; ألف مليون مجرة في الكون | مجلة المجتمع

العنوان ألف مليون مجرة في الكون

الكاتب عمر عبد القادر

تاريخ النشر الثلاثاء 14-يوليو-1970

مشاهدات 29

نشر في العدد 18

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 14-يوليو-1970

نظرة تأمل في الكون           

ألف مليون مجرة في الكون

يدور في الكون ما يزيد على ألف مليون مجرة، والمجرة عبارة عن جمع هائل من النجوم تكون مع بعضها وحدة واحدة، ويبلغ متوسط البعد بين المجرات حوالي 1.5 مليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، فإذا علمنا أن سرعة الضوء تساوي 300.000‏ كم/ت تبين لنا أن السنة الضوئية تساوي ‎‏1× 10 13‏ كم، أي ما يزيد على مليون كيلومتر.

وأبعاد المجرات الخارجية عن مجرتنا مذهلة جدًّا، فأقربها منا ويسمى سديم أندروميدا العظيم يبعد عنا مسافة 680‏ ألف سنة ضوئية، بينما يصل أبعدها إلى مسافة 500 مليون سنة ضوئية.

وتتكون المجرة الواحدة من حوالي ‎100‏ ألف مليون نجم، أي أن الكون الذي نعيش فيه يتكون مما يزيد على ‎1 × 10 20 نجم.

والشمس نجم دون الوسط في حجمها بالنسبة للنجوم على الرغم من أن قطره يبلغ 866.000‏ ميل، وهي نجم واحد من مجموع 100 ألف مليون نجم تكون مجرتنا التي نعيش فيها، والتي أسماها اليونانيون القدماء الطريق اللبني بينما أسماها العرب طريق التبان، وشكل مجرتنا محدب من الوسط ولها طرفان مدببان ويبلغ البعد بين طرفيها 100‏ ألف سنة ضوئية أي حوالي ‎1 × ‎ 10‏ 18كم.

ويدور حول النجم مجموعة من الكواكب، وبالنسبة للشمس فيدور حولها تسعة كواكب تعرف باسم المجموعة الشمسية، وهي على الترتيب بحسب بعدها عن الشمس: عطارد -الزهرة -الأرض -المريخ ۔ المشترى -‏ زحل – أورانوس – نبتون -بلوتو، وبعض هذه الكواكب لها أقمار تدور حوله تسمى توابع مثل القمر الذي يدور حول الأرض ويبعد عنها مسافة 384 ألف كيلومتر.

من هذا العرض السريع يتضح لنا أننا نعيش على كوكب (الأرض) من مجموع تسعة كواكب تدور حول نجم (الشمس) في مجرة (التبان) بها 100 ألف مليون نجم مثل الشمس، وتدور هذه المجرة في كون به ألف مليون مجرة مثل مجرتنا.

 حقًّا إننا نعيش على جزء صغير من هذا الكون الواسع، وما مثل الأرض التي يتصارع عليها الناس اليوم إلا كمثل قطرة ماء في البحر.

والآن وبعد أن عرفنا من هذا العرض السريع فكرة موجزة عن عظمة هذا الصنع ودقة صناعته ليحز فى نفوسنا فعلًا أن نرى سادة علم الفلك الآن أصحاب المراصد الضخمة ومحطات وسفن الفضاء، وبعد أن وطئت قدما الإنسان سطح القمر أنه ليحز في نفوسنا أن نرى أولئك هم أبعد الناس عن الله مع أنهم عرفوا أسرار كونه وعظمته وتجلت لهم آيات كونه أكثر من غيرهم، بل إن بعضهم ليجاهر ليلًا ونهارًا أنه ليس لهذا الكون إله وأنه وجد بالصدفة أن قوة خفية هي التي أوجدته‎… إلخ، هذه (الهلوسات) مع إننا نعلم إنه لا يوجد شيء في هذا العالم إلا ويرجع إلى أصل، حتى القميص الذي نلبسه يكون مكتوبًا عليه صنع في كذا، ‏ فترى إذا لم يكن الله هو خالق الكون فمن هو الخالق إذن.

عمر عبد القادر

الرابط المختصر :