; أكسون وموبيل.. أكبر اندماج في التاريخ يولد أضخم عملاق نفطي | مجلة المجتمع

العنوان أكسون وموبيل.. أكبر اندماج في التاريخ يولد أضخم عملاق نفطي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الاثنين 01-فبراير-1999

مشاهدات 16

نشر في العدد 1335

نشر في الصفحة 24

الاثنين 01-فبراير-1999

انقلاب احتكاري لن تصمد أمامه أوبك وتتضرر منه بلدان النفط

  • أكسون وموبيل.. أكبر اندماج في التاريخ يولد أضخم عملاق نفطي
  • الشركة الجديدة تمتلك: ٢٠.٧٤٣ مليار برميل نفط احتياطي و ٤٧ ألف محطة للمحروقات وتنتج ١,٦٣١ مليون وتكرر ٦,٦٦ ملايين يوميًا 
  • خبراء: الهدف ليس ضغط النفقات أو انخفاض أسعار النفط، وإنما السعي لتكوين شبكة ضخمة تسيطر على الأسواق والأسعار في وقت باتت أوبك منافسًا ضعيفًا 

  • حمى اندماجية بين شركات النفط العالمية.. بريتيش بتروليم وأموكو بـ ٥٣ مليار دولار... بتروفينا وتوتال بـ ٣٩ مليار وشل وتكساكو دمجت عمليات التكرير

في خطوة كبيرة خلفت علامات استفهام عديدة بين جميع المهتمين بعالم النفط وافقت شركة أكسون «النفطية» العملاقة على شراء شركة موبيل، التي تبلغ قيمتها ٧٧.٢ مليار دولار، في أكبر اندماج في التاريخ لتتشكل أكبر مجموعة نفطية في العالم، وجاءت الصفقة في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه مجموعة توتال الفرنسية أنها ستندمج مع «بتروفينا» البلجيكية في صفقة قيمتها ٣٩ مليار دولار، لتصبح سادس أكبر شركة نفطية، كما تجيء الصفقتان معًا في وقت تال الإعلان بريتيش بتروليوم شراء شركة أموكو بمبلغ ٥٣ مليار دولار، وهو الاندماج الذي كان يعتبر الأكبر في عالم النقط حتى الآن.

وتتركز التساؤلات - لا في دوافع الاندماج بل في مدى تأثير هذه الاندماجات العملاقة - علي سوق النفط وعلى هيكلة قطاع النفط عالميًا، وطبيعة العلاقة بين المنتجين والمستهلكين ومستقبل الأسعار، واتجاهاتها المتوقعة خاصة أن صفقة الاندماج بين «أكسون» و«موبيل» سيترتب عليها ظهور أكبر عملاق نفطي في العالم، محققة بذلك رقمًا قياسيًا في إطار موجة الاندماجات التي تعصف بالعالم، حيث تتجاوز قيمتها مبلغ الـ ٧٢,٦ مليار دولار التي دفعتها مجموعة ،«ترافلرز جروب» لشراء «سيتيكورب» في وقت سابق من السنة الماضية.

 وتتخذ الشركة الجديدة «بعد الاندماج بين أكسون وموبيل»، من مدينة ارفنج بولاية تكساس الأمريكية مقرًا لها، ويقع مقر عمليات التكرير والتسويق في ولاية فيرجينيا حيث مقر موبيل أما مقر إدارة أعمال التنقيب والإنتاج والكيماويات فيكون في ولاية هوستن.

ولا شك في أن صفقة بهذا الحجم والقوة ستطرح واقعًا جديدًا في خريطة النفط لفترة طويلة قادمة، وستفتح الباب أمام منافسة الشركات النفطية المملوكة لدول «أوبك» من حيث الاحتياطي، حيث تملك الشركة الجديدة الناتجة عن الاندماج احتياطيات تصل إلى ٢٠,٧٤٣ مليار برميل من النفط والغاز، وهذا الاحتياطي أكبر من احتياطي إندونيسيا ونيجيريا، وتنتج الشركة الجديدة ١.٦٣١ مليون برميل يوميًا وتصل طاقتها المكررة ٦,٦٦ ملايين في اليوم، وتملك الشركتان نحو ٤٧ ألف محطة للمحروقات في العالم، ثلثها في الولايات المتحدة.

 إن تتبع الأرقام الخاصة بكلا الشركتين خاصة أكسون العملاقة، قد يعطي تصورًا معينًا عن مدى التغير المتوقع على أسواق النفط، وعلى مكانة منظمة الأوبك نفسها والتي تزيد سوءًا يومًا بعد يوم، إذ لم تظهر أوبك أي مؤشر قوة خلال أزمة النفط المستمرة منذ نهاية العام الماضي حتى اليوم، فحتى التخفيضات التي أقرت داخلها بقيمة ٢٠٦ مليون برميل جاءت بمبادرات فردية من بعض الأعضاء أو من خارجها، ثم انتقلت هذه المبادرات إلى أروقة الأوبك التي ألقت عليها مظلتها، وقد انعكس هذا الضعف البادي على المنظمة على الأسواق التي فقدت الثقة فيها ولم تعد تهتز الأنباء اجتماعاتها، خاصة بعد الاجتماع الأخير في فيينا الذي قررت فيه الأوبك تأجيل اتخاذ قرار حتى مارس المقبل.

لماذا الاندماج؟:  كان اندماج بريتيش بتروليوم البريطانية وأموكو الأمريكية الذي تم بداية العام الماضي قد فتح الباب واسعًا أمام شركات النفط الكبرى للاندماج، ولم تكن حالات أكسون وموبيل، أو توتال وبتروفينا هي الوحيدة، قد دمجت شركتا شل وتكساكو عمليات التكرير في  الولايات المتحدة وهو الاندماج الذي دخلت أرامكو جزئيًا فيه عبر شراكتها في مشروع ستار انتربريز، لتكرير وتسويق النفط غرب الولايات المتحدة.

ولكن ما دوافع هذه الحمى الاندماجية؟

 أحد المصرفيين الغربيين يعلق قائلاً: قد لا تكون الشركة مضطرة للتضحية باستقلالها عندما يكون سعر البرميل ۱٥ – ۲۰ دولاراً، لكن عند سعر ۱۰ دولارات للبرميل فالشركة تريد النجاة، فانخفاض أسعار النفط إلى ما دون ۱۰ دولارات للبرميل يعد كارثة حقيقية للمنتجين بلاشك، وليس الانخفاض وحده هو المشكلة، بل إن  الإدراك المتزايد لاستمرار هذا التدني في الأسعار لفترة طويلة وهو الأمر الذي يدعمه بالإضافة إلى زيادة العرض، استمرار الأزمات الاقتصادية في آسيا وروسيا وضعف معدلات النمو لاقتصادات أهم البلدان الصناعية المستهلكة للمشتقات النفطية، كان الدافع الرئيس المعلن لهذه الشركات التي تعاني من سوق ترتفع فيه حدة التنافسية إلى حد كبير، خاصة في مجال الحصول على عقود جديدة في الدول صاحبة الاحتياطيات، وفي ظل أخطار تقلص السيولة المتاحة لهذه الشركات كان المخرج ضرورة قيامها بتخفيض نفقاتها، ووجدت في الاندماج الحل المناسب حيث يمكنها من خلال تلك الاستفادة من وفورات الحجم الكبير في مجالات البحوث والتطوير والتنقيب وغيرها، ويقدر الخبراء أن الشركتين ستوفران أكثر من ملياري دولار من نفقاتها من جراء الاندماج، وهو ما يعبر عنه «لوسويو نوتو» رئيس شركة «موبيل» يقول: نحن غالبًا نأخذ خطوات ذكية عندما يكون الزمن صعباً والزمن صعب الآن، وفي وقت نفسه يقول لي ريموند رئيس «أکسون»: كنت أرى دائمًا أن الهدف هو أن تكون الأفضل إذا كان الأفضل يعني الأكبر فلا مانع لدي، وصدق الرجل فقد أصبح الأكبر بالفعل بعد أن أصبحت شركته بعد الاندماج أكبر شركة في الساحة الأمريكية بإجمالي عائدات بلغ عام ۱۹٩۹م نحو ۲۰۳ مليارات دولار «بجمع عائدات شركتين في ذلك العام»، هذا في حين حققت شركة جنرال موتورز ١٦٦.٤ مليار دولار، ثم وول مارت ۱۱۸ مليار دولار، وجنرال إليكتريك ۸۸,٥ مليار دولار.

تكوين احتكارات عملاقة: لكن على الجانب الآخر، يرى البعض أن تخفيض النفقات كهدف معلن ليس إلا غطاء لا يخفي أهدافاً أخرى على رأسها رغبة هذه الشركات في تكوين احتكارات ضخمة تسيطر على السوق وعلى الأسعار، في وقت باتت فيه أوبك منافسًا ضعيفًا، ويكشف د. إبراهيم محمد الاقتصادي السوري عن هذه الآراء، فيسوق سؤالاً طرحه أحد المحللين في صحيفة «برلينر تسايتونج» الألمانية عن الدوافع الحقيقية لمثل هذه الاندماجات، وإذا كان ذلك يشكل مقدمة لرفع قيمة فواتير المستهلكين للمشتقات النفطية، بما أنها ستشكل احتكارات ضخمة لديها القدرة على فرض الأسعار التي تناسبها في أسواق استهلاك هذه المنتجات، وهو ما تعبر عنه أيضًا الصحيفة الألمانية «سود دويتشي تسايتونج» التي ترى أن حجة الاندماج بغية تخفيض التكاليف ليست مقنعة بالقدر الكافي، بل إن هذه الاحتكارات النفطية تريد تحسين موقعها مقابل بلدان أوبك…

ویری محللون أوروبيون آخرون أن استراتيجية الشركات تقوم على خطة من شأن تنفيذها تحقيق سيطرتها على أسواق منتجات الطاقة وتوزيعها بمختلف أشكالها، ومما يدلل على ذلك حقيقة أن الشركات المندمجة وتلك التي تنوي الاندماج يكمل بعضها بعضًا في مجال إنتاج مصادر طاقة مختلفة، ويتوقع كثير من المراقبين حدوث المزيد من الاندماجات التي ستقوم أيضًا وفي الوقت نفسه بالعمل على تطوير مصادر بديلة للطاقة مثل الرياح وغيرها، اتساقًا مع طبيعة العصر الجديد والأفكار التي تروج فيه عن البيئة ومخاطر التلوث، وبالتالي فإن هذه الشركات تعمل على إدماج مصادر الطاقة المختلفة واستهلاكها، وهي بهذا تقوم بانقلاب احتكاري عملاق لن تصمد أمامه أوبك، وستضرر من جرائه البلدان العربية التي تعتمد بشكل أساسي على دخلها من النفط والغاز.

دول الخليج وواقع المنافسة

والواقع أن الحقيقة التي تفرض ذاتها يومًا بعد آخر هي أن المنافسة هي صاحبة اليد العليا في الأسواق، ولن تستطيع أوبك مهما اجتمعت وأصدرت قرارات أن تستعيد دورها الذي لعبته في السبعينيات دور المتحكم في الأسواق والأسعار، وخاصة أن عديدًا من المراقبين يشير إلى أن الدور الواقعي الذي باتت أوبك تلعبه منذ فترة ليست بالقصيرة هو العمل على استمرار بقائها كمنظمة!! أضف إلى هذا أن الدول الملتزمة بالخفض في الإنتاج تبدو وكأنها تعاقب نفسها فقط، لأن هناك دولاً أخرى في أوبك تسارع وتزيد إنتاجها منتهكة الحصة المقررة لها لتغطي الفجوة التي خلفها التزام الدول الأخرى فقد تخطت إيران حصتها الرسمية ۳,۳۱٨ ملايين برميل يوميًا في سبتمبر الماضي بنحو ٣٠٠ ألف برميل، وكان إنتاجها في أكتوبر نحو ۲٫٥ ملايين برميل يوميًا، كذلك تدأب فنزويلا على انتهاك حصتها الرسمية المقررة ٢,٨٤٥ مليون برميل، فقد ضحت في أكتوبر الماضي ۲,۹۷۰ مليون برميل، ولديها خطة لرفع الإنتاج إلى 6 ملايين برميل في اليوم.

 الصفقة بمليارات الدولارات 

البيان

أكسون

موبيل

رأس مال المستخدم

٥٢.٩

٢٦.٥

العائدات

١٣٧.٢

٦٥.٩

صافي الدخل

٨.٥

٣.٣

النفقات الرأسمالية ونفقات الاستكشاف

٨.٨

٥.٣

نسبة العائد على متوسط رأس مال المستخدم

١٦.٥٪

١٣.٤

 

وبالأرقام

 

صافي الإنتاج اليومي من النفط

١.٦ مليون برميل

٠.٩

صافي الإنتاج اليومي من الغاز

٦.٣ مليار قدم٣

٤.٦

إجمالي المبيعات اليومية من المنتجات النفطية

٥.٤٠ مليون برميل

٣.٣

عدد محطات البيع

٣٣ ألف

١٥.٥٠٠

أعمال التنقيب والإنتاج

٣٠ دولة

٢٥ دولة

حصص في مصافي التكرير

٢١مصفاة/ ١٧ دولة

١٩ مصفاة/ ١٧ دولة

حصص في مواقع التصنيع

٥٦ موقعًا/ ٢٤ دولة

١٩ موقعًا/ ١٠ دول

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

دول الخليج وواجب الدعوة الإسلامية

نشر في العدد 273

12

الثلاثاء 04-نوفمبر-1975

هذا الأسبوع (العدد 274)

نشر في العدد 274

12

الثلاثاء 11-نوفمبر-1975

لماذا فشل مؤتمر مسقط؟

نشر في العدد 327

17

السبت 20-نوفمبر-1976