العنوان أكثر من موضوع "97"
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1972
مشاهدات 32
نشر في العدد 97
نشر في الصفحة 2
الثلاثاء 25-أبريل-1972
«الماكسي» جاء «موديلًا» عابرًا.. فأصبح زيًا «مقيمًا»!
محافظ بني سويف يلزم الطالبات والمدرسات بارتداء الماكسي
«المكيرو جيب، والميني جيب» أصبحت أزياء وموديلات محرمة في بني سويف، تقرر استبدال الماكسي والبنطلون فقط بهذه الموديلات، وجعلها زيًا إجباريًا في مدارس البنات بالمحافظة، القرار يشمل الطالبات والمدرسات على السواء.
صاحب الفكرة، كما تقول بثينة زكريا المحررة المقيمة في بني سويف، هو المحافظ محمد عثمان إسماعيل والفكرة تهدف -على حسب تعبير المحافظ- إلى دعم الأخلاق الدينية وتنمية تقاليدنا الشرقية، التي تتسم بالحشمة والوقار وحرصنا على الأخلاق والآداب العامة، ولهذا تقرر وضع زي إجباري لمدارس البنات بالمحافظة تلتزم به الطالبات والمدرسات على السواء، وهو عبارة عن مريلة طويلة وبنطلون بالنسبة للطالبات، وبالطو أبيض طويل يمتد إلى أسفل الركبة بالنسبة للمدرسات، ويسبق تنفيذ القرار حملات توعية في النواحي الأخلاقية والدينية تقوم بها نخبة من رجال الدين في القرى والمدن تهدف إلى تدعيم هذه القيم في مجتمعنا وحث المواطنين على العمل وزيادة الإنتاج.
وتمشيًا مع هذه السياسة قرر المحافظ أيضا التوسع في إنشاء مكاتب تحفيظ القرآن الكريم في المدارس، كما قرر أيضًا تعديل مواعيد الفسح في المدارس بحيث تتناسب مع مواعيد الصلاة لتشجيع الطلاب على تأدية الفرائض الدينية، وبالنسبة للطلبة قرر المحافظ منع «الخنفسة» وإطالة الشعور والسوالف وطرد المخالفين منهم إذا لزم الأمر.
أخبار اليوم 20 / 4 / 72
حرب شوارع بين الطلبة.. والشرطة اللبنانية
لماذا لا توجه هذه الشجاعة -من الطرفين- نحو العدو الرابض في الجنوب!
أهلًا!
مبروك عليك
في أهازيج احتفالهم باستقلال بلادهم، غرد أطفال الجزائر بنشيد، مؤثر لخص- بعمقه- قضية تاريخ الجزائر، وطبيعة انتمائها.
شدا الأطفال الصغار بهذا النشيد:
* يا محمد مبروك عليك
* يا محمد الجزائر عادت إليك
والمخاطب هنا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
إن أطفال الجزائر يهنئون رسولهم ويزفون إليه بشرى عودة الجزائر إليه وانضمامها إلى موكبه، وأخذ مكانها خلفه في الصف المؤمن الحر المبارك.
أجل، فبعد غياب طويل، بعد التحرر من استعمار استهدف محو شخصية الجزائر الإسلامية، وطمس لغة القرآن فيها، تعود الجزائر إلى مكانتها، وتسترد أصالتها،
طاف هذا المشهد بالذهن، ونحن نرقب مطلع ربيع الأول -ربيع مولد رسولنا عليه الصلاة والسلام- ونبصر أوضاع المسلمين في هذه المنطقة، وفي العالم كله، وفي هذا الموقف وفدت أسئلة تقول:
* ترى متى يبلغ الكبار عندنا مستوى أولئك الأطفال الذين تخطوا تخوم الزمان والمكان، وسارعوا إلى نبيهم الكريم يزفون إليه بشرى عودة الجزائر إليه؟
* متى يهنئ أطفال المسلمين في هذه المنطقة، وفي غيرها نبيهم بعودة مسراه ومصلاه، بعودة بيت المقدس إليه؟
* متى يهنئونه بتحرير العالم الإسلامي كله من الاستعمار، والاحتلال؟
* متى يهنئونه بعودة العزة، والكرامة، والحرية إلى الإنسان المسلم. فلا يذل، ولا يهون، ولا يستعبد؟
مولد النور
إنها ليست قصة ميلاد طفل بل هي قصة النور الذي أشرقت به الدنيا فكان ضياءها وبهاها.. ولذلك كان حمله ورضاعه قرة عين لكل امرأة وسيدة وإن كانت قد شرفت به «آمنة بنت وهب»، «وحليمة السعدية» إلا أن سناه الباهر كرم الأمومة كلها، وأعز النساء بالإنجاب له في شخص إحدى شقيقاتهن فليس غريبا بعد ذلك أن تتمناه «خديجة بنت خويلد» زوجا لها.. إنها بلا شك قد سمعت ما نقل عن آمنة «أنني رأيت نورًا ساطعًا على جبينه لم أشهده على جبين أي طفل من قبل» وما عرف عنه من رجاحة العقل صبيا وما قصة تحكيمه في وضع الحجر الأسود ببعيدة.
ولقد شاء الله أن تكون الرسالة الخاتمة في شخصه، ويكون داعيها الأول ويضرب للمخلصين والمخلصات المثل الأعلى في الصبر على الدعوة واللجوء إلى الله في الشدة اللهم أني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي.. إلى من تكلني؟! إلى
«قريب بتجهمي أم إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي»
وأكاد أتمزق حسرة وألمًا على هؤلاء الذين عميت قلوبهم فكادوا له وآذوه!! وهو داعيهم إلى الخير، ومنقذهم من النار!!
فيا أختي المسلمة:
عيشي معنا في جو السيرة العطرة بروحك وقلبك مع عقلك وفكرك وابدئي معنا على الدرب من هذه البداية لتتكون منا جماعة المؤمنات، الصادقات، الصابرات، القانتات، الذاكرات... والحمد لله أن الطريق أمامنا واضح، والدنيا حائرة تبحث عن رسالتنا في أشخاصنا...
ولتكن ذكرى الحبيب محمد بداية طيبة لمنطلقنا.
أختك فاطمة عبد الرحمن الصليبخات
وجبة الروح
* تأملات في الفاتحة التي تقرئينها في كل صلاة، فريضة كانت أو نافلة. والتي تحتسب آياتها سبعًا، والتي قيل بأنها المقصودة بقوله تعالى
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ (الحجر: 87).
لأنها يثني بها ويكرر في الصلاة، ولأنه «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»، ولأنها جماع العقيدة فيما تشتمل عليه من صدق التوجيه إلى الله وحده بداية ونهاية، ومسلكًا وطريقًا، ولأنها تجدد في النفس كل آن بواعث الطمأنينة، وتدفع عنها عوامل القلق والاضطراب، وتضع الإنسان في ظلال الرحمة بكل معانيها ومجالاتها، وتصل قلب المرء بالعالم العلوي الذي يفيض على العباد من خزائن لا تنفد، ويمده من روافد لا ينضب معينها وتحرر كل مسلم ومسلمة من عوائق العبودية للبشر والاستذلال للطبيعة ففيما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة –رضي الله عنه– أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قال: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل العبد، إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».
تأملات فى حديث شريف
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تباشر المرأة المرأة، فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها!».
(رواه البخاري ومسلم)
· لقد أحسست وأنا أقرأ هذا الحديث النبوي الشريف، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يجلس بيننا، ويسمع حديثنا ونجوانا، ويحذرنا أخطار هذه النجوى، وهذا الكلام الذي تنفلت به ألستنا دون إدراك أبعاده!
· كم من امرأة جلست في مخدعها مع زوجها تصف له إحدى صديقاتها وصفًا كاملًا شاملًا لمحاسن جسدها وعذوبة أسلوبها، غير مدركة نسج الخيال وانطباعاته في نفس بعلها!
· ألا تعرف أن الحديث الهامس أشد في أثره من سحر الساحرين وأن «الأذن تعشق قبل العين أحيانا»! وأن غير المرئي أقوى من اللهفة عليه من الصورة المشاهدة! وأن حب الاستطلاع قد يدفع الزوج إلى رؤية الصديقة، وبمنظار مجهز قبلًا عن طريق زوجته، وأن اللقاء سیجسم الصورة ويزيد الرغبة في التمتع بها نظرة وراء نظرة ثم لا يعلم إلا الله ما يحدث بعد ذلك.
· ألا تدركين أن الشيطان سيتدخل بأساليبه الخفية إلى نفس زوجك فلا يغض الطرف عن بعض نقائص مفاتنك! وليس هناك في الوجود امرأة كاملة، ولديه إمكانيات الزواج بها كضرة لك.!
· إنك بهذا الحديث تدقين مسمارًا في عماد حياتك الأسرية لينفلق العمود أو ينكسر!
لهذا كله كان تحذير النبي –عليه الصلاة والسلام– وصدق الله إذ يقول فيه ﴿ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ﴾ (الأحزاب: 6).
ويقول ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾ (التوبة: 128).
- صلوات عليك يا رسول الله، وجزاك عن نساء المؤمنين خير ما جزي به نبيا قبلًا.
أفراح الروح
لقد بعث الشهيد سيد قطب برسالة إلى أخته «أمينة» تضمنت عدة مبادئ وأفكار.
هي حصيلة خبرته وتجاربه، فما أولانا معشر الفتيات المسلمات أن نقرأها ونتدبرها ونعمل بها قال–رحمه الله –:
عندما نعيش لذواتنا فحسب تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود، ولكن عندما نعيش لغيرنا، أي نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مغادرتنا لوجه هذه «الأرض».
فنحن بذلك نربح أضعاف عمرنا الفردي، نربحها حقيقة لا وهمًا فتصور الحياة على هذا النمط يضاعف شعورنا بأيامنا، وساعاتنا، ولحظاتنا.
وليس الحياة بعدد السنين ولكنها بعد المشاعر، وما يسميه الواقعيون وهمًا، هو في الحقيقة واقع لأن الحياة ليست شيئًا آخر غير شعور الإنسان بالحياة، لأنه متى تجرد الإنسان من الشعور فقد تجرد من الحياة في معناها الحقيقي، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
كم أتمنى أن يعي كل مسلم هذه الوصية فيأخذ على نفسه عهدًا بأن يشرح لأخته أو زوجته هذه المبادئ بنفس الروح التي كتب بها الشهيد لأخته، فلیس عسيرا أن يرفع من قاموس المؤمنات والمؤمنين بند «المصالح الشخصية» وتمحى كلمة الـ «أنا» من حياتنا الاجتماعية!
فاطمة - الصليبخات
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل