ما يعجز عن منحه إياه الكلام.
• الإصغاء يمكن صاحبه من فرصة التفكير الهادئ فيما يقوله الآخرون؛ ذلك أن سيطرة الإنسان على نزعة الكلام فيه تجعل التفكير مشغولًا بما يقال، وليس مشغولًا أثناء حديث الآخرين بتزويق الكلمات المتحفزة للخروج بلهفة عجيبة.
• والإصغاء يكسب صاحبه ودًا من الآخرين، وتقديرًا من الذين يلقاهم هنا وهناك، في العمل أو المناسبات العامة أو في الطائرة أو في البيت، فما أجمل فضيلة الإصغاء حين يتحلى بها الزوجان، أو يتحلى بها الآباء والأبناء في سمرهم مع بعضهم!.
• والإصغاء يهب صاحبه فضيلة «الاستيعاب» والدقة، ويجعله أقرب إلى نزاهة القضاة العادلين في دراسة الملابسات وإصدار الأحكام.
• إن أمتنا أمة كلام! وهي في حاجة إلى فضيلة الإصغاء؛ فقد أتلف تفكيرها وأزعج هدوءها النفسي الإسراف في الكلام.
أليس من الغريب أن تجد مجلسًا يشتبك فيه الجميع في الكلام، الكل يتكلم ولا أحد يصغى لأحد.
زين
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل